الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نساء أمل -10-

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2021 / 10 / 18
المجتمع المدني


أسألني : هل كنت فعلاً مقتنعة بما أمارسه في الحياة ؟
هذا ما تسأله أمل لنفسها ، وتجيب:
في الحقيقة كنت أكثر من واحدة، فما أرغب به شيء ، وما أصرّح به شيء ، وفي كل وقت تتغيّر تلك الأشياء . اكتشفت أنني سطحية أحبّ القشور أحياناً ، ففي مرحلة من حياتي أحببت أن ألبس أطواق الذهب و الألماس الجميلة بينما كنت أقول أن قيمتي تكمن في فكري ، ولا زالت عقدة النقص هذه لديّ .
في مرحلة أخرى من حياتي كانت أفكاري هوجاء ، فقد ضخوا لي آراء عن الحبّ ، ويجب أن أتوافق معها ، كنت حينها شابة ، وكنت أذهب إلى السينما فأجد البطل يفتح باب السيارة لحبيبته، أو يجثو على ركبة واحدة كي يسألها إن كانت توافق عليه ، كنت معجبة جداً بتلك الشكليات، وربما كنت سوف أحبّ شخصاً سوف يقوم بنفس الحركات التمثيلية اللطيفة . ما يضخه المجتمع مختلف عما تضخه السينما .
فهمت منهم أن الحبيب يجب أن يكون فقيراً ، فتعيش معه على الخبز والزيتون . تلك المقولة ملآت كل فراغاتي الرّوحية ، و أنا التي لا أحبّ الفقر. لماذا لا أحبّ شخصاً طبيعياً يملك الحد المعقول من المال ، ولديه عمل ، ونمارس حبنا في رحلة سنوية؟ في الحقيقة كنت أبحث عن شخص ميسور ، ووجدته ، فكان بخيلاً ، لم يلب أقل طموحاتي!
أتساءل : من غرس فينا تلك المفاهيم؟ قد يكون زعران حارتنا من الذكور المنتمون إلى أحزاب معينة، قد تكون أمي و أمهات الفتيات في الحيّ الذي نعيش أطلقت تلك الأفكار كي يجعل الفتيات خاضعات للظروف، لكن ليس كلّ الأمهات كذلك ، فقد زرت صديقتي ، و أمها مسؤولة عن تنظيم نسائي ، تحدّثت في منتدى عن المهر ، و أنّه يقلل من شأن المرأة. هي فعلاً لم تشترط المهر في زواج ابنتها، لكنها اشترطت أن يكون المنزل باسم ابنتها، و أن تقالم حفلة لا ئقة عند الزواج ، أي أنها لم تنصح ابنتها بالفقر.
تربيت على أن المرأة الصابرة، المضحية ، الخانعة هي ابنة الأصول ، فكنت تلك المرأة ، ثم ندمت على أشياء كثيرة ، فلو كنت المرأة الاي تسعى للحق، ولا تقبل أن تكون ضحية هي الأكثر احتراماً .
لماذا تسيطر على المرأة تلك الأقاويل الشعبية، ولا تسيطر على الرّجل؟
يمنح الرّجل لنفسه الحق في الحلم ، في تجاوز الواقع، وربما في حقّه في ترك زوجته و أولاده غير شاعر بالندم على دمار الأسرة ، فهو لن يكون ضحيّة ، و أولاده سوف يعيشون طالما لديهم أمّ صابرة ، و ابنة أصول. هو يعرف ذلك !
في مرة أحببت رجلاً من غير ديني فقط لأنني شعرت أنّه يحترم نفسه، وفخوراً بها، بينما أنا أخفي نفسي تحت ألفاظ وهمية. كنت مجنونة بحبّه ، لم نتزوج، ولا زلنا أصدقاء ، أحترم تلك الصداقة ، لكنّني أصبحت أفهمه كشخص ، ولم أعد واقعة في الحبّ ، لأنّني كنت في تلك الفترة أحتاج لذلك الحبّ ، و اليوم لم يعد يعنيني الموضوع برمّته ،و أنا أرى عارضات الأزياء يتزوجن رجالاً بعمر آبائهن ، وهن سعيدات. هل يمارسن الحبّ الصحيح؟ لست أنا من يحكم ، بل هن من يقرّرن ، وقد قرّرن حياة الرفاهية . . . وللحديث بقية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عشرات المحتجين على حرب غزة يتظاهرون أمام -ماكدونالدز- بجنوب


.. موجز أخبار الواحدة ظهرًا - الأونروا: يجب إنهاء الحرب التي تش




.. الأمم المتحدة تنهي أو تعلق التحقيقات بشأن ضلوع موظفي -الأونر


.. أخبار الصباح | حماس تتسلم الرد الإسرائيلي بشأن صفقة الأسرى..




.. ما آخر المواقف الإسرائيلية بشأن صفقة تبادل الأسرى؟