الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كوفيد 1443 بدوية - ج1

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي

(Salah El Din Mohssein‏)

2021 / 9 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من مدونتي 13-9-2021

كلهم خراف ونعاج مهانة في حظائر الأديان
كنت مع مجموعة معارف ... قال لي أحدهم : لك مقال : بَدِّل عقيدتك كما حذاءك فكلها سواء
أولم تقصد أتباع عقيدة بعينها . لكونهم مضطهدين ومهانين ومتمسكين بالإهانة والاضطهاد لأجل دين !؟
آخر : ان ذاك الدين نفسه يشجعهم علي قبول المهانة والاضطهاد لأجله ، وبنص واضح صريح عجيب !
قلت : الجميع مُهانون بداخل حظائر الأديان .. لكن لا يبدو الأمر هكذا , إلا لأتباع دين أو أديان الأقلية ، لأن اضطهادهم اكثر وأكبر.. لكن الاضطهاد والمهانة بسبب الخضوع لدين ، واصل حتي أتباع دين الأغلبية أيضاً .

ثالث : كيف ??!
قلت : ٨٠٪؜ علي الأقل لا يحبون شهر الصوم ، ولكنهم يصومون اضطراراً ، وخضوعاً لأوامر دين . والتفاصيل طويلة والأمثلة كثيرة
رابع : نعم نعرفها ، نعرف ذلك ، والكارهون للصيام ولشهر الصيام يفضفضون بتبرمهم تارة ، وتارة أخري يتظاهرون بحب الصيام وشهر الصيام ! من باب التقية . لأن كل واحد يخشي أن يتهمه الآخر بقلة الايمان أو بالكفر .. الكل يخاف من الكل ، ويخاف من رجال الدين وسلاح التكفير الذي يحملونه تحت ألسنتهم .
قلت :
مثال 1 : حكي لي مسلم في الصعيد بمصر , كان باصبعه دبلة الخطوبة الذهبية ( في التسعينيات من القرن الماضي ) كما كانت العادة عند عموم الشعب في ذلك الوقت ( الرجال يستخدمون دبلة الخطوبة أو الزواج , ذهبية لا فضية ) فأوقفه أفراد جماعة إسلامية ، وسألوه عن دينه ، فلما عرفوا إنه مسلم ، استجوبوه : لماذا يلبس الذهب وهو محرم علي ذكور المسلمين ? ولما هموا بضربه ، جري فلحقوا به ، وكان علي شاطيء النيل في ديروط - التابعة لمحافظة أسيوط ، فأسرع بخلع الدبلة الذهبية ورمي بها في النيل ، هنا فقط توقفوا عن ملاحقته .. أوليس في ذلك إهانة واضطهاد للمسلم أيضاً , التابع لدين الغالبية !؟

مثال 2 :
باحث علماني . مسلم حسب البطاقة - الهوية - ، كان قد أكمل كتاباً عن أخطاء ومساخر وسقطات وتخاريف وأساطير موجودة في الكتاب اللئيم - المشهور ب " الكريم ".. وينتظر الفرصة لنشره . في ذاك الوقت جاءه طفله التلميذ بالمدرسة الابتدائية وقال : أبي .. ساعدني علي حفظ هذه السورة القرآنية ، لكي لا أتعرض للضرب غداً من معلم الدين بالمدرسة .. !!! ( هذه ليست حكاية افتراضية , بل حقيقية , وحدثت مع كاتب هذا المقال .. شخصياً .. ) .
فماذا يفعل الأب ؟ هل ينصاع وهو صاغر وذليل , ويُحفِظّ طفله كلاماً هو غير مقتنع به , كلاماً من كتاب يعرف انه يعج بخرافات وتناقضات وأخطاء إملائية ولغوية مختلفة ، وحشو وتكرار ، وكلام معيب وقبيح ؟
أم يُخبِر طفله عن حقيقة ذاك الكتاب ، وينهاه عن الحفظ ؟ ... ولو فعل , فان رد الفعل سيكون كما السيناريو الآتي :
في الْيَوْمَ التالي يسأل المدرس التلميذ : لماذا لم تحفظ الواجب ؟
فيكون رد الطفل : أبي قال لي كدا وكذا
فيجن جنون المدرس ، ويصرخ فيه , وينهال عليه ضرباً .. ثم يسارع بإبلاغ مدير المدرسة ، الذي يقوم بدوره باستجواب الطفل عما قاله له الأب . ويسارع بإبلاغ مدير المنطقة التعليمية... الذي يُعجِّل بإبلاغ نيابة أمن الاسلام ( نقصد نيابة أمن الدولة المتلاحمة مع الدين والغائصة فيه )
وتسارع النيابة بالأمر بضبط وإحضار الأب والطفل ( غالبا في منتصف الليل ، أو قبيل الفجر ! . كعاداتهم )
... ... و يتم الحكم علي الأب بالسجن , وبإيداع الطفل في ملجأ للأحداث . باعتبار ان الأب غير أمين علي طفله !!
وتنشر الصحف الخبر .. ويعرف آباء وأمهات زملاء الطفل وأصدقاؤه ، فيأمرون أولادهم بمقاطعته والابتعاد عنه ، خشية انتقال الحالة اليهم ، لحرصهم علي ألا يبرأوا من عدوي كورونا صلعم ( كوفيد 1443 هجرية ) .
فماذا يفعل الأب الباحث المثقف الفاهم ؟ وبماذا تنصحه ؟
هل تنصحه بأن يقوم بتحفيظ ابنه كلاماً هو غير مقتنع به . وهو - الأب - صاغر وذليل !؟ ( هذا ما حدث بالفعل ! ) أم يتلقي هو وطفله ذاك المصير الأغبر الذي شرحته لكم . وكلنا نعرف انه سوف يحدث بالتأكيد ؟!!
أوليس في ذلك ذُلٌ واضطهاد لمثقف من عقيدة الغالبية !؟ .. شأنه في ذلك شأن ما يتعرض له من وقت لآخر , أتباع أديان أقلية !..
كلهم سواء في الصِّغار والذُلّ , في حظائر الأديان . ولكن أتباع دين الغالبية , أكثرهم لا يشعرون بذُلِّهم وخضوعِهم , أو لا يفهمون .
-------
https://salah48freedom.blogspot.com/2021/09/1443.html
-------








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - علّم ابنك السورة القرآنية وستتولّى الأنترنت محوها
صباح شقير ( 2021 / 9 / 19 - 07:15 )
الأستاذ الفاضل صلاح محسن

تحياتي

بالنسبة للمثال الثاني أكيد لو كنت مكان الأب لساعدتُ ابني في تحفيظه السورة القرآنية
ليحصل على العلامة التي ستساعده على الترقّي والابتعاد عن المشاكل المذكورة وهي ستحصل ستحصل من غير إحم ولا دستور
المهم أن ينفد ابني عالساكت من(الكلبشات) ومن آباء(الإظلام)وهذه المصيدة الملعونة المفروضة عليه بالالإرهاب
لن أعرّض ابني لهذه المحن وهو في سن بريئة لا يدرك بعد نسبة الإظلام الذي يحشونه حشوا في رأسه
ولكني لن أتركه لقمة سائغة للطالبان الدواعش
سأكون وراءه عالدعسة
ولو فرضا انشغلت عنه سيتولّى المهمة معلم عظيم أعظم من الله الغاطط في النوم وتارك الدنيا للخفافيش تلعب بها
معلم لا تأخذه سنة ولا نوم ولا تكّة واحدة
معلم لا يمهل ولا يهمل
معلم إذا قال كن فسيكون حقا لا رغي وحكي مصدّي
معلم ماسك العالم من الأرض للفضاء البعيد ووصل إلى الله ذاته وفضح تهافته والله نفسه عاجز عن ردّه
أقصد الأنترنت
ولْنتذكر أن منظومتنا التعليمية تخرّج طلابنا حافظين كل شيء بصم همّهم العلامة وبس
الطالب يخرج إلى عالم الأنترنت وقد نسي كل شيء واستعد لتلقي أعظم الدروس عبر الفضاء بعيدا عن تعليم الأفاعي الخبيثة


2 - استاذ صباح شقير المحترم
صلاح الدين محسن ( 2021 / 9 / 19 - 14:42 )
المقصود من مثال 2 وكذلك مثال 1 .. ان القهر والاضطهاد والمهانة بسبب الدين , يتعرض لها المنتمون لديانة الأغلبية أيضا ! وليسوا الأقلية الدينية وحدهم .. وتوجد أمثلة كثيرة أخري
والانترنت يا عزيزي .. هو عالَم كما الحياة في الواقع .. ليس مَعرَضاً للحقائق وحدها دون الأباطيل العقائدية , ولا مصدراً للنور فقط دون الظلام
ولا يحسم هذا الصراع سوي قوانين حاسمة وقرارات قاصمة - محلية واقليمية ودولية - يصدرها الحكام والسلطات الدولية/ اذا خلصت النوايا
تقبل تحياتي
مع وافر الشكر


3 - القوانين الحاسمة تأتي استجابة لواقع فرضته الشعوب1
صباح شقير ( 2021 / 9 / 21 - 11:46 )

تقول
-لا يحسم هذا الصراع سوى قوانين حاسمة وقرارات قاصمة محلية واقليمية ودولية يصدرها الحكام والسلطات الدولية-
وتنهي الجملة بعبارة هامة جدا
-إذا خلصت النوايا-

القوانين الحاسمة والقرارات القاصمة هي كالمرآة تأتي(فيما بعد)تنظم الحياة وتلبي واقع مستجد فرضته احتياجات الناس الذين لم ينتظروا أن تتبرّع السلطات الحاكمة المتجبّرة لتسنّ قوانين تضمن لهم حياة كريمة

لولا استبسال التونسيات دفاعا عن حقوقهن لما استطعن دفع البرلمان الى استصدار تشريعات ثورية(1956)كالمساواة بين الجنسين في الحقوق وحظر تعدد الزوجات رغم وجود نص ديني واضح
ولولا الضغط الغربي الكبير بإثارة قضايا التحرش الجنسي ومشاكل تغيير الجنس ومحنة المثليين لما اضطر الأزهر في التفكير بمناقشة حالات تغيير الجنس وبحثها فقهيا وتداولها على الفضائيات, رغم أن الشذوذ من وجهة نظر الدين فاحشة عقوبته تصل إلى القتل
مصر لم تحظر رسميا ختان الاناث وانما سنّت عقوبة تصل إلى 5سنوات سجن
اللي ما فيهم دم واحساس استحوا على حالهم شوية قال يعني أمام زخم حركات التحرر النسائي العالمية وسنّوا عقوبة سخيفة جدا تعبّر عن عقل ضامر هزيل يوجّه أقصى مهانة للمرأة

يتبع


4 - مثل شعبي : عيش يا كديش لينبت الحشيش2
صباح شقير ( 2021 / 9 / 21 - 11:48 )
والزواج الذي سمّاه الله(الميثاق الغليظ) تجاوزته السعودية حامية دين الله باعترافها بأنواع زواج (خود نفس) كالمصياف والمسفار والمصياع والفريند والمصواب والمحجاج والمطيار والمسياق... وكلها أبشع من العلاقات الغربية الغير مشروعة كما يقولون لأنها تتم بتغطية دينية باسم الله الذي جعلوه يقوم لا مؤاخذة مرة بدور المأذون ومرة بدور الخطابة ومرة بدور ...

وكل الحركات المسرحية الجديدة التي نراها كالسماح للمرأة بقيادة السيارة والخروج دون محرم مجبرين مش بكيفهم على الاعتراف بها تلبية للمستجدات الحاصلة في كل لحظة في العالم الغربي الحر
الانسان يميل الى الحرية والانطلاق حتى في غياب القرارات, والقوانين ما هي الا استجابة لسلوكياته

تقول
انتظار(القوانين الحاسمة والقرارات القاصمة من السلطات المحلية والاقليمة)
أرد على هذه الجزئية بالمثل الشعبي المعروف في الشرق العربي
عيش يا كديش لينبت الحشيش
لأن الطبقة المسيطرة على ادارة وتوجيه قطعان الغنم من اسلاميين وسياسيين طبقة عديمة الضمير والشرف والأخلاق لن تتخلى بسهولة عن منافعها ويهمها أن يمشي سوقهم بتهافت الرعية على استهلاك بضاعتهم المخدرة

يتبع


5 - قانون تجريم ختان الإناث يعبر عن عقل ضامر هزيل3
صباح شقير ( 2021 / 9 / 21 - 11:50 )
من غير المأمول أن ينتج العقل الشرقي الاستبدادي السياسي والديني أي قرارات حاسمة( كموضوع تجريم ختان الاناث)مثلا الذي لم يأتي نص ديني به ومع ذلك يعجز كل الهيكل الحاكم عن اصدار قرار حاسم يشنق كل طبيب وعطار وأبو إيد مكسورة امتدت إلى جسم طفلة لا حول لها ولا قوة

وأما إذا انتظرنا القرارات من السلطات الدولية كما تفضلت فنعود إلى الشرط الذي وضعته أنت بنفسك(إذا خلصت النوايا)
والغرب لا يتعامل بالنوايا وانما بالمصالح وبالمنافع
يهمه أن يصدّر لبلادنا بعض الأفكار الجريئة كالديموقراطية والحرية مثلا كي يسهّل الأمر لمصالحه فلا يسمح بإعاقة أهدافه بحركات التمرد والنقمة على البيادق التي وضعها ويحركها بمشيئته
الاسلاميين قبلوا بالديموقراطية بشرط اخضاعها للشريعة الاسلامية ففرّغوها من كل معنى انساني
وصفحات الثقافة تمتليء بمن ينادوا بحقوق المرأة والمرأة ليست اكثر من موديل جميل تزيّن البرلمانات والوزارات الهامشية

ما العمل إذن؟
مجتمعاتنا الشرقية الاستبدادية رغم انغلاقها توجد فيها شريحة بدأت تتسع قاعدتها من العلمانيين والملحدين استطاعوا التحرر من القيود وبدأوا يوجهون سهامهم الحادة للمتلاعبين بمصير الوطن والانسان


6 - توعية وتثوير العقول أولا 4
صباح شقير ( 2021 / 9 / 21 - 11:52 )
الأنترنت كما تفضلت مصدر للنور وللظلام
لكنها ليست حكرا على الظلاميين رغم امكانياتهم الجبارة كالفضائيات والمساجد
مهمة التنويريين شاقة في رفع مستوى وعي الناس بحقوقهم ورداءة السلع المستهلكة
فهم يحاربوا ليس(الاظلاميين)فحسب بل مدّعيي العلمانية أيضا
وامكانيتهم الوحيدة الانترنت السلاح الأقوى الذي يستخدمه أعداء الحياة أيضا لكنهم ما عادوا لوحدهم في الساحة كما كانوا قبل عصر النت

قبل أن ننتظر من حكامنا ومن العالم مساعدتنا في تشريع القوانين عليكم تغيير الثقافة
فما فائدة القرارات مهما كانت عظيمة في ظل جهل الانسان بمصلحته وفائدته منها
ما نفع قانون منع الختان وعقوبته السخيفة إذا كانت المرأة المصرية من أشد النساء حرصا على(نظافتها وطهرها)لتسهل زواجها وارضاء مستعبدها المدلل
وما فائدة جهود جمعيات تنظيم الأسرة إن كنا نباهي الأمم بنسلنا؟

نحتاج إلى سواعدكم الجبارة لاشاعة التنوير وتفتيح العقول النائمة في العسل
عندما يعي الانسان حقوقه سيفرض القانون فرضا ورغما عن كل أنف ديني أو سياسي أو شعاراتي أو منظراتي من المتملقين ماسحي الأحذية والجوخ وملمّعي سيرة الاستبداديين من مثقفينا المبتلين بخيانتهم لضمائرهم

وشكرا


7 - تصحيح
صباح شقير ( 2021 / 9 / 21 - 12:09 )
في التسلسل 4 ذكرتُ
الانسان يميل الى الحرية والانطلاق حتى في غياب القرارات

الصحيح
الإنسان يميل إلى الحرية والانطلاق حتى في وجود روادع دينية وقيود مجتمعية وتشريعات أخلاقية

المعذرة أرجو قبول التصحيح وشكرا
احترامي


8 - أ . صباح شقير / شكراً علي الاضافات والايضاحات
صلاح الدين محسن ( 2021 / 9 / 21 - 16:11 )
بالطبع كل ما قلته في تعليقاتك صحيح , لا نختلف معكم . لم أشأ أن أكرر ما قلته كثيراً في مقالات سابقة ومنذ سنوات - وخاصة سلسلة مقالات - لا تلعنوا الثورات -التي نشرتها بعد فشل كل ثورات شعوب المنطقة , وخرج العديد من كبار الكُتّاب والكاتبات يلعنوا الثورات والثوار !! وكان رأيي ان الشعوب من حقها ومن واجبها أن تتحرك للحصول علي حقوقها اذا انتهكها الحكام .. فهكذا الكائنات الأخري البسيطة .. تغضب وتهب للدفاع عن حقها في الحياة
وأخيراً أقول : ان من الحكام الآن من صار فجأة يتكلم كما التنويريين الرواد الأوائل ! وكما لو كان قد عقد النية علي الاصلاح والتغيير , والكف عن الزج باصحاب الآراء الحرة خلف القضبان .. وستظهر الأيام قريباً ان كانت مجرد مناورات خادعة منه , أم هو يتكلم عن نيّة صادقة خالصة
تقبل تحياتي
مع الشكر