الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البطل ناهض حتَر

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2021 / 9 / 25
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


كلنا في الفجر والآمال شرقُ

نعود مجدداً للحديث عن محاولة القوى الظلامية إطفاء مواقد الإستنارة، وتجفيف منابع أنهر الفكر الحر، وقضايا إنتهاك حقوق وحريات الإنسان، وصناعة المؤامرة من دهاليز الجماعات المتطرفة حول العالم، ونفتح صحيفة التاريخ لنقراء قائمة ضحايا الإرهاب من إبن رشد وإبن سينا وفرج فودة ومحمود محمد طه وناهض نايف حتر وملايين المفكريين والمبدعيين الذين تحدثوا عن تحرير المسارح السياسية والفكرية من قيود وقوانيين التسلط التي تسود عالمنا المحاصر بأخطار جمة؛ ومن مهامنا الأخلاقية والإنسانية إستعادة الكون للإنسان، وبناء حياة جديدة تستمد قيمتها وقوتها من مناهج العلوم والمعارف الكونية، وتكوين مجتمعات إنسانية تعاونية تؤسس عالم السلام والديمقراطية والعدالة الإجتماعية ورفاهية الإنسان.

نتحدث اليوم باختصار، وبحزن عميق عن حياة المفكر والكاتب الصحفي الأردني ناهض حتر الذي يُعتبر من الرموز البارزة في الفضاء العام علي إمتداد الإقليم، وشامةً تزدان بها الجباه، وقد قدم مساهمات مؤثرة في مسار تاريخ الحركة اليسارية المعاصرة، وهو ممن وضعوا رؤية جديدة للعالم من خلال كتبه النورانية، ولكن تم إغتياله غدراً قبل خمسة سنوات بسيوف الجماعات الأسلاموية المتزمتة بعد بثها خطاب مشحون بالكراهية ضده، وبعد رحيله الصادم ينبغي أن لا يتوقف مد التنوير، ولا يجوز إخماد مشكاة التغيير، ويجب مواصلة العمل من أجل إيجاد رافعة فكرية تحقق نهضة وتطور الإنسان والكون.

لقد كتبت بتاريخ ١٩ نوفمبر - ٢٠١٩م دعوة لمؤتمر دولي بعد إغتيال الشهيد الأردني ناهض حتر الذي يُمثل محور للحوار ومشروع لللتغيير؛ فلا يمكن إحداث التغيير دون إجراء نقد للتجارب السابقة عبر حوار المثقفيين، والتجربة الإنسانية بكل جوانبها محل حوار ونقد وتجديد إلا من لا يفهمون طبائع الأشياء من حولهم فهؤلاء لا يبصرون الحقائق، ولا خير فيما يفعلون، والآن يجب إزالة الغبار عن رؤية ناهض حتر، وإخراج مؤلفاته من رفوف تلك المكتبات ليقرئها العالم أجمع، ويتطلب ذلك قيام مؤتمر يناقش قضايا حقوق الإنسان وحماية الأدباء من الإعتداءات، ومحاربة خطاب الكراهية والإرهاب، وهنالك أهمية لتقييم سلبيات وإيجابيات الحقبة الماضية، والبحث عن كيفية نشر هذا الإرث الثقافي، وطرائق إحداث التغيير الذي كان ينشده المفكر ناهض حتر وتلاميذه كجميع المفكريين في الماضي والحاضر.

إننا اليوم أمام ذكرى مفكر أحب القلم والورق، وإختار الذهاب عكس إتجاه الرياح؛ ناشراً رحيق الكلمة الحرة، ومنشداً لروح العصر أغنيات المحبة والسلام، ونحن نحتاج أن نضع قضية ومنجزات ناهض حتر بين عقولنا لا الرفوف، ويجب نبصر العالم من داخل تلك الكتب، أن تكون مفاتيح لبوابات حوار شامل بين جميع المثقفيين المنحازيين للحرية والديمقراطية وقيمة الإنسانية، ويجب إعادة النظر بعقلانية في مجمل التجربة الإنسانية والسياسية السابقة لإصلاح ما خربه الذين لا يفهمون، وأيضاً معالجة الأخطاء بجدية للعبور نحو السلام والديمقراطية والعدالة الإجتماعية وكفالة الحقوق والحريات الخاصة والعامة للمجتمع دون فرز أو تمييز.

يجب أن نطالع رؤية المفكر ناهض حتر تجاه قضايا الإنسان والحضارة والأرض من فضاءات فكره الخلاق وشعوره النبيل، ويجب أن ندفع فيض أنهر اليسار الديمقراطي مهما بلغ إرتفاع منسوب المصائب من حولنا، ومهددات تطور شعوب الشرق الأوسط وافريقيا كثيرة، وهذه قضية مهمة يجب مناقشتها، والسير بشجاعة علي خطى ناهض حتر الذي علم أصدقائه وخصومه معنى البطولة، وننشد اليوم لناهض من رائعة الفنان عبدالكريم الكابلي "أسيا وافريقيا" التي يقول فيها "يا دمشقُ كلنا في الفجر والآمال شرقُ"، ومن أحلام ناهض والكابلي والجيل الجديد ستنهض دمشق وعمان وجميع العواصم المحزونة لتصافح الخرطوم، وينطلق قطار الإنسانية نحو عالم طيب لسكانه الذين يحلمون بالسلام.

المجد والخلود لذكرى ناهض حتر

24 ديسمبر - 2021م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اليمين المتطرف في فرنسا يعتزم منع مزدوجي الجنسية من شغل مناص


.. تركيا تدعو سوريا -لاستغلال الهدوء- للتقارب مع المعارضة والتح




.. VODCAST الميادين | حمة الهمامي - الأمين العام لحزب العمال ال


.. غريتا ثونبرغ تنضم إلى آلاف المتظاهرين لأجل المناخ في هلسنكي




.. نيران تأتي على البرلمان الكيني إثر اقتحامه من آلاف المحتجين