الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليس بعيدا عن السياسة 2 ..

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2021 / 9 / 26
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


-------------------
1- في كتابة "رسالةٌ في اللاهوت والسياسة" ذكر الفيلسوف باروخ (المبارك ) اسبينوزا ..
"إن الغاية القصوى من تأسيس الدولة ليست السيادة، أو إرهاب الناس، أو جعلهم يقعون تحت نَير الآخرين، بل هي تحرير الفرد من الخوف، بحيث يعيش كل فردٍ في أمان بقدر الإمكان، أي يحتفظ المرء - قدر المستطاع - بحقه الطبيعي في الحياة وفي العمل.. دون إلحاق الضرر بالغير..."
2- كما أفهم فإن منجز الدولة هي كيان قانوني بالدرجة الاولى ، و هي المنجز العقلي الابرز للانسان، و تعتبر الموئل الحقيقي للحرية، وبدونها لن تكون هناك حرية حقيقية للانسان العاقل..
بمعنى أخر ، كي تكون هناك حرية حقة ، يجب أن يتم فرض نظام ما ،- بالضرورة- على سلوك الجماعات الإنسانية ، بما يعني ضبط فوضى منازعها المتخالفة ، ومصالحها المتصارعة ، وتنسيق رغباتها المتناقضة تماماً ..
3- أعتقد علينا أن ندرك جيداً ، أنه لا بدّ من وجود السُّلطة ، كأداة قسر مشروعة ، ﻷنّ المجتمع من دون وجود آداة الضبط والقسر تلك ، التي تساعد على تشكيل شكل ما من أشكال النظام العام ،
و لا يمكن ﻷحد فيه أنْ يتمتع بالحرية الحقيقية حين غياب السلطة، سوى غثاث الجهلة من المجرمين الفاسدين، أو أولئك الخارجين عن القانون العام ..
و بالطبع لا يهم على الاطلاق ، أن هم سموا أنفسهم معارضة ، أو أطلق عليهم أحد ما، له مصلحة في وجودهم، و استجلاب غوغائيتهم ."طلاب حرية أو ثوار ..
أو حتى إن رفعوا عالياً شعار تحقيق الديمقراطية وخير المجتمع ..أو القضاء على الفساد أو .. الخ
فمهما فعلوا ، في تقديري - سبيقون عبيداً للفوضى التي ينشرونها وينشدونها بحماسة عبر الدعوة الى اسقاط نظم السلطات السائدة. التي تبيّن - عقلاً وواقعاً ، أن لا بديل عنها سوى الفوضى المدمرة لكل شيء .. الانسان والاوطان .
4- أما رأي الأولي عن حال الديمقراطية المنشودة، فهي - في تقديري ليست مجرد حيازة اعلى الاصوات عبر صناديق الاقتراع وحسب . بل هي :
- بناءٌ اجتماعي مُتدرج ، و تربيةُ وعي بالدرجة الاولى، و ثقافةٌ مجتمعية تتطلب حهود مضنية متراكمة وأزمان متعاقبة ..
وأزعم أننا نحن شعوب الشرق الانفعالي ، المتمسكين بقوة غير مسبوقة بهاوية الماضي ورزاياه ، مازلنا في القاع ، و بعيدين كل البعد عن قدرة الصعود الى الطابق الاول فيها ..
و ذلك نظراً لخصوصية ما نحمل من موروث ديني وثقافي وتاريخي، وغير ذلك..
5- و دون أيّة مواربة أو خداع للذات ، لقد دَفعتْ طعوم الثمار المرّة ، فيما يسمى بالـ "صقيع العربي" كثير من الناس إلى الاعتقاد أخيراً ، بأنّ النظم التوليتارية أو لنقل الشمولية عندنا في الشرق الانفعالي، (على علاتها ) تبقى هي الشكل الاصلح للحكم ،
بل ربما هي النموذج الانسب حالياً، لقيادة المرحلة الأقرب لهذا الوعي الجمعي السائد ،
فهي فقط - أي السلطة الشمولية - من يُمكنها أنْ تبني مقوماً بدئياً يناسب تخلف وعي المجتمع ويؤسس بفعالية لطريق الدولة الحديثة المنشودة للمجتمع ، و الموافقة له ، أو لنقل هي ستعمل على تهيئة الظروف التي تساعد على تتطوير مؤسساتها المدنية شيئا فشيئا ، بما يتناسب والوعي الاجتماعي للشعب، أو حسب درجة ارتقاء الروح الكلية للمواطنين بالمعنى الهيغلي..
لكن كيف ستحقق سلطات تلك الدولة ذلك .. ؟
للحديث بقية ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ظل التحول الرقمي العالمي.. أي مستقبل للكتب الإلكترونية في


.. صناعة الأزياء.. ما تأثير -الموضة السريعة- على البيئة؟




.. تظاهرات طلابية واسعة تجتاح الولايات المتحدة على مستوى كبرى ا


.. تصاعد ملحوظ في وتيرة العمليات العسكرية بين حزب الله وإسرائيل




.. اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة الخليل لتأمين اقتحامات