الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريمة عُظمى ارتُكِبتْ بحق الإسلام : تشريع فُقهائه السابقين لحُكم الرِّدة

أحمد إدريس

2021 / 10 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


(أيها الحزينون و المُشفقون على أُمة الإسلام، تريدون أن ينتصر التنوير و يندحرَ الظلام ؟ انشُروا إذن على نطاق واسع جداً و بشكل مُستعجَل هذا المقال، أمطِروا به صفحات و مواقع المشايخ و كبرى المُؤسسات الدينية.)


« القرآن لا يُفسِّر نفسَه بِنَفسِه، و الإسلام لا يُطبِّق نفسَه بِنَفسِه، و إنما يَتِم ذلك من خلال المسلمين. و ما أَسْوَأَ ما فعل المسلمون بالإسلام… و الإسلام لا يتنافى مع روح العصر، أي عصر، في كل ما هو إنساني سمح و عادل. » (فرج فودة رحمه الله، أحد ضحايا حكم الردة)

مِن أين أتى و كيف استقر في الوعي العام و العقل الجَمعي لِمَن يُسَمَّوْن بالمسلمين، الإعتقادُ الوهميُّ بالصفاء الكامل و المُطلق لِمَجموع ما وَرِثوه تحت مُسمَّى الإسلام ؟ فلطالما سمِعتُ على لسان الأئمة و الوُعاظ أن النبي تركنا على مَحجَّة بيضاء لَيْلُها كنهارها لا يزيغ عنها إلاَّ هالك، لكِنْ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ أﺠﺪ أنهم أوَّلُ مَن حاد عن نهج النبي الذي ما زالوا حتى يومنا هذا ينسبون إليه هذه المقولة المُنكَرة : « مَن بدَّل دينه فاقتلوه. » وَضْع مثل هذا الكلام على لِسان الرسول هو أفظعُ إساءةٍ له على الإطلاق.

و الله ما أساء أحد في الدنيا لِسُمعة و شخصية الرسول، كالأمة المَحسُوبة عليه، بدءاً بأفراد منها أَطلَقوا على أنفُسِهم لَقبَ ورثة الرسول : أليس فيكم إذاً رجل رشيد، يا فقهاء و أئمة هذا الدين ؟ أبو جهل هو مَن عذَّب إمرأة بِوَحْشية بالغة ثُم قتلها لأنها بدَّلت دينَها، كما اضطهد و آذى و تفنَّن في التنكيل بآخرين مِن بني قومِه لأنهم أيضاً - بِكامل إرادتِهم و وعيهم و اختِيارهم ـ قرَّروا الإرتدادَ عن مِلَّة وَرِثوها عن آبائِهم و اعتناقَ فلسفةِ حياة جديدة، الشخص المذكور و أشباهه هم فقط مَن يَصدُر مِنهم أمر بالفتك كهذا. مقولة تهدِمُ و تنسِفُ كماً هائلاً مِن آيات القرآن البَيِّنات، لَعَلَّ في مُقدِّمتها هذه : « لا إكراه في الدين »، و مع ذلك تُنسب حتى اليوم للذي جاءنا بالقرآن الكريم. ماذا لو قرَّر الغرب تطبيق هذا الحديث - الغيرِ نبوي بالتأكيد - بإعدام أبنائه الذين يدخلون في الإسلام ؟ حرية المُعتقَد قد استقرَّت في ضمير العالَم و نحن ما زلنا في خصومة مع حرية المُعتقَد.

و لكن يجدر التنبيه إلى أنني في هذا الصدد لا أتحدث عن حرية الإزدراء جهاراً نهاراً للأديان و سب مُعتقدات أو مُقدَّسات أي كان، أرفض هذا الفِعل الذي هو بعيد كل البعد عن الفكر النقدي الصحيح، و لأنه يُضِرُّ بالتعايش السِّلمي بين مُختلِف مُكوِّنات المجتمعات البشرية يَجِبُ على الدول التصدي له و معاقبتُه مِن دون قتل أي كان.

الفكر النقدي الذي أتبنَّاه و أدعو إليه لا علاقة له بالسب و الشتم للأشخاص، أو السُّخرية الجارحة من مُعتقدات و ثقافات الناس ؛ بل يعمل بصدق و بلباقة و حكمة و لكن دون وَجَل على تصحيح ما أراه غير صائب، و تُعبِّر عنه هذه المقولة لفيلسوف عظيم : « من المفيد في كل الشؤون أن تقوم، من حين لآخر، بِوَضع علامة استفهام على الأشياء التي طالما اعتبرتَها من المُسلَّمات » (برتراند راسل). لن يَعقِل من مشايخنا و عموم المتديِّنين عندنا هذه المقولة الفذة، و يرى بركتها و أنها بمثابة وحيٍ إلهي، إلاَّ أولئك الذين فقِهوا و استَوْعَبوا تماماً مراد هذه الآية القرآنية : « وَ إِذَا قِيلَ لَهُمُ : "اتَّبِعُوا ما أَنزَلَ الله"، قَالُوا : "بَلْ نَتَّبِعُ ما أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا". أَوَ لَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَ لَا يَهْتَدُون ؟ » مُنزِّل القرآن يُؤكِّد و يقول : « لا إكراه في الدين »، و هم يقولون : « مَن بدَّل دينه فَقتلُه علينا فرض. » و بروح طيِّبة و نِيَّة صادقة خالصة أسأل، بعد التأكيد على أني لستُ من هُوَّاة الإستفزاز الأرعن و لا إلقاء الأحكام جُزافاً و بشكل اعتباطي من غير تفكير طويل و دراسة وَافِيَة للموضوع الذي أتحدث بشأنه، أسأل كل المُتشبِّثين لغاية الآن بحكم الرِّدة : هل في هذه المسألة الخطيرة جداً أنتم تتَّبِعون ما أنزل الله ؟ إن كان ما يمنَعُكم من الإقرار بالخطأ هو الكِبر فَيا لَلْمصيبة !

بَيْد أني أود أنْ أضيف بأنَّ ما أنزل الله ليس محصوراً في صفحات قرآن الله و كُلِّ ما تحويه الكتبُ المُقدَّسة كافة : آيات الخالق مبثوثة في الآفاق، في الأنفس، و في كل شيء على الإطلاق. و الخالق يخاطب كل واحد فينا بغير انقطاع عبر فطرته و ضميره و، كما أخبر القرآن، « لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي… » لذا أتساءل و أنا في غاية الإندهاش : كيف تجرَّأ بعض شيوخ السلف على إعلان باب الإجتهاد في أمور الدين مُغلَقاً إلى نهاية الدنيا، كيف تجرَّأ بعض شيوخ السلف و الخلف على اعتبار التفكير الحر طريقاً شِبه مُؤكَّد إلى الكفر ؟

يقولون و يُردِّدون إن قرآننا يشيد بالعقل، بينما هم في الواقع لا يقيمون وزناً للعقل. لقد لاحظت أمراً آلمني كثيراً و ما عُدت أُطيق السُّكوتَ عنه : القرآن فتح أبْوَابَ التفكير الحر و التعبُّد بإعمال العقل على مِصراعيها، و جمهور المُلقَّبين عندنا بأهل العلم ما ادَّخروا وُسعاً في سبيل إغلاقها. جزء كبير من شغل هذه الطبقة هو إنشاء و صناعة الأصنام الفكرية أي إنتاجُ أفكار يُضفون عليها قداسة زائفة دون أن يروا في ذلك نقضاً للتوحيد. لهذا ما عادوا هُداةً للتي هي أَقْوَم و لا دُعاةً إلى دين قويم. لقد غاب عن أذهانهم ما يلي : الدين القويم و هو الذي يُوائِم الفِطرة و لا يصدِم الضمير و قبل كل شيء يُعين الحياة و يُحسِّنُها و يُخفف مِن قسوَتها، و يُعلِّم المخلوق الآدمِيَّ كيف يكون إنساناً بجدارة و مستحِقاً بالفعل أن يُسمَّى إنساناً، لا يُمكِن أن يستغني عن المُراجعة النقدية الدائمة و التصحيح المُستمر للتَّصوُّرات و الدعائم الفِكريَّة التي يقوم عليها. و هذا يقتضي عدمَ تصنيم أي فكرة هي نِتاج جهد بشري في محاولة فهم النصوص المُؤسِّسة للدين.

سُمعة الإسلام ساءت إلى أبعد حد بين الأنام : الحقيقة بهذا الصدد صارخة، و مهما كانت مؤلمة علينا الإصغاءُ إلى ندائها القوي المُلح بعقولنا، و بقلوبنا كذلك دون مُكابرة أو مُماطلة أو تضييع لِمَزيد مِن الوقت، إن كُنا بالفعل عُشاقاً للحقيقة. لا مَفرَّ لِمشايخِنا و سائر مرجعياتِنا مِن مواجهة هذه الحقيقة، فتلك هي الخُطوة الأولى للوصول إلى رؤية هادية تعينُنا على تَجاوُز أزمات الحاضر و تنير لهذه الأمة الشاردة في بيداء الحياة طريق المستقبل، لا مَفرَّ لنا جميعاً مِن مُباشرة أو مُواصلة البحث عن الحقيقة… إنها فريضة يُحتِّمها واقع الأمة و هذا العالَم، و توجبها ضرورة تجديد بل إنقاذ هذا الدين. كفى تبديداً للطاقات و إهداراً للأوقات في غير طائل، كفى جدلاً عقيماً لا فائدة تُرجى منه، كفى سَعْياً و جَرْياً وراء أشياء ليست أكثر مِن سراب. فَمِنْ غير إعادةِ نظر و إصلاحٍ جذري للمنظومة الفِكرية و القِيَمية لهذا الدين، و بَوَادِرُ ما سأُعلِنه تلوح في الأفق، فإنه سيأتي لا محالة يوم لا أخالُه بعيداً يخرج فيه الناس أفواجاً مِن هذا الدين : رِدَّة على نطاق واسع لن يُجدي في مُواجهتها حُكم الرِّدة !

حُكم الرِّدة هو في حد ذاته رِدَّة كُبرى : حُكم لا أساس له على الإطلاق في تعاليم السماء، و لأجل شَرْعَنَتِه اختُلِقت مقولات نُسبت للرسول ! نبيُّنا رحمة مُهداة و قد أُرسل ليُتمِّم مكارم الأخلاق، كما ورد في الحديث الشريف الذي يحفظه الكبار و الصغار عندنا، لا ليُشرِّع لبني البشر مثل هذه الإستباحة للأرواح. وظيفتُه هي التذكير و النُّصح و التبليغُ عن الله، الله الذي ما خوَّلَه أي سُلطة على ضمائر العباد : « فَذكِّر إنما أنت مذكِّر، لَسْتَ عليهم بمُسيْطر » (قرآن). إلى متى ستظل هذه الأمة المُنتحرة يومياً أسيرة ثقافة الموت، التي أنتجها عندنا و يرعاها و يدافع عنها بضراوة قتلة العقل ؟

و بعد ذلك نجد هؤلاء السادة يَصِمون بالكفر كل مَن يكفر بالأباطيل التي يَزعُمون أنها تعاليم إلهيَّة. أكيداً تركنا نبيُّنا على محجَّة بيضاء ليلُها كنهارها و فعلاً نحن مَدينون له للأبد، فما أنجزه كان رحمة للعالَمين و بركة على الخلائق أجمعين، و لكنَّ شيوخ الدَّجل و الخبل أحالوا نهارَنا ليلاً أخشى أن نقبع في ظلامه للأبد… بصراحة : أليس مُزعجاً و مُخجلاً لأمتنا المُقتنِعة لِحَد الآن بأنها مُفضَّلة للأبد على العالَمين أن عبارة "دمه حلال" لا تُصادَف اليوم إلاَّ في كتابات و مواقع إلكترونية و خِطابات يُطلِق عليها أصحابُها وصف "إسلامية" ؟ الأمور اسْتَفحلت و ما عاد يُطاق هذا الإنحراف بل الضلال الذي ذهب إلى أبعد الحدود. لم نعُد نستطيع التحمُّل أكثر فالذي يحدث الآن - بل منذ أمد - يُسمع الأصم و يُحيي الموتى و يُنطق الصخر… أمتنا مريضة للغاية و علينا ألاَّ نغفل أو ننسى أن في جسدها مُضغة، إذا صلَحتْ صلح كِيانها كله، و إذا فسدتْ فسد كِيانها كله، يقيناً و دون أدنى شك فهمُها و تصوُّرها العام للدين هو هذه المُضغة.

ورد في الأثر : « مَن تساوى يوماه فهو مغبون. » و مِن جهتي أقول : « مَن تساوى يوماه، خاصة فيما يتعلق بدرجة الوعي و أسلوب التفكير، فَوَا أسفي عليه… » أمتنا تتخبَّط فعلاً في قدر هائل من الأزمات و المشاكل، و للأسف غفلنا في غَمْرَتها عن حقيقة في غاية البداهة : المشاكل لا يُمكن حلُّها باستخدام نفس طريقة التفكير التي أَوْقعت في هذه المشاكل. قناعتي أنه لا مَناص من تمحيص دقيق لمفاهيمنا السائدة و قِيَمنا الرائجة التي تمارس في الغالب دوراً مُضلِّلاً للكثيرين و تُسهم إلى حد كبير في تزييف وعي عموم الأمة… نحن إذاً بحاجة إلى إصلاح فكري، في المجال الديني بالدرجة الأولى. قطعاً و بكل تأكيد لا محيد عن مراجعة جادة و جذرية و إعادة نظر في عدد كبير من المفاهيم و الأفكار و المعاني الراسخة في أذهاننا و ذلك في إطارِ عمليةِ تقويمٍ و تجديدٍ كاملٍ شاملٍ لموروثنا الديني.

« إن الله لا يُغيِّر ما بقوم حتى يغيِّروا ما بأنفُسهم » (قرآن). أوَّل ما يَجِب أن نعمل على تغييره، بِحزمٍ، هو طريقةُ تفكيرنا و نظرتُنا للعالَم. تنصلح الأمور و الأحوال عندما تنصلح العقول و الأفكار. هذا بطبيعة الحال لا يكفي - فلا بد أيضاً أن تنصلح الضمائر و النفوس - و لكنه أكثر من ضروري. فَمِن غير إصلاح فكري جاد و جذري، مُحال أن تنصلح أحوال البلاد و العباد. إصلاح التفكير و تصحيح التصورات هو أساس البناء الحضاري السليم للأمة. هكذا يُبنى الإنسان السوي المستقيم، الذي يَبني حضارة الرحمة الشاملة : « و ما أرسلناك إلاَّ رحمة للعالَمين » (قرآن).

اللهم انصُر أمتنا على جُملة من التصورات و الأفكار و المعتقدات، التي لا أساس لها من الصحة و التي أصفها دون تردُّد بالشريرة، فقد أبعدتها عن سماحة و سَعة آفاق و الرحمة الشاملة لدين الإسلام : تصورات و معتقدات يستحيل أن يقوم عليها مجتمع سوي… نعم هذه الأمة في حاجة ماسَّة إلى ثورة، الوحيدة التي ستأتيها بربيعِ إقلاعٍ حضاري جديد، الوحيدة التي سَتُمكِّنها من مُواجهة تحدِّيات العصر الراهن باقتدار و تحقيق حضورها الفاعل و الواعي و المُؤثِّر إيجابياً في العالَم، الوحيدة التي بِدونها فإن قِطارَ الزمن سَيُخلِّفها وَراءَه، ثورة في الأفكار التي بِداخلِ العقول… ثورة تُصالحنا مع كل الوجود : مع الخلق، مع أنفُسنا، مع العصر، مع الحياة، مع الدنيا، مع غيرنا، مع الخالق.

ما يسعى له التنويريون الصادقون المُخلِصون - و هم كُثر - تُلخِّصه مقولة في منتهى الروعة لمفكر أصيل : « لا بد من إعادة تقديم الدين في أصوله النقية، و بلغة عالَمية عصرية تخاطب الكل في كل مكان، و ليس بلغة طائفية مُنغلقة مُتعصِّبة. لا بد من تقديم الدين في روحه و جَوهرِيَّته و ليس في شكلِيَّاته : الدين كتوحيد و خُلق و مسؤولية و عمل بالدرجة الأولى، الدين كَحُب و وعي كَوْني و علم و تقديس للخير و الجمال » (مصطفى محمود، "نار تحت الرماد"، 1979). مقولة أخرى لعالِم أزهري عالي القدر تُلخِّص جيداً رسالة مقالي هذا : « إن التصوُّر الصحيح للدين قبل مُمارسته و تطبيقه هو الخطوة الأولى على طريق النهوض بالمجتمع الإنساني. » (عطية صقر، "نعم الإسلام هو الحل، و لكن أين الطريق ؟"، 1990)

ذلك هو حجر الأساس لأي مشروع تحرري نهضوي حقيقي في أوطاننا و ضمانُ إسهامنا الفعَّال في بناء حضارة الخير و الحب و السلام التي تهنأ في ظلها جميع مخلوقات الله.


ملحق

للتمعُّن و التدبُّر (« إن في ذلك لَذِكرى لِمَن كان لَهُ قلبٌ أو ألقى السمعَ و هُوَ شهيد » - قرآن) :

« من إسلامك : أن تكون دائماً على بصيرة فلا تَخبِط خَبْطَ عشواء، و أن تُجدِّد نفسك و تُقوِّم مسارك باستمرار، و أن تخلص النية و القصد و تَطلُب الحق و الصواب في كل فكر أو قول أو عمل. » (عصام العطار)

« أيها المسلمون ! الفِتن و البلايا مُنبِّهات و موقظات، تحمل الأُمم الحيَّة على العودة إلى نفسها و القيام بمراجعة مواريثها العلمية، و مواقفها العملية، و مسيرتها الحضارية بجد و مصداقية، و صراحة و شفافيَّة. » (صالح بن عبد الله بن حميد، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية، في خطبة دينية عنوانها "الأحداث الكبرى دعوة إلى مراجعة الماضي"، تجدون نصَّها الكامل على الإنترنت)

« إن كل تديُّن يُجافي العلم و يخاصم الفكر و يرفُض عَقْد صُلح شريف مع الحياة، هو تديُّن فَقَدَ صلاحِيَّته للبقاء. » (محمد الغزالي)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السيد الكاتب
على سالم ( 2021 / 10 / 10 - 00:21 )
من الواضح انك تعمل جاهدا من اجل تحسين صوره الاسلام والتى اصبحت مكروهه منفره فى العالم , انت تحاول الابتعاد عن التناقضات واللاعقلانيه واللغه العنيفه الشرسه , لكن واقع الامر لايخدمك ابدا , اى كما يقول المصريين انت تحاول عمل الشربات من الفسيخ واكيد سوف لن تنجح ابدا , مؤكد انك سوف تفشل اكيد بسبب ان القاعده بشريه عقيمه وغير عقلانيه , يجب ان نعترف بالحقيقه القاسيه الا وهى ان كتاب القرأن بشرى وليس له اى صله بأله او بجبريل او مارد سماوى , يحاول المسلمين منذ قديم الازل اصلاح المعطوب وتحسين المعانى لكن فى النهايه هم فشلوا فشلا ذريعا بسبب بشريه النص والواجب ان نعترف بالحقيقه بدل اللف والدوران


2 - مشكلة الردة
ايدن حسين ( 2021 / 10 / 10 - 05:33 )
يقول الكاتب بعدم وجود حكم الردة في الاسلام
طيب .. خذ الاية .. اقتلوا المشركين حيث ثقفتموهم .. لاحظ .. لا يقول .. قاتلوا .. بل يقول .. اقتلوا
و من يرتد عن الاسلام .. طبعا سيسمونه كافرا او مشركا الخ
اذن
لا حل لهذه المشكلة الا باعتبار القران كتاب بشري ... يمكن ان تأخذ منه ما يفيد البشرية و تترك منه ما يضر
و اعتبار محمد شخصا عاديا يصيب و يخطيء .. له زمانه و لنا زماننا
و يقول الكاتب ايضا .. ان محمد قال .. تركتكم على محجة بيضاء ليلها كنهارها
طيب خذ الحديث .. من راى منكم منكرا فليغيره .... الخ
من الذي سيقرر ما هي هذه المنكرات التي تستلزم التغيير .. هل هناك قائمة بالمنكرات التي تستلزم التغيير .. ام هي متروكة لهوى الاشخاص .. طبعا هي متروكة لهوى الاشخاص
خذ هذا التناقض ايضا .. من سن سنة حسنة فله اجرها ... كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار
كيف يمكن لك ان تسن سنة حسنة من دون ان يكون ذلك بدعة محدثة
و احترامي
..


3 - العقل الاسلامي مسقي بفولاذ الدين
صباح شقير ( 2021 / 10 / 10 - 09:59 )
الكاتب الفاضل

أرجو قراءة مقال الأستاذ القدير نضال نعيسة وهو بعنوان
الإسلام مرض عقلي
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=734052

عن قول محمد الغزالي في آخر المقال:
لا يمكن للدين أن يتوافق مع العلم أبدا مطلقا
فهذا يقول الأرض مسطحة وهذا يقول مدورة
وهذا يغرق الشمس في عين حمئة وهذا يقول أنها لا تغيب أبدا
وهذا يجعل مدة الحمل 4 سنوات وهذا يقول لك 9 شهور
ومن اعجازات الاسلام التي ترمي بالانسان في مصحة عقلية اعتقاده وايمانه المتين بأن النمل والحمار يعفور تكلما والجمل يشتكي للنبي ظلم صاحبه
والشجر والجبل يسلمان على الرسول

العقلية الاسلامية المحكومة أبديا بقالب القرآن والشريعة والمسقية بفولاذ الدين فقدت صلاحيتها الإنسانية
الدين الحقيقي هو دين الإنسان الماشي في الشارع والسوق وصبحيات الثرثارات من نساءنا المتفرغات للجن يلعب بعقولهن الدين وما يتعلمه الطالب الأزهري في الثانوي عن رأي الشرع في القرد الذي أولج في آدمي

لا التجديد ولا الترقيع ولا تبرير أخطاء الفقهاء ينفع
التناقضات والمخجلات أعظم من أن يتداركها أي جهد مهما صدق
عليكم أن تفعلوا ما فعلته الكنيسة من قبل: الضبة والمفتاح

تحياتي


4 - الاستاذة صباح المحترمة
منير كريم ( 2021 / 10 / 10 - 12:33 )
تحية للكاتب المحترم
لم افهم اخر سطر في تعليقك 3
ماذا فعلت الكنيسة ؟
شكرا لكم


5 - الأستاذ القدير منير كريم
صباح شقير ( 2021 / 10 / 10 - 18:44 )
تحياتي للحضور الفاضل

أقدّر قراءتك الواعية للتعليقات أستاذ منير
فعلا الدقة مطلوبة وكان يجب أن أوضح أكثر المقصود من عبارتي وإن تطلب الأمر تعليقا ثانيا

أتمنى أن تكون لدى المسلمين الشجاعة لإخضاع مقدسهم وتاريخهم للنقد والتمحيص وكشف المستور كما فعل اليهود والمسيحيين من المفكرين والفلاسفة الغربيين بالعهدين القديم والجديد اللذين كانا السبب في انحراف الكنيسة فكان تاريخها مخزي بغيض بشع تفشعر الأبدان لهوله

المسيحي اليوم الذي لا يهددك ولا ينغّص حياتك ولا يكرهك ويحترم اختلافك هو المسيحي المستند إلى الأخلاق العلمانية والمتشرّب قيم الحداثة
لم تنتهي المسيحية على المستوى النظري رغم النقد المرير الذي نالها ولكن أين حضورها على المستوى العملي؟
الكنائس الغربية التي هجرها أصحابها يشتريها المسلمون ليقلبوها إلى مساجد يعلمون فيها كراهية الغرب

كل الأديان جعلت من الإنسان وحشا كاسرا
الكاتب يقول بعدم وجود حكم الردة في الاسلام
إلا أن العبارة القرآنية اسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون تعني شك عل بياض لكل القتلة والمهووسين الذين يفتون على هواهم
أمثل هذا التراث وهذه العقول تكفل بناء إنسان الحداثة؟

احترامي


6 - ما الحل ؟
منير كريم ( 2021 / 10 / 10 - 19:37 )
شكرا للاستاذة الفاضلة صباح شقير على ردك الواضح
انت على حق
ولكن ما الحل لمنطقتنا المنكوبة ؟
لقد كنا افضل حالا بين الحربين العالميتين فيما عرف بالفترة الليبرالية
شكرا


7 - فيالق الرجعية تشتد بغياب الوعي والتنوير1
صباح شقير ( 2021 / 10 / 11 - 17:06 )
تحياتي

الأستاذ منير كريم المحترم

كلنا نسأل عن الحل ولا أزعم أني أملك حلا لتردينا الحضاري البائس
كثيرون يقترحوا الحل في العلمانية(وأنا منهم بالتأكيد)واستئصال شأفة وكلاء الله الأرضيين وقطع دابر شر الشيوخ وأشباه الشيوخ

لكن الأمر لا يتم بهذه البساطة فالتاريخ يقول أن الأمر في الغرب تطلب تضحيات جسيمة دموية صاحبتها ثورات فكرية نعيش عالة على إنجازاتها المبهرة كذلك فيالق الرجعية تلاحق دوما طلائع النور فهي تستند على الدين وتشتد بغياب وعي الرعية المخدرة بشعارات مقدسة زائفة وجهلها بالمخططات الخبيثة
وما كانت المؤسسات الدينية الكبرى لتتبوا هذه المكانة العالية لولا غياب(التنوير)الشرط الضروري لدخول عالم الحداثة في مجتمعات تنتشر فيها الأمية والغفلة التي بسببها يستميت الانسان البسيط أو المعتدل كما يسمونه للدفاع عن ايديولوجيا متطرفة أفرزت طبقات متراصة من الدواعش تتراوح بين الداعشي الناعم المودرن والداعشي الخشن التقليدي
المؤسسة السياسية -الدينية المستبدة تشكل العائق الأكبر للاستفادة من منجزات العقل المعرفي الغربي وتجاربه في الديموقراطية ولن تتنازل بسهولة عن مكاسب وامتيازات تحصل عليها باسم الله

يتبع


8 - يقبلون بالعلمانية بشرط إخضاعها لثوابتنا المطلقة!2
صباح شقير ( 2021 / 10 / 11 - 17:10 )
ما فائدة العلمانية في ظل انتشار الأمية وجهل شعوبنا بفوائد قوانينها وتكفيرها؟
رغم حصول شريحة كبيرة من أبناء العواصم الاسلامية على التعليم واكتسابهم مهارات علمية تكنولوجية إلا أن الأنظمة التعليمية فيها لا تشجع على التحليل والتفكير ولا توسّع المدارك وتخرّج طلابا أميين معرفيا فيظل وجدان الإنسان رازح تحت وطئة مفاهيم المجتمع الرعوي خاضعا للموروثات الدينية البالية ويكاد المرء لا يدرك أنه منزوع الإنسانية فقد فصّلوا له إنسانية تتناسب مع معاييرهم الدينية

ما فائدة قبول العلمانية كنظام لحياتنا إذا كنا سنخضعها لثوابتنا المطلقة؟
وما جدوى الدعوات لتجديد الفكر الاسلامي(إذا كان يوجد فكر حقا) إذا كانت حرية التعبير مقيّدة بعدم المساس بالجوهر أو نقد ما كُتب عن الدين ومؤسس الدين؟

ملاحظة: الطاغية الدموي صدام حسين كتب بيديه القذرتين العبارة الله أكبر على العلم العراقي وهو يعلم أنه لن يجرأ أحد على ازالة العبارة المقدسة فخلّد نفسه بنفسه رغم كل جرائمه المروعة
وهكذا نرى أن الدين يستخدمه الطغاة والمجرمين والمهووسين عن خباثة وسفالة ويستخدمه البسطاء والمساكين عن جهل وغفلة
إنه أداة رخيصة في أياديهم جميعا

يتبع


9 - بيئتنا لا تفرز شرائح تنويرية كافية لهزم الظلاميين3
صباح شقير ( 2021 / 10 / 11 - 17:13 )
الحل برأيي يبدأ بالتنوير على يد النخبةالمثقفة كل من موقعه بإشاعة الوعي بين بسطاء شعبنا العائش في بلادة ذهنيةمذهلة وهو يستمع للفتاوى الهزلية أو لحكايا الفيل والنملة والهدهد

خرج الاستعمار الغربي من بلادنا وقد أرسى لنا نظاما مدني وأساس إداري وتشريعي حديث كان يمكن أن يكون مدخلنا الى المجتمعات المتطورة فجاء رجال الدبابات وقضوا على الشريحةالمثقفة وأتوا بأذناب من ذوي الضمائر الميتة ليكونوا عونا لهم على النزهاء الأكفاء والمعارضين لتبرير بقائهم في السلطة وألهونا بقضايا القومية والامبريالية والصهيونية والنتيجة اليوم هزيمة على كل المستويات

الإنسان ثقافة ويئتنا المتصحرة فكريا تُفرز نماذج مهووسة بقضايا تافهة كرضاع الكبير وتفخيذ الصغيرة وتكفير التهنئة بأعياد المسيحية وختان الاناث...
مثل هذه الأرض القاحلة ثقافيا وفكريا لا تفرز للأسف شرائح تنويرية كافية قادرة على تجييش الجهود ضد الظلاميين
مع انتشار الأنترنت أفلت الحبل من يد الطغاة وما عادوا يستطيعوا التحكم في المعلومة لذلك أرى أن التنوير سيقفز خطوات واسعة وجريئة مع جهودكم لكشف الملعوب في قصص التجديد في الدين أو تبرير أخطاء المقدس وتناقضاته
احترامي


10 - الاصلاح الديني عقلنة ظاهرة لاعقلانية
منير كريم ( 2021 / 10 / 11 - 23:07 )
الاستاذة القديرة صباح شقير
شكرا على ردودك وانت صادقة في كلما جاء بها خاصة دور وسائل التواصل الحديثة والجيل الحديث
من اجل ان نبقى ونعيش كبشر لابد من الاصلاح الديني الجذري والتنوير العقلي والا نتحول للعبودية والانقراض
نحاول وهي محولة لعقلنة وانسنة وعلمنة ودمقرطة الدين والدين ظاهرة لاعقلانية
العبء الاكبر يقع على المثقفين والامراء المستنيرين ان وجدوا كما حدث في التاريخ الاوربي
ولعل الخطوة الاولى اعتبار النص الديني تاريخي ( اي له مدى وصلاحية)
لقد اهملت كافة الاحزاب السياسي ومعظم المثقفين عندنا قضية الاصلاح الديني والتنوير وانشغلت بالصراع عل السلطة وانتهت الى لاشيء
شكرا جزيلا

اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد