الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجنّة للأغبياء.

اسكندر أمبروز

2021 / 10 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


من المعلوم جيداً لدى كل عاقل ومتنور سوائاً أكان ملحداً أم لا دينياً أم أياً كان توجهه الفكري بعيداً عن أديان اله الدم الثلاثة , أن هذه الأديان صنعت آلهة مختلّة ومريضة نفسياً ذات شخصيات حقيرة وسفيهة لأبعد الحدود والأوصاف , وأهم ما يميز هذه "الآلهة" البعيدة كل البعد عن الألوهية , سوائاً أكان اله الاسلام أم اله المسيحية أم اله اليهودية , هو تحجيم العقل والتفكير وتحريم الشك والتساؤل.

ونعلم جيداً أيضاً أن تحييد العقل هي الصفة الأولى لأي دين كان , سوائاً أكان ديناً ميتافيزيقياً أو ديناً مادياً , وتحييد العقل مع تحريم ما يميزنا كبشر عن باقي الحيوانات ألا وهو التفكير والشك , يصنع مزيجاً سامّاً يجعل من عقل المؤمن عرضة لتقبّل الخرافات والدجل وهو ما أبقى على هذه الأديان على قيد الحياة كل هذه القرون والحقب , إضافة طبعاً الى غسيل المخ منذ الطفولة والذي يتسبب بذات النتائج المخزية من طمس للعقل وتقبّل للشعوذة الدينية وهرائها.

ولكن ما لفت اتنتباهي في هذه الأديان هو النعيم والجنان التي أعدها هذا الإله لمن يحيّد عقله ! حيث أن كمية وحجم تحييد العقل يتناسب طردياً مع قوّة الإيمان في أي دين , وهذا ما رأيناه بشكل مستمر خلال التاريخ والى اليوم , فلو وضعنا جميع المؤمنين المتزمتين الممسوحي العقل والانسانية , من دواعش بهائم الصحراء , الى معاتيه الدين المسيحي الى بهائم يهوى , سنجد أنهم جميعاً موعودون بجنان الخلد من قبل صديقهم الخيالي (الله) ولكن ما هو ثمن هذه الجنان ؟

ثمنها هو القيام بالفظائع والمجازر والجرائم بحق الآخرين , ثمنها تحييد أي ذرّة من الأخلاق الحميدة والمنطق والتفكير الانساني , ثمنها وضع العقل والعقلانية جانباً والسير مع القطيع , ثمنها فقدان أي ذرّة من الانسانية والاستقلالية الفكرية.

فمن يقوم بأفعال كالرجم والجلد وقطع الأيدي وقتل الآخرين المختلفين لمجرّد اختلافهم , وحرق العلماء في محافل دينية ملعونة , وارتكاب المجازر الجماعية بحق شعوب كاملة , وتخريب أوطان وأمم وطمس حضارات , كل هذا وأكثر اقترفه أرذل البشر ولا يزال بعضهم يقوم بذلك الفجور والفساد الذي أثبت فشله وتخلفه وانحطاطه على جميع الأصعدة الى اليوم ليصلوا الى ما يسمى بالنعيم الإلهي , في تصرفات لا يمكن وصفها سوى بالغباء !

والمخزي في هذا الأمر أنه لم يقف أي أحد من هؤلاء الرعاع ليفكر ولو للحظة بالثمن الذي يقوم بدفعه ليصل لذلك النعيم , أو بالغباء والعته الممنهج الذي يدافع عنه ليل نهار ناسفاً لكيانه كإنسان بشكل كامل , ليصل لذلك النعيم , فلو كان هذا الفجور الديني ذا مصدر الهي حق , لما كان ثمن النعيم الأبدي أرواح البشر ومصير الأمم وخراب الشعوب والحضارات , فالإله الذي يأمر بهذه الفظائع ليعطي مقابلها نعيماً ليس بإله , وإنما شيطان يريد خراب العالم والبشرية والمكر والفتك بها , وفعلاً هو من وصف نفسه بخير الماكرين.

فالجنّة كما نعلم من نصوص الأديان ثمنها تحييد العقل , والقبول إمّا بالانعدام الأخلاقي الاسلامي , أو بالبلاهات المسيحية التي تتسبب بأفعال لا أخلاقية والتاريخ المسيحي هو خير دليل , أو الرضى بالعنصرية والفوقية والجنون اليهودي الذي هو أيضاً كان مصدراً للخراب والإجرام كما نعلم من الكتاب المدنّس , كلها تجعل من الجنّة كما نرى مكاناً مصمماً للأغبياء والحمقى والمجرمين , أو بالأحرى مصح للمرضى عقلياً.

وطبعاً نعلم جيداً وبفضل العلم والمنطق أنه لا يوجد لا اله ولا جنة ولا زفت , ولكن حتى ولو كان كل هذا العته حقيقة , فأنا كإنسان لا يشرّفني الدخول بهذا النعيم الأبدي , حتى لو تطلّب ذلك أتفه الأفعال الشريرة , فأخلاقي الانسانية والحضارية لا تسمح لي بالنزول لمستوى الغباء الإلهي أو القبول بثمن جنّته اللعينة , فطريق الجنّة مفروش بالفساد والخراب وجثث الأبرياء ودمائهم , ومن يسمح لنفسه بالسير في طريق كهذا , هو خاسر حتى لو دخل الجنة , فثمن حياة انسان واحد أعظم من الإله نفسه وجنته السفيهة والحياة الأبدية.

فالمؤمن اليوم أمام خيارين لا ثالث لهما , فهو إمّا عليه اتباع أوامر الهه الشرير والإفساد في الأرض وخسارة انسانيته وأخلاقه , وهذا ما نراه حقاً يومياً في دولنا الموبوئة بدين رضاع الكبير , أو عليه التعقّل والتفكير وإعادة النظر ورؤية الحقيقة والعيش بشكل أخلاقي سليم , فكما قال ماركوس اوريليوس الإمبراطور الروماني والفيلسوف العظيم "سأعيش حياة صالحة , فلو كان هنالك آلهة خيّرة , فستحاسبني على ما فعلت دون النظر لمعتقداتي أو لطقوس قمت بها , وإن كان هنالك آلهة شريرة فهي لا تستحق العبادة , وإن لم يكن هنالك آلهة , فسأكون قد عشت حياة سليمة مليئة بالإنجازات والخير"

فالإله الشرير الذي يأمر بالشر لا يستحق العبادة , إلّا إن كنت غبياً , فاصنع ما شئت.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن يؤكد خلال مراسم ذكرى المحرقة الالتزام بسلامة الشعب الي


.. نور الشريف أبويا الروحي.. حسن الرداد: من البداية كنت مقرر إن




.. عمليات نوعية لـ #المقاومة_الإسلامية في لبنان ضد تجمعات الاحت


.. 34 حارساً سويسرياً يؤدون قسم حماية بابا الفاتيكان




.. حديث السوشال | فتوى فتح هاتف الميت تثير جدلاً بالكويت.. وحشر