الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعاة القوموية في مواجهة مشروع الكونفدرالية الديمقراطية

زوهات كوباني

2006 / 8 / 22
القضية الكردية


ثمة قانون طبيعي ديالكتكي في التاريخ: الجديد يصارع القديم، والقديم يقاوم الجديد من اجل الحفاظ على نفسه والاستمرارية في الحياة. هذه المقاومة تظهر في الكثير من الجوانب بدءاً بالجانب الايديولوجي الى الفلسفي والسياسي والتنظيمي والنضالي، لان لكل جديد نمطه الخاص في الفكر والتنظم والنضال ويخالف القديم ، ويواجه العراقيل من مختلف الصعد يستخدم فيها القديم كل طاقاته وامكاناته المادية والتقنية والعسكرية المتوفرة لديه، ولا يتردد في استخدام العنف وباكثر الاشكال وحشية ان راى الأخطار تحدق بنظامه ونمط حياته،لانه يرى ظهور الجديد وتطوره هو بمثابة موت محقق له. وهذا ما يؤثر في كثير من المرات على ضعيفي النفوس من معتنقي الجديد الى درجة الخوف والتراجع عن افكارهم ومعتقداتهم تجاه الالة القمعية الوحشية القديمة التي تعيش سكرات موتها، نتيجة عدم استيعابهم لحقيقة الصراع بين القديم والجديد،بين الرجعي والتقدمي.

التاريخ يثبت عكس ذلك: فمهما كانت الافكار الجديدة ضعيفة في البداية ولا تقبل من قبل العامة، لكن رويداً رويدا تبدأ بشق طريقها نحو الظهور والبروز، وهذا حال الافكار الجديدة التي تخرج من قلب القديم وتصارعه وتحل محله رويدا رويداً بعد ان تمر بمخاضات كثيرة تطول او تقصر. هذه الحقيقة متجسدة في التاريخ، فالكثير من الافكار الحديثة ظهرت واجبرت القديم على التغير والتحول بعد ان وجدت ان المقاومة تجاهه لا جدوى منها، فبدات بالتجديد والاصلاح الى التغير والتحول. فتاريخ المجتمعات بدءاً من مرحلة الامبراطوريات الاولى الى وقتنا هذا خير شاهد على ذلك .

مثلما قاوم القريشيون الافكار الدينية المحمدية كثيراً، وزرعوا الكثير من العراقيل امامها وكذلك مثلما قاومت الامبراطورية السومرية والمصرية اعدائها، وكذلك نمرود للحركة الابراهيمية ومثلما قاوم اسياد المدن في اليونان افكار سقراط واجبروه اما على النفي او شرب السم ، ومثلما قاوم الرافضون الافكار الزردشتية والكونفوشيسية والبوذية وزرعوا العراقيل وخلقوا الضغوطات الى درجة التعقب واجبار معتنقي هذه الأفكار على العيش في التشرد والانعزال والانزواء، وكذلك مثلما قاومت الامبراطورية المصرية النبي موسى واجبرته على الخروج من مصر لتكون معاناته لاربعين سنة عانى فيها ضياعاً في الطريق، وصولا الى توطيد دينه الجديد في بلاد كنعان ، ومثلما قاومت الامبراطورية الرومانية سيدنا عيسى وحواريه واجبروه على الصلب والحواريين على الحرق والتشرد، وفي مرحلة الكنيسة اجبار مفكري النهضة على المحاكم التفتيشية والذين فقدوا رؤوسهم نتيجة افكارهم النهضوية الحديثة. ومثلما قاومت الامبراطوريات القيصرية والفاشية في القرنين التاسع عشر والعشرين الافكار الاشتراكية وكذلك الافكار القومية واجهت الاستعمار والاحتلال بالكثير من المجازر التي راح ضحيتها الملايين من ابناء الشعوب. فاليوم تواجه الافكار الحديثة المتمثلة في الكونفدرالية الديمقراطية الكثير من العراقيل والهجمات من جانب مطلقي الافكار القوموية التي باتت قديمة ويتطلب تجاوزها، وبذلك لاقت افكار الكونفدرالية الديمقراطية التي أبتدعها الزعيم الكردي المفكر عبدالله اوجلان المعارضة، مثلما حدث لأفكار سقراط وزردشت وكونفوشيوس وعيسى وحواريه ومحمد وجان جاك روسو وغيرهم الكثيرين وصولا الى ماركس ولينين كانوا يرون المستقبل المنشود وضرورة تجاوز القديم الحاضر رغم قوة وهيمنة القديم وضعف امكانيات الجديد لكنهم ناضلوا وصبروا لانهم كانوا يحللون مسيرة التاريخ بشكل جيد وصحيح .

ان الكونفدرالية الديمقراطية تعتمد على المصلحة المجتمعية المتبادلة بما فيها الخير للجميع دون ان تهيمن فئة على اخرى او تستغل فئة اخرى كما يحدث في الدولة او الدولتية، وكذلك في الدولة القومية لانه لا يمكن ان تمثل الدول القومية كل القومية وان تحقق مصالحها، فالكثير من الدول القومية ظهرت، ولم يمضي فترة قصيرة حتى ظهرت حقيقتها الديكتاتورية في وجه مطالب الجماهيرالشعبية بالعدالة والمساواة والحرية والديمقراطية. فلم يكن لها سوى استخدام العنف والارهاب الى درجة ارتكاب مجازر في ابناء جلدتهم الذين ناصروهم قبل يوم في الوصول الى السلطة والدولة القومية، وما يعيشه العالم من صراعات هي نتيجة هذه الافكار القومية التي لا تقبل الغير/الآخر. اما انا او لا احد: اي انكار وانهاء الاخرين عن طريق فرض اللغة الواحدة والدولة الواحدة التي باتت من اكثر الفلسفات رجعية في العالم، لان الدولة المركزية القومية تعتمد على الادارة من قبل مركز واحد وهي تعمل على فلسفة اللغة الواحدة والعلم الواحد والارض الواحدة وتعمل على صهر جميع الشرائح في بوتقة الفئة المسيطرة والقوميات الكبيرة. في بوتقة القومية المهيمنة،حتى الفيدرالية والكونفدرالية المعتمدة على الدولتية لا تختلف كثيرا عن هذه الافكار السلطوية والمركزية، لان الانظمة المتحدة الكونفدرالية هي في الاساس انظمة دولتية تعتمد على الاحادية وانكار الاخر..

ان الكونفدرالية الديمقراطية هي كونفدرالية طبيعية تعتمد على اتحاد الشرائح المجتمعية بعد ان تنظم نفسها على شكل كومونات تدير نفسها ذاتياً بعيدا عن ذهنية الدولة التي تقف عائقا اساسيا امام حرية المجتمع والمساواة والتقدم الانساني والديمقراطية. ان نظام الكونفدرالية الديمقراطية هو النموذج المثالي الذي يعتمد على الديمقراطية المباشرة للشعوب متخذاً القرارات من القاعدة الى القمة على عكس الموجود حالياً باتخاذ القرارات من القمة من الحكومة او المجلس او البرلمان او غيرها من المؤسسات الفوقية وتعمل على فرضها على القاعدة والجماهير دون ان يكون لهم فيها راي، وهو النظام الذي يمكن ان ينقذ العالم والانسانية من الازمات والكوارث التي باتت قاب قوسين او ادنى...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مسيرة إسرائيلية توثق عمليات اعتقال وتنكيل بفلسطينيين في مدين


.. لحظة استهداف الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في رفح بقطاع




.. مبادرة لمحاربة الحشرات بين خيام النازحين في رفح


.. تونس.. معارضون يطالبون باطلاق سراح المعتقلين السياسيين




.. منظمات حقوقية في الجزاي?ر تتهم السلطات بالتضييق على الصحفيين