الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
خرافات وهلاوس وهذيان وهبل بالعبيط
سامى لبيب
2021 / 10 / 2العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
- لماذا نحن متخلفون (84) .
في هذه السلسلة من :"لماذا نحن متخلقون " نخوض في أسباب تخلف شعوبنا العربية , لأعزي هذا التخلف في تلك السلسلة التي تجاوزت ثمانون مقالاً وبحثاً إلي الثقافة الإسلامية والعربية , فهذا الإرث الثقافي هو الذي شكل وكون ملامح وجذور تخلفنا .
لا تكون إثارتي لكلمة ثقافة كما يتبادر للذهن تعني سعة وحجم المعارف والمعلومات بل أعني بالثقافة منهجية تفكير وسلوك أي طريقة تفكير وأداء وتعامل مع الأفكار والأحداث ومشاهد الحياة وذلك بإستدعاء المخزون المعرفي والتراثي القديم الذي يتعامل مع هكذا أمور لتكون له منهجية وطريقة خاصة في المعالجة ونمط التفكير .
إذا تفحصنا مجتمعاتنا العربية الإسلامية بنظرة تحليلية موضوعية سنلاحظ حالة من التسطح والتشوش الفكري التي يعيشها المواطن العربي والتي أصبحت جزءًا أصيلاً في تكوينه وسمة تميز شخصيته , ومن هنا نتلمس حجم التشوش الفكري وإزدواجية المعايير والسلوكيات , وهذا نتاج إرث وتراث ثقافي إسلامي عروبي نحت وشكل الشخصية بكل عوارها , ومن هنا دعونا ننثر بعض الخواطر والتأملات التي تتعامل مع الشخصية والنفسية والذهنية الإسلامية من خلال الإيمان بفكرة الحسد لتبرز أن ملامحها وقسماتها تعود إلى ثقافة إسلامية عتيدة .
- الحسد هو أن يتمنى الحاسد زوال نعمة المحسود وهو حرام وفق عقيدة الإسلام حيث أنه اعتراض على الحق سبحانه ومعاندة له ومحاولة لنقضِ ما فعله فدره وإزالةِ فضل الله عمن أهَّلَه له .
- الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء قد أكد أن الحسد والسحر ذكرهما الله تعالى في كتابه , موضحاً أن الحسد والسحر يكونان بلاءً من الله أو ابتلاءً موضحاً أن الابتلاء يكون للعبد الطائع الذي يريد الله أن يختبر صبره وإيمانه وأن البلاء يكون بسبب ذنوب العبد وتقصيره ليكفر الله بالبلاء عنها استنادًا لقوله تعالى: «نَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ» , كما قالت دار الإفتاء المصرية إن العين لها تأثير على الإنسان من خلال الحسد كما ورد في القرآن والسنة .
- هذا التعريف يقع فى إشكالية وتناقض كبير فإذا كان يعزي الحسد إلى إعنراض على الله ومعاندته وقدره ونقض ما فعله وإزالة فضله , فوفق الإيمان الإسلامي نفسه , فالإصابة بالحسد والسحر لا يكون إلا بقضاء وقدر الله , فلن يصيب العبد إلّا ما كتب الله عليه فلو إجتمع جميع البشر على أن يصيبوه بشيءٍ لا يمكن لهم أن يصيبوه إلّا بما قدره الله له , ومن هنا نقع فى إشكالية وتناقض فالحاسد ليس صاحب فعل ولا إرادة حرة فهو أداة لتنفيذ إرادة ومشيئة الإله , فلما يتم ذم وإدانة وتأثيم الحاسد والساحر !!
أتصور أن سبب هذا التناقض يرجع إلى الفكر الإسلامي الإيماني الذي يعتقد أن الإله يحمل كل الصفات المتناقضة معاً , فهو الضار والنافع , والمعز والمذل , والمنتقم والرحيم , والودود والمتكبر ألخ لذا فالإبتلاء من الحسد هي إرادته ومشيئته .
- لا يكون توقفنا أمام تلك المشاعرالقميئة للحاسد , فالأمور تتعدي تلك المشاعر لتعلن أن الحاسد وعينه لهما تأثير ضار على المَحسود فهو يصيبه بالأذي والضرر , ولا تعرف كيف يؤثر الحاسد على الأحداث وكيف تكون الأمنيات والنوايا لها هذا الشر والفعل , ولكن هذا يزول كما أوضحنا فالله هو الذي يفعل ويرتب ويقدر , ورغم هذا يظل الحاسد المسكين مداناً دوماً في عيون المسلمين .
- المهم أن الحسد ليس تلك الأمنيات الشريرة للحاسد فنحن أمام خرافة كبيرة تجد حضورها في ذهنية ونفسية مليار ونصف المليار في عقول المسلمين , فالحاسد يضر ويؤذي ويؤثر على الأحداث فلن تجد واحد من المليار ونصف ينفي هذا ليستوي العَالم مع الجاهل والمثقف مع العامة ! فللأسف الشديد لن تجد واحد يرفض خرافة الحسد والعين لتدرك كم نحن متخلفون !
- الطريف أنه لا يوجد أى إستثمار وتطبيق للحسد والحساد طالما بهذا الحضور والتأثير , فلما لا تتفتق العقلية الدينية بتسخير الحسد والحساد لمواجهة أعدائنا وخصومنا , كأن نحشد كتيبة صغيرة من الحساد على الحدود مع إسرائيل أو نرسل فرق صغيرة من الحساد إلى أمريكا وأوربا لتجيبهم الأرض .
- لا تكتفي المصائب بالإعتقاد بتأثير الحاسد على الأحداث لتتناسل الخرافة والوهم وتتجذر وتستفحل فى عقول المسلمين بتلك الفتوي الشاذة الصادرة من دار الإفتاء المصرية التي ترسخ الخرافة وتخلق مناخ من الرهبة والفوبيا , وذلك أنها إستهانت بالعقل والعلم وسمحت لنفسها أن تذكر أعراض مادية للمس والسحر والحسد بلا دليل لتحشر أنفها فى العلم والطب والتشخيص .
أعراض السحر أو المس أو الحسد .
إليكم تلك الفتوي الغريبة الشاذة التي تثبت حجم تخلفنا فقد حددت الإفتاء عدة أعراض إذا ظهرت على الشخص كان محسوداً أو مسحوراً أو ممسوساً وجاءت على النحو التالي :
- صداع متنقل
- صفرة في الوجه
- كثرة التعرق والتبول
- ضعف الشهية
- تنمل أو حرارة أو برودة في الأطراف.
- خفقان في القلب
- حزن وضيق في الصدر
- ألم متنقل أسفل الظهر والكتفين
- أرق في الليل
- انفعالات شديدة من خوف وغضب غير طبيعي.
- كثرة التجشؤ والتنهد
- حب الانعزال
- الخمول والكسل
- الرغبة في النوم .
- المصيبة الكبري أن الخرافة والهذيان والعبط جاءت بكل تبجح وبلغت حداً من الهلاوس بإنساب حال بيلوجية وفيزيائية وطبية إلى تأثير الحسد والسحر ضاربة عرض الحائط بالعلم والطب ومؤسسة ومجذرة للخرافة والهذيان لتخلق عقول ونفوس هشة تجتاحها الخوف والتشوه .
علاج الحسد .
لتتجذر الخرافة والوهم أكثر فلابد من طرح أساليب علاج وتجنب الحسد والسحر ليؤكد أمين الفتوى أن العلاج من السحر والحسد يأتي بكثرة ذكر الله والحفاظ على الأذكار التي منها أذكار الصباح وأذكار المساء والرقية الشرعية وقراءة القرآن الكريم , مشيرًا إلى اللجوء إلى الله والافتقار إليه وقوله تعالى «واستعينوا بالصبر والصلاة».
الرقية الشرعية وتكون كالتالي:
- قراءة سورة البقرة على الأقل كل ثلاثة أيام مرة.
- قراءة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات صباحا ومساء والآيات الواردة فيها ذكر السحر والحسد.
- قراءة الفاتحة سبع مرات وآية الكرسي ثلاث مرات والمعوذات ثلاث مرات على كوب ماء ثم يشرب كاملا ، وتكرار هذا ثلاث مرات في اليوم في الصباح وبعد العصر وليلا .
- قراءة الفاتحة سبع مرات وآية الكرسي ثلاث مرات والمعوذات ثلاث مرات على زيت الزيتون ويمسح به الجسد كاملا ما عدا أسفل القدمين صباحًا ومساء.
- قراءة الفاتحة سبع مرات وآية الكرسي ثلاث مرات والمعوذات ثلاث مرات على ماء بارد من الثلاجة، ويخلط معه أوراق السدر ويغتسل منه، ويكرر الأمر ثلاث مرات في اليوم، ولمدة أسبوع أو أكثر حتى تزول الأعراض .
- قراءة الفاتحة سبع مرات وآية الكرسي ثلاث مرات والمعوذات ثلاث مرات على عسل طبيعي ويؤكل منه باستمرار، وهذا كله يمكن عمله بنفسك ولا تحتاج الذهاب إلى قارئ للرقية الا عند الضرورة القصوى .
-دعونا هنا نسأل فى هذا الهراء والتناقض , فهل ذكر الله والحفاظ على الأذكار والرقية الشرعية وقراءة القرآن الكريم ستحول من وقوع الحسد والسحر أي بمعني أدق هل تلك الأذكار والرقية الشرعية ستمنع مشيئة وأقدار الإله التي دونها لكل كتاب فيتراجع عما قدره ؟! يضاف لذلك هل تلك القراءات والأذكار ستحول حتما من دفع الضرر والأذي وماذا إذا لم تفلح !
- لنا أن نتوقف أمام فتوي دار الإفتاء المصرية وما ستجلبه من شيوع الخرافة وحضور لجيوش الدجالين والمشعودين الذين يتعاملون مع أعراض الحسد والسحر وعلاجه , فلا يسأل أحد ولا يستنكر من وجود هؤلاء المشعوذين وحضورهم لدرجة أن بعض القنوات الفضائية تعلن عن حضور الشيخ فلان المُعالج للحسد والسحر !
الأبعاد النفسية لنشوء وقبول فكرة الحسد .
لماذا وجدت فكرة الحسد كل هذا الإعتقاد والحضور فى ذهنية مليار ونصف مسلم بالرغم أنه لا يوجد أى دلائل عقلية وعلمية ومنطقية عليها .. أعزي هذا لعدة أسباب :
- هناك عقول جاهلة بالسببية فهي عاجزة بجهلها عن إدراك الظروف الموضوعية التى أنتجت الحدث لتعزي الحدث إلى الحاسد وعينه لتريح نفسها من مشقة البحث والتدقيق .
- هناك عقول ترفض الإعتراف بأخطائها والتي أنتجت الحدث لتعلق ضعفها وهشاشتها على شماعة الحاسد فتريح نفسها أو قل تخدرها .
- هناك عقول تمتلك قدر عال من النرجسية وتضخم الذات فهي محل الإهتمام والأنظار نظرا لأنها ذات قيمة وحضور مما جلب إهتمام وحسد الحاسد .
- تنسجم فكرة الحسد والحساد مع ثقافة المؤامرة لتغذيها وترسخها فهناك من يتآمر علينا بحسده لتعضد فكرة أننا محل إهتمام ومحور لهذه الحياة والكون بينما قيمتنا ضئيلة لا تعني أحد .
- إن الإيمان بالحسد والسحر يخلق عقول ونفسيات هشة تعيش وهم الفوبيا والخوف مما يشلها عن الحركة والحراك والإبداع لتحاول أن تعتزل وتواري ملكاتها وقدراتها خشية الضرر والأذي من عين الحاسد , ومن هنا تدرك لماذا نحن متخلفون كما تدرك سر تقدم الغرب فشعوبه لا تقيم أى وزن للحسد والحساد لتواجه مشاكلها بكل موضوعية ومصداقية وشفافية .
- دمتم بخير .
لا تحرر ولا تقدم قبل أن نتحرر من ثقافتنا القميئة .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الصراحه مطلوبه
على سالم
(
2021 / 10 / 2 - 22:11
)
استاذ سامى منذ حوالى خمسه اسابيع تعرضت دوله هاييتى فى البحر الكاريبى الى زلزال مدمر عنيف مما نتج عنه اضرار جسيمه ومصرع الالاف , المعروف ان هاييتى من افقر دول العالم واكثرها بؤسا وفساد ومجاعه وانهيار , حدث فى يوم الزلزال ان ذهب شاب من هاييتى الى الكنيسه ومعه طفلته الصغيره من اجل تعميدها , بسرعه حدث الزلزال اثناء التعميد وانهارت الكنيسه وتمكن الشاب من الافلات لكن طفلته ماتت من جراء الركام , تم سؤال هذا الشخص امام الكاميرا عن انطباعه فى الذى حدث لطفلته , قال الشاب بصراحه انه الان يشك كثيرا فى وجود يسوع ؟ ؟ نرجع الى موضوعك الدسم ازيدك من الشعر بيتا , من اكبر كوارث الشعب المصرى البائس الجاهل هو الاعتقاد الوثيق فى الرزق , يعنى اسأل اى مصرى جائع لماذا لاتحاول ان تحدد نسلك وتحسن مستواك يقول لك اعوذ بالله ده العيل بييجى ورزقه معاه ؟ ؟ هو انت كفرت بالله يا كافر ؟ تفجر السكان الرهيب فى مصر سوف ينجم عنه اثار كارثيه مستقبلا , لما كنت فى مصر كنت اتعجب من تفكير القوم وسذاجه تفكيرهم وبلاهتهم لدرجه اننى بدأت اجذم ان هذا الشعب ماهو الا امه البغال
2 - الدور
هانى شاكر
(
2021 / 10 / 3 - 03:10
)
الدور
____
جالها الدور اللي ماشي
والدور ما لايمهاشي
والعين ما تسيبهاشي
عملولها الزار لطشها
وكانو عيار دوشها
ياريت كان حد حاشها
معذوره ام حسن
تحياتى استاذنا
....
3 - الخرافات والأساطير نتاج شوية مخدرات
سامى لبيب
(
2021 / 10 / 3 - 13:35
)
أهلا أستاذ بارباروسا
مداخلتك رائعة بما تثيره وقد كنت أود أن أفرد بحثا إضاقي فى بحثي السابق:-الدنيا دي شوية كيميا-عن تأثير المخدرات فى خلق الأسطورة والخرافة.
هذه الرؤية سبق ان تناولها علماء وباحثين ولكن بصورة غير مباشرة أى لم يتناولوا نشأة خرافة وأسطورة معينة من تعاطي الإنسان القديم للمخدرات بل تناولوا تأثير المخدرات على إنتاج الهلاوس لذا أتمني أن أكمل(الدنيا دي شوية كيميا)فى هذا المجال.
نحن ندرك الآن تأثير المخدرات والعقاقير على الدماغ وما تنتجه من هلاوس وتخيلات وحالة نفسية ومزاجية معينة ولكن الإنسان القديم عندما تناول النباتات المخدرة لم يدرك أنها مخدرات ليتصور ما يعتريه من هلاوس هو وحي ومعجزات وتأثير الإله والجن والعفاريت.
أتصور أن تعاطي الإنسان القديم للنباتات مخدرة هو رافد كبير ومهم فى إنتاج الخرافات والأسطورة.
ما يؤكد كلامي هو ما يعتري الإنسان المعاصر من هلاوس وتخيلات عند تعاطيه المخدرات والعقاقير ولكنه يعيّ الأثر الضار والمدمر لتلك المخدرات فهو لا يسلم دماغه ووعيه بما تبثه بينما لم يتوفر هذا الوعي للإنسان القديم الذي إكتقي بالوعي بتأثير الخمور.
نحن نحتاج ان نستفيق.
تحياتي وتقديري
4 - و الميثيلوجيا ايضاً
بارباروسا آكيم
(
2021 / 10 / 3 - 15:47
)
نعم أستاذي العزيز
ليس فقط هذا
حتى الميثولوجيا
هل تعلم بأن الميثولوجيا ليست مقطوعة الصلة بالواقع بل من صميم الواقع ! ما رأيك ؟
و لذلك فالغربيون و تحديداً الألمان مولعون بالميثلوجيا
سأعطيك مثال ، هل سمعت بقصص المستذئبين ؟
يعني إنسان يعضه ذئب عند إكتمال القمر فيتحول الى ذئب
ما رأيك إن هذه القصة فيها جانب حقيقي ؟!
الذئاب حيوانات ذات نشاط ليلي عادة لاتهاجم الإنسان إلا نادراً كما إنها حيوانات تعتمد على الجماعة فهي لا تهاجم منفردة في معظم الأحيان
و لكن إذا هاجمك ذئب منفرد فأعلم انك في خطر قاتل
لأنه على الأكثر هذا الذئب سيكون مصاب بالسعار او داء الكلب
وهو مرض فايروسي خطير يصيب الجهاز العصبي
و من اعراض داء الكلب
انه الإنسان يصاب بتشنجات قوية لا يستطيع بلع الماء بل لا يستطيع حتى بلع ريقه ( رهاب الماء )
لذلك فالقرويون في اوروبا العصور الوسطى كانوا يضنون بأن المصاب ينبح مثل الذئب !
بالإضافة إلى الإنسان المصاب بهذا المرض يصاب بجنون العظمة و قد يتصرف تصرفات غريبة بسبب تضرر جهازه العصبي
في معظم الأحيان كان المصابون بهذا المرض يموتون خلال ٧-;- _ ١-;-٠-;- ايام
من هنا جاءت قصة المستذئبين
5 - التخلف والفقر يأتي من مفهوم العيل يأتي برزقه
سامى لبيب
(
2021 / 10 / 3 - 18:14
)
اهلا أستاذ علي سالم
بالنسبة للقصة التى ذكرتها عن ذاك الأب الذي فقد إينه في إحدي الكنائس جراء زلزال مما أثار داخله الشك فى يسوع فهذا وضع طبيعي ولكن ما رأيك فيمن فقد عزيز له فى حادث إنهيار مسجد أو كنيسة ليعزي نفسه بأن قريبه هذا مات أحلي موته ولا مانع من تسميته بالشهيد.
أثرت نقطة مهمة جدا سأتناولها في مقال قادم بهذه السلسلة(لماذا نحن متخلفون)ففي المجتمعات الدينية خاصة الإسلامية منها تجد مقولة أن الأرزاق بيد الله وهو من قسمها وأن العيل يأتي برزقه لتجد إنفلات فى تنظيم الأسرة ولتشهد مصر مثلا مولود كل 18ثانية فى إرتفاع جنوني لزيادة السكان لا يواكبها تنمية تستوعب هذه الزيادة مما يزيد الفقر والمستقبل البائس المجهول.
لم يفلح أي حد لزيادة النسل بل تجد الزيادة فى المناطق الشعبية والريفية حيث مستوى دخل المتدني.
الأمور ترجع للإعتقاد الغبي بأن العيل يأتي برزقه ويغزي هذا الإسلام المؤدلج والسياسي ليخرب أى محاولة لتنظبم النسل كما يرجع إلى حديث محمد:تناسلوا تكاثروا فإني مباه بكم يوم القيامة وليستمر المفهوم البدوي أن القوة والنصرة بزيادة الأعداد.
للأسف كل المحاولات للتوعيه تذهب أدراج الرياح ولتؤسس للتخلف
6 - الأديان تتعاطي مع الحالات النفسية والعصبية بجهل
سامى لبيب
(
2021 / 10 / 4 - 15:06
)
أهلا أستاذ هانى شاكر ومداخلاتك الشعرية الزجلية الرشيقة
بالنسبة لموضوع الذكر والزار فقد كانت لى تجربة طريفة وأنا قى الثانوية لأحس أنه هناك شئ غريب عندما شاهدت المتصوفة وهم فى حلقات الذكر فقد أحسست أنهم فى حالة وجدانية خاصة لذا قررت أن أشاركهم ذكرهم بالرغم من إلحادي ولادينيتى ليستغرب الزملاء ذلك لعلمهم أني من خلفية مسيحية.
المهم شاركتهم فى حركاتهم التى تشبه بندول الساعة وترديدهم لكلمة الله دوما لأحس بحالة من الصفاء أو التخدير لأفسر هذا أن الحركة الروتينية المتكررة التى تشبه البندول وتكرار كلمة واحدة عشرات المرات أحدث حالة من التخدير وفقدان الدماغ التركيز والحراك مما جلب شعور بالراحة وإمعانا فى تأكيد تحليلي ذهبت إلى غرفتي وكررت نفس الحركة البندولية مع ترديد كلمة إستاكوزا مرارا فأنتج نفس الحالة الشعورية.
الدينيين يمارسون بعض الأشياء متوهمين أن ترديد كلمة الله والتفقير هى حالة روحية بثها الإله!
أما حلقات الزار فهى تعامل غبي وجاهل مع حالة نفسية وعصبية معبنة ليعزيها الجهلاء لتأثير الجن في الفكر الإسلامي وإلى الأرواح الشريرة فى الفكر المسيحي
للأسف الأديان تعيق الإنسان عن الوعي والفهم
سلامي
7 - الميثولوجيا والفلكلور الشعبي هو الذي صاغ قصص الدين
سامى لبيب
(
2021 / 10 / 5 - 16:42
)
سعيد يحضورك وإضافاتك وثقافتك أستاذ بارباروسا آكيم
تفتني دراسة الميثولوجيا والفلكلور القديم ففيها متعة كبيرة وفهم كيف نشأت وصيغت الأسطورة والقصص الدينية فما هي سوي رؤية وخيال ووعي إنسان قديم.
من الكتب الرائعة كتاب الميثولوجيا والفلكلور فى العهد القديم لجيمس فريرز فهو يتتبع القصة الدينية من نشأتها ومصادرها الأولي.
توجد كتب ودراسات تبحث لماذا صيغت الأسطورة والأقكار والتوجهات بهذا الشكل فتحريم لحم الخنزير مثلا عند بعض العقائد جاء من أسطورة أن الخنزير قتل الملك فصار ملعونا.
إن دراسة نشأة الأديان والأساطير شئ ممتع ولذيذ فلا يجب التعامل معه بإستخفاف بإعتبار أننا أمام عقليات خرافية فهكذا نشأت الأفكار من خيال وحالة نفسية وذهنية قاصرة ولكن كل الإستخفاف عندما تظل تلك الأساطير والخرافات والتصورات والحالة النفسية والمزاجية قائمة في إنسان العصر الحديث.
شكري وتقديري.
8 - أمة تحتاج فعلا الى مشفى نفسي كبير
نور الحرية
(
2021 / 10 / 5 - 23:54
)
للأسف كل المحاولات للتوعيه تذهب أدراج الرياح صحيح أستاذ وهذا كل ما يقع مئات القنوات التي تبث الدجل والخرافة وألاف ألاف دور العبادة تنتشر كالفطر المناهج التربوية تحض على الكراهية والبغضاء ونشر ثقافة التلقين والغباء كل شيئ في بلادنا يوحي بالتراجع الى الوراء رغم الثورة العلمية والمعلوماتية
9 - هذه شعوب مختلة ومريضة نفسيا ولا تدرك هذا
سامى لبيب
(
2021 / 10 / 7 - 14:45
)
أهلا أستاذ نور الحرية
قد يري البعض أن قولك : أن هذه أمة تحتاج فعلا الى مشفى نفسي كبير , هو قول صادم ولكن هذه هي الحقيقة لكل مراقب ودارس للمجتمعات العربية.
نعم توجد حالات نفسية شائعة بين أفراد المجتمع دون أن يدروا كإنفصام الشخصية وإزدواجية المعايير والأفكار مثلا .
المرض النقسي يمكن العيش به ولن يحس صاحبه به عندما يكون هذا أمر شائع بين الجميع وعندما تتواجد ثقافة تؤصل الخلل.
الصحة النفسية من الأهمية بمكان لحياة الإنسان حياة سعيدة آمنة لينبغي إدراك الخلل النفسي أولا والعلاج بعيدا عن الخرافة وأصحابها.
بالنسبة للدجل والشعوذة فله سوق وميديا كبيرة فلتعلم أن مصر الفقيرة تنفق أكثر من عشرة مليارات جنيه على الجن والعفاريت!
للأسف ينتشر الإعلان عن الخرافة والدجل والشعوذة ليصل الأمر إلى قتوات فضائية متخصصة لشيوخ الدجل أو إعلانات فى قنوات تعلن عن حضورهم وإستقبالهم للواهمين لشفائهم من الحسد والسحر والمس ورد المطلقة.
نحن نحتاج لقرون طويلة للتحرر من الفكر الخرافي ولأعيد وأكرر الشعار الذي أختم به المقال :لا تحرر ولا تقدم قبل أن نتحرر من ثقافتنا القميئة .
سلامي وتقديري