الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأنسنالوجيا فن إنتاج الحقوق و المعارف

حسن عجمي

2021 / 8 / 25
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الأنسنالوجيا مُركَّبة من "الأنسنة" و "لوجيا" بمعنى عِلم وبذلك الأنسنالوجيا عِلم الأنسنة الذي يدرس الأنسنة علمياً من خلال تحليلها على أنها معادلة رياضية. من الممكن تعريف الأنسنة على أنها المعادلة التالية : الأنسنة = إنتاج كل الحقوق الممكنة و احترامها + إنتاج كل المعارف الممكنة و اتباعها. لذا إن لم ننتج كل الحقوق و المعارف الممكنة نخسر حينئذٍ الأنسنة. وبذلك إن وُجِدت الأنسنة بلا إنتاج كل الحقوق والمعارف الممكنة واحترامها واتباعها فعندئذٍ تكون المعادلة السابقة كاذبة ما يتضمن أنه من الممكن اختبارها ما يضمن بدوره أنها معادلة علمية على ضوء إمكانية اختبارها.

بما أنَّ الأنسنة = إنتاج كل الحقوق الممكنة و احترامها + إنتاج كل المعارف الممكنة و اتباعها ، و من المعارف أنَّ كل البشر يملكون الجينات البيولوجية ذاتها كما يؤكِّد عِلم البيولوجيا وبذلك كل البشر يشكِّلون كائناً واحداً لا يتجزأ ، إذن معادلة الأنسنالوجيا تتضمن وحدة كل البشر. و بما أنَّ الأنسنة = إنتاج كل الحقوق الممكنة و احترامها + إنتاج كل المعارف الممكنة و اتباعها ، و من المعارف أيضاً أنَّ كل الظواهر و الموجودات تتكوّن من معلومات و تبادلها كما يقول الفيزيائي جون ويلر وبذلك كل الموجودات والظواهر تشكِّل كينونة واحدة غير منفصلة ، إذن معادلة الأنسنالوجيا تتضمن وحدة كل الظواهر والموجودات فتساوي بين جميع الكائنات ما يمكّنها حقاً من أن تكون أنسنة حقيقية للكون بكل ظواهره. هكذا تنجح الأنسنالوجيا في عملية الأنسنة الحقيقية و ذلك من خلال تعبيرها عن وحدة كل البشر و وحدة كل الظواهر والكائنات ما يدلّ على صدقها. و إنَّ كانت الأنسنة = إنتاج كل الحقوق الممكنة و احترامها + إنتاج كل المعارف الممكنة و اتباعها ، و علماً بأنَّ العدالة متكوِّنة من كل الحقوق الممكنة كحق كل فرد في أن يكون حُرّاً و أن يُعامَل كل البشر بمساواة ، فحينئذٍ معادلة الأنسنالوجيا تعبِّر عن العدالة و تتضمنها ما يدلّ على نجاحها فصدقها.

بالإضافة إلى ذلك ، بما أنَّ الأنسنة = إنتاج كل الحقوق الممكنة و احترامها + إنتاج كل المعارف الممكنة و اتباعها ، و علماً بأنه من الحقوق الممكنة حق الأرض و الظواهر الطبيعية كافة في أن توجد و تحيا و تزدهر و حق كل أفراد البشرية والحيوانات والنباتات في أن توجد و تحيا و تتطوّر ، إذن معادلة الأنسنالوجيا تتضمن أنَّ كل الظواهر الطبيعية تملك حقوقاً مشابهة أو مطابقة لحقوق الكائنات الحيّة و العاقلة. و بما أنَّ كل الظواهر الطبيعية تملك حقوقاً مشابهة أو مطابقة لحقوق الكائنات الحيّة والعاقلة ، إذن كل الظواهر الطبيعية تشكِّل كينونة واحدة حيّة و عاقلة غير قابلة للانفصال التي بفضلها تمتلك الحقوق ذاتها فإن لم تكن كل الكائنات متحِّدة في كينونة واحدة لا تتجزأ ما كانت لتمتلك الحقوق نفسها. من هنا ، تؤنسن معادلة الأنسنالوجيا الظواهر الطبيعية كافة من خلال اعتبارها حيّة و عاقلة تماماً كالإنسان فمالكة للحقوق ذاتها التي يمتلكها الإنسان. وبذلك تنجح الأنسنالوجيا في عملية الأنسنة المطلقة لكونها تؤنسن كل الظواهر الطبيعية باعتبارها جمعاء ظاهرة إنسانوية واحدة. و بهذا تكتسب الأنسنالوجيا هذه الفضيلة الكبرى. من الحقوق الممكنة حقوق كل الظواهر في أن توجد و تحيا و تزدهر فهذه الحقوق حقوق ممكنة لأنه لا تناقض في القول مثلاً بأنَّ الأرض تملك الحق في أن لا تُلوَّث. و بما أنها حقوق ممكنة تنجح معادلة الأنسنالوجيا في التعبير عنها لأنَّ هذه المعادلة تعرِّف الأنسنة من خلال إنتاج كل الحقوق الممكنة و احترامها كما تعرِّف الأنسنة من خلال إنتاج كل المعارف الممكنة و اتباعها.

كما بما أنَّ الأنسنة = إنتاج كل الحقوق الممكنة و احترامها + إنتاج كل المعارف الممكنة و اتباعها ، و ثمة معارف ممكنة عديدة و متنوّعة كالمعارف الأدبية و الدينية و الفلسفية و العلمية ، إذن الأنسنة تتضمن كل تلك المعارف المختلفة وبذلك تساوي فيما بينها. من هنا ، تنجح معادلة الأنسنالوجيا في التعبير عن مقبولية كل المعارف و تتضمن المساواة فيما بينها رغم اختلافها و تنوّعها ما يبرهن على أنها ناجحة بالفعل في عملية الأنسنة الحقة فلا ترفض معرفة معيّنة بل تقبل كل المعارف الممكنة المختلفة و المتعدّدة ما يؤدي بدوره إلى عدم التعصب لنموذج معرفي معيّن فيؤسِّس بذلك للسلام بين البشر و إن اختلفت معارفهم. هكذا تبني الأنسنالوجيا السلام الحقيقي من خلال تأكيدها على وحدة البشر و معارفهم و وحدة الظواهر كافة و المساواة في قيمتها و حقوقها في البقاء و الحياة و الازدهار.

تنجح الأنسنالوجيا أيضاً في التعبير عن التطوّر و تضمنه. فإن كانت الأنسنة = إنتاج كل الحقوق الممكنة و احترامها + إنتاج كل المعارف الممكنة و اتباعها ، و الحقوق و المعارف الممكنة تتضمن الحقوق و المعارف التي لم تُكتشَف بعد تماماً كما تتضمن كل الحقوق و المعارف التي تمّ اكتشافها ، إذن تطالبنا الأنسنالوجيا بالاستمرار في اكتشاف الحقوق و المعارف غير المُكتشَفة ما يضمن التطوّر الدائم بفضل ما قد نكتشف من حقوق و معارف ممكنة و جديدة. هكذا تعبِّر الأنسنالوجيا عن إمكانية التطوّر المستمر و تضمن التطوّر في آن. فإن لم تكن الأنسنة إنتاج كل الحقوق و المعارف الممكنة التي من ضمنها الحقوق و المعارف المستقبلية التي لم تُكتشَف بعد لتمّ سجننا بالحقوق و المعارف المُكتشَفة في الماضي ما يحتِّم القضاء على حريتنا و إمكانية أن نتطوّر. من هنا ، تنجح الأنسنالوجيا في ضمان الحرية و التطوّر معاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب