الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللغز .. في أسماء وترتيب سور القرآن

يوسف يوسف

2021 / 10 / 16
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


المقدمة :
كالعادة لم يتفق رجال الأسلام / فقهاء وأئمة ومحدثين وشيوخ .. ، على من رتب سور القرآن ، وعلى من سمى سوره ! ، وما وجد في الكتب والمراجع هو مجرد أجتهادات وأراء ، ليس من خبر يقين مدعوم بأدلة أو بقرائن ثابتة ، كلها أفكار متأرجحة ، بعضها تستند الى أحاديث الرسول ، وهذه الأحاديث أيضا غير مؤكدة / خاصة أحاديث البخاري ومسلم ، وبعضها مجرد حجج واهية ! ، أذن ليس من معلومة مؤكدة في هذا المجال ، لذا نلاحظ أن معظم رجال الأسلام ينهون تفسيراتهم بجملة : " والله أعلم " ، هذا ما سأبحثه في هذا المقال .

الموضوع :
البحث معقد ومتشعب ، وقد كتب الكثير من الكتب في هذا الصدد ، منها ( أسرار ترتيب سور القرآن ل جلال الدين السيوطي ، و البرهان في ترتيب سور القرآن ل أحمد بن إبراهيم بن الزبير الغرناطي أبو جعفر ) وغيرها . وسأعرض بشكل مبسط ومختصر ، أهم ما قيل بهذا الموضوع ، ومن مصادر مختلفة .
1 . فبخصوص أسماء السور ، فموقع / أسلام ويب ، يبين التالي ( فإن أسماء السور كانت معروفة على عهد رسول الله ومشهورة ، وقد وردت أحاديث كثيرة تدل على أن هذه التسمية كانت متداولة في ذلك العهد ، ففي المسند والسنن أن ابن عباس قال : قلت لعثمان بن عفان ما حملكم أن عمدتم إلى براءة وهي من المئين وإلى الأنفال ، وهي من المثاني فجعلتموهما في السبع الطوال ، ولم تكتبوا بينهما سطر : بسم الله الرحمن الرحيم؟ قال عثمان: كان النبي مما تنزّل عليه الآيات ، فيدعو بعض من كان يكتب له ، ويقول له : ضع هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، وتنزل عليه الآية والآيتان ، فيقول مثل ذلك ) .

2 . بينما موقع / أبن باز ، يعطي ثلاث أحتمالات لمن قام بتسمية سور القرآن ( الذي أذكر أنَّ بعضها وقع في كلام النبي ، وبعضها أُخِذَ من نفس السورة ، وبعضها من الصَّحابة  وأرضاهم ) .
* هنا نلحظ عدم التأكيد من أن الرسول هو الذي كان يسمي السور ، دون سواه ، بل بعضها كان من أجتهاد الصحابة .

3 . وحول ترتيب السور في القرآن ، يبين موقع / الفجر ، التالي ( أن الذي رتب سور القرآن كما هي الان في المصحف ، هو : رسول الله ) . اما موقع / أسلام ويب ، فقد قال أنها من أجتهاد الصحابة ( وأما ترتيب السور حسبما في المصحف ، فقد اختلف فيه أهل العلم : هل كان بتوقيف من النبي ؟ أم أنه اجتهاد من الصحابة ؟ فالجمهور بين : على أنه اجتهاد من الصحابة استوحوه من قراءة النبي ، ومن ذكره لبعض السور مرتبة حسبما في المصحف الآن ، كقوله : " اقرءوا الزهراوين البقرة وسورة آل عمران…" أخرجه مسلم . ) . و مواقع أخرى ، كموقع / أعرف ، بينت أحتمالين ( اما عن من وضع سور القرآن بالترتيب الذي هي عليه ؟ . فقد اختلف العلماء بين رأيين : أحدهما قال - أن الترتيب تم بتوقيف من النبي . و الرأي الآخر أفاد - أن سور القرآن بالترتيب الذي هي عليه إنما هو اجتهاد من صحابة رسول الله ) . أما الأمام بن باز 1912 – 1999 م ، فيؤكد أن ترتيب السور في القرآن ، هو من أجتهاد الصحابة حصرا ، ويبين التالي ( أما ترتيب السور في المصحف : البدء بالحمد ، ثم البقرة ، ثم آل عمران ... إلى آخره ، هذا الترتيب من اجتهاد الصحابة . نقل من موقع / أبن باز ) .
* أذن بعض المصادر تؤكد أن ترتيب السور توقيفي على الرسول ، بينما بعض المصادر تعطي أحتمال آخر حول ترتيب سور القرآن : هو من أجتهاد صحابة الرسول . أما الأمام أبن باز فيؤكد على أنها من " أجتهاد الصحابة " . أذن ليس من أجماع على رأي محدد حول ترتيب السور في القرآن .

القراءة :
أولا - أن القرآن وفق العقيدة الأسلامية منزل من عند الله ، وكان لديه في اللوح المحفوظ ، وفق النص القرآني التالي " في لوح محفوظ / 22 سورة البروج " ، وتفسيرها ( أي هو في الملأ الأعلى محفوظ من الزيادة والنقص والتحريف والتبديل / نقل من quran.ksu.edu.sa ) . فهل يعقل والقرآن محفوظ عند الله ، وينزل على محمد ، غير مرتب السور وآياته غير مسماة ! ، أما كان من المنطق أن ينزل منظما مرتبا من الله على محمد ! ، لأن الله لا ينزل عملا ناقص التنظيم ! ، وأذا قبلنا غير ذلك ، فهذا يعني أن القرآن لم يكن في اللوح المحفوظ ! ، أي أن القرآن لم يكن منزلا من الله ! .

ثانيا - تقول بعض المصادر أن محمدا كان يرتب ويسمي سور القرآن بذاته ، ( كان النبي مما تنزّل عليه الآيات ، فيدعو بعض من كان يكتب له ، ويقول له : ضع هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، وتنزل عليه الآية والآيتان ، فيقول مثل ذلك . نقل من موقع / أسلام ويب ) ، فهل يعقل هذا مع رسول الأسلام ، علما أن القرآن ( عدد أجزاء القرآن الكريم ثلاثون جزءاً. عدد سور القران الكريم 114 سورة. عدد آيات القران الكريم 6236 آية . نقل من موقع / موضوع ) ، فهل من المنطق هكذا أمكانيات وقابليات لدى شخص أمي ، والقرآن بهذا الحجم من الآيات والسور ! . أذن الرسول ليس أميا ، فالذي يحفظ هكذا حجم من المعلومات من المؤكد أن يكون ضليعا وعالما فقيها في القراءة والكتابة ! .

ثالثا - بعض المصادر تقول أن الصحابة وفق أجتهادهم رتبوا سور القرآن – بشكل توفيقي ! ، أذن هناك تدخلا ووضعا أدميا بالقرآن / وهو دور الصحابة في تنظيمه ، غير الله ! ، أذن صفة القداسة والتنزيل الألهي تنجر عن القرآن ! .

اللغز :
موضوعنا لا زال أمره غامضا بل لغزا ! ، قرآن وجد عند الله منذ الأزل - غير مخلوق ، ينزل على محمد ويحتار الجمهور على من قام بترتيب آياته ، هل هي توقيفية ، أم توفيقية / تخضع للأجتهاد ، وكذلك تسمية سوره ، والأحتمالات - الرسول ، أو من وحي السورة نفسها أم من أجتهاد الصحابة ! ، أرى أنه ليس من عليم أوعارف بكل ما ورد من أفكار ، والأشكالية أن موقع / أعرف ، يطرح موضوعا على شكل درس في مدرسة أبتدائية ، بين الرسول كتلميذ وبين جبريل كمعلم ! حول مراجعة القرآن ( و كان جبريل عليه السلام يراجع القرآن معه كل عام مرة في رمضان ، ففي كل رمضان يراجع جبريل مع النبي ما نزل سابقا من القرآن ، الا في العام الأخير فقد راجعه معه جبريل عليه السلام مرتين ) ، واني لأقف مشدوها من هكذا أفكار ومن هكذا روايات لا تستحق التعليق ! .. برأي أن الكتاب بأجمله رتب وسميت آياته ، وأخرج للقوم من قبل التابعين بعد حقب زمنية غير محددة ! وفرض على الجمع وفرض على عقولهم المغيبة ، بعدة صيغ ، وما وصلنا بالطبع هي " أحدى صيغه ".. والله أعلم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا