الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخليل ابراهيم .. رحلة في جوهر الديانات الثلاث

صلاح زنكنه

2021 / 9 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(بروس فيلر) كاتب وصحفي ومقدم برامج أمريكي شهير وهو من أصول يهودية له أكثر من 15 كتابا في شتى المجالات لكنه برع في تاريخ الأديان ويعد كتابه (الخليل ابراهيم .. رحلة الى جوهر الديانات الثلاث) بترجمة (نشأت باخوم) وبمقدمة ضافية للدكتور (أحمد محمود هويدي) مرجعا مهما عن شخصية ابراهيم الذي دوخ الشعوب في الشرق والغرب على حد سواء, والكتاب صادر عن الهيئة المصرية للكتاب / المركز القومي للترجمة 2016.
زار فيلر العديد من الدول والمدن والقرى ضمنها اسرائيل والتقى بعشرات الباحثين ورجال دين يهود ومسيحيين ومسلمين من حاخامات ومطارنة وشيوخ وأئمة ليوثق كتابه ويدعمه بآراء كل هؤلاء رغم اختلاف توجهاتهم الفكرية وتباين مرجعياتهم الدينية.
يستنتج الكاتب أن لدى اليهود 80 ابراهيم مختلفا .. ولدى المسيحين 80 ابراهيم غيرهم .. ولدى المسلمين 80 ابراهيم خاصا بهم .. وتم نسج جميع (الابراهيمين) عبر الكتب الدينية المقدسة فضلا عن مئات الروايات الشفهية والنصوص المكتوبة عبر العصور.
ويقترح فيلر قائلا .. يمكننا أن نخلق ابراهيم رقم (241) ليكون أبا للبشرية يحمل قيم التسامح والتعايش والتعددية, فإبراهيم لم يعد مجرد شخص, بل وكيل الله على الأرض وأبو الأنبياء من دون منازع في الديانات الثلاث.
وهو يدرك أن ابراهيم ليس شخصية تاريخية من لحم ودم, إنما شخصية دينية أسطورية خيالية تناقلتها الألسن وتم تداولها في الشرق الأوسط, فالتقطها النبي (محمد) من التجار اليهود والمسيحيين في جزيرة العرب واستثمره كنبي موحد.
يؤكد فيلر أن اليهود هم أول من رسخ هذه الشخصية الاشكالوية, وهم أول من بدأوا اعادة التفسير والتأمل في شخصية ابراهيم قبل المسيحيين والمسلمين بفترة طويلة, بل كانوا أول من أجروا عملية اعادة بناء لأبيهم ابراهيم.
وهكذا تم تسويقه عبر الحكايات والقصص الشفاهية من جيل الى جيل, ثم جاء دور النساخ الثقاة الإسرائيليين في تدوين تاريخهم الشفاهي على الرقع الذي أنتج (التوراة) وجعلوا من ابراهيم شخصية يهودية سرمدية يتكلم بالعبرية ويؤدي الشعائر الدينية اليهودية .. ثم صار مسيحيا عند المسيحيين ومسلما عند المسلمين, والجميع يؤكدون عائديته لدينهم.
الكتاب رحلة إستشراقية شاقة وشيقة لباحث رحال متتبعا عبر منهج وصفي تحليلي موضوعي, نشأة ابراهيم وترحاله من أور الكلدانية الى الأرض الكنعانية وزواجه من سارة وهاجر, فضلا عن أبنائه اسماعيل واسحاق ويعقوب, مستخلصا نظرية فحواها أن ابراهيم شخصية (ايمانية) قارة, ساوقت فكرة (التوحيد) وتبنتها الديانات الثلاث عقائديا.
ومازال (إبراهيم) النبي العالمي الأممي فاعلا في الأديان ومؤثرا في العقائد والشرائع, وقابلا للتجديد وفق رؤى المؤمنين المخلصين لإيمانهم من غير المتطرفين دينيا, كونه يحمل رمزية أبوية عالية تصلح لجمع شمل الديانات المتاخصمة ضمن ما يسمى بحوار الأديان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتفال الكاتدرائية المرقسية بعيد القيامة المجيد | السبت 4


.. قداس عيد القيامة المجيد بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية برئا




.. نبض أوروبا: تساؤلات في ألمانيا بعد مظاهرة للمطالبة بالشريعة


.. البابا تواضروس الثاني : المسيح طلب المغفرة لمن آذوه




.. عظة قداسة البابا تواضروس الثاني في قداس عيد القيامة المجيد ب