الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياةُ حياة .. ولا شيء آخر

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث

(Imad A.salim)

2021 / 8 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الحياةُ قصيرةٌ جدّاً ، وبسيطةٌ جدّاً ، وجميلةٌ جدّاً ، ولا تحتاجُ إلى فلسفة.
المزعجُ فيها فقط هو سوء الحظّ.
سوء الحظّ الذي يرافقكَ مثل كلبٍ وفيّ.
لا تُطعِمهُ ، ولا تسقيه ، ولا تأويه ، ولا تدافع عنه في مواجهةٍ كلابِ أخرى .. ويبقى وفيّا.
وحتّى سوءُ الحظِّ هذا ليس مُزعِجاً ، لولا أنّ الكثيرين ، عداكَ ، محظوظين ، ومحظوظين جدّاً ، دون سبب.
الحياةُ آمنةٌ جدّاً ، ولا تحتاجُ إلى كُلّ هذا الخوف ، لتعيش فيها.
هي، فقط ، مجردُ حربٍ ، أو اثنتين ، او ثلاثة .. إذا لم تُقتَل فيها ، ستعيشُ إلى الأبد.
الحياةُ تُحبُّ الحُبَّ ، و تُحِبُّ من يحبّها.. لذا قُل لكلِّ كائنِ تراه : أنا أحبّكَ .. يا حبيبي.
حتّى إذا لم ينتبه لذلك .. حتّى إذا لم يفهم لماذا .. حتّى إذا كان يكرهك .. ما الذي سيخسرهُ شخصٌ لا يُحبّهُ أحدٌ في هذا العالم.
الحياةُ لا تحتاجُ إلى البطولات والمعجزات ، بل إلى قليلٍ من الشجاعة.
عندما تُصادفُ امرأةً جميلةً ، لا تَخَف .. قُل لها : أنتِ جميلةٌ جدّاً .. فإنْ لم تُجِبْ ، أو لم تكتَرِث ، قُل ذلك لأمرأةٍ غيرها ، ولا تشعر بالخذلان .. لن ينتهي العالمُ تحتَ أقدام إمرأةٍ واحدة ، ولن تكونَ كافِراً إذا رجَمَتْكَ بصدودها ، ولن تذهبَ إلى جهنم.
الحياةُ مطيعةٌ جدّاً ، مثل حمارٍ أليف.
فقط لا تركلهُ كثيراً ، ولا تُحمّلِهُ أكثر ممّا يحتمِل ، وضَع في فمهِ كُلَ عامٍ تُفّاحةً واحدة.. وسيبقى ينهقُ في وجهكَ بحبورٍ إلى أن تموتا معاً ، من شدّة البهجة.
الحياةُ "مُعامَلات" و مساومات ، وهي سيّدةٌ تعرف ما تريد ، و عمليّةٌ جداً ، ولا تحتاجُ إلى "وسيطٍ" ، أو بورصة.
إذهَب الى "سوقها" ، وأعمل فيها ، وألعب معها ألعابها العجيبة.. وقد تُصيبُ وقد تَخيب ، وتعودُ بعدها ضاحِكاً الى البيت ، فذلكَ أفضلُ من الذهابِ ، مُفلِساً، إلى المقبرة.
الحياةُ "كَلْبَةٌ" جدّاً .
ربّما.
وقد تكونُ أحياناً "كلبةً بنتَ 16 كلب"
ربّما.
وهي تُفضّلُ عليكَ أسوأ ، وأنذلَ ، وأجبنَ الكلابِ في موسم "التزاوج".
ربّما.
ربّما يحدثُ هذا ..
ولكن إيّاكَ إيّاكَ ، أن تكونَ أكثرَ نذالةً منها.
الحياةُ دائماً تطرحُ الأسئلة.
لا تُجِبْ عنها كُلّها.
حتّى الآلهة لا تفعلُ ذلك.
الحياةُ فيها شيءٌ من الحزن ، وشيءٌ من الخوف ، وشيءٌ من القتلِ غيرِ العَمَد .. وفيها الكثيرُ من الحنينِ أيضاً.
تعايَش مع ذلك(كما يقول الطبيب)
و قُل سلاماً للغائبين .. أينما كانوا.
سلاماً للجحود العظيم ..
وللأسف الذي تأخّر كثيراً ..
وللحنينِ الذي تدفّقَ بعد فوات الأوان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي تستهدفه الطائرات الحربية الإسرائيلية في ضاحية بيروت


.. مسيرة بمدينة نيويورك الأمريكية في ذكرى مرور عام على حرب إسرا




.. مشاهد تظهر حركة نزوح واسعة من مخيم -صبرا وشاتيلا- بعد الغارا


.. مشاهد توثق موجة نزوح كثيفة من مخيم صبرا وشاتيلا بعد الغارات




.. سقوط أكثر من 25 غارة إسرائيلية ليلية على الضاحية الجنوبية لب