الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طالبان : الارهاب الذي صدرناه ، الجزء الثاني

اسماعيل شاكر الرفاعي

2021 / 9 / 3
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


طالبان : الارهاب الذي صدرناه
الجزء الثاني
4 -

انشطر المسلمون الى فرق دينية كثيرة العدد ، كما ذكر ذلك البغدادي في كتابه : الفرق بين الفرق ، والى ملل ونحل ، اذا استعرنا لغة الشهرستاني وابن حزم في كتابيهما اللذين يحملان العنوان ذاته : الملل والنحل . اما كتاب الأشعري : مقالات الاسلاميين ، وكتاب : الفهرست لابن النديم ، فيلقيان الضوء على هذه التعددية الطائفية من زاوية المعتقدات . مقالات الكتابين تضمان مجموعة من الاجتهادات والنقاشات والدراسات والتأويلات لمختلف علماء كلام الطوائف : تجسد اختلافاتهما العقدية الاساسية ، وهذا الاختلاف يمثل المعادل الموضوعي لما سبق من اختلاف اجتماسياسي اكبر وأوسع مدى : وهو اختلاف القبائل العربية وتوزع ولائها على عوائل قريش ، حين انفجرت الخلافات بين عوائل قريش في الفتنة الكبرى ، بعد الثورة على الخليفة الثالث عثمان بن عفان ( في شبه اجماع بين القريشيين : من اصحاب الحل والعقد أو جماعة الشورى ، على الاطاحة بالسلطة السياسية الفاسدة ) ودخول زعماء هذه العوائل بحروب أهلية امتدت لسنوات . فانشطار المسلمين اجتماعياً وسياسياً سابق في أوانه لانشطار علماء الكلام في موقفهم من : الذات الآلهية ، وصفاتها ، وخلق القرآن وصاحب الكبيرة ...

5 -


من اجل التبشير بمفهوم الإمامة الشيعي كبديل عن مفهوم الخلافة السني . اقدم الفاطميون على بناء جامع الأزهر عام 970 م . وهم واعون لمسألة غاية في الحساسية تتعلق بالمحيط الاجتماعي والثقافي السائد في عصرهم : الذي اوحى لهم بأن ادراك مفهوم الإمامة الشيعي ، يتطلب التوسع في منهاج الدرس ، وعدم الاقتصار على تدريس علوم القرآن والحديث واللغة التي يدرسها الجامع العباسي . وقد وجد الفاطميون ضالتهم في علوم " الأولين " كالفلسفة والطب والغنوص والهندسة التقليدية والفيثاغورية والعرفان ، فأضافوها الى دروس الجامع ، لاعتقادهم بانها تنبه الدارس : الى ان الحقيقة لا تكمن فقط في الظاهر من الأشياء ، بل وخلف سطوحها المرئية ، وان حقيقة الدين لا تتضح ، اذا توقفنا عند تخوم المقروء والمسموع من كلمات نصوصه ، بل لا بد من الغوص وراء ظلال معانيه ، ففي هذه الظلال اللامرئية يكمن الجزء الاكبر من حقيقة الدين ( راجع كتاب المعنى وظلال المعنى للدكتور محمد محمد يونس علي ، ومن اجل فهم اعمق لنظرية : النظم ، راجع عبد القاهر الجرجاني في : دلائل الإعجاز ، واسرار البلاغة ) فعلوم الأولين : تشجع الدارس على الضرب في متاهات الخيال ، وتدربه على ان يكون صياداً ماهراً للمعنى وصولاً الى امتلاك منهج التأويل : الذي يعني ازالة حجاب الكلمات ، والكشف عن المستوى الثاني للمعنى . وعلى مستوى النصوص المقدسة يعني التأويل : حفر ظاهر النص القرآني وصولاً الى معناه الباطن ، وهذا ما يوفره التدريس الفلسفي لنظرية المثل الأفلاطونية ، ونظرية المحرك الاول عند أرسطوطاليس ، ونظرية الفيض للاسكندراني أفلوطين في : تاسوعات(هـ) ، ونظريات صراع الثنائيات ، كصراع الروح من اجل التحرر من سجنها في الجسد الطيني عند الصوفيين ، وصراع ثنائية النور والظلمة في الديانات الايرانية ، واسراء الروح بعد الموت وعروجها للاتحاد أو للحلول بذات الخالق في نظريات الغنوص . كل تلك الدروس التي يلقيها الداعية الفاطمي ضرورية لمستمعيه كي يدركوا معنى : الامام المستور ، أو الامام الغائب ، أو الامام المنتظر . وهذا الدمج للعلوم القديمة ( وقد ترجمت الى العربية منذ خلافة المأمون العباسي ، توفي 218 هجرية ، عام 833 م ) بالعلوم الاسلامية واللغوية ابدع خطاباً جديداً بلغ الذروة في كتابات : اخوان الصفا ( للاستزادة يمكن قراءة " في أدب مصر الفاطمية " لمحمد كامل حسين : مطبعة الهنداوي، 2014 ) ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألبوم -كهان الكاف -: قصائد صوفية باللهجة التونسية على أنغام


.. 71-An-Nisa




.. 75-An-Nisa


.. 78-An-Nisa




.. 79-An-Nisa