الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلى زانا

رستم محمد حسن

2021 / 10 / 16
القضية الكردية


ليلى زانا :
ولدت زانا في ربيع العام 1961 في مدينة فارقين التابعة لمحافظة آمد ـ ديار بكر كان والدها رجلا محافظا وقاسيا جدا مع زوجته وبناته وعاملاً بسيطاً لتوزيع الماء، له خمس بنات وولد، وقد ارغم ليلى على ترك الدراسة في المرحلة الابتدائيّة، وهي في السنة الخامسة. وعندما بلغت الرابعة عشرة، قررَ تزويجها من ابن خالها، مهدي، الذي كان في الخامسة والثلاثين،بدون ان تراه سابقاً،والذي كان قد ألقي القبض عليه سنة 1973، على خلفيَّة نشاطه في الحزب الشيوعي.،وبعد إطلاق سراحه بثلاثة أعوام، تقدَّمت والدة مهدي لخطبتها. ورغم عدم تقبلها للامر بسبب فارق السن الا انهم لم يهتموا برأيها، ولكن وبرغم كل هذه الصعاب فإنها اصبحت أوّل امرأة كرديّة تحصل على الشهادة الثانويّة من دون ان ترتاد اية مدرسة
بداياتها السياسية :
أولى ارهاصاتهاعلى السياسة، كانت أمام سجن دياربكر الرهيب أثناء زيارتها لزوجها المعتقل فيه للمرة الثانية وكان عمرها 19 سنة ولها طفل رضيع اسمه ‏( رونايي ‏) وحامل بأبنتها ‏( روكن ‏)وكانت تنتقل من مدرسة ﻷخرى مع انتقال زوجها من سجن ﻷخر، حيث لم يسمحوا لها برؤية زوجها مدة ستة أشهر رغم محاولاتها الاسبوعية لزيارته حيث كان زوجها يتعرض الى مختلف انواع الضرب والتعذيب، مما دفعها الى محاولة فهم توجهات زوجها فبدأت بالمطالعة من مكتبة زوجها الشيوعي مقارنة بين احوال الشعوب المستعبدة ووضع شعبها الكوردي، ومع انطلاق حزب العمال الكردستاني وكفاحه المسلَّح، بدأت بالنشاط السياسي فشاركت في العديد من التظاهرات، واعتصمت أمام السجن. برغم خوفها الشديد من اجهزة القمع التركية، واصبحت تكون لنفسها شخصية سياسية مستقلة عن زوجها الذي كان ذا ميل الى نهج البارزاني بينما كانت هي منسجمة مع افكار اوجلان
_ فترة اعتقالها :
في بداية التسعينات، أسست زانا مع مجموعة من الساسة الكرد، أول حزب علني في تركيا باسم “حزب العمل الشعبي”. تحالف هذا الحزب مع “الحزب الديمقراطي الاجتماعي” بزعامة أردال إينونو (نجل عصمت إينونو، رئيس جمهوريّة سابق وصديق أتاتورك)، ودخل الحزبان الانتخابات البرلمانية التي شهدتها تركيا سنة 1991. ونجح الحزب الكردي في إيصال 17 عضوا للبرلمان من بينهم زانا.
وفي جلسة أداء القسم، حال اعتلاء زانا المنصّة، انفجر الغضب التركي في البرلمان، لأنها كانت تضع ألوان العلم الكردي على رأسها. ولكنها لم تتراجع وترضخ لصرخات البرلمانيين الأتراك، بل اختتمت القسم باللغة الكردية قائلةً “أدّيت هذا القسم من أجل الشعبين الكردي والتركي”.
وبناء على ذلك انفك التحالف بين الحزبين المذكورين. وأصدرت المحكمة الدستورية العليا في تركيا قرارها بحظر حزب العمل الشعبي. وبعد هذا القرار، حكم القضاة الأتراك بسجن زانا ورفاقها البرلمانيين السبعة عشر لمدّة 15 سنة بتهمة “الانتساب لحزب العمال الكردستاني”. وأودعت زانا والنواب خطيب دجلة، أورهان دوغان، سليم ساداك وسرّي صاكك السجن. بينما هرب بقيّة النوَّاب الأكراد إلى خارج تركيا، وبقيت ليلى 10 أعوام في السجن. وبسبب ضغوط منظمات حقوق الإنسان التركية والدولية، قررت السلطات الإفراج عنها سنة 1997، لأسباب صحية، إلاّ أنها رفضت ذلك. وطالبت بأن يفرج عن جميع زملائها أيضاً. وبعد أربعة أعوام، دعا البرلمان الأوروبي السلطات التركية إلى الإفراج الفوري عن زانا ورفاقها وتم ذلك في محاولة من تركيا للتقرب من اوروبا.
بعد الافراج عنها :
لم تترك المحاكم التركي زانا تهنأ باستعادتها حريّتها، إذ أصدرت بحقِّها عقوبة جديدة بالسجن عشر سنوات أخرى، بالتهم نفسها تقريباً، وهي “الدعاية والترويج للعمال الكردستاني في خطاباتها الجماهيرية”. كذلك حكمت عليها بالسجن سنتين لاحقاً بتهمة الترويج للارهاب بسبب قولها “للكرد ثلاثة زعماء: البارزاني، الطالباني وأوجلان ونحن ممتنون لهم" وقررت المحكمة حظر ليلى زانا من ممارسة الحقوق السياسية الأخرى وعدم السماح لها بالتصويت في الإنتخابات وبالسجن، مما جعل الكثير من المراقبين يفسرون وقتذاك قرار المحاكم التركيّة بأنه ناجم عن خشية حكومة حزب العدالة والتنمية من عودة زانا الى واجهة العمل السّياسي، وهي ذات الشهرة والصيت الكوردي والتركي والعالمي والمرشحة لجائزة نوبل أيضاً. وقد شجبه 48 عضواً في البرلمان الأوروبي، في رسالة وجهوها لأردوغان. وعليه، لم تجد السلطات التركيَّة بدّا من عرقلة عودة زانا للحراك السِّياسي الكردي بإصدار ذلك الحكم، ثمّ تخفيفه إلى الغرامة الماليَّة، ومنعها من مزاولة العمل السياسي لخمسة أعوام أخرى، في مسعى إرضاء الجانب الأوروبي.
بعد ذلك حظرت المحكمة الدستوريّة التركيّة حزب المجتمع الديمقراطي الذي تنتمي إليه زانا. وبموجب القرار تم حرمانها من مزاولة العمل السياسي لمدة 5 سنوات.
وبعد انقضاء مدّة الحرمان من الحقوق السياسيّة، عادت زانا إلى البرلمان التركي في انتخابات عن حزب الشعوب الديمقراطي، وحافظت على مقعدها عن مدينة آمد ـ دياربكر. وفي الانتخابات التركية المبكّرة، فازت زانا، ولكن هذه المرّة ليس عن مدينة دياربكر بل عن مدينة إيغدر الكرديّة، وضمن قائمة حزب الشعوب الديمقراطي عام 2006. وفي جلسة القسم، كررت ما قامت به سنة 1991، حيث رددت القسم باللغة الكرديّة، مع تغيير في بعض مفرداته. ورفض البرلمان قسمها، وحرمها من راتبها الشهري ومن الحصانة الدبلوماسية ومع تفاقم الحرب بين الكردستاني وأنقرة، طلبت زانا لقاء أردوغان، لتهدئة الأوضاع، إلا أن الأخير اشترط عليها إعادة أداء القسم في البرلمان. لكن زانا رفضت الرضوخ لهذا الشرط
موفدة اوجلان :
يذكر أوجلان في بعض تصريحاته أنه أثناء التفاوض الأوّل بينه وبين الدولة التركيّة إبان رئاسة تورغوت أوزال، مطلع العام 1993، كان يتحدّث هاتفيّاً مع زانا، وقامت الأخيرة بزيارة دمشق واللقاء بأوجلان في ربيع العام ذاته. وبعد دخوله السجن ، وخروج زانا منه، وبدء العمليّة التفاوضيّة بين أوجلان وأنقرة، كان واضحاً دور الوسيط الذي تلعبه زانا بين زعيم الكردستاني والحكومة التركية. ذلك أنها التقت أردوغان في يوليو من العام 2012، وأطلقت تصريحات إيجابيّة مفادها أن “رئيس الوزراء يريد إيجاد حلّ سياسي للقضيّة الكرديّة”. هذا التصريح، انتقدته قيادة الكردستاني في جبال قنديل. بينما رأى مراقبون أن هذا اللقاء والتصريح الذي أطلقته زانا، ما كان إلاّ بالتنسيق مع أوجلان.
بالاضافة الى انها في كل الأزمات التي كانت تشهدها العلاقة بين “العمال الكردستاني” و”الديمقراطي الكردستاني” العراقي، كانت زانا تلعب دور موفد أوجلان إلى رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني. وفي مناسبات عدّة، ذكرت زانا بأنها تحمل رسائل من أوجلان إلى البارزاني والطالباني.
ويعتبر مراقبون ليلى زانا من جناح الحمائم الموالي للعمال الكردستاني، وأنها أقرب إلى أوجلان منه إلى قيادة الحزب في جبال قنديل. لذا فإن الأخيرة، ليست راضية عن أداء زانا. وترى قيادة قنديل أن ليلى تتجاوز حدودها عبر إطلاق تصريحات تطالب بوقف العنف، الى ان عزلت زانا من وفد البرلمانيين عن حزب الشعوب الديمقراطي الذي يقوم بزيارات دورية لجبال قنديل وسجن جزيرة إيمرالي، ويلتقي بالسلطات التركيّة في إطار المفاوضات التي كانت تجري بين الكردستاني وأنقرة، و تم استبدال زانا بالبرلمانية الكردية بروين بولد ضان
جوائزها :
بعد يوم واحد من اطﻼق سراحها كتبت احدى الجرائد الهولندية ‏( اطﻼق سراح ملكة الكورد ‏) اشهر سجينات الرأي في العالم
قضت عشر سنوات من عمرها في زنزانة صغيرة بأنفراد لوحدها ﻻتتجاوز حجم غرفة عادية في سجن في انقرة
وقيم البرلمان اﻻوروبي مواقف ليلى عاليا فتم منحها عدة جوائز منها
جائزة مؤسسة رافتو للسﻼم النروجية عام 1994 وهي في السجن
وجائزة ساخاروف لحرية التعبير للبرلمان اﻻوروبي عام 1995 وهي في السجن
وجائزة فالدوست لحقوق اﻻنسان اﻻيطالي عام 1996 وهي في السجن
وجائزة أخن لحقوق اﻻنسان اﻻلمانية عام 1996 وهي في السجن
واعتبرت مواطنة شرف لمدينة روما
وكان اسمها بين اﻻسماء المرشحين لجائزة نوبل للسﻼم مرتين خﻼل عامي 1995 - 1998
المصادر :
_من لقاء صحفي فرنسي معها
_مقالة ل هوشنك اوسي
_ مواقع عربية وكوردية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضجة في المغرب بعد اختطاف وتعذيب 150 مغربيا في تايلاند | #منص


.. آثار تعذيب الاحتلال على جسد أسير محرر في غزة




.. تراجع الاحتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية.. واعتقال أكثر


.. كم بلغ عدد الموقوفين في شبكة الإتجار بالبشر وهل من امتداداتٍ




.. لحظة اعتقال طالبة رفعت علم فلسطين بيوم تخرجها في أمريكا