الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في أسماء رسول الأسلام

يوسف يوسف

2021 / 9 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المقدمة :
محمد بن عبدالله / رسول الأسلام 571 – 632 م ، شكل " أسمه " مشكلة فقهية ، وأسس حيرة في علم الأنساب ، وذلك لورود عدة تسميات له ! ، والكثير من الصفات والتشبيهات ، وكني بالعديد من المفردات الخارقة ، هذا ما سأوجزه في هذا البحث المختصر . ومن الممكن / من مجرى البحث ، أن أتعرض لبعض المواضيع ، التي تطرح من خلال سياق البحث .

الموضوع :
أولا - بينت بعض البحوث ، أن أسم محمد قبل البعثة النبوية ، كان " قثم " ، وفي موقع / إسلام أون لاين . نت ، قال الباحث والمفكر التونسي الدكتور هشام جعيط ، التالي ( أن الاسم الحقيقي لمحمد هو " قُثَم " ! ) ولم يستبعد الباحث جعيط في كتابه الأخير " تاريخية الدعوة المحمدية في مكة " ( أن تكون بعض العبارات والآيات زيدت في النص القرآني عند تدوينه ، واعتبر أن التأثيرات المسيحية على القرآن لا يمكن إنكارها . وعن محمد ، قال إنه ولد في حدود سنة 580م ، وإنه كان يُدْعَى " قُثَم " قبل بعثته ، وتزوج وهو في الثالثة والعشرين وبُعِث في الثلاثين ، وإنه لم يكن أبدا أميّا ) .
* هنا نلاحظ أن ولادة محمد حسب الباحث جعيط ، هي 580 م ، وليس 571 م ، كذلك ذكر أن سن الرسول عندما تزوج من خديجة بنت خويلد كان 23 عاما وليس 25 عاما ، وحول بعثته قال انها كانت بالثلاثين وليس بالأربعين ، ، ونفى الباحث جعيط أن يكون الرسول أميا . * ووددت أن أشير ، بهذا الصدد ، أن الموروث الأسلامي ، أخباره وسردياته معظمها ، متقاطعة متضاربة ، ليس من حقيقة تامة ، كل الحقائق نسبية ! .

ثانيا - بعض الأحاديث تشير الى أن محمدا كان يدعى " أبن أبي كبشة " ، وقد جاء في موقع / الشيخ أبي أسحق الحويني ، بهذا الصدد ما يلي ، أنقله باختصار ( أبو كبشة هو الجد الأعلى لأم الرسول ؟! ونسبه إلى جد غامض غير معروف ؟! تحقيراً له ؛ لأن العرب كانت إذا حقرت إنساناً نسبته إلى جدٍ غامض غير معروف في الناس . وفي حديث رواه ابن حبان والبزار بسندٍ حسن : أن عبد الله بن أبي ابن سلول مر على النبي في أجمة ، فقال : لقد غبَّر علينا ابن أبي كبشة ، غبَّر علينا ، أي : أخذ مننا السلطان فبلغت هذه الكلمة الرسول ، فذهب عبد الله بن عبد الله بن أبي أبن سلول إلى النبي فقال : والذي بعثك بالحق ، لو أمرتني لآتينك برأسه ، قال له : لا ، برَّ أباك ، وأحسن صحبته .
* من سياق الحديث أعلاه أن التسمية " بن أبي كبشة " ، بها تقليل من شأن الرسول ، وتعد مادة للأستهزاء بنسبه بين القبائل ! خاصة لأن التسمية ترتبط بنسب غامض غير معروف عند العرب ، أضافة الى أنها تتعلق بنسب الأم وليس الأب ! . أما المعلومة المثيرة والمقززة بذات الوقت ، وهو كلام عبدالله للرسول عن أبيه بن أبي سلول ، حيث قال لرسول الأسلام " لو أمرتني لآتينك برأسه " .

ثالثا - وهناك أسماء شائعة عند جمهور المسلمين ، كان قد أعتقد انها من أسماء الرسول ، ولكن الفقهاء والمفسرين نفوا ذلك منها " طه " و " يس " ، وحول هذا الموضوع جاء في موقع / مملكة العلم - عبد الرحمن السديس ، التالي أنقله بأختصار (( أشتهر عند كثير من المسلمين أن " طه و يس " من أسماء نبينا محمد ، وسببه توهم ذلك ، وورودهما في قوله ( طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى / 1-2 سورة طه ) ، وقوله ( يس(1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ / 1-3 سورة يس ) . واعتقدوا في هذا السياق أنها من أسماء نبينا محمد ، ثم جاءت في شعر بعض الشعراء ، وسمي بذلك بعض الناس! . والصحيح الذي رجحه جمع من محققي المفسرين أن " طه ويس " من الحروف المقطعة أوائل السور كـ :{الم} و{المص} و{الر} و{كهيعص} و{طسم} .. )) .
* وهنا سؤال يطرح نفسه ، هذا الكم الهائل من عامة المسلمين ، ومنهم فقهاء وشيوخ المسلمين ، لم يعرفوا أن هذين الأسمين هما من الحروف المقطعة ! ، وأذا كان كذلك ، لم لم نرى أن أحدا أسمه / كباقي الأحرف المقطعة ، ك : كهيعص أو المص ! . والسؤال الأهم : أن عميد الادب العربي طه حسين ، لو كان أسمه من الأحرف المقطعة ، أما كان بالأحرى به أن يغيره ! وهو أعلم العلماء لغة وأدبا وفكرا .
** وقد قال الباحث لؤي الشريف / سعودي الجنسية ، أن " طه " ، ليس لها معنى ، ولكنها باللغة الأرامية تعني " يا رجل " ، وهنا يقرأ النص كما يلي ( " يا رجل " ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى ) ، أذن بعض نصوص القرآن لا بد من قراءة آرامية لها حتي يستقيم المعنى . فهل غاب هذا المعنى على فقهاء المسلمين ! أم أنهم أغفلوا ذلك ! .

رابعا - في علم المخطوطات ، ورد ذكر لرسول الأسلام أيضا ، دون ذكر أسمه الصريح ! ، وذلك في " مخطوطة يعقوب 634 – 640 م " ، انقل بعضا منها فيما يلي وبأختصار ( وكانوا يقولون لقد ظهر النبي وقادم مع السارسانيين " العرب " ، فذهبت أنا ابراهيم إلى رجل عجوز مطلع للغاية على الأسفار المقدسة وسألته : ما رأيك ، أيها السيّد والمعلم ، بالنبي الذي ظهر بين السرسانيين ؟ أجاب ، وهو يتأوه للغاية : « إنه دجال . وهل يأتي الأنبياء بالسيف ؟ لكن اذهب ، يا سيد ابراهيم ، واستعلم عن النبي الذي ظهر » . وهكذا ، قمت بتحرياتي ، وأخبرني أولئك الذين التقوه : ليس ثمة من حقيقة يمكن أن توجد عند النبي المزعوم ، سوى إراقة الدماء .. / نقلت من موقع ar-ar.facebook.com ) .
* هنا توضح هذه المخطوطة ، ما كان ينقل من أخبار عن رسول الأسلام ، مما لا تتميز بها صفات الرسل والأنبياء – هدره للدماء ، أما مفردة " السرسانيين " فهي كانت تطلق على أتباع محمد من العرب .

خامسا - بالنسبة لأسماء الرسول محمّد ، وفق الموروث الأسلامي ، فهي كثيرة منها صفات ومنها رمزية وأخرى تمجيدية ، مثلا ( محمّد وأحمد ، الماحي أي الذي يُمحى به الكف ، الحاشر نسبة إلى حشر الناس على قدم ، العاقب ، المقفى أي لا نبي بعده ، نبي التوبة ، نبي الرحمة ، المزمل ، والبشير ، والمذكر ، والسراج المنير ، حبيب الرحمن ، المصطفى ، سيد المرسلين ، المختار ، سيّد ولد آدم .. / نقل بأختصار من موقع https://mawdoo3.com ) .
* وهناك الكثير من الأسماء غير ما ذكر ، منها : الأمين و خاتم المرسلين وسيد الأولين والأخرين وسيد الخلق ، وأرى أن هذا التعداد الهائل لأسماء الرسول ، أخذت تشبيها بأسماء الله الحسنى .

أضاءة :
1 . الأسماء التمجيدية والفخرية والكنى .. كلها أتت تعويضا لما كان الرسول يعانيه من أسماء لا تليق به كنبي / لو فرضنا كونه نبيا جدلا ! ، كأسمي " قثم وأبن أبي كبشة " . فالأسماء المذكورة في أعلاه ، لم يدعى بها الرسول وهو حي - هذا أذا أهملنا بعض ما وصف النص القرآني به رسول الأسلام ! ، وأعتقد أن هذه الأسماء هي صناعة عباسية ، من قبل فقهاء وشيوخ الأسلام ، حالها حال الأحاديث - صحيح البخاري ومسلم ! ، لأن معظمها ظهرت بعد موت الرسول سنة 632 م .

2 . وددت أن أعلق على أحد أسماء الرسول – المثير للجدل ، وهو : " نبي الرحمة " ، فكما أن الكلام هو صفة المتكلم ، فأن الأسم هو أيضا يجب أن يمثل حامله ! ، ولو أخذنا بعض أحاديث الرسول ، منها : ( بُعِثْتُ بين يَدَيِ السَّاعة بالسَّيف ، حتى يُعبَدَ اللهُ وحدَه لا شريك له ، وجُعِلَ رِزْقي تحت ظلِّ رُمْحي ، وجُعِلَ الذَّلُّ والصَّغار على مَنْ خالَف أمري ، ومَنْ تَشَبَّهَ بقومٍ فهو منهم ) ، ومن / موقع طريق الأسلام ، أشرح هذا الحديث ، وبأختصار " هذا الحديث اشتمل على حِكَم عظيمة ، وجُمَل نافعة ، ينبغي أن نقف عندها وقفةَ تأمُّل وتدبُّر .. " ، وكذلك حديث ( أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ ) ، وشرحه وفق موقع / صيد الفوائد ، ما يلي " هذا الحديث في بيان التعامل مع الكفار ، وبيان حرمة دم المسلم وماله " ، أن المفسرين كالعادة يفسرون الاحاديث كما رأينا في أعلاه يفسرون وفق هواهم ! .

3 . هنا لا بد أن نقول وأيضا بأختصار / تعقيبا على الحديثين أعلاه : " أي نبي رحمة هذا الذي يكون رزقه تحت ظل رحمه ، فالمفروض أن يكون أدات النبي ، كلمة محبة وليس نهرا من الدم والرقاب ! " ، " وكيف لنبي الرحمة أن يقاتل كل الناس - أي الكفار وفق مفهومه العقائدي ، حتى يقروا ويشهدوا به رسولا من الله ، كان من المفروض أن يحث الناس على الأيمان به من أعماله وأفعاله وسلوكه ، وليس بالقتال وفقا مقولته - أسلم تسلم ! " ..
أخيرا : الرسل والأنبياء جاءوا لكي يبشروا بالمحبة ولم يبعثوا لكي ينشروا القتل والكراهية والانتقام ! - أننا بحاجة الى أنبياء يمنحون الحياة ، وليس لأنبياء يغرزون بفكرنا ثقافة الموت .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟