الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل لحكام العراق إسوة في سيرة الحسين ع

عادل كنيهر حافظ

2021 / 9 / 26
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل لحكام ألعراق إسوة في سيرة الحسين ع ؟
لقد اشتهرت المنطقة التي تقع في لقاء نهايات الهضبة العربية بسهل العراق والمسماة كربلاء وذاع صيتها وراء مقتل الأمام الحسين ابن علي ابن أبي طالب عليهم السلام في مطلع عام 61 هجرية، ووارى جثمانه وآل بيته ثرى تلك الارض ، التي يسميها الشيعة الطفوف والغاضرية نسبة إلى غاضرة من بني أسد الذين يسكنون في المنطقة ، وكذلك يسمي الشيعة كربلاء باسم الحيرة .
وعلى أثر مئات الرسائل التي وصلت إلى الامام الحسين ع من العراق ومن الكوفة خصوصاً ، تشكو له عبث بني أمية بدين جده رسول ألله ، وانحرافهم عن تعاليم الإسلام وظلمهم بالرعية ، و أكدوا للأمام الطلب{ أن قدومك إلينا سيصلح ديننا وينقذنا من براثن الجور الأموي ...} عندها قرر الإمام الحسين تلبية ناء القوم الذين استجاروا به ان يتوجه اليهم في العراق ، وارسل ابن عمه مسلم ابن عقيل قبله الى الكوفة ليستطلع الأمر ، ومعروفة رواية الغدر بمسلم ورميه من فوق قصر ابن زياد ، بعد أن تجمع حوله قرابة الثلاثين ألف من أهل الكوفة ، مما جعله يرسل إلى الحسين خبراً بأن يقدم إلى العراق ،لكن دخول عبيد ألله أبن زياد خفيةً وهو ملثم إلى الكوفة خوفاً من قتله من قبل أنصار الحسين ، والسكن في قصر الإمارة ثم الاجتماع بالوجهاء ورؤساء العشائر وتقديم الرشوة والتهديد مما فرق القوم عن مسلم وعندما أصبح وحيداً جرى اعتقاله ثم قتله ، وعندما وصل خبر استشهاد مسلم كان الإمام الحسين قد دخل أرض العراق في الطريق إلى الكوفة ، وبعدما أستشار أصحابه وآل بيته وقرروا مواصلة الطريق إلى الكوفة ، وعندما عرف ابن زياد بمواصلة الحسين الطريق إلى العراق ، أرسل اليه كتيبة من المقاتلين بقيادة الحر الرياحي ، لتمنع الإمام الحسين من الوصول ودخول الكوفة ، خوفاً من تجمع الناس في الكوفة حول الحسين ع ، وعندما وصل أراضي كربلاء ، طلع له الحر أبن الرياحي بجيشه وأعلمه بأن مواصلة الطريق إلى الكوفة غير ممكنة قبل البيعة لأمير المؤمنين يزيد ابن معاوية ، وفي أثناء الحوار مع الحسين وصل عمر ابن سعد ابن ابي وقاص مع كامل الجيش المؤلف من أربعة آلاف مقاتل وهناك من يقول ثلاثين ألف وهذا عدد غير معقول ، مقابل قرابة 90 فارس ، والمعقول هوَ الاحتمال الأول ، وعندها اقترح الإمام الحسين على عمر ابن سعد : أن يعود إلى المدينة أو إلى جهة اخرى في العراق او الذهاب لمقابلة يزيد في الشام ! 1/ والمقترح الثالث غير ممكن يصدر من الحسين ابن علي ، وبعدما وصلت رسلة عمر ابن سعد التي تحمل مقترحات الحسين ، ثار وغضب وهدد عمر بعزله عن المهمة واتهمه بالتخاذل ثم أمره بتنفيذ المهمة ، لاسيما وأن تكليف عمر ابن سعد بقيادة الجيش المكلف بمقاتلة الحسين ، كان نتيجة مساومة وهي أن يعين عمر والياً على مقاطعة الري ، وهي مدينة كبيرة تقع أطلالها اليوم جوار طهران ، مقابل توليه مهمة قتال الحسين 2/ وبعدما علم الحسين بجواب عبيد الله ابن زياد ، جمع قومه وخطب فيهم خطبته الشهيرة : ألا وأن الدعي ابن الدعي { يقصد عبيد الله ابن زياد } قد ركْز بين السِلة والذلة ، وهيهات منا الذلة ، يأبى ألله لنا ذلك والمؤمنون ، وحجور طابت وطهرت ، وانوف حمية ونفوس أبية ، لا تؤثر طاعة الئام على مصارع الكرام . }
بدأ القتال بالمبارزة ثم قام الجيش بهجوم شامل أسفر عن مقتل قرابة الخمسين من أصحاب الحسين واكثر من مائة من جيش عمر ابن سعد ، الذي اوقف القتال وطرح على الحسين الاستسلام لكن الحسين واصل القتال ، الذي أخذ شكل المبارزة والهجمات السريعة الخاطفة من الجانبين وانتهت هذه الجولة بمقتل من تبقى من أصحاب الحسين وأهل بيته ، وجاءت الجولة الأخيرة والتي هي اكثر حزن وإثارة للمشاعر ، حيث وقف الحسين منفرداً في مواجهة آلاف المقاتلين ، وتنقل المصادر /3 عن أحد شهود المعركة، : فوالله ما رأيت مكثوراً قط قتل ولداه وأهل بيته وأصحابه أربط جأشاً منه وإن كانت الرجال تشد عليه فيشد عليها فتنكشف عنه انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب ، ولقد كان يحمل فيهم فينهزمون بين يديه كأنهم الجراد المنتشر ثم يرجع ويقول ( لاحول ولا قوة إلا بالله ) وفي السويعات الأخيرة من القتال الذي استغرق أكثر من نصف نهار العاشر من محرم ، كان الحسين قد أثخن بالجراح وادركه الإعياء والعطش ففقد القدرة على الحركة ، لكنه ضل واقفاً على رجليه يقاوم السقوط ، فأخذ بعضهم يرشقه من بعيد بالسهام والحجارة ، حتى تهاوى على الصعيد مكباً على وجهه مدة طويلة قدرها الروات بثلاثة ساعات ، والجيش يتحاشى الدنو منه ، وبعد جدل وتردد اندفع بعض يتقدمهم الشمر ابن ذو الجوشن ، حيث أجهزوا عليه وقطعوا رأسه ، وكان عمره في أواخر الخمسينات ، وقد حمل الرأس ومعه رؤوس بقية الشهداء على الرماح وتوجهوا بها إلى الكوفة بصحبة السبايا من النساء والأطفال ، وتركت الجثث عارية على الثرى ، بعد أن شوهتها حوافر الخيل ، وبعد ثلاثة أيام من ترك الجيش للمعركة ورحيله ، وصلت جماعة من بني أسد المقيمين قرب كربلاء وقاموا بدفن الجثث ، وقد اقيمت لهم بعد سقوط الدولة الأموية مراقد مهيبة لاتزال شاخصة وسط مدينة كربلاء الحديثة ، بعد أن حُدثت عدة مرات وصفحت مأذنها وقببها بالذهب الخالص .
تأثير الموقف البطولي للحسين وتضحيته النادرة في طفوف كربلاء ، على مجرى الأحداث السياسية والاجتماعية والدينية والأدبية ، حيث أحدث مصرع الإمام الحسين ردّ فعل مدوي فاق كثيراً حادث مقتل حجر أبن عدي بأمر من معاوية ابن ابي سفيان ، والذي اعتبره العرب امتحان لإمكان خضوع العرب لسلطان مستبد لم يتعودوا عليه في جاهليتهم .
روى الطبري أن عبد الله ابن مطيع من زعماء الحجاز توسل بالحسين أن لا يجازف بالخروج إلى الكوفة قائلاً له : والله لئن هلكت لنسترق بعدك وهو يريد القول ان تمكن الأمويين من قتلك فهم سيستسهلون إخضاع العرب لسلطانهم ، بينما تحول صمود الحسين واستبساله إلى امثلة يستلها الشيعة حيث قامت حركاتهم اللاحقة تحت شعار ( يا لثارات الحسين ) من ثورة المختار وثورة زيد ابن علي وحتى قتل العباسيين للأمويين اعتبروه من ثارات الحسين والى يومنا هذا يمارس مثل الحسين تأثيره حيث أعلنت ثورة العراق عام 1920 في مؤتمر انعقد في كربلاء ردد فيه الخطباء 4/ كلمات الحسين واستخدمت ثورة إيران الخميني كلمات الحسين (هيهات منا الذلة ) ومن الجدير بالذكر ان هذه الشعارات ترفع في الأحداث التي يتصادم فيها الشيعة مع القوى العاتية ، فتعطي مفعولها عكس توظيفها في السياسة البرغماتية .
كما تركت مأساة الحسين أثرها على أدب الشيعة وبعض العرب ولأجانب ، ومان أول شاعر كبير يرثي الحسين هو الكميت بن زيد الأسدي المولود عام 61 هجرية ،ثم واصل الطريق السيد الحميري ، بعدها جاءت المراثي الحسينية الطويلة مراثي الشريف الرضي المؤسسية ، واعقبتها اشعار الصنوبري وديك الجن وغيرهم ، ولم يتخلف شاعر العرب الأكبر محمد مهدي الجواهري ، الذي الإمام الحسين بقصيدة هي في عين الأدب في محرم عام 1947 وفي المجال العربي كتب الأديب العربي عبد الرحمان الشرقاوي مسرحيتين شعرية عن كربلاء بعنوان (الحسين ثائراً) والثانية (الحسين شهيد ) وفي القرن التاسع عشر كتب الأديب الألباني نعيم فراشري ملحمة شعرية طويلة عن كربلاء ، حتى باتت مجالس التعزية السنوية تقليد ومناسبة للشعر والأدب الحسيني ، لتأخذ الناس الأسوة من أمثولة الحسين في محاربة الظلم واشاعة العدل الاجتماعي واصلاح كل التشويه والاعوجاج الذي اصاب ضمير الأنسان وجعله يحب لنفسه فقط دون أن يحب لأخيه ، وخير من اتخذ من الحسين أسوة هو مصعب ابن الزبير وكان من اعداء بني هاشم لكنه ذكر الحسين عندما وجد نفسه وحيداً مقابل جيش عبد الملك ابن مروان وانشد يقول : وأن الألى بالطف من آل هاشم ، تأسوا فسنوا للكرام التأسيا ، ثم القى بنفسه في لهيب المعركة وقاتل حتى قتل . أقول مخلصاً هل تجعل أمثولة الحسين حكام العراق او بعضاً منهم (أن تكون لهم اسوة من خلق الحسين ابن علي ابن ابي طالب ع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - انهيار جبال الوهم والخرافة
عبدالكريم السماوي ( 2021 / 9 / 26 - 15:34 )
لا أرى في سيرة الحسين ماهو مفيد للإنسان المسلم او الشيعي بالذات ... لا يوجد سوى ما نفخ فيه المعممون ليسوقوا منه أسطورة كاذبة في مواجهة الظلم والاستبداد ... بالعكس أمهات كتب الشيعة تذكر انه قاطع طريق سلب ونهب قوافل قادمة من اليمن ومتوجهه إلى الشام .... اعتقد أن من أكبر حسنات الانترنت وثورة الإتصال انها ستكون القشة التي تقصم ظهر الخرافه وتهدم جبال الوهم والزيف والتدليس.... الإسلام وقبله التشيع سيكون اول جبال الوهم التي تنهار غير مأسوفا عليها


2 - خرافة
حمزة الخفاجي ( 2021 / 9 / 26 - 17:02 )
أكاذيب وخرافات لم تعد تصمد في هذا الزمن أمام حقائق التاريخ لقد مضى زمنها ربما تصلح كحكايات ترويها عجائز الشيعة لاحفادها قبل النوم


3 - حرية الراي مكفولة الا ان المطلوب هي الحقيقة
سهيل منصور السائح ( 2021 / 9 / 27 - 05:37 )
الاخوين الكريمين عبد الكريم السماوي وحمزة الخفاجي بعد التحية.انا لا انكر ان التزييف والتضخيم والانحياز هم سمة العرب والمسلمون الا ان ما تفضلت به يا اخ عبد الكريم بالقول ان الحسين كان قاطع طريق مستندا على مصادر شيعية فاتمنى ان تطلعنا على تلك المصادر ولك جزيل الشكر. اما للاخ حمزة الخفاجي فاقول ما هي الاكاذيب والخرافات في رفض الحسين البيعة ليزيد ومراسلات اهل الكوفة له وقتله مع اهله وصحبه في كربلاء؟؟.انا في انتظار الجواب ولكما جزيل الشكر.


4 - ليس هناك اسوة لحكام العراق في سيرة الحسين
ابو علي أل ثآئر ( 2021 / 9 / 27 - 05:56 )
يقول الشيعة عند خروج الحسين من مكة بعد ان استلم كتب اهل العرق بالقدوم اليهم قال قولته المشهورة: لم اخرج اشرا ولا بطرا ولا مفسدا بل خرجت لاجل الاصلاح في امة جدي انهي عن منكر وءامر بمعروف فهل حكام العراق الذين جاؤوا على ظهر دبابات امريكية كان هدفهم اصلاح ما افسده حكم البعث حسب اعتقادهم ام انهم كانوا اسوا من حزب البعث؟؟. اخي الكريم حكام العراق اتخذوا مظلومبة الحسين وسيلة للسطة مستغلين حب الحسين العقأءدي لذى اغليبة الشيعة وليس هدف للاصلاح والدليل انهم سمحوا بتضخيم اقامة الشعآئر الحسينية وربما شاركوا فيها. اخي الكريم الادعاء شيء والحقيقة شيء آخر. هي المصالح لا غير والدين وسبلة وليس هدف. يقول الجواهري:
على باب -شيخ المسلمين - ، تكدّسَتْ *** جياع ٌعلتهم ذلة ٌ وعراة ُ
هم القوم احياءٌ تقول كأنهم *** على باب - شيخ المسلمين - مواتُ
يلم فتات الخبز في التـُرْب ِ ضائعا *** هناك واحيانا تـُمص نواة ُ
بيوت على ابوابها البؤس طافحٌ *** وداخلهن الاُنسُ والشهوات ُ
تحكم باسم الدين كل مذمم ٍ *** ومرتكب حفـّتْ به الشبهاتُ
وماالدين الا ّ آلة ٌ يشترونها *** الى غرض يقضونه وأداة ُ
سلام عليكم.

اخر الافلام

.. مؤتمر صحفي للجنة الوزارية العربية - الإسلامية بشأن غزة


.. ترمب يغازل المانحين اليهود بالورقة الفلسطينية ويطلق سلسلة من




.. حلمي النمنم: فكر الإخوان مثل -الكشري- | #حديث_العرب


.. 40-Ali-Imran




.. 41-Ali-Imran