الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نقد الفكر الديني

أحمد محمد زغب

2021 / 8 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قراءة أحداث التاريخ أنثروبولوجيا استفز حراس النوايا وجحافل الظلام .
أحمد زغب
بين العلم والجهل صراع قديم و أبدي كان ومازال وسيظل إلى قيام الساعة، قد تقوى الأمة فيتراجع الجهل قليلا وينحسر،ويترك المجال للعلم،لكن الأمة كثيرا ما تضعف لينتصر الجهل ويستقوي بالدهماء والسلطة، ليبسط سلطانه ويقمع كل نقاط النور التي قد تشرق هنا أو هناك في تاريخ أمتنا العربية كثيرا من المحطات التي قمع فيها العلماء أو قتلوا أو نكل بهم من عبد الله ابن المقفع الى ابن رشد والفارابي وابي حيان التوحيدي وغيرهم كثير.وفي العصر الحديث وجدنا طه حسين وعلي عبد الرازق وحسن حنفي ونصر حامد أبو زيد وغيرهم.
والمشكلة أن العلم يخجل من نفسه ولا يتكلم بالقوة لأنه دائما نسبي، ولا يوجد علم مطلق أو يقيني، بينما الجهل يدعي اليقين والوثوق بل يدعي أن علمه من الوحي الإلهي ، لذلك من العبث أن تحاوره لأنه سيقول لك (أنت تأخذ علمك من عبد الرزاق وأنا أخذ علمي من الخلاق). وهكذا كان معظم علماء الدين يحيطون أنفسهم بسور من الدغمائيات واليقينيات فيشلون تفكيرهم ويفرضون على الناس مسلماتهم على أنها الحقائق المطلقة وغيرها أباطيل.
رجال الدين في كل عصر يسعون للسيطرة على الدهماء يوظفون دغمائياتهم ومسلماتهم ويضفون عليها القداسة ،ويغتنمون أدني فرصة ليقدموا أنفسهم على أنهم أشخاص مقدسون، يحمون الدين ويدافعون عنه ضد الملاحدة ،فيصنعون لأنفسهم مكانة لدى الدهماء ، التي تكرر ما يقولون دون تفكير وتتبع بعضها بعضا كخراف بانورج، لذلك يزعمون أنهم يحتكرون الحديث في الدين لأنه لا أحد يسمح له بالخوض في الدين فهو حكر عليهم، وأول ما ذكره أحدهم أن أستاذ الثقافة الشعبية والأنثروبولوجيا لا يحق له الخوض في الدين لأنه يتكلم في غير اختصاصه ، ومع أن كلامنا لم يكن في الدين إنما كان في السياسة سياسة الصحابة في فرض سلطتهم الدينية والدنيوية بعد وفاة الرسول (ص).ومع ذلك فهذا جهل كبير ،وغرور مقيت لأن الدين من حيث هو دين موضوع لكثير من العلوم الأخرى مثل علم الاجتماع والأنثروبولوجيا والفلسفة وغيرها. والثقافة أساسها الدين فلا توجد ثقافة غير ناتجة عن الدين كقاعدتها الأساسية. وإذا كان المتخصص في الثقافة الشعبية والأنثروبولوجيا لا يحق له الخوص في موضوع الدين ، فيبقى حكرا على الشيوخ الذين يملكون مجموعة من المعلومات المسلم بها المكرورة المحفوظة عن ظهر قلب من دون التفكير فيها وهي الحقائق المطلقة التي لا نقاش فيها.
أساس الضجة والحملة المسعورة، أننا قلنا كلام يريدونه أن يبقى مخفيا على العامة، مع انه موجود في معظم كتب التاريخ، وهو أن الصحابة استغلوا الدين لتوطيد سلطتهم ، فقد استغل أبوبكر الصديق فريضة الزكاة ليحارب المناوئين لحكمه على أنهم مرتدون وسماها التاريخ حروب الردة.وهذا الكلام ليس جديدا ولم نأت به من بنات أفكارنا.لم نلعن أبا بكر الصديق كما يفعل ملايين المسلمين في مشارق الأرض صباح مساء، بل قلنا إننا لا نستطيع أن نحاكم التاريخ ولا نتهمه بسوء النية لأن السياق مختلف تماما عن عصرنا. إنما نحلل أحداثا مذكورة في كتب التاريخ ونقرأها قراءة أنثروبولوجية ليس إلا.
وقلنا بما أننا مسلمون سنة ولسنا شيعة ، نسلم عقائديا وعاطفيا بالأفكار المعروفة التي ورثناها عن آبائنا وأجدادنا ، لكننا نقرأ التاريخ قراءة أنثروبولوجية، فنقول إن التقديس ظاهرة إنسانية في معظم الثقافات، لكن السلطة دائما تستغل التقديس لتفرض سلطانها حدث هذا في جميع الأديان بما في ذلك الإسلام.
وهذا الكلام يفترض أن يخدم جماعة الإسلام السياسي ، رغم أننا ندعو دائما إلى الفصل بين الدين والسياسة وعدم إفساد كليهما بالآخر، فعدم انفصال الدين عن السلطة في مجتمع التأسيس يجعل إمكانية الفصل بين الدين والسياسة من أصعب الأمور.
حراس النوايا عاجزون عن التمييز بين العلم البشري النسبي والدين القائم على مسلمات يقينية لا يستعمل فيها العقل لأنها تضع نفسها فوق العقل البشري، والكارثة الكبرى أن كثيرا من هؤلاء متخرجون من الجامعات مما يجعل الجامعة الجزائرية عاجزة عن تنوير عقول الناس ويبقى الفكر الأسطوري والتناحر العقائدي يفرضان نفسهما على الساحة. وكأننا لم نكتف بالكوارث التي حدثت في التاريخ والكوارث التي حدثت في العشرية الأخيرة من القرن الماضي في بلادنا ونبحث عن مزيد منها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. 61-An-Nisa


.. 62-An-Nisa




.. 63-An-Nisa


.. 64-An-Nisa




.. 65-An-Nisa