الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هكذا ولدت الوهابية -3-

خليل صارم

2006 / 8 / 20
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يتابع همفرت الجاسوس البريطاني في مذكراته عن علاقته بمحمد بن عبد الوهاب ورأينا في الفصلين السابقين كيف تمكن من أن يجعله يستمتع بيهودية عراقية تعمل لصالح المخابرات البريطانية .. ثم كيف جعله يشرب الخمر . وأخيراً كيف تآخى معه . يتابع قائلا ً ..
كنت أكتب بالنتائج الى وزارة المستعمرات كل شهر مرة , كما كانت عادتي منذ أن خرجت من لندن – وكان الجواب يأتيني بالتشجيع الكافي , فكنت أنا ومحمد نسير في الطريق الذي رسمناه بخطى سريعة ولم أكن أفارقه لا في السفر ولافي الحضر , وكانت مهمتي أن أربي فيه روح الاستقلال والحرية وحالة التشكيك وكنت أبشره دائماً بمستقبل زاهر وأمدح فيه روحه الوقادة , ونفسه النقادة .
لفقت له ذات مرة ( حلماَ ) وقلت له : ( إني رأيت البارحة في المنام رسول الله – ووصفته بما كنت سمعته من خطباء المنابر – جالساً على كرسي وحوله جماعة من العلماء لم أعرف أحداً منهم وإذا بي اراك قد دخلت ووجهك يشرق نوراً فلما وصلت الى الرسول قام الرسول إجلالاً لك وقبل بين عينيك وقال لك ( يامحمد ) أنت سميي ووارث علمي والقائم مقامي في إدارة شؤون الدين والدنيا
( فقلت أنت ) يارسول الله إني أخاف أن أظهر علمي على الناس ؟ . قال رسول الله لك : ( لاتخف أنت الأعلى ) .
فلما سمع محمد بالمنام كاد أن يطير فرحاً , وسألني مكررا ً هل أنت صادق في رؤياك ؟ وكلما سأل أجبته بالإيجاب حتى اطمأن , وأظن أنه صمم من ذلك اليوم على إظهار أمره .
في المقطع التالي يتحدث همفر هذا عن أوامر وردته من وزارة المستعمرات كي يتوجه الى النجف وكربلاء ثم يتحدث عن وقائع تاريخية حول قصة الأمام علي كما هي معروفة تاريخياً وعن موقع العلماء الشيعة بالنسبة للشعب الذي يجلهم ويأتمر بأوامرهم وعن علاقاتهم المتوترة بالسلطنة العثمانية . وفي نهايتها يقول أن اقترح على وزارة المستعمرات بعد عودته الى لندن أن تخطط لوضع اليد على مصب نهري الدجلة والفرات لتتمكن من إخضاع العراق في حالة الطواريء فإنه اذا انقطع الماء عن العراق لابد وان يخضع أهلها لمطالب بريطانيا . ثم يتحدث عن جولة الى الحلة ثم أذربيجان وعن حضوره جلسات لبعض رجال الدين حيث تعرف على المذهب الشيعي أكثر . ويضيف أنه في سفراته الى العراق قد وجد مايثلج الصدر من حيث أن الأوضاع العامة والخاصة كانت تنذر بنهاية الحكم , والوالي المعين من قبل الاستانة رجل مستبد جاهل يحكم بما يشاء وكأن الناس عبيد وإماء له وكيف أن الاتراك يتعمدون اذلال أهالي العراق لأنهم عرب لايؤمن مكرهم ( على حد وصفه ) وان الشعب بشكل عام غير راض ٍ عنه والبلاد في حالة خراب وانعدام الأمن والخلافات بين العشائر قائمة على قدم وساق .. والجهل والأمية متفشية بصورة مدهشة تذكر بأيام استيلاء الكنيسة على الغرب . ..الخ وأنه بالنتيجة قد كتب تقريراً مفصلاً الى وزارة المستعمرات وسلم التقرير الى ممثلي الوزارة في بغداد . في هذه الفترة كان غيابه عن لندن قد امتد الى سنوات ثلاث كما يقول .
يضيف أنه في فترة غيابه عن البصرة قلقاً أشد القلق على مصير الشيخ ( محمد بن عبد الوهاب ) حيث كان لايأمن الانحراف عن الطريقة التي وجهه اليها لأنه أي الشيخ محمد كان شديد التلون , عصبي المزاج , ( كما يصفه ) , فكان يخشى من أن تنهار كل آماله التي بناها عليه . وأنه حين فارقه كان يروم الذهاب الى الآستانه للتفرج عليها , لكنه منعه من ذلك أشد المنع وأنه قال له أنه يخاف أن يقول هناك شيئاً ما..؟ يوجب أن يكفروه ويصبح مصيره القتل .. ولما كان الشيخ محمد لايريد الإقامة في البصرة فقد أشار عليه أن يذهب الى ( أصفهان وشيراز ) فهما مدينتان جميلتان وبذلك يأمن من انحرافه عن الخط المرسوم باعتبار أن أهالي المدينتين من الشيعة .؟ وأوصاه بالتقية مع الشيعة فلا يظهر لهم أنه من أهل السنة لكي يستفيد من علمائهم لأن ذلك سيفيده في مستقبل أيامه ..؟ وأنه قد زود الشيخ بمبلغ كاف من المال تحت عنوان ( الزكاة ) كما اشترى له دابة للركوب كهدية . . يتبع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فوق السلطة 387 – نجوى كرم تدّعي أن المسيح زارها وصوفيون يتوس


.. الميدانية | المقاومة الإسلامية في البحرين تنضمّ إلى جبهات ال




.. قطب الصوفية الأبرز.. جولة في رحاب السيد البدوي بطنطا


.. عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي




.. الآلاف يشيعون جـــــ ثمــــ ان عروس الجنة بمطوبس ضـــــ حية