الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ودرسا في الإنسانية 4

فارس الكيخوه
(Fares Al Kehwa)

2021 / 8 / 29
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في الهند وفي إحدى قرى مقاطعة بنجاب التي يسكنها خليط من الأديان ولكن أغلبها من السيخ ..يقوم بلجندر كيل وهو سيخي،صاحب محل صغير متواضع لبيع الفواكه والخضروات ،بعمل غريب وعجيب لكثير من المسلمين الذين يعيشون في تلك القرية..
يقوم السيد بلجندر كل يوم جمعة وفي وقت صلاة المسلمين في الجامع القريب من محله ، يقوم باستغلال فرصة الصلاة ،الى الذهاب الى الجامع ومسح وتنظيف أحذية ونعال المصلين أثناء الصلاة.وطبعا بدون مقابل..يقول "أنا تعودت على عمل هذا منذ أكثر من عشرين عاماً.. الكثيرون من المسلمين يرون ذلك غريبا, ولكنهم يأتون ويشكرونني على ذلك" ويضيف"نعم،هم يشعرون بالتعجب ويسألونني، لماذا رجل مثلي ليس مسلماً يقوم بفعل هذا ؟ أقول لهم،إن هذا العمل ببساطة يجلب السعادة و البهجة الى قلبي،ان
ديني يحثني على عمل الخير لأي إنسان على اختلاف ديانته وعقيدته..انا احس ان واجبي فعل الخير وهذا ما أفعله ،انه يشعرني أنني إنسان" ….
كلمات بسيطة من انسان بسيط جدا ،ولكن صدقوني ما أعمق وأصدق هذه الكلمات،عندما تصبح الإنسانية فوق الكل. إن هذا العمل يجلب السعادة إلى هذا الشخص والى آخرين كثيرين أيضاً، ما أجمل أن تجلب السعادة ليس لقلبك فقط بل إلى قلوب الآخرين ، إن بلجندر كيل بعمله هذا ،يحثنا على عمل الخير للآخرين مهما كانت معتقداتهم...أنها أيضا رسالة إلى المسلمين ،بأن غير المسلمين ليسوا كفارا و انجاسا كما في كتابهم المقدس ، وهي دعوة إلى نبذ الحقد والكراهية للآخرين ..ولأن مؤسس السيخية فطن إلى هذا وهو يقرأ ويتمعن في القرآن ،فصحح ذلك المفهوم القبلي البدوي وجاء بمبدأ أصدق وأعمق وأشمل . أن الإنسان أينما كان هو المركز والجوهر في تعاليم الدين،وعمل الخيرلا يتعدى على المؤمنين فقط ،بل لكل البشر على حد سواء ،وازيد، أن فعل الخير للغير ،هو الاصح والاقرب إلى الكمال الذي يدعو إليه الدين. ،لكي يرى الآخرين ثمار التعاليم الصحيحة…..
وختاماً اقول: أن الأديان فرقت البشر وقسمتهم إلى مجاميع تخالف وتعارض وتنفي وتتصارع بعضها البعض ،ولكن الذي يجمع كل البشر وباختلاف معتقداتهم هي الإنسانية ،والإنسانية ليس لها عشرات التفاسير والتأويلات والمزاجات
والترقيعات.بل معنى واحد ثابت يفهمه الجميع وبدون حتى الرجوع الى أي معجم…..وبدون الإنسانية ،نحن كتل صخرية لا حول لها ولا قوة..…وحتى اكون منصفا اكثر، لربما نستفاد من تلك الكتل الصخرية يوما ما !!!!!!!!!

تحياتي…

نعم للتنوير...لا للتخدير.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وجهاء وعشائر الطائفة العلوية يطالبون بإصدار عفو عام يشمل كل


.. شيرين عبد الوهاب تحيى حفلاً غنائيًا فى دبى الأسبوع المقبل




.. 146-Al-araf


.. 146-Al-araf




.. الاحتفالات بسقوط نظام بشار الأسد مستمرة في الجامع الأموي بدم