الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزى الاسلامى وخطر السرطان

محمد فُتوح

2021 / 8 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الزى الإسلامى وخطر السرطان
----------------------------------------
منذ أيام قرأت فى إحدى الجرائد المصرية اليومية ، مقالاً مطولا ، بعنوان " الزى الإسلامى يقى من السرطان " .
استعانت فيه الكاتبة برأى أحد الأطباء المتخصصين فى الأمراض الجلدية والتناسلية ، والذى أكد أن الزى الإسلامى الذى شرعه الإله ، والذى يستر كل الجسد إلا الوجه ، يقى من السرطان ، خاصة أنه واحد من أندر أنواع السرطانات الجلدية ، وهذا النوع من السرطانات يبدأ ببقع سوداء صغيرة على الجلد ، ثم ما يلبث أن ينتشر فى الجسم كله.
إن عدم ارتداء الفتيات للزى الإسلامى ، وخاصة فى موسم الصيف يعرضهن للخطر ، وتخلص الكاتبة إلى أن ارتداء الزى الإسلامى يقى من السرطان فى الدنيا ، ومن عذاب النار فى الآخرة.
لقد بحث هذا الطبيب فى التراث الإسلامى كله ، وأخيراً اهتدى عقله إلى الوسيلة المثلى للحماية من هذا المرض الخطير ، فوجد ضالته فى ارتداء الزى الإسلامى وليس غيره .
ما هذا الاستخفاف بعقول الناس ؟! . ما هذا الاستسهال ، للقفز إلى حلول الغرض منها لى عنق الحقائق وتزييفها ؟! . ما هذا الربط التعسفى بين أمور لا يجوز الربط بينها ، بهذه البساطة المخلة وهذه السذاجة المفرطة ؟! .
لقد انتشرت مثل هذه التفسيرات فى الآونة الأخيرة ، لأسلمة كل شىء فى حياتنا ، وأصبح من الشائع تفسير كثير من الأمراض ، وإدعاء علاجها والوقاية منها بالطب الإسلامى ، حتى أكثر الأمراض المزمنة ، والتى لم تتوصل الأبحاث الطبية والعلمية إلى علاج لها.
إن مثل هذه التوجيهات تخدع الناس وتغرر بهم ، وقد تضر بصحة المريض ولا تفيده.
لقد حكى لى أحد الأصدقاء الذى تخصص فى طب وجراحة العيون ، أنه بعد أن أجرى إحدى العمليات ، فوجىء بزميلته الطبيبة فى التخصص نفسه ، تضع قطرات من عسل النحل فى عين المريض ، ولولا يقظة الطبيب ، لأصيبت عين هذا المريض بالتلوث ، والذى كان من الممكن أن تنشأ عنه مضاعفات خطيرة .
إن أشعة الشمس تعد من المصادر المهمة التى تحتاجها الكائنات الحية وخاصة الإنسان . وسكان أوروبا والمناطق الباردة ، يتركون بلادهم التى تغيب عنها الشمس فى معظم أوقات العام ، ليتوجهوا فى رحلات سياحية إلى بلاد غنية بأشعة الشمس للاستمتاع بحرارتها ودفئها.
إن أحدث الأبحاث الطبية فى مجال الطب النفسي ، توصي بالتعرض لأشعة الشمس ، كوسيلة من وسائل العلاج لمرضى الاكتئاب ، أيضاً أرجعت الأبحاث التى أجريت فى بلاد مثل السويد وفنلندا ظاهرة الاكتئاب الحاد الذى يؤدى إلى الانتحار، إلى عدم التعرض الكافى لأشعة الشمس. إن ساعات قليلة فى فترة منتصف النهار ، والتى تتسرب فيها الأشعة فوق البنفسجية ، هذه الفترة هى التى يمكن تجنبها لاتقاء الإصابة بسرطانات الجلد . وطريقة التجنب هذه تكون بأساليب مختلفة ، ليس منها ارتداء الزى الإسلامى ، كالسير فى الطرقات التى يتوافر فيها الظل ، أو الجلوس تحت ظل شمسية ، وغيرهما.
إن هناك أسباباً عديدة ، أدت إلى حدوث أنواع مختلفة ، ومتنوعة من السرطانات التى يمكن أن يكون من بينها نوعاً خطيراً. لقد شُبعت الأطعمة التى نتناولها كالخضروات والفاكهة بالأسمدة المسرطنة ، وأكلنا الدجاج الذى تم حقنه بالهرمونات القاتلة ، وشربنا المياه الملوثة ، سواء كانت طبيعية أو معدنية .
إن مواجهة هذه الأسباب ، والرقابة الصارمة على مَنْ يتلاعبون بحياة الناس وصحتهم ، هى الوقاية المثلى لاتقاء مثل هذه الأمراض ، وليس ارتداء الزى الإسلامى .
أود أن أنهى كلامى هنا بــ " فانتازيا صغيرة ". فى فصل الصيف ، يهرول الناس إلى الشواطىء ، يتخففون من أعبائهم ، يتحررون من ملابسهم الثقيلة ، حيث حرية الجسد وسهولة انطلاقه فى الماء ، وخفة حركته فوق الرمال . فى هذه الحالة إذا التزمت النساء بارتداء الزى الإسلامى ، حيث النصيحة التى يقدمها لنا المقال ، فسوف يتقين هذا المرض.
وتظل المشكلة هنا فى الرجال ، فهم يرتدون زى البحر الإسلامى الذى يغطى الُسرة وحتى أسفل الركبة ، وتبقى أغلب أجزاء الجسم عارية . ، هنا سوف يقضى هذا المرض اللعين ، على كل الرجال المتأسلمين الذين يرتادون الشواطىء . وقد يموت باقى الرجال المتأسلمين حزناً وكمداً ، بسبب هذه الكارثة .
وتبقى النساء المتأسلمات وحيدات ، يتحسرن على رجالهن ، وعلى حالهن من بعدهم ، فمنْ الذى سيقهرهن بتعدد الزوجات ، ويضربهن ، ويهجرهن فى المضاجع ؟!.
من كتاب " الشيوخ المودرن وصناعة التطرف الدينى " 2002
---------------------------------------------------------------------------
--








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - نقد القشور لا ينفع
عبد الفادي ( 2021 / 8 / 29 - 19:50 )
اغلب مقالاتك يا سيد فُتوح تدور حول سلبيات المجتمع الإسلامي ونقد تصريحات المتأسلمين لكن ولا مرة تتجرأ الأقتراب من النصوص الدينية التي هي الأساس في تكوين افكار المتأسلمين فيبدو انك تؤمن بالمسببات لكن تنتقد نتائجها ، لقد سئمنا من هذه الأخبار يا سيد فُتوح وحان الوقت لتدخندق وتتحزم وان تضرب بالمليان لأنه لا فائدة من مضيعة الوقت في رصد السلبيات دون محاربة اسبابها ، تحياتي واحترامي

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب