الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من أبطال نصر إكتوبر، الشهيد إبراهيم عبد التواب

حسن مدبولى

2021 / 10 / 6
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


هو قائد الكتيبة 603 مشاة آلية برتبة عقيد، وقائد موقع كبريت خلال حرب أكتوبر 1973، من مواليد محافظة أسيوط بصعيد مصر ،
كانت مهمة كتيبة هذا البطل عند بداية حرب أكتوبر المجيدة ، هى إقتحام البحيرات المرة الصغرى تحت تغطية من نيران المدفعية والقصف الجوى للطائرات المصرية ، ثم التحرك شرقــًا على طريق(الطاسة) ثم طريق (الممرات) للإستيلاء على المدخل الغربي لممر (متلا).
وبالفعل في الموعد المحدد، ومع صيحات الله أكبر التى أنطلقت من حناجر رجال القوات المسلحة ، أنطلقت كتيبة البطل لتحقق الأهداف الموضوعة بأقل الإمكانات بنجاح تام وفي فترة زمنية صغيرة للغاية ،
واستمرت مهمة البطل إبراهيم عبد التواب ورجاله في تلك المنطقة وكبدوا العدو الإسرائيلي خسائر هائلة في الأرواح والمعدات ، حتى التاسع من أكتوبر 1973 حيث صدرت لهم الأوامر بمهاجمة النقطة الحصينة شرق ( كبريت ) والاستيلاء عليها.
وفى التاسع من أكتوبر 1973 تحركت كتيبة البطل إبراهيم عبد التواب نحو نقطة ( كبريت ) الحصينة،ورغم قصف طيران العدو ، وإشتباك وحداته المدرعة في قتال ضار مع كتيبة البطل على بعد حوالى ثلاثة كيلومترات من النقطة الحصينة ، إلا أن عزم القائد البطل ورجاله كان أقوى من أى عقبات ، وسرعان ما أنهارت قوات العدو وأنسحبت مذعورة ،حيث أنطلق خلفها رجالنا الأبطال ونجحوا في تدمير الدبابات عن آخرها ،ونجحت خطة أقتحام النقطة الحصينة وتم تطهيرها وتفتيش جميع الدشم والملاجىء ، وأرتفع علم مصر خفاقا عاليا فوق هذا الموقع الحصين وتعالت صيحات الله أكبر .
لكن نظرا للأهمية القصوى لذلك الموقع ،عاودت قوات العدو الكرة بهجوم شامل ومتكررلإستعادة السيطرة على الموقع ، وتعويض الخسارة الإستراتيجية الفادحة التى تكبدتها قواته ، حتى أن الهجمات الجوية كانت تستمر لساعات متواصلة وبقنابل بلغ وزنها الألف رطل ، بالإضافة إلى هجمات الدبابات والمشاة، مما أدى االى إستشهاد العديد من القادة والجنود،
ثم تم فرض حصار تام على قواتنا تسبب فى انقطاع الإمدادات اللوجستية ، مما أدى إلى نقص رهيب فى الطعام والمياه العذبة والذخيرة ومستلزمات رعاية الجرحى ،لكن رغم كل هذا لم تسفر محاولات العدو عن أى تقدم ، وظل أبطال الموقع صامدين مكبرين مؤمنين بربهم رافعين أعلام الوطن خفاقة ،

إستمر هذا الحصار الصهيونى على قواتنا الباسلة فى موقع كبريت لمدة 134 يوما ، نُسجت خلالها ملحمة نادرة غير مسبوقة من الصمود والتماسك بين أفراد الكتيبة المصرية بقيادة الشهيد البطل إبراهيم عبد التواب الذى كان قدوة في تحمل آثار الحصار وفى التواجد وسط النيران دون وجل أو خوف أو يأس ،،
ورغم حالة الإعياء التى بدأت تظهر آثارها واضحة على البطل الشهيد ، بسبب قلة الطعام ، والمجهود الرهيب الذى يبذله ، فقد كان الشهيد حريصا على أن يُصلى برجاله كل الفرائض في مواعيدها ، وكان يخطب أيام الجمع يبث الحماس والأمل في نفوس رجاله ، ويبشرهم بنصر الله القريب أو الفوز بالشهادة .
وفي الرابع عشر من يناير 1974 وبينما كان البطل يواجه إحدى غارات العدو المستمرة ،إستشهد عليه رحمة الله تعالى وسط رجاله وفى قلب المعركة ،
وكان لإستشهاده أكبر الآثر في نفوس رجاله، حيث أزداد عزمهم على عدم التفريط في الموقع أبدًا إلا لو إستشهدوا جميعا ، ورغم العروض المغرية التى كان يلقيها العدو كل لحظة تارة بضمان سلامتهم ، وتارة بضمان عودتهم بإسلحتهم ،لكنهم أصروا على القتال والمقاومة ، وظل هذا الصمود الإسطورى حتى تم إتخاذ القرار الدولى بفض الإشتباك بين القوات، فإنسحبت قوات العدو وانتهى الحصار وانتصرت ارادة الرجال بفضل صدق قائدهم وإيمانه العظيم بالله وبحبه للوطن ،،

كانت وصية الشهيد العقيد إبراهيم عبد التواب قبل لقاء ربه تتلخص فى جملة قليلة الكلمات عظيمة المعنى:

" كفنوني بعلم مصر ، وسلموا أبنتي ( منى )
المصحف والمسبحة "
رحم الله الشهيد وعاشت مصر ،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تواجه المتظاهرين بدراجات هوائية


.. الشرطة الأميركية تعتقل متظاهرين مؤيدين لفلسطين وتفكك مخيما ت




.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. بيرني ساندرز يعلق على احتجاجات جام


.. الشرطة الفرنسية تعتدي على متظاهرين متضامنين مع الفلسطينيين ف




.. شاهد لحظة مقاطعة متظاهرين مؤيدون للفلسطينيين حفل تخرج في جام