الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسراء والمعراج في الثقافة المصرية القديمة

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2021 / 10 / 12
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يمثل كتاب الموتى أو بردية "آني" أهم مصدر نتعرف فيه على قصة الاسراء والمعراج في الثقافة المصرية القديمة، والذي كتب بالخط الهيروغليفي وهو يعود إلى ما بين 1554 ق.م و525 ق.م والمحتوى الأساسي للنصوص هو رحلة الملك إلى العالم الآخر وصعوده إليه، وقد استخدم السلم للصعود؛ وفي هذه النصوص وصف لعالَم الموتى ورحيل روح الميت إلى هذا العالم والدينونة والميزان وأبواب العالم السفلى السبعة.
تجمع متون الأهرام بين السلم وما يشبه البُراق "الثور المجنح"، يستخدم الأول للصعود إلى السماء والثاني لعبور البحيرات، للسلم حارسه، سيده أو إلهه الذي يمنع أيا كان من استخدامه والصعود عليه، والسلم كوسيلة للصعود إلى السماء، أمر تخيله الإنسان منذ أزمنة بعيدة، ونجده في كل الأزمنة والعصور وجميع الحضارات. وتصورت بعض الثقافات أيضا أن الموتى يصعدون، عند وفاتهم، إلى السماء به.
تتحدث هذه المتون عن حقول أوزيريس (الجنة) وعن الجحيم نجد شبه لها في القرآن وفي روايات المعراج المشابهة، ومع أنه من الصعب الجزم إذا ما كان المصريون القدماء يعتقدون بوجود جهنم كمثوى أبدي للعصاة والكفار، ولكن الرسومات التي نجدها في المقابر والأهرام تصف وتصور أنواعا من العقوبات ذكرها الإسلام وسائر الأديان التوحيدية.
نجد في المقابر صورا لمجرمين موثقي الأيدي والأعناق، كمقبرتي رمسيس السادس ورمسيس التاسع في وادي الملوك بالأقصر، ومَن يقوم بوثاق هؤلاء فملائكة الجحيم، نرى الزبانية الإناث يقيدن المجرمين، أربعة من هؤلاء جاثين، والخامس واقف ليتم ربط أغلاله. ونرى كيف يقيد أربعة أشخاص الشيطان نفسه وهو متخذ شكل ثعبان ويعملون على تكبيله، ونرى يداً مجهولة تساعدهم. ويسوق الزبانية الكفار إلى مصيرهم المحتوم، فينقبلون رأسا على عقب، وهو مشهد يتكرر.
في يوم الدينونة هذا، تفضح جوارح الإنسان يوم القيامة المؤمن وتشهد عليه، حيث يتوسل المتوفى فيه إلى قلبه كي لا يشهد ضده، ولا يجعله يناقض أقواله يوم الحساب أمام أوزير إله الموت والآلهة الاثنين والأربعين الذين معه. وهو الأمر الذي انتقل إلى المصادر اليهودية والنصرانية والإسلامية، والتي تصل إلى حد التطابق التام.
كما يربط كتاب أمدوات (العالم الآخر) بين نار جهنم وبين لفظة "سقر" المصرية، وهي تسمية لإله مصري هو إله الموتى، وقد عُبد في مناطق عديدة، ورمزه هو الصقر، تُصور الساعة الخامسة من هذا الكتاب بحرا من النار الحراقة والتي لا تستطيع حتى الالهة الاقتراب منه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل