الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محمد حسنين هيكل و كيف يمكن للعرب أن يحافظوا على إيران

حمدي شريف

2006 / 8 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


يعد السيد محمد حسنين هيكل أحد أذكى رجالات الصحافة و الفكر و السياسة العرب الذين ما زالوا على قيد الحياة و لقد كان لهذه الشخصية دور بارز في الشرق الأوسط عند ولادته الغربية في القرن الماضي حيث كان يعد من أهم عرابي المشروع الغربي في الشرق العربي لأكثر من ثلاثين عام و بعد دخوله في مرحلة ثبات سياسي لأكثر من ثلاثين عام تالية عاد إلينا السيد هيكل مع ميلاد الشرق الأوسط الجديد ليمارس أيضاً دور قديم جديد يمكن لنا أن نستنتجه من خلال مواقفه التالية :
1- موقف السيد هيكل من المقاومة : يبدوا أن السيد هيكل مشجع للمقاومة و متبني لها لكن أي مقاومة يتبنى السيد هيكل هل المقاومة الإسلامية و القومية في العراق المحتل كلا بل يتبنى السيد هيكل مقاومة السيد السيستاني و مشروعه الوطني الفارسي في تقسيم العراق بعد تسهيله لاحتلاله من قبل أمريكا و إيران و لقد صرح هيكل على قناة الجزيرة أثناء مناقشته لمستقبل العراق بتبنيه لمشروع السيستاني و إعجابه به و هذا موقف شريف يقف به السيد هيكل إلى جانب أمته العربية دون أدنى شك أما في فلسطين فأين السيد هيكل من مقاومة حماس و لجان المقاومة الشعبية و المقاومة اللبرالية للطريق الثالث مصطفى البرغوثي و رفاقه فإن السيد هيكل يقف هنا متفرج مثله مثل أي مواطن يسكن في إمارة موناكو أما موقفه من المقاومة في لبنان الحر فهنا العجب حيث أن السيد هيكل يتبنى المقاومة و يدافع عنها ولا يستشهد إلا ببطلها الشيخ حسن مع معرفة و علم السيد هيكل أن لبنان بلد محرر و أن لهذه المقاومة ارتباطات بمشاريع خارجية غير عربية و مشاريع إقليمية غير ديمقراطية و بالتالي فإن هذه المقاومة تفتقد لأي مشروعية فإذا هي لا تقاوم احتلال و لا تقاوم ديكتاتورية فإذاً هي تقاوم ماذا هل تقاوم الحرية و الديمقراطية وهل تقاوم قيام دولة لبنان القوية و المستقرة و الموحدة فهنا نرى أن السيد هيكل يدعم و يؤيد المقاومة التي لا ترتبط بالعروبة و لا بالديمقراطية و لا يؤيد أي تيار عربي مقاوم ديمقراطي تعددي و هذا موقف شريف وطني يحسب للسيد هيكل و يعد استمرارية لموقفه الوطني في العراق .
2- موقف السيد هيكل من العرب : إن السيد هيكل يرى أن الدور العربي غائب و ضعيف و هذا كلام صحيح و لكن خطاب السيد هيكل اتجاه العرب يحمل الكثير من المتناقضات أهمها إن السيد هيكل ينتقد اجتماع وزراء الخارجية العرب في لبنان بتصريح من إسرائيل و في نفس الوقت يطالبهم بنقل مقر الجامعة العربية إلى لبنان يطالب العرب بتحويل لبنان إلى سويسرا العرب و في نفس الوقت يدعم المقاومة و التي تحول لبنان إلى فيتنام و ليس إلى سويسرا ينتقد ضعف و غياب العرب و في نفس الوقت يقف ضد المشروع العربي في لبنان واقفاً مع المشروع الفارسي الصفوي يصف البلدان العربية و التي تقف في وجه المد الفارسي الصفوي مع بدأ التحولات الديمقراطية داخلها بالعمالة وفي نفس الوقت يصف البلد العربي المروج و الداعم و المتبني للمواقف الفارسية الصفوية بالبلد المقاوم و الممانع مع علمه و معرفته بان هذا البلد لا يقاوم إلا الحرية و لا يمانع إلا الديمقراطية و الشفافية وهنا نرى أيضاً أن السيد هيكل يتبنى موقف شريف ووطني من العرب .
3- موقف السيد هيكل من وطنه مصر: إن السيد هيكل لم يقف تاريخياً مع وطنه في الماضي حيث كان يدعم الديكتاتورية في مصر و يؤيدها و لم يقف ليوم واحد ضد ممارساتها في إعدام آلاف المصريين من الشيوعيين و الإسلاميين و الآن و عندما بدأت مصر تتجه نحو الديمقراطية نجده لا يدعم المشروع الديمقراطي الغربي في مصر رغم دعمه للمشروع الغربي الديكتاتوري في مصر سابقاً فهو لا ينتسب إلى أية حركة وطنية مصرية تدعوا و تناضل من أجل حرية مصر مثل حركة كفاية مثلاً و لكنه في الوقت نفسه يدعم المشروع الشرقي الفارسي الصفوي القمعي الطائفي الإلهي و الذي يدفع المعارضة المصرية إلى الطريق الذي ينتهي بها للتصادم مع النظام المصري مما يدخل مصر في الفوضى و الفعل و رد الفعل مما يؤدي إلى زيادة إضعاف مصر لأن قوة أي بلد بوحدته و استقراره و حريته و من يحب بلده يسعى إلى استقراره و لا يتحالف و ينظر لأعداء بلده و قوميته التاريخيين .
4- موقف السيد هيكل من الإسلام : لقد كان السيد هيكل تاريخياً ضد الإسلام السياسي و كان علماني قومي و لكن السيد هيكل أوضح لنا الآن أنه ضد الإسلام السياسي السني و مع الإسلام السياسي الشيعي أي عدنا إلى المتناقضات فهنا مع و هنا ضد أما بالنسبة للإسلام كدين فهوا لا يزال موضوع ثانوي لدى هيكل كما كان في الماضي و ليس أدل على ذلك عدم معرفته لمصدر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول من هولندا أو من النرويج أو من الله و أعلم و هذا دليل آخر على متابعته لشؤون أمته و التصاقه بها كما يقول .
أما الآن فهل كانت عبارة السيد هيكل كيف يمكن للعرب أن يحافظوا على إيران زلة لسان أم تعبير عما يريده لأسياده و أرباب معيشته الحاليين وهل قوله لنصف الحقيقة بوصفه إسرائيل بالعريانة و نسيانه لإيران الجوعانة و العطشانة يهدف به لتضليل الرأي العام العربي اتجاه عدونا الجديد القديم إيران الصفوية نعم إن السيد هيكل يريد و عن قصد أن يدفع العرب للمحافظة على إيران فكيف لا و إيران كانت و مازالت تدافع عن العرب في العراق و في سوريا و في البحرين و في جنوب لبنان كيف لا و إيران تسعى لتصدير ديمقراطيتها إلى دولنا كيف لا و إيران تسعي إلى نشر الفوضى في بلداننا لكي تحقق حلمها القديم في بناء إمبراطوريتها الفارسية الصفوية من البحر الأسود إلى البحر المتوسط كيف لا نحافظ على إيران و التي كانت و ما زالت تسعى إلى احتلالنا و استعبادنا و إلى القضاء علينا شكراً هيكل أنت تلعب دورك كعراب للمشروع الفارسي و نحن سنمارس دورنا كمناضلين من أجل الحرية و العلمانية و الديمقراطية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عبد الجواد الرشد يدخل إلى ساحة الجامع الأموي في المدينة القد


.. كاميرا العربية ترصد أعمال إزالة القمامة من أمام بوابة الجامع




.. مشاهد جوية خاصة لـ-العربية- من المسجد الأموي وسوق الحميدية ف


.. ما وضع الأقليات العرقية والدينية بإيران؟




.. الأقليات العرقية والدينية في إيران.. الاستهداف والتمييز والق