الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صمت المثقفين إزاء الحشود التركية وقصف قرى جنوبي كردستان

زوهات كوباني

2006 / 8 / 19
القضية الكردية


المثقف هو ذلك الانسان الذي ليس فقط يحلل الامور والاحداث والقضايا حين وقوعها بل يتوقع نتائجها والعواقب التي ستحصل بعد ذلك، ويشير اليها مطالباً بتوخي الحذر والحيطة تجاهها، ويكون صاحب موقف صريح وواضح من كل المجريات، هذه حقيقة المثقفين في المجتمعات عبر التاريخ: من الذين اناروا طريق الشعوب نحو الافضل وهم الذين صارعو القديم والظلم والعبودية للوصول الى التقدم والعدالة والمستقبل الافضل، هذه بإختصار هي حقيقة المثقف الحقيقي المتابع لشأن احداث وطنه وشعبه.

عند النظر الى كتاب ومثقفي الدول الاخرى، نرى: عندما يقع حدث بسيط تتحرك الاقلام متجهة الى صوب الحدث وفق منطقهم بين معارض وموافق يقرؤونها ويحللونها دون ان يتخلفو عنها، ينشغلون بالحدث ويوجهون الراي العام ويفكرون بمصالح وطنهم وفق منطقهم. فمثلا لننظر الى تركيا وكتابها وما يكتبون عن الحركة الكردية، من حيث وصفها بالارهاب في محاولة لتقوية موقف حكومتهم رغم اعتراف البعض باخطاء الدولة ونقد اساليبها في حل المسائل، لكن الجميع موحدون في الدفاع عن ما يقتنعون ويؤمنون به، فعند مقتل جندي تركي في الحرب الهمجية ضد الشعب الكردي يبدؤون في حملة كبيرة ضد الكرد، تستمر أياماً بل شهوراً ويحاولون ان يستغلوا ذلك في التعبئة الجماهيرية وفق منهجيتهم العنصرية وتحضير وتعبئة الجماهير من اجل الرد على ذلك، وهم يتبنون الجندي المقتول حتى انهم يوجهون الدولة في كتاباتهم للقيام "بما هو مطلوب" بالرد على الحدث كيفما كان سواء بالحل السلمي او بالهجوم الوحشي وفق ما يرونه مناسبا.

اي انهم لا يصمتون ولا يتوقفون عن الكتابة ويرون انفسهم ملتزمين بقضايا الوطن والدولة ويدافعون بالقلم عنها دفاع الجيش بالسلاح والقوة التقنية من اجل حشو العقول والافكار وتحريضها على ما يقترحونه. رغم حربهم الباطلة والتي لا حق لهم في نهب وطننا وقتل شعبنا. ويكتبون وهم مستعمِرون ومحتلون لوطننا وهم المرتكبون للمجازر وهم الذين شردوا الملايين من ابرياء الوطن العزل وهم الذين يزجون في السجون بدون ان يفرقوا بين الكبير والصغير المراة والرجل ، الطفل والطفلة. ورغم كل هذا يحاولون ان يبرٌروا وحشيتهم وجرائمهم وحربهم الوحشية وهمجيتهم من اجل خداع العالم والراي العام .

هذا اذا نظرنا الى حقيقة المثقف وما يقوم به المثقفون وفق منطقهم طبعا في الدول المستعمرة والمحتلة. ولكن ما هو وضع مثقفنا الذي له قضية حق وهو ينادي ويدعي "انا ابن الوطن ولا اقبل الظلم والجور والاضطهاد والاحتلال"، ويومياً ترتكب المجازرضد الكرد، وتقصف تركيا قرى جنوبي كردستان،القصف الذي اسفر ويسفرعن قتل المدنيين وتشريد مئات الالاف من القرويين، هذا ناهيك عن تداعياته على حياة القرويين، كل هذا يجري امام انظار مثقفي الكرد وكأن على رؤوسهم الطير، صامتين صمت القبور، الا تكفي هذه المجازر ياترى، من اجل ان تتحرك هذه الاقلام ؟. ام ان مثقفينا لا يهمهم ذلك وهم غير معنين بكل هذه الأخطار، ليكتبوا عن الة الحرب التركية الوحشية، وليوضحوا موقفهم للشعب الكردي عن ما يجري على ارض الواقع، وليعطي الكردي الحكم، ولكن هذا الصمت العجيب الغريب، يثير في العقول الحيرة والدهشة والكثير من التساؤلات.

لماذا كل هذا الصمت ؟ هل يعني هذا الصمت الموافقة على ما تٌرتكب من جرائم بحق الكرد؟. ام ان كل هذا الدمار والتهديد لايعني المثقف الكردي؟. اليس من باب العدل ان يٌعيد المثقف الكردي النظر في وضعه؟. هل شعبنا الكردي يستحق المجازر والقصف الهمجي والوحشي، لكي يظل مثقفنا الكردي صامتاً، متواطئاً هكذا ؟.

ام ان المثقف الكردي غافل عما يجري ولا يتابع الاحداث؟... او لربما هو نائم نومة اهل الكهف؟. فإذا كانت نومته نومة اهل الكهف، فمتى، وكيف، سيستفيق من هذا السبات العميق؟.

العالم كله يتابع تطورات القضية، والكل يبدي موقفه... وحتى مثقفوا العرب والغرب يحللون وكانهم مهتمون بالامر ومعنيون به اكثر منا، نحن الكرد؟.

ماهو موقف المثقفين الكرد من كل هذه التهديدات التركية ومن هذا القصف الوحشي لقرى جنوبي وشمالي وشرقي كردستان ؟ كيف هو موقفه من قتل الابرياء في كردستان؟
هل هناك من مجيب، ومستمع ياترى؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين


.. لحظة استهداف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في رفح بقطاع




.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين