الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سكر وشكر بين الالسنة العربية والاكدية والسومرية

علي احمد

2021 / 10 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


حضرت في خلدي كلمتا شكر وسكر بمناسبة عيد الشكر thanksgiving المقرون بالمآدب والمشروبات، لا استبعد ان الكلمتين من اصل واحد ( السين = الشين)، وقوام ذلك هو الامتلاء الذي هو الشبع، وهو قمة ما يصبو له الكائن الحي ومنه الانسان في عصر ما قبل التاريخ.
وانطلاقا من رؤيتي ان السومرية هي من الروافد الأساسية للغات الافرو-اسيوية وربما قاعدتها التحتية substrata، بافتراض ان اللغات الاشتقاقية انبثقت من الالصاقية، فيمكنني القول إن جذري سكر وشكر يجدان تفسيرهما في السومرية، ويكملان ما فسرهما لسان العرب وأضاف اليهما صورا لفظية قريبة تتفق بالمعنى الرئيسي وتختلف بمعنى الاسقاط على استخدامات اخرى. احتفظت العربية كلسان للصيادين وقاطفي الثمر والرعاة بالمعنى البدئي قبل ان يتحول في السومرية لمعان أخرى.
في مقاييس اللغة:
(شكر) :الشين والكاف والراء أصول أربعة متباينة بعيدة القياس . فالأول : الشكر: الثناء على الإنسان بمعروف يوليكه . ويقال إن حقيقة الشكر الرضا باليسير .
والأصل الثاني: الامتلاء والغزر في الشيء. يقال حلوبة شكرة إذا أصابت حظا من مرعى فغزرت.
والأصل الثالث: الشكير من النبات، وهو الذي ينبت من ساق الشجرة، وهي قضبان غضة .
والأصل الرابع: الشكر، وهو النكاح. ويقال بل شكر المرأة : فرجها .
بتقديري ان الأصل الثاني هو الأساس واما بقية الأصول الثالث والرابع فهي ثانوية، واما الأول وهو الذي طغى استخداما فربما قياسا من الثاني، فالثناء في عرف البدائة هو اكرام صاحب المعروف شرابا او طعاما.
(سكر): السين والكاف والراء أصل واحد يدل على حيرة. من ذلك السكر من الشراب. والسكر: حبس الماء، والماء إذا سكر تحير. وحكى ناس سكره إذا خنقه.
بتقديري ان المقياس وتوابعه لها صلة بعملية المخض قبل معرفة التخمير. والتحير سواء كان قياسا من الثمالة او من وضع العصير المراد تخميره او اللبن لاستخراج الزبدة في سقاء مغلق منفوخ (يتحير) فيه بلا مخرج.
وفي الخلاصة فإن سكر (شكر) بالاصل تعني زق (سقاء) (جلد)+ ؟ جذر له صلة باستخلاص مادة بخواص جديدة تختلف عن الموضوعة في السقاء. وربما ra [PURE] بمعني يصفو، يصفي، او ذات صلة بـ ri [IMPOSE] الذي يعني: يضع، يُسْكِن، يلقي، يصب، يتكئ،يستند ويعتمد على،يفرض يستغل،يجبر، يرمي ارضا،يفلت، يطلق سراح، يخلي سبيل، يوجه الى، يهرق، يدلق، ينطلق بعيدا، يتقدم.
في السومرية كَش، كَس kaš، ka෌ (kas) تعني جعة؛ مشروب روحي (كحولي). وترادف في الاكدية شِكاروšikaru :
والملحظ ان الاكدية اشتقت من الاسم افعالا مثل شَكارو šakāru: يثمل، يسكر. ومما يستوقف هو أن مَشكورو (مَشكيرو) maškuru (maškiru): [KUŠ.BAR.RA ]: تعني زق طوف او عوم، وبتقديري ان العلاقة بين العوامات الجلدية لقطع الأنهار والتخمر وثيقة وقوامها الانتفاخ. وتعني كُش السومرية KUŠ جلد، بدن وترادف مَشكو mašku. وهذه الأخيرة ذاتها في العربية لأن المَسْكُ: الجلد، وخَصَّ بعضهم به جلد السَّخْلة.
العلاقة بين الجلد والتخمر هي الانتفاخ لاستخلاص الزبدة والمشروبات. ولعل الاقدمية هي للجلد كُش kuš [SKIN]. -انظر ما له علاقة بالجلد والبدن في العربية ( القرابة اللفظية بين الكاف / الجيم ، القاف والغين بدرجة اقل، والقرابة اللفظية بين الشين والسين والثاء والضاد ) تحت كسا ، كوث، جثا،جثث، قشع، كسح وكشح، كشش/ كشأ، كيش، قشا، قشش، قوش، كيس، غشا، قيض، وبصيغة المضاف والمضاف اليه قشط، كشط، قشب، قشف، قسب.)
توجد علاقة وثيقة بين الجلد -كُش والخمور -كَش لأن الجلد هو أداة التخمير، ولهذا فالتخمير جاء قياسا من الجلد، ومن الصعب الجزم باولوية لفظ الجلد كُش او مقلوبه شك (شكوة) زق أي السقاء. في السومرية شَقّيا šagia [CUP-BEARER] تعني حامل الكأس، الساقي. والساقي في العربية هو ذاته كما في الاكدية شاقوء šāqû. وافترض ان الزق ليس سوى صورة لفظية للسقاء. وان مسك الواردة في الاكدية والعربية هي بإدخال الميم اثناء تطور اللسان والاصل هو *سك (مسك، زق، سقى). ففي العربية شكى: الشكوة : جلد الرضيع ، وهو للبن فإذا كان جلد الجذع فما فوقه سمي وطبا. وفي حديث عبد الله بن عمرو. كان له شكوة ينقع فيها زبيبا، قال : هي وعاء كالدلو أو القربة الصغيرة وجمعها شكى . ابن سيده : الشكوة مسك السخلة ما دام يرضع فإذا فطم فمسكه البدرة فإذا أجذع فمسكه السقاء ، وقيل : هو وعاء من أدم يبرد فيه الماء ويحبس فيه اللبن.
ما ورد في العربية وله علاقة بـالجعة في كَش kaš/ kasالسومرية :
كأس: الْكَأْسُ : الزُّجَاجَةُ مَا دَامَ فِيهَا شَرَابٌ . وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ : الْكَأْسُ الشَّرَابُ بِعَيْنِهِ .الْكَأْسُ الْخَمْرُ نَفْسُهَا اسْمٌ لَهَا . وَفِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ : يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ .وَالْكَأْسُ أَيْضًا : الْإِنَاءُ إِذَا كَانَ فِيهِ خَمْرٌ ، قَالَ بَعْضُهُمْ : هِيَ الزُّجَاجَةُ مَا دَامَ فِيهَا خَمْرٌ ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ فِيهَا خَمْرٌ فَهِيَ قَدَحٌ. لَا تُسَمَّى الْكَأْسُ كَأْسًا إِلَّا وَفِيهَا الشَّرَابُ.
كَاصَ فُلَانٌ مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ إِذَا أَكْثَرَ مِنْهُ . وَتَقُولُ : وَجَدْتُ فُلَانًا كَأْصًا بِزِنَةٍ كَعْصًا أَيْ صَبُورًا بَاقِيًا عَلَى شُرْبِهِ وَأَكْلِهِ . قَالَ الْأَزْهَرِيُّ : وَأَحْسَبُ الْكَأْسَ مَأْخُوذًا مِنْهُ ؛ لِأَنَّ الصَّادَ وَالسِّينَ يَتَعَاقَبَانِ فِي حُرُوفٍ كَثِيرَةٍ لِقُرْبِ مَخْرَجَيْهِمَا .
كذي: أَكْذَى الرَّجُلُ إِذَا احْمَرَّ لَوْنُهُ مِنْ خَجَلٍ أَوْ فَزَعٍ. الْكَاذِي ضَرْبٌ مِنَ الْحُبُوبِ يُجْعَلُ فِي الشَّرَابِ فَيُشَدِّدُهُ .(الذال ابدال من الشين وهو حرف اكثر حداثة)
جاذ: جاذ : اللَّيْثُ وَغَيْرُهُ : الْجَائِذُ الْعَبَّابُ فِي الشُّرْبِ ، وَالْفِعْلُ جَأَذَ يَجْأَذُ جَأْذًا شَرِبَ أَنْشَدَ أَبُو حَنِيفَةَ : مُلَاهِسُ الْقَوْمِ عَلَى الطَّعَامِ وَجَائِذٌ فِي قَرْقَفِ الْمُدَامِ شُرْبَ الْهِجَانِ الْوُلَّهِ الْهِيَامِ.
جشأ: التَّجَشُّؤُ تَنَفُّس الـمَعِدة عند الامْتِلاء. الجيم والشين والهمزة أصلٌ واحد، وهو ارتفاعُ الشيء. ( قياس من التخمر)
جيش: جاشَت النفسُ: فاظَتْ.وجاشَتْ نفسِي جَيْشاً وجَيشاناً: غَثَتْ أَو دارَتْ لِلْغَّثَيان، فإِن أَردْتَ أَنها ارتفعَت من حُزن أَو فزَع قُلت: جَشَأَت.(قياس من الثمالة وغثث لفظ ربما متأخر ابدل فيه الكاف بالغين والسين او الشين الثاء ) قارن ثوم ولفظه شوم في السومرية šum [GARLIC] وفي الاكدية شومو šūmū وبتقديري ان الثاء في العربية اكثر حداثة)
وجذ: الوَجْذُ، بالجيم: النقرة في الجبل تُمْسك الماء ويستنقع فيها، وقيل هي البركة. ( الواو ربما من مأوى جذر اوى E في السومرية مضافا اليها الجلد بمعنى السقاء KUŠ)
جوز: الْجَوَازُ : الْمَاءُ الَّذِي يُسْقَاهُ الْمَالُ مِنَ الْمَاشِيَةِ وَالْحَرْثِ وَنَحْوِهِ . الْجَوَازُ السَّقْيُ . يُقَالُ : أَجِيزُونَا ، وَالْمُسْتَجِيزُ : الْمُسْتَسْقِي. وَالْجَوَازُ : الْعَطَشُ .(لا صلة بالماء او بالمكان في هذا الجذر وربما الأصل من الجلد بمعنى السقاء KUŠ)
جيز: الْجِيزَةُ مِنَ الْمَاءِ مِقْدَارُ مَا يَجُوزُ بِهِ الْمُسَافِرُ مِنْ مَنْهَلٍ إِلَى مَنْهَلٍ .(قارن السقاء مع كُش KUŠ السومرية، الذي بانتهاء محتواه يجب الوصول الى المنهل التالي)
كتت: كَتَّ النبيذُ وغيرُه كَتّاً وكَتِيتاً: ابْتَدأَ غَلَيانُه قبل أَن يَشْتَدَّ. الكَتِيتُ: صوتُ البَكْرِ، وهو فوق الكَشِيشِ.(التاء تطور في الجذر من الشين والقياس من تخمر الجعة)
كثأ: كثأت القدر: أزبدت للغلي. وكثائها: زبدها. كثأة اللبن: طفاوته فوق الماء،وقيل أن يعلو دسمه وخثورته رأسه. وقد كثأ اللبن وكثع، يكثأ كثأ إذ ارتفع فوق الماء وصفا الماء من تحت اللبن. (الثاء ابدال من الشين انظر ثوم سابقا )
كثع: كثعت القدر: رمت بزبدها، وهو الكثعة.
كثا: كثوة اللبن ككثأته، وهو الخاثر المحتمع عليه.
كوس: الكَوْسُ هَيْجُ البحر وخَبُّه ومُقارَبة الغرق فيه- قارن حالة التعتعة والسكر- . الكاف والواو والسين أصلٌ صحيح يدلُّ على صَرْعٍ أو ما يقاربه. فأمَّا الكأس، فيقال هو الإناء بما فيه من خمر، وهو من غير الباب - قد يكون من ذات الباب قارن كاسَ: انقلب( سد وعاء التخمير باحكام بحيث لو قلب لا يندلق السائل منه وقد يعني ذلك ان التخمير كان يتطلب تطيين فوهة الوعاء. ايضا يمكن ان يكون لذلك علاقة بعملية ترشيح الجعة من وعاء التخمير الى الاوعية الاخرى مما يضطر الصانع لامالة أو قلب الوعاء لتسهيل خروج السائل عبر القصبة) . -.
كسس: الكَسيس: من أَسماء الخمر. قال: وهي القِنْديد، وقيل: الكَسِيسُ نَبيذ التمر. والكَسِيسُ: السُّكَّرُ. الكَسِيس شراب يتخذ من الذُّرَة والشعير.
كشش: كَشِيشُ الشرابِ: صوتُ غَلَيانِه.(التخمير)
كيس: التَّكَيُّسُ التظرُّف.(قياس من تأثير تناول الكحول)
قشش: قَشَّ الماءُ: صَوَّتَ.(التخمير)
غثا: الغُثاءُ، بالضم والمدّ: ما يَحملِهُ السَّيلُ من القَمَشِ، وكذلك الغُثَّاءُ، بالتشديد، وهو أَيضاً الزَّبَد والقَذَر. الغين والثاء والحرف المعتل كلمةٌ تدلُّ على ارتفاعِ شيء دَنِيٍّ فوق شيء. من ذلك الغُثَاء: غُثَاء السَّيْل.(الرغوة)
غثث: الغين والثاء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على فَسادٍ في الشَّيء. (التخمر في الأطعمة وفسادها)
غشش: الغِشُّ: نقيض النُّصْح وهو مأْخوذ من الغَشَش المَشْرَب الكدِر. شُرْبٌ غِشَاشٌ غير مَرِيءٍ لأَن الماء ليس بصافٍ ولا عَذْب ولا يَسْتَمْرِئُه شاربُه.(قياس من الخمر غير الصافي او من جذر اكثر ترجيحا له صلة بالظلال حيث غِشو ĝissu [SHADE] التي ترادف في الاكدية صِللو(ضللو)şillu تعني ظل بتقديري ان الظاء حرف حديث ولا استثني لفظ الضاد في الاكدية)
غسس:الغسيسة والمغسسة والمغسوسة : البسرة التي ترطب ثم يتغير طعمها ، وقيل : هي التي لا حلاوة لها وهي أخبث البسر ، وقيل : الغسيسة والمغسسة والمغسوسة البسرة ترطب من حول تفروقها ، ونخلة مغسوسة : ترطب ولا حلاوة لها . والغسس : الرطب الفاسد ، الواحد غسيس. وقال ابن الأعرابي في النوادر: الغسيسة التي ترطب ويتغير طعمها. (التمر أساس اكتشاف التخمير في جنوب بلاد الرافدين)
قزز: القازُوزَةُ: مَشْرَبَةٌ وهي قَدَح دون القَرْقارَة، أَعجمية معرّبة. وقد قال بعض العرب قازُوزَة للقاقُزَّة. القاقُزَّةُ مَشْرَبَة دون القَرْقارَةِ معرّبة. (تصحيف من كأس وبالتالي من الخمر)
ومن الجذور المركبة التي تشتمل على الخمر( كش):
كشك: الكشك : ماء الشعير .( لاحقة الكاف ربما أداة تشبيه)
كشث: الكَشُوثُ، والأُكْشُوثُ، والكَشُوثَى: كلُّ ذلك نباتٌ مُجْتَثٌّ مقطوعُ الأَصل، وقيل: لا أَصل له، وهو أَصْفَرُ يتعلق بأَطراف الشَّوْكِ وغيره، ويُجْعَلُ في النبيذ سَوادِيَّةٌ، يقولون: كَشُوثاء.
كشمش : الْكِشْمِشُ : ضَرْبٌ مِنَ الْعِنَبِ ، وَهُوَ كَثِيرٌ بِالسَّرَاةِ .(جذر مركب من خمر+؟)
قصع :الْقَصْعُ : ابْتِلَاعُ جُرَعِ الْمَاءِ وَالْجِرَّةِ . وَقَصَعَ الْمَاءَ قَصْعًا : ابْتَلَعَهُ جُرْعًا . وَقَصَعَ الْمَاءُ عَطَشَهُ يَقْصَعُهُ قَصْعًا وَقَصَّعَهُ : سَكَّنَهُ وَقَتَلَهُ . وَقَصَعَ الْعَطْشَانُ غُلَّتَهُ بِالْمَاءِ إِذَا سَكَّنَهَا.(قياس من طريقة شرب الخمر او من القطع والأرجح هذا الأخير GAZ في السومرية قتل وقطع وقص ..الخ)
واما مقابل شِكاروšikaru التي تعني جعة:
سكر: السُّكْرُ نقيض الصَّحْوِ. السَّكَرُ شراب يتخذ من التمر والكَشُوثِ والآسِ، وهو محرّم كتحريم الخمر.السَّكَرُ الخمر.السَّكَر: الخمر المُعْتَصَرُ من العنب.السَّكَّار: النَّبَّاذُ. – للمقارنة في السومرية شَكِر šakir [CHURN] تعني مِزْبَد او ممخض (للبن) وترادف في الاكدية شَكِرّو šakirru، وللمقارنة العلاقة بين المخض والنبذ قوية فكلاهما في زق ممتلئ مسدود - ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ : سَكَرْتُهُ مَلَأْتُهُ- الامتلاء على صلة وثيقة بالشبع الذي تتبعه حالة من الخدر والنعاس شبيهة بارتخاء الشارب- . وَالسِّكْرُ ، بِالْكَسْرِ ، الْعَرِمُ . والسَّكَرَةُ: المُرَيْرَاءُ التي تكون في الحنطة. وسَكَرَتِ الريحُ: سكنت بعد الهُبوب.وليلةٌ ساكِرَةٌ: ساكنة لا ريح فيها. الماء السَّاكِرُ السَّاكِنُ الذي لا يجري.السَّيْكَرَانُ: نَبْتٌ. السَّيْكَرانُ مما تدوم خُضْرَتُه القَيْظَ كُلَّهُ قال: وسأَلت شيخاً من الأَعراب عن السَّيْكَرانِ فقال: هو السُّخَّرُ ونحن نأْكله رَطْباً أَيَّ أَكْلٍ، قال: وله حَبٌّ أَخْضَرُ كحب الرازيانج. ويقال للشيء الحارّ إِذا خَبَا حَرُّه وسَكَنَ فَوْرُه: قد سَكَرَ: خَنَقَه. السُّكُرْكَةُ خمر الحبشة. السكركة، بضم السين والكاف وسكون الراء، نوع من الخمور تتخذ من الذرة، وهي لفظة حبشية قد عرّبت، وقيل: السُّقُرْقَع- اللغة الحبشية من اللغات السامية التي انتقلت للقرن الافريقي من اليمن قبل نحو الفي سنة حسب الدراسات الحديثة -.وفي الحديث: لا آكل في سُكُرُّجَة؛ هي، بضم السين والكاف والراء والتشديد، إِناء صغير يؤكل فيه الشيء القليل من الأُدْمِ، وهي فارسية، وأَكثر ما يوضع فيها الكوامخ ونحوها. السين والكاف والراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على حَيرة. من ذلك السُّكْر من الشراب. السَّكْر حَبْس الماء، والماء إذا سُكِر تحيَّر- عملية التخمير تستلزم غلق المزيج حتى لا يفسده الهواء. - .السَّكَر الشَّراب. حكى ناسٌ سكَره إذا خَنَقَه. فإنْ كان صحيحاً فهو من الباب.- صحيح لأن التخمير خنق- وبتقديري ان السُكَّر قياس اكثر حداثة لأن الرافديني اكتشف ان اغلب الخمور من فواكه حلوة. مثلا في الاكدية شِكار تيتيšikār ṭīṭi: خمر من التين. واما خمر فتأتي بمعنى عصير حيث خَمّار تيتي ḫammar ṭīṭi تعني عصير التين، وأيضا شِكار زينزيئو šikar zinzaruʾi * تعني جعة من الزنجبيل. ويبدو انها كانت معروفة لفترة متأخرة فتحت بند زنجبيل: زَعَمَ قَوْمٌ أَنَّ الْخَمْرَ يُسَمَّى زَنْجَبِيلًا. فِي التَّنْزِيلِ الْعَزِيزِ فِي خَمْرِ الْجَنَّةِ : كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا .
شكر: ضَرَّةٌ شَكْرَى إِذا كانت مَلأَى من اللبن. أَشْكَرَ الضَّرْعُ واشْتَكَرَ: امتلأَ لبناً. الشَّكِرَةُ الممتلئة الضرع من النوق. في حديث يأْجوج ومأْجوج: دَوابُّ الأَرض تَشْكَرُ شَكَراً، بالتحريك، إِذا سَمِنَت وامتلأَ ضَرْعُها لبناً. الشَّيْكَرانُ ضرب من النبت- البنج المصري او السكران - .
ثجر: الثَّجِيرُ مَا عُصِرَ مِنَ الْعِنَبِ فُجِّرَتْ سُلَافَتُهُ وَبَقِيَتْ عُصَارَتُهُ فَهُوَ الثَّجِيرُ وَيُقَالُ : الثَّجِيرُ ثُفْلُ الْبُسْرِ يُخْلَطُ بِالتَّمْرِ فَيُنْتَبَذُ . وَفِي حَدِيثِ الْأَشَجِّ : لَا تَثْجُرُوا وَلَا تَبْسُرُوا أَيْ لَا تَخْلِطُوا ثَجِيرَ التَّمْرِ مَعَ غَيْرِهِ فِي النَّبِيذِ ، فَنَهَاهُمْ عَنِ انْتِبَاذِهِ . وَالثَّجِيرُ : ثُفْلُ كُلِّ شَيْءٍ يُعْصَرُ - قارن استخلاص الزبد في السقاء مع ثفل العنب او الشعير في التخمير- ، وَالْعَامَّةُ تَقُولُهُ بِالتَّاءِ .- تطور استخدام الثاء بدلا من الشين والانتقال من الثاء للتاء-
سجر: سَكَرْتُ الإِناء وسَجَرْته إِذا ملأْته. غَدِيرٌ أَسْجَرُ: يضرب ماؤه إِلى الحمرة- لون الخمر-. السين والجيم والراء أصولٌ ثلاثة: المَلء، والمخالطة، والإيقاد.فأمّا الملء، فمنه البحر المسجور، أي المملوء. المَسْجُورُ اللبنُ الذي ماؤه أَكثر من لبنه - شنينة او عيران بعد إزالة الدهن-.
زكر: زَكَرَ الإِناءَ: مَلأَهُ. الزُّكْرَةُ وعاء من أَدَمٍ، وفي المحكم: زِقٌّ يجعل فيه شراب أَو خل. الزُّكْرَةُ الزِّقُّ الصغير. الجوهري: الزُّكرة، بالضم، زُقَيْقٌ للشراب. عَنْزٌ زَكْرِيَّةٌ وزَكَرِيَّةٌ: شديدة الحمرة- لون الخمر-. وفي القاموس المحيط زكره: الزُّكْرَةُ، بالضم: زِقٌّ للخَمْرِ والخَلِّ. .الزاء والكاف والراء أُصَيلٌ إن كان صحيحاً يدلُّ على وِعاء يسمى الزُّكْرة.ويقال زَكَّرَ الصبيُّ وتزكَّر:امتلأ بطنُهُ.
سقرقع: السقرقع شراب لأهل الحجاز قال وهي حبشية ليست من كلام العرب يتخذ من الشعير والحبوب وليس في الخماسي كلمة على هذا البناء وقيل السقرقع تعريب السكركه ساكنة الراء وهي خمر الحبش من الذرة.
وبينما استبعد ان تكون علاقة الانسان البدائي مع التخدير سابقة على اكتشاف التخمير وعلاقته باستخلاص الزبدة فإنني اعتقد ان تسمية البنج اكثر حداثة ففي السومرية شَكِرا šakira [PLANT] التي ترادف في الاكدية شَكِرو šakirû تعني نبات البنج المصري او(الشيكران) السكران او السيكران henbaneوهو جنس نباتي من الفصيلة الباذنجانية. قارن بنج: البَنْجُ ضرب من النبات. قال ابن سيده: وأُرى الفارسي قال: إِنه مما يُنْتَبَذُ، أَو يُقَوَّى به النبيذُ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصطفى البرغوثي: الهجوم البري الإسرائيلي -المرتقب- على رفح -ق


.. وفد مصري إلى إسرائيل.. تطورات في ملفي الحرب والرهائن في غزة




.. العراق.. تحرش تحت قبة البرلمان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. إصابة 11 عسكريا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية




.. ا?لهان عمر تزور مخيم الاحتجاج الداعم لغزة في كولومبيا