الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاستهتار بحياة البشر في دين بول البعير.

اسكندر أمبروز

2021 / 10 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في كل مجتمع حديث نجد تغلغل حقوق الانسان العالمية وانتشار الأخلاق الحديثة وتجذرها خصوصاً في دول الغرب والعالم الحر والديمقراطي عموماً , وهذه الأخلاق المتطورة التي نتعامل بها اليوم هي نتاج من تسلسل طويل لتطور مضنٍ وقاس مرّت به البشرية على مرّ العصور وصولاً للأخلاق الحديثة وتفوقها الكبير على أخلاق من سبقنا من أسلاف.

ولكن ومع هذا التطوّر ظلّ دين رضاع الكبير في مؤخرة البشرية كالعادة , وكونه في المؤخرة وإرادة من يتبعه للعودة للوراء أخلاقياً والرجوع بكل معنى الكلمة بالزمن الى حقب سفك الدماء والسبي والنهب والخطف والاستعباد وما يشابه ذلك من فساد اتسمت بها العصور الوسطى يبين مدى خطورته.

وطبعاً هذا الدين الداعشي مثله كمثل باقي الأديان , بشري الصنع , متأثر بالبيئة والثقافة التي نشأ فيها , وفي الزمن الذي ظهر فيه , ويحمل معه جميع سمات تلك الحقبة والثقافة , وعلى الرغم من وجود أديان اقدم منه وأكثر أخلاقاً بحكم تحضر ثقافات الشعوب الأخرى التي أنشأتها , كالفارسية التي أنشأت الزرادشتية , والثقافة الرومانية التي أنشأت المسيحية , وغيرها من أديان تعتبر أفضل بأشواط من دين بول البعير , إلّا أن البيئة العربية والبدوية ظلّت منغلقة على نفسها لقرون , وجابهت التطور الأخلاقي الذي أنتج تلك الأديان بالعودة للوراء والتشبث بقيم يهودية حقيرة ممزوجة بخزعبلات من هنا وهناك الى أن ظهر لنا هذا المسخ الأشبه بوحش فرانكشتاين الذي يتشكل جسده من قطع من أجساد مختلفة بشكل مخز.

وهذا الرجوع للخلف أخلاقياً وتبني المبادئ والشرائع اليهودية والتي تم نسخ الكثير منها حتى من التراث اليهودي كالتلمود وكتابات الحاخامات اليهود وليس فقط من التوراة , أدّى الى ارجاع الاسلام العرب والشعوب التي احتلّها بهائم الصحراء قروناً للوراء أخلاقياً بكل معنى الكلمة !

ومن أخطر ما تم الرجوع اليه هو مسألة الاستهتار بحياة البشر , المتمثل بقتل من يخالف بهائم الصحراء في العقيدة والمعتقد , أو من يخالف المجتمع بطبيعة ما كالمثلي الجنس , أو من يريد الخروج عن القطيع كقتل المرتد , أو قتل من ينتقد ويشتم كلب الصحراء , أو قتل من يخون زوجته أو من تخون زوجها...الخ من تحليلات وتشريعات تافهة لارتكاب أفظع الفظائع ألا وهي القتل وانهاء حياة البشر.

وطبعاً هذا المبدأ المتّبع والمتمثل بنص الفتنة أشد من القتل , كان متأصلاً في العقيدة اليهودية , فمن قتل وإبادة شعوب بأكملها بأمر من الإله , أو بأوامر القتل وتشريعه ضد من يرتكب أموراً لا يمكن وصفها سوى بالتفاهة , كالأمر بقتل المثليين كما في لاويين 20:13 , و قتل الخائن لبيت الزوجية كما في لاويين 20:10 , و قتل من يتهم بتهمة ممارسة السحر كما في لاويين 20:27 , و قتل من يشتم والديه كما في لاويين 20: 9 , وحرق وقتل من تمارس البغاء كما في لاويين 21: 9 , وقتل من يخالف تعاليم يوم السبت كما في خروج 31:14...الخ من سخف ديني لعين يضع حياة البشر موضع المادة الرخيصة التي يمكن الاستغناء عنها ونسفها من الوجود عند أسفه سبب !

وهذا التراث الإجرامي الذي تم نقله لدين بهائم الصحراء والمتمثل كما ذكرنا آنفاً بمقولة الفتنة أشد من القتل كان ولا يزال مصدر فساد وخبث وتخريب لا يمكن التغاضي عنه , فكم من شخص قد تم قتله وسفك دمه بسبب هذا العته الديني المتخلف ؟ وكم من أسرة تم لعن ربها بسبب هذا الفجور الأخلاقي الديني ؟

فدم الانسان وحرمة حياته أعظم بشكل لا متناه من أي اله أو دين أو عقيدة , والاله الذي يأمر بالقتل وسفك الدم لخدمته وخدمة معتقده , هو اله شرير لا يستحق لا العبادة ولا التقديس ولا الاحترام , ولا يستحق سوى السخرية والتحقير واللعن ليل نهار , فلا فتنة أشد من القتل , ولا فتنة أشد من هتك حرمة الحياة الانسانية , والذي يأمر بعكس هذا هو شيطان أبعد ما يكون عن الألوهية وصفاتها الحميدة التي من المفترض أن تتوفر لدى الآلهة.

وأود الختام بمقولة للرئيس الأمريكي رينالد ريجان على الشيوعية والتي تنطبق على أديان اله الدم...

"هذه الأيديولوجيا ستسقط , لا لشيء سوى لتعارضها من الطبيعة الانسانية , ولكن كم من الأرواح ستحصد قبل أن تسقط ؟ لا ندري !"

وعاجلاً غير آجل بإذن هُبل , ستسقط هذه الأديان , وستلحق شعوبنا بركب الحضارة الانسانية , أو ستفنى متمسكة بالماضي وفساده وعفنه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي