الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوجود الإنساني المحاصر

الليث العزاوي

2021 / 9 / 5
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


الوجود يحتاج ممارسة فكرية،لكن هذه الممارسة تخضع لعوامل قد تصل لحدود النكسة الشعورية والضياع ،فتولد الثقافة الجبن والتخاذل ،والإنتماء يصبح إقتصادي،هناك يندثر مكان الكينونة والذاتية ،ليصبح المال ٱلهة مفترسة لا ترحم ،فيصبح الإنسان الغير القادر على تحمل أعباء الحياة أمام مفترق طرق ،إما المواجهة أو الإستسلام ،ولكن من جملة تناقضات هذا الوجود أن الإختيار يصبح شرطا أساسيا ،لكنك مهما حاولت أن تسيد إختياراتك ،سرعان ما تصفعك ضريات الحياة لتجد نفسك غريبا في مجتمع تحسب نفسك تنتمي إليه ،فتصبح أدوارنا هامشية في مسرح الأحداث،راكعة أمام عظمة آلهة المال ،وقلة قليلة أولئك الناطقون باسم الحصار الذين يفكون القيود ،ويرمون الأصفاد ،الفكر جمرة حامية تحرق صاحبها ،وكل ما دارت رحى العقل ،كل ما زاد الإنبهار ،كيف ،أين ،لماذا،؟...ما سبب حصارنا ،وما هو الهدف من كل هذه المؤسسات المجتمعية ،المنظمة وغير المنظمة ،التي تفرض القواعد،فتصبح الأخلاق بابا مغلقا ،مفتاحه ليس بيد الجميع؟، وما هي الممتلكات الضرورية لإستمرار مواجهتنا للواقع؟وهل للوجود حرية مطلقة .

ليس بالمال وحده يحيا الإنسان ،لكن في مجتمعات غير متحررة ،وليس بالفكر وحده أيضا، وليس فقط بمجرد نظرية أو نظريتيين ،

الجواب على كل هذا ،أن واقعنا المعاش خصوصا للطبقة أوالفئات التي نعاشرها ونمشي وفق رتابة حياتها ،وطموحاتها ،رغم إنتهازيتها ،وغياب الجرأة في أحيان كثيرة عنها ،وهي البورجوازية الصغيرة وما دونها من باقي المحرومين إجتماعيا والمهمشين إقتصاديا ،الذين يخضعون للسيطرة التامة لسلوكهم ،وأن إدعائهم أحلاما من غير منطق ،تصبح منطلقا ،للعبودية للمؤسسات المجتمعية ،ولدور جهاز الدولة الضخم الذي يسير بسرعة جنونية نحو التمركز في موقع الهيمنة وتحطيم البناء الذاتي للشخصية الإنسانية،عبر الأدلجة المستمرة ،عبر التلقيح السياسي والإجتماعي والتعليمي ،ليجبر الإنسان للتحول إلى مهرج على حساب فكره وقناعته ،وإما أن ينسلخ فيبتعد عن ذاته وعن غيره ليصبح مذاق الحياة علقما مرا له ولغيره،

النقد والنقد الذاتي ،وحدة مهمة لتجديد طاقة الإنسان،من أجل التجاوز والتخطي ،

فهل وجود عالم آخر ممكن ،عالم بعيد عن الخرافة والتدجين ،عالم بلا غربة ،وبلا استلاب ،بلا قمع ،بلا استغلال ،!!!

وإذا كان الإنسان في حد ذاته قضية ،حسب تعبير غسان كنفاني،فما هو السبيل للخلاص لهذا الإنسان القوي الضعيف ؟؟؟!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما حدث لناطحات سحاب عندما ضربت عاصفة قوية ولاية تكساس


.. المسيرات الإسرائيلية تقصف فلسطينيين يحاولون العودة إلى منازل




.. ساري عرابي: الجيش الإسرائيلي فشل في تفكيك قدرات حماس


.. مصادر لـ-هيئة البث الإسرائيلية-: مفاوضات إطلاق سراح المحتجزي




.. حماس ترد على الرئيس عباس: جلب الدمار للفلسطينيين على مدى 30