الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وضع الديانة بالبطاقة من الناحية الشرعية

مصطفي راشد

2021 / 8 / 31
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


فتوى شرعية بخصوص خانة الديانة بالبطاقة
-----------------------------------------------------
ورد لنا سؤال عبر موقعنا على الإنترنت من الدكتور - عادل محمود فوزى من مصر يقول فيه أن الدولة المصرية دون غيرها تُصر على وضع وتعريف نوع الديانة فى البطاقة ( الهوية الشخصية ) فهل هذا أمر شرعى مستحب أن تفعله الدولة ؟
وللإجابة على هذا السؤال نقول :-
بدايةً بتوفيقً من الله وإرشاده وسعياً للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله --، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم ------------------------------ اما بعد
فوضع نوع الديانة فى البطاقة ( الهوية الشخصية ) لا يوجد بالعالم هذا الوضع إلا فى مصر وثلاث دول أخرى ، وهو أمر تطلبه وزارة الداخلية فى استمارات إستخراج البطاقة ثم بعد ذلك يصدر مدون بالبطاقة -- فالامر بيد وزارة الداخلية ويمكن تغييره بقرار من السيد وزير الداخلية لأن من وضع ذلك البند في استمارات البطاقة هو وزير الداخلية لأول مرة في تاريخ مصر في عهد عبد الناصر سنة ١٩٥٨ ، ولا صلة للشرع بالأمر من قريب أو بعيد، لأن الإيمان هو ما وقر في القلب وصدقه العمل...) كما قال الأمام حسن البصرى والكتابة فى الأوراق لا تثبت حقيقة الإيمان فالكثير من الناس يؤمن بغير ماهو مدون ببطاقته ، لأن هذه علاقة خاصة بين الإنسان وربه لا يعلمها سواهما ، --- وكما قالت الآية 106 من سورة النحل (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ) ص ق فالآية لم تقل وإيمانه مسجل بالبطاقة بل قالت وقلبه مطمئن بالإيمان لأن الإيمان محله القلب ولا تثبته أوراق وبطاقات العالم كله -- وايضا قوله تعالى فى الأية 52 من سورة الشورى (مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا ) ص ق فالإيمان نوراً وليس بطاقةً أو اوراقا -- وايضا قوله تعالى فى سورة الحجرات آية 7 ( وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ) ص ق فالإيمان زينه الله فى القلوب وليس البطايق --ايضا كما قالت الآية 14 من سورة الحجرات (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا ۖ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) ص ق أى ان هناك الكثير من المسلمين بالأسم والبطاقة لكنهم غير مؤمنين -- ايضا الآية 22 من سورة المجادلة (لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ ) ص ق فكتابة الإيمان فى القلوب وليس البطاقة أو الأوراق --- ايضا تعتبر كتابة نوع الديانة فى البطاقة فرز طائفى يساعد على التمييز وهى جريمة نصت عليها مواثيق الأمم المتحدة وخصوصا نص البيان العالمى لحقوق الإنسان الصادر بباريس 10 ديسمبر 1948 -- وايضا جرمها الدستور المصرى فى أكثر من مادة -- لذا يعد إستمرار هذا الوضع من ناحية الدولة هو إجرام دولة ضد مواطنيها --- وأنا لأنى أعيش فى دولة استراليا فالقانون الإسترالى يجرم كتابة نوع الديانة أو حتى السؤال عن نوع الديانة بعقوبة قد تصل إلى 3 سنوات --- لذا يعيش الجميع بما فيهم المسلمون فى هدوء وسلام مع أكثر من 170 ديانة وعقيدة أخرى --- كما أن من يتحجج بموضوع الزواج او الميراث بحجة أن نوع الديانة يوضح لنا من يتقدم للزواج من بناتنا وكيف نورث فهو حق يراد به باطل ، فانا اعرف شخصيا شخص تقدم للزواج من ابنة شيخ زميلنا ومكتوب فى بطاقته مسلم وبعد الزواج إكتشفت الزوجة أنه ملحد بعد فوات الأوان ووجود أطفال -- وكذا حالات على الطرف المسيحى ثم تكتشف الزوجة أنه ملحد --- وهو مايعنى أن من يتمسك بكتابة نوع الديانة من أجل عدم الغش فى الزواج هو فى الحقيقة من يغشنا ويجعل الإيمان مجرد شكل وكيف عاشت مصر والمسلمين وغيرهم أكثر من ألف ومئتي عام بدون كتابة الديانة قبل ١٩٥٨ وايضا مثلا تونس وسوريا ولبنان والمغرب كيف يعيشون بدون ذكر الديانة بالبطاقة رغم وجود تعدد ديني عندهم أكثر من مصر؛؛ ، وهو مايختلف تماما كما اسلفنا مع ماحددته النصوص الدينية بكل صراحة لذا يكون الحاكم والقاضي وكل مسؤول ملزم شرعا ً بوقف هذا الغش الشكلى لنعود لجوهر وصحيح الإيمان حتى يرضى عنا الله؛؛ ويأثم من لم يسارع فى التصحيح ووقف هذا الغش الشكل والتميز العنصري والذى كان سببا في مقتل ٢١ مسيحي بليبا حيث ترك الإرهابيين غيرهم من المسلمين وعرفوا عقيدتهم المسيحية من البطاقة وقاموا بقتلهم على الهوية وهو مايعطي أهالي هؤلاء الشهداء مقاضاة الدولة داخليا ودوليا امام المحكمة الجنائية الدولية حمى الله مصر والمصريين جميعا .
هذا وعلى الله قصدُ السبيل وإبتغاءِ رِضَاه
الشيخ د مصطفى محمد راشد عالم أزهرى وأستاذ الشريعة ورئيس الإتحاد العالمى لعلماء الإسلام من أجل السلام ومفتى استراليا ونيوزيلاندا والسفير بمنظمة السلام الدولية وعضو نقابة المحامين وإتحاد الكُتاب الأفريقى الأسيوى ورئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان للسؤال ت م وواتساب 61478905087 +








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل من الضروري وضع الديانة بالبطاقة
عبد الفادي ( 2021 / 8 / 31 - 16:38 )
شكرا شيخ مصطفى على هذا الشرح المُحكَم والوافي المقنع ، الحقيقة ذكر الدين في البطاقة / الهوية الشخصية له مضار اكثر من فوائد في سبيل وحدة ابناء الوطن الواحد ، ومن يصر على وضع الديانة بالبطاقة هو من يريد ان ينصب فخ يستخدمه للتفريق والتمييز على اساس الدين ، فمثلا القاضي المتدين الأخواني يمكنه التعرف على الفرد من خلال دينه ويمكنه ان يطّبق مقولة انصر اخاك ظالما او مظلوما ، وهكذا ضباط الشرطة في قلب محاضر التحقيق ، وهكذا في تعينات موظفي الدولة ..الخ ، فوضع الدين في البطاقة هو بمثابة عزل المواطنين عن بعضهم كتعمد في عدم تطبيق العدالة ، فالخائفين من رفع الدين من البطاقة هم إما هم غير واثقين من إيمانهم ودينهم او هم متعمدين في تخريب العلاقة بين ابناء الوطن ، تحياتي شيخ مصطفى المحترم

اخر الافلام

.. كيف تفاعل -الداخل الإسرائيلي- في أولى لحظات تنفيذ المقاومة ا


.. يهود يتبرأون من حرب الاحتلال على غزة ويدعمون المظاهرات في أم




.. لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا


.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است




.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب