الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تاريخ الرياضيات: النشأة و الأصل، التضليل و الخداع...و محاولة الإصلاح الرياضياتي.

محمد عبابو

2021 / 8 / 28
التربية والتعليم والبحث العلمي


‌عند محاولة البحث و الغوص في تاريخ الرياضيات قد يجب الباحث و المهتم بالرياضيات أن الرياضيات التي سادت قديما تختلف عن الرياضيات المنتشرة حاليا و المعتمدة أكاديميا و تربويا عالميا، والإختلاف يكمن في كون الرياضيات القديمة أي بالخاصة تلك الرياضيات التي مارسها البابليون و الفراعنة و الهند القديمة و المايا و الإغريق و الرومان كانت تخلو من رمز اللانهاية هذا بالإعتماد على تلك الشواهد المتمثلة إما في البرديات أو النقوش و الجداريات التي تحصل عليها علماء الآثار من خلال التنقيب في مناطق تلك الحضارات، و من المعروف أن نشأة الرياضيات و أصلها يرتبط بذلك الزمن، فالرياضيات كانت تعتمد بالأساس على الطبيعة و الواقع و تخلو من الخيال كون الإنسان القديم و الذي عاش في تلك الحضارات لجأ إلى استخدام علم الحساب في محاولة لفهم الطبيعة و الواقع و كذلك ابتكر الهندسة بالإعتماد على الطبيعة من خلال محاكاة الأشكال الطبيعة الموجودة فمثلا عرف الدائرة من خلال شكل القمر، و الشمس وشكل جذوع الأشجار و قزحية العين، أما في محاولة عن الحديث عن الرياضيات المنتشرة حاليا و هي تلك الرياضيات الممزوجة بفكرة مترسخة في أذهان البشر من المهتمين بالرياضيات خاصة أو حتى الناس عامة و هي أن الأعداد ليس لها نهاية أو اللانهاية و استخدام رمزها فتاريخها و أصلها يرجع إلى أول من صاغ مصطلح "اللانهاية" و هو أناكسيماندر و الذي عاش في فترة ما قبل سقراط، و لكن بمحاولة سرد سيرته الذاتية و علاقته بالرياضيات قد يتبين و بحسب العديد من الروايات أنه كان يكره الرياضيات، فهذه الخاصية التي تميز بها اتجاه الرياضيات تفسر و توضح أن محاولته كانت متعمدة من أجل النيل من سمعة الرياضيات التي حاول من خلالها التأثير في أتباعه، لكن و نظرا لوجود رياضياتيون حقيقيون في اليونان القديمة لم تجد فكرة اللانهاية ذلك الرواج و الإنتشار الواسع نظرا لأن الرياضيات كانت تعتمد بالأساس على العقل و المنطق و تنفي كل ما هو غير متوافق مع الطبيعة و الواقع، و هكذا ظلت على حالها إلى ان بدأت الرياضيات في عصر متقدم تأخذ منحى آخر وتتجه نحو الإنحطاط العلمي بسبب إعادة إحياء لفكرة أناكسيماندر و محاولة دمجها مع الرياضيات و محاولة ترسيخها في الأذهان و من أجل القيام بذلك قامت جماعة تدعي العلم و لكن الحقيقة هي أنها تنظيم سري كان يهدف إلى محاولة طمس و فبركة و تحريف المخطوطات العلمية الأصلية من خلال تزوير المخطوطات ثم الإدعاء بأنها أصلية، ومن هنا بدأ الناس يتلقون ذلك التعليم الرياضياتي الزائف، و من أبرز المشاركين في ذلك و خلال فترة العصور الوسطى "جوهن واليس" و الذي يعد مبتكر رمز المالانهاية، و بحسب الروايات العديدة التي تهتم بسيرته تثبت أنه كان يتسلل خفية إلى المكتبات و يقوم بتزوير و تحريف المخطوطات طمعا في تأسيس حركة مناهضة للعلوم القديمة و الكلاسيكية التي تعتمد بالأساس على الطبيعة و الواقع و التجربة العلمية، و استغل الفرصة لنشر تلك المخطوطات المزورة بين مدارس الرياضيات أنذاك و هكذا تشكل تيار من الرياضياتيون الزائفون الذين استخدموا رمز اللانهاية مع الرياضيات و إزاحة الرياضيات من شعبة العلوم و قذفها إلى التجريد و استخدام الخيال، وتم طمس آثار الرياضيات الصحيحة و الإدعاء بالتجديد و الإستحداث الرياضياتي و الذي هو في الحقيقة أكبر تضليل و خداع علمي في تاريخ العلوم عامة و الرياضيات خاصة، ومن تلك الفترة تم تبني هذه الرياضيات الزائفة و

تم إدراجها ضمن مناهج التعليم و تم توزيعها بين مختلف الأوساط الأكاديمية و التربوية العالمية و هي بالطبع صادرة من الهيئات العالمية التي تمثل التربية و العلوم بصفة عامة كاليونيسكو أو الإتحاد الدولي للرياضيات بصفة خاصة، و لكن هل من الممكن أن يكون رؤساء الإتحاد الدولي السابقون أو حتى الرئيس الحالي و اللجنة التنفيذية و نظرا لأن لهم شان بالإهتمام بالرياضيات على أن لا يكونوا على دراية و علم بتاريخ و فلسفة الرياضيات، بل إن الأمر ربما يدل و يثبت بلا شك أن ما يجري داخل مقر الإتحاد الدولي للرياضيات هو التركيز على عدم الحديث عن فلسفة و تاريخ الرياضيات القديم، و هذا ما يتم ملاحظته، إذ أن الإتحاد الدولي للرياضيات لا يشجع على تلك المشاريع البحثية المهتمة بتاريخ و فلسفة الرياضيات، هذا يعني أن هناك تعمّد و محاولة وسعي في دعم و زيادة انتشار نطاق الرياضيات الزائفة أو الرياضيات الممزوجة بوهم اللانهاية و رمزها، أما ما يحفز على انتقاد هذه الرياضيات و الشك و الحديث عن الإتحاد الدولي للرياضيات، أن الرياضيات بالأساس تعتمد على الدليل و البرهان، و لا يمكن الإستدلال بدليل و برهان رياضياتي لإثبات اللانهاية، لكن للأسف المهتمين بالرياضيات حاليا لا يرغبون في التخلي عن ذلك التعصب الرياضياتي المتمثل في الإيمان بفكرة اللانهاية و ذلك يرجع إلى كونهم ضحايا لتعليم رياضياتي زائف تم من خلاله الترسيخ في أذهانهم تلك الرياضيات الممزوجة برمز اللانهاية و جعلتهم يؤمنون بأن الأعداد ليس لها نهاية، و لا يرغبون في إدراك الحقيقة الرياضياتية المتمثلة في كون المنطق الصحيح للرياضيات ينفي و يدحض اللانهاية. فالواجب القيام به و من أجل تصحيح مسار الرياضيات و إحياء للرياضيات الصحيحة و القديمة الخالية من وهم اللانهاية، و كذلك من أجل تاسيس لمنظومة تعليمية رياضياتية عالمية صحيحة فلا بد من أن يتحالف جميع المهتمين حقا بالرياضيات سواء من باحثين أو أساتذة و طلبة الرياضيات و هكذا نحو المطالبة بإصلاح رياضياتي يتمثل في وجوب محو و التخلي عن رمز اللانهاية و فكرة الأعداد ليس لها نهاية ضمن مواضيع الرياضيات، و ذلك يتم من خلال مراسلة الهيئات العالمية كاليونيسكو و الإتحاد الدولي للرياضيات في رسالة للمطالبة بضرورة فتح مشاريع بحثية متمثلة في التاريخ القديم للرياضيات و فلسفة الرياضيات و هكذا نحو نهضة علمية و رياضياتية عالمية متمثلة في تأسيس لرياضيات صالحة للتدريس و الدراسة خالية من وهم اللانهاية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. ماذا حمل المقترح المصري؟ | #مراس


.. جنود أميركيون وسفينة بريطانية لبناء رصيف المساعدات في غزة




.. زيلينسكي يجدد دعوته للغرب لتزويد كييف بأنظمة دفاع جوي | #مرا


.. إسرائيليون غاضبون يغلقون بالنيران الطريق الرئيسي السريع في ت




.. المظاهرات المنددة بحرب غزة تمتد لأكثر من 40 جامعة أميركية |