الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ظاهرة بناء المساجد

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2021 / 9 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



بموازاة تأسيس أي بناء وإنشاء أي حي وحتى مجمع سكني بسيط، يهرع المشرفون، وهدياً بالوصايا المقدسة: "إنما يعمر ...من آمن وو... " ويتم على الفور، وقبل الأكل والشرب، بناء مسجد أو جامع وقبل التفكير ببناء المستوصف والمدرسة ودار الحضانة أو مأوى وملجأ للعجزة والمسنين أو حتى "ميتم" للأيتام. وتتفاخر النخب السياسية والاقتصادية بالقيام ببناء هذه المساجد والبروظة بالصلوات فيها،بالمناسبات الدينية والقومية والوطنية، رغم أن ممارساتها الحياتية لا تمت لأي خلق، أو قيم ودين.
ومع كل مظاهر الورع والتقوى والزهد و"الإيمان" التي تبديها هذه النخب ومجتمعاتها، فلا بد للمرء إلاّ أن يتساءل عن مخرجات هذه الظواهر والأداء العام ونتائجها التي تصدمك بالنقيض مما هو متوقع، فلا ترى سوى بيوت الصفيح وأحزمة البؤس والفقر وأزمات الإسكان وانعدام المشاريع التنموية واكتظاظ البيوت بالأطفال والنساء والمواليد الجدد لانعدام المساكن (فيما تبقى الجوامع شاغرة طوال الوقت)، إضافة لغلاء الأجارات والشقق الفاحش (الشقة الجربانة بـ$100 ألف دورار ينطح دورار) مع البؤس والجوع والفقر والانحطاط والتردي العام، والفساد والرشوة، وقلة الأمانة وانعدام النزاهة والشرف والصدق ومأسسة النهب المستشري والنزف المنظم لموارد الدول من قبل الأوليغارشيات القبلية والسلالات العائلية الحاكمة نفسها التي تدعم بناء الجوامع، وتربع هذه الدول بمجملها على مؤشرات الأمم المتحدة للفساد، والقذارة والوساخة والأمية وسوء الأحوال وغياب الأمن والأمان، وتردي التعليم والصحة والخدمات العامة ووو..
ومن هنا لا بد للمرء إلا أن يتسائل لماذا انهارت وتفتت هذه المنظومة وصارت بالحضيض وبمؤخرات الركب رغم أن عدد الجوامع في سوريا، مثلاً، يبلغ 27 الف جامع بتصريح فيه الكثير من التفاخر والمباهاة للحسون مفتي الكيان السوري)، مقابل 8 جامعات، وفي المغرب 41 الف جامع وهناك عائلات كاملة تعيش في المغاور لعدم وجود بيوت للسكن، أما في مصر التي يطمح الانسان فيها لكسرة خبز قرص "طعمية" وملعقة من الفول فيوجد فيها 77 الف جامع، وتشتهر مدينة القاهرة بأنها مدينة الألف مئذنة، ومدينة المعز لدين الله الفاطمي، (تخيلوا وتمعنوا بهذه الألقاب الفخمة، وهو اسم لأحد غزاتها ومحتليها من البدو الأعراب الغزاة المستعمرين الذين دمـّروا الثقافة والتراث المصري العظيم الذي أنتج الإهرامات وأحلوا مكانها ثقافة التمييز والطائفية والتكفير). وأما في السعودية، من حيث طلع البدر عليهم، فيوجد فيها 94 الف جامع، فقط لا غير، واللهم زد وبارك...
وأما حين الحديث عن المشافي فنادرة، تماماً، ندرة الخبز والبنزين في قلب العروبة النابض وعاصمة الاستعراب، وسواها من منظومة ومستوطنات المستعربين، فهناك مسجد دائما في كل حي وزقاق يصلـّون به على المرء حين "يتوكل" ويشدّ الرحال لعند الباري، ويسلم روحه و"الأمانة" له عز وجل وسيكون هناك مئات الملتحين يطلبون له المغفرة ويساهمون بموارته الثرى ومقابلة "الملكان" الخرافيان المستوردان من ثقافة قريش، لكن، بالمقابل، ليس هناك طبيب مختص واحد(الكل صاروا بالصومال ومدغشقر) او كيس سيروم مالح او سرير بمشفى حين يُصاب المرء بأي عارض صحي او يعاني من شدة المرض والجوع ونقص الفيتامينات والبروتين وفقر الدم المنجلي والعوز المناعي المستعصي المنتشر بين جموع الجوعى والمحرومين..
باختصار، اربع دول عربية من اشد دول العالم تخلفا وفسادا فيها 270 الف جامع مقابل 77 جامعة فقط اي، مقابل كل جامعة يوجد 3506 جامع، لا عمل لمؤسسة التجهيل والاستغباء الممنهج، هذه، ولا هدف ظاهر لها سوى نشر الجهل وإكثار القتلة وتبذير الح...***مير المكبوتين المهووسين بالجنس والدم وجز الرقاب وتسويق التخلف والطائفية والعنصرية والتمييز ضد الاقليات وباقي المكونات واحتقار المرأة وإعمال الكراهية والحقد وضرب الوحدة الوطنية والترويج للولاء للخارج باعتباره عاصمة روحية مقدسة وازدراء المواطن وتخريج وتسمين الدواعش وعجول الإرهاب الدولي....
هل عرفتم الآن سر هذه الحروب النزاعات والأحقاد والاقتتال والموت والانحطاط العام والتردي والدم النازف الخارج من محراب هذه الخرائب وثنايا عباءات رجالاتها المليئة بالضغائن والثارات؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلمة صريحة
غسان صابور ( 2021 / 9 / 21 - 18:21 )
نضال نعيسة.. نضال نعيسة أشجع وأصدق كاتب سوري.. باللغة العربية.. ومن طليعة المتبقين من المحللين السياسيين.. يبقى ـ ويا للعجب ـ من المعزولين والمبدعين.. رغم قدراته.. عن جميع إدارات الإعلام والرأي... وهذا بمعتقدي عائد لأن الإعلام اليوم والمشترى أما بمقدرات رسمية حكومية أو مؤسسات خاصة.. تعمل لخدمتها.. بأشكال مأجورة مختلفة... وتبادل تشبيحات محمية...
ما تبقى من كتابات نضال نعيسة المعزولة.. آخر الصواريخ الحقيقية.. لما تبقى من الحقائق الحقيقية...
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا


2 - كــلــمــة صــريــحــة...
غسان صابور ( 2021 / 9 / 21 - 18:27 )
نضال نعيسة.. نضال نعيسة أشجع وأصدق كاتب سوري.. باللغة العربية.. ومن طليعة المتبقين من المحللين السياسيين.. يبقى ـ ويا للعجب ـ من المعزولين والمبدعين.. رغم قدراته.. عن جميع إدارات الإعلام والرأي... وهذا بمعتقدي عائد لأن الإعلام اليوم والمشترى أما بمقدرات رسمية حكومية أو مؤسسات خاصة.. تعمل لخدمتها.. بأشكال مأجورة مختلفة... وتبادل تشبيحات محمية...
ما تبقى من كتابات نضال نعيسة المعزولة.. آخر الصواريخ الحقيقية.. لما تبقى من الحقائق الحقيقية...
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا


3 - آن الأوان
عبد الفادي ( 2021 / 9 / 21 - 20:20 )
اهم ما يتميز به الأستاذ نضال من شجاعة هو فتحه لباب التعليقات ، فهذه الصفة تدل على الثقة بالنفس بالدفاع عن افكاره والوقوف بحزم لمن يتحداه بالمناقشة ، اعتقد قد آن الأوان ان تقوم ادارة هذا الموقع بتصنف مقالات السيد نضال ضمن حقل (كاتبات وكتّاب التمدن) ، ولو انني اعتقد بأ هذا الأجراء لايهم كثيرا السيد نضال لكن مقارنة بغيره من الكتّاب الذين لا يجددون افكارهم ويتخذون منهج الرتابة في الكتابة المملة (لا اقصد كاتب معين رجاءً) فهو اولى ان تأخذ مقالاته الموقع الذي تستحقه ، تحياتي للجميع


4 - غسان صابور
نضال نعيسة ( 2021 / 9 / 22 - 19:48 )
استاذنا واخونا الكبير والغالي والمحترم اخلاقك وانسانيتك ولطفك وطيبتك وأصالتك ووفاؤك ومحبتك الصادقة لا يمكن وصفها


5 - عبد الفادي
نضال نعيسة ( 2021 / 9 / 22 - 19:52 )
صدقا اخر همي...ولو كان همي البروظة والظهور لما تركت برنامجا يوميا لمدة ساعتين على الهواء وراتب شهري خرافي ومحطة فضائية بقلب لندن وعدت لاحزمة الفقر والبؤس والجوع مغمورا مجهولا بسوريا ولليوم لو ابيع قلمي لأخذت برامج بأكبر المحطات
للحوار المتمدن رؤيته وكتابه المفضلين لكن احكم دائما هم القراء والشارع


6 - هذه العادة انتقلت الي اوربا
Mahmoud saed ( 2021 / 9 / 23 - 02:45 )
واصبحت فرنسا تنافس باكستان في هذا السباق المحموم ومع هذا المكان لا يتسع للمؤمنين حتي انهم في بعض الاحيان يفترشون الحدائق للصلاة و اذا لم تتداركك فرنسا امرها بسرعة فربما يتسلقون برج ايڤ-;-لللصلاةفوقه


7 - Mahmoud saed
نضال نعيسة ( 2021 / 9 / 23 - 06:38 )
يحفرون قبورهم بأيديهم.هم احرار كتبنا لهم من زمن طويل جداااااااا


8 - الأستاذ نعيسة التعليق (7)
عامر سليم ( 2021 / 9 / 23 - 07:51 )

هذا يذكرني بقول ماركس : الرأسماليه تحفر قبرها بيدها !
وبما ان الدين بناء فوقي ,فهو الآخر سيدفن بنفس القبر و بشاهد مشترك! .
يعني لا تشيل هم يا خيّ , نهاية الدين مرتبط بنهاية الرأسماليه كما يتنبأ الماركسيون!


9 - عامر سليم
نضال نعيسة ( 2021 / 9 / 23 - 14:13 )
نعم اليوم اقوى حلف واضح هو بين الاسلام السياسي ومشتقاته وانظمة التصلعم البدوية والغرب الرأسمالي والماسون والصهيونية العالمية وانظمة الاستعراب القرشية النسخة المعدلة من الاسلام السياسي بثوب العروبة والعروبة هي الاسلام كما قال المغفور له ابن عفلق كرم الله وجهه البعثي الشريف وهذا امر فاقع وشديد الوضوح للجميع ولم يعد خافيا وستسقط المنظومة جماعيا حين تتعفن وهذا ما يفسر فتح ابواب الغرب والهجرة للاسلاميين بكثافة لاستخدامهم مسبقا بحروب ماما ميركل وسواها