الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحاديث ما بعد التقاعد (4)

محمد حسين يونس

2021 / 10 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


كل الكائنات الحية من البكتريا او الجرثومة .. وصولا الي البشر لها خريطتها الجينية التي تعتبر كلمة السر التي تدل عليها ..فهل الكون كائن حي له نفس الخريطة ؟
يتميز الكائن الحي بسبع صفات(وظائف ، ملامح ) الحركة، النمو، الحاجة الي طاقة ، التكاثر ،الاستجابة للمؤثرات ، التكيف و العمليات الحيوية المستمرة ( حيث تحدث في أجسام الكائنات الحية جميعها تفاعلات كيميائية ضرورية للتغذية والنمو وإصلاح الأنسجة التالفة وتحويل الطاقة إلى شكل يمكن الاستفادة منه ،في عمليات البناء والهدم أى التي يتم بها تحطيم الجزئيات المعقدة إلى جزئيات بسطية التركيب؛ فينتج منها طاقة. ).
والكون الذى نعرفه .. يحمل جميع هذه الملامح .. فالعلماء المعاصرون .. يستطيعون بحسابات معقدة معرفة الزمن التقريبي( لولادتة ) او تواجده و كيف جاء من مادة شديدة الكثافة .. إنفجرت إنفجارا مدويا مذهلا ..و يعرفون ..أن نهايته أيضا .. ستكون عندما يتغلب ثقب أسود علي وظائفه الحيوية التي تبقية متواجدا فيمتصة .. ويدمجه في صورة أخرى محولا مكوناته المعقدة ألي جزئيات بسيطة تمنحه طاقة فائقة.
.. و نحن نعلم أن هذا الكون في حالة حركة دائمة و مستمرة و خطره .. تجعله ينمو .. ويتمدد .. و قد تجعله .. يتقلص .. ويزوى طبقا لمعادلات شديدة التعقيد كما لو كان هناك حمض نووى للكون يضبط إيقاع حركته و نموة .. ووظائف كل جزئية من مكوناته .
و الكون هو مصدر الطاقة و مستهلكها .. سواء كانت الحرارية او الضوئيه او الموجية .. و ما كوكبنا و جميع كائناته .. الا جزء مرتبط بشكل لا يقبل الفصل .. مع منظومة طاقة واسعة .. لا حدود لها و لا قبل لنا حتي علي تقدير حجمها .
في الكون كل لحظه .. توجد نجوم و كواكب تفني في غيرها و تذوب و تتحول لاخرى فيما يشبه الميلاد و الموت .. و توجد حركة نمو .. و تحلل .. و إستجابة .. للمؤثرات الخاصة بالجاذبية و الطرد والدوران .. في تناغم .. مذهل .. لا نراه الا تحت الميكرسكوب الالكتروني عند فحص حركة الخلايا و مكوناتها في عينة من جسد حي .
الكون يحمل كل الملامح التي تخص الكائن الحي .. من حيث القدرة علي التكيف .. ويكفي أن نرى ما يحدث .. في العلاقة بن أجرام المجموعة الشمسية او سكة اللبانه .. او علاقة المجرات بعضها ببعض .. لنتعرف علي مدى إتساع حجم العمليات الحيوية التي تبقي هذا الكون متواجدا .. متغيرا .. متكيفا مع ظروفه ..
و هكذا إن للكون بالتأكيد ( جينوم )يحمل صفات الوجود أزلي ولم يبق الا الحصول علي مواصفات تركيبة حمضه النووى .. مع عينة من ال (دى.إن.إية ) الخاصة به .
فلنكمل تأملاتنا .. إذا كان هذا الكون الذى نعرفة .. يشتمل علي مليارات المليارات .. من الشموس و النجوم و الكواكب .. يتحرك من خلال ( جينوم ) مكتوب فيه .. الوجود والعدم .. الماضي و الحاضر و إمكانيات المستقبل .. فهو يشبه بدون شك ما نراه تحت المجهر الالكتروني لعضو من أعضاء كائن حي.. إنه يحتوى علي مليارات المليارات من الخلايا .. و الذرات .. التي قد تكون كل منها مجموعة شمسية .. و عدد منها يمثل مجرة .. و اعداد أخرى تمثل كونا كاملا لا يوجد مسببا لوجوده إلا عنما يوضع بجوار و في تلاحم و تكامل مع أكوان أخرى ، تنتهي الي كائن حي يسعي بصفات معينة ..
هل الكروموزوم الضئيل في خلية من هذه الخلايا يستطيع أن يعي ..أين يعيش ..نحن أيضا لا ندرى .
إذا كان هذا صحيحا .. وهو منطقيا أقرب للعقل .. فما الصفات الوراثية التي يحملها (جينوم ) الكون .. و هل للاكوان الاخرى نفس الجينوم .. أى أن تعتمد علي الطاقة و الجذب و الحركة الدائرية الطاردة و المانعة لتغول الثقوب السوداء و افتراس مفرداته
ثم هل إذا ما إمتلكنا الخريطة الجينية . . للكون ..أن نعرف منها صفات .. المكون الاكبر .. كما لو حللنا لعاب حشرة فنعرف خريطتها الجينية .
هذا السؤال لن يجيب علية العلم .. في المدى المنظور .. قد يكون البعض في مكان وزمان مخالف قد توصلوا إلية .. او في طريقهم للتوصل .. الحضارة رقم (5) قد تستطيع .. لنكمل الحديث عن تصنيف باقي الحضارات
الحضارة رقم (2)
أو ما يسمى بالحضارة النجمية، يمكن لسكان لهذه الحضارة أن يصلوا إلي جينوم الكون و القيام بتسخير كامل طاقة نجمهم والسيطرة على نجوم مجاورة نتيجة حاجتهم للطاقة.
وهناك عدة طرق للقيام بهذا أكثرها شيوعا نموذج ”دايسون“، ( مخترع آلة شفط الأتربة أو ما يسمي بالمكنسة الكهربائية )..حيث يرى أنه يمكن أن يتم الاستغلال والسيطرة على كل شبر من النجم ببناء قشرة من الخلايا الشمسية حوله تشفط و تجمع كل فوتون منطلق منه.
وقد تقوم هذه الحضارة بالسيطرة على بعض النجوم المجاورة من أجل انتاج الطاقة وتحويلها أو تخزينها فوق كوكب آخر لاستخدامها لاحقا. أو يمكنهم القيام بتحويل نجمهم إلى مفاعل نووى على نطاق هائل أو السيطرة على عمالقة الغاز القريبة منهم واستخدام الهيدروجين الموجود فيها.
هل هذا يعني أنه يوجد الكثير من الطاقة تحت تصرف هذه الكائنات؟ وما هي الفائدة من كل هذه الطاقة؟
على سبيل المثال، إذا نجا البشر لفترة طويلة بما فيه الكفاية من تصادمات الكواكب و النجوم للوصول إلى هذا الوضع، و تم رصد كويكباً بحجم القمر سوف يدخل نطاق مجموعتنا الشمسية وعلى مسار تصادمي مع كوكبنا ؛ لكان لدينا القدرة على تبخير هذا الكويكب تماما وفي حال كان لدينا الوقت الكافي يمكن أن نقوم بإبعاد كوكبنا للخروج عن مسار التصادم والهروب أو أن نقوم بتحريك أحد الكواكب كالمشتري مثلاً ووضعه في طريق التصادم...متى سنصبح حضارة رقم (2)؟ قد يلزمنا من الوقت ما يقارب الـ1000-2000 سنة لنصبح حضارة نجمية.
الحضارة رقم (3):
ما يسمى بالحضارة المجرية، انتقلنا من فكرة السيطرة الكاملة على الكوكب الأم ثم السيطرة على نجم ثم القيام بإيواء وتخزين ما يكفي من الطاقة المتاحة لجعلها أساساً لهذه الحضارة لتلبية حاجاتها من الطاقة وحمايتها من الانقراض، والآن يأتي النوع الثالث، أين تصبح الكائنات في هذه الحضارة عابرة للمجرات بالإضافة إلى معرفة كل شيء له علاقة بالطاقة.
أما من الناحية البيولوجية، فمئات الآلاف من السنين من التطور البيولوجي والريبوتي ستكون كافية لتطورات للجنس البشرى مختلفة بشكل لا يصدق عن ما نحن علية الأن ، سنكون مثل السوبر مان الذى تكلم عنه نيتشة و برناردشو و قدمه سلامة موسي عنهما في قصة التطور .. كائنات ذكية متقدمة عنا ببنيتها من الناحية البيولوجية وقدراتها الميكانيكية.. تنظر لنا .. كما ننظر نحن للنسانيس
إن هذه الحضارة ستقوم ببناء المستعمرات في أنحاء المجرة نظرا لتزايد عدد السكان واستعمار النجوم نجمة بعد نجمة، وستقوم ببناء نماذج (دايسون) متعددة على جميع النجوم المجاورة تجمع الطاقة وتخلق شبكة ضخمة لنقلها إلى الكوكب الأم أو تقوم بتخزينها على كواكب آخرى، وربما قد تستمد هذه الحضارة الطاقة من الثقوب السوداء وغيرها.
لكن امتدادها على نطاق المجرة سيجعلهابطريقة ما تواجه العديد من المشاكل، حيث أن هذه الأنواع ستصبح مقيدة بقوانين الفيزياء وخاصة من ناحية السفر بسرعة الضوء حيث سيقومون بتطوير محرك لتشويه الزمكان واستخدام طاقتها لخلق (ثقوب دودية) تؤمن لهم التنقل بسرعة كافية في الفضاء مثلما نرى في أفلام الخيال العلمي الأمريكية .
كم يلزمنا من الوقت لنصبح حضارة مجرية؟ يلزمنا حوالي 100,000 عام على الأقل .
الحضارة رقم (4 )
يعتقد كارداشيف أن حضارة النوع الرابع ستكون متقدمة ”جدا“ على حضارة النوع (3) بالنسبة لقدرة الكائنات الموجودة في هذه الحضارة، فحضارات النوع الرابع ستكون تقريبا قادرة على تسخير الطاقة من الكون كله لتلبية حاجاتها ومع ذلك فستحتاج هذه الحضارة لمصادر طاقة غير معروفة حالياً ضمن قوانيننا الفيزيائية (كالطاقة المظلمة للثقوب السوداء ).
الحضارة رقم (5 ) :
لا يمكننا أن نتوقع الكثير عنها، لكن الكائنات فيها ستكون قد وصلت إلي أن تمتلك معرفة جينوم الكون و تمكنهم من معالجة الكون كما يشاؤون.

يقول ميتشو كاكو: ”إن البشر لديهم طريق طويل جدا للوصول لهذا النوع من الحضارة، ولكن هذا لا يعني أنه لا يمكن أن يتحقق، وللقيام بذلك فإن الخطوة الأولى هي الحفاظ على هذا الكوكب الصغير وإيقاف الحروب والاستمرار في دعم التقدم العلمي والاكتشافات والاستثمار في العلم.
أشكر حضراتكم علي تحملي أنا و الناشيوناتل جيوغرافيك ... و الكتب اللي غيرت نظرتي للوجود .. و منها العلمي مثل الفين توفلر .. و منها السوقي مثل أنيس منصور .. و أفلام الخيال العلمي التي أدمنتها.و تدعو للتأمل و السياحة بعيدا عن المألوف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. د. حسن حماد: التدين إذا ارتبط بالتعصب يصبح كارثيا | #حديث_ال


.. فوق السلطة 395 - دولة إسلامية تمنع الحجاب؟




.. صلاة الغائب على أرواح الشهداء بغزة في المسجد الأقصى


.. -فرنسا، نحبها ولكننا نغادرها- - لماذا يترك فرنسيون مسلمون مت




.. 143-An-Nisa