الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نشأة -الإسلاموفوبيا-: لماذا تخاف البشرية من الإسلام؟

نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)

2021 / 10 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



ما يسمى بـ"الإسلام" وهو حقيقة مجموع العادات والتقاليد والقيم وأنماط السلوك والتفكير والعيش، أي ثقافة الصحراء التي كانت سائدة لقبيلة قريش في القرن السابع الميلادي، والتي تمت عولمتها، وتعويمها أي نقلها للعالم الخارجي، بسبب الحاجة المادية، أولاً، والأوضاع الاقتصادية الصعبة والمزرية لسكان المنطقة في تلك المنطقة (لإيلاف قريش)، وتم ذلك كله بفعل مفهوم الغزو الصحراوي (العدوان العسكري المباشر والسطو والسلب والسبي)، وفرضها بقوة السيف، نقول هذا "الإسلام" بات يعتبر اليوم ديناً من بين حوالي أكثر من 4000 ديانة ومعتقد موجود على الكرة الأرضية، وعلى عكس كثير من الديانات، يقوم على فكرة الآلهة الواحدة، رغم ثنائية (التثنية مقابل التثليث) الشعار والراية التي يحملها والتي تقضي الشهادة بالنبوة لمحمد مؤسس الإسلام جنباً إلى جنب مع التسليم والإقرار بوجود إله واحد أحد وفرض صمد يتخذ من مكان وهمي متخيل هو أحد "طوابق" السماء، وتحديداً الطابق السابع، مقراً لعمله وإدارته للكون.
ومع انتشار العولمة والانفتاح الثقافي الذي شهدته المعمورة، في العصور الحديثة، أي منذ الثورة الصناعية، التي بدأت باختراع المطبعة على يد الألماني غولدسميث يوهان غوتنبرغ في ألمانيا نحو عام 1440، (رفضتها الخلافة الإسلامية العثمانية في حينه واعتبرتها بدعة ومنعت استخدامها) والذي-أي الاختراع- يعتبره كثير من المؤرخين بداية الثورة الصناعية والتكنولوجية الكبرى التي حررت العقل وقوّضت إلى الأبد سلطة الكهنوت الدينو- سياسي الذي كبـّل وفرمل البشرية لقرون طويلة، مع انتشار العولمة بدأ الانفتاح على الثقافات والاختراقات المعرفية وانزياح وتآكل الكثير من المفاهيم والمعتقدات القديمة السائدة وانهيارها وتآكلها جنباً إلى جنب مع ظهور تبارات نقدية تنويرية عرّت ونسفت المعتقدات والقيم والأفكار القديمة وانهيارها وسقوطها، بالتوازي مع فضحها، وهذا ما هو جارٍ اليوم، مع "السوشلة" عبر عمالقة "السوشال ميديا" حيث بتنا حقيقة أمام ثورة ثقافية وإعلام جماهيري شعبي انهارت فيه جدران وحصون الوهم ولا يستثني شيئاً، وحيث لا تابوهات، ولا ممنوعات، ولا مقدسات أمامه.
لقد أصبحت الأديان عارية، مكشوفة، وبان زيفها وبطلانها، وشاع الإلحاد، واللا أدرية، ونما التنوير، ناهيكم عن الدور السياسي المخزي والمشين الذي لعبته في مؤازرة ومعاونة ومحاباة الطغاة والمستبدين والملوك والزعماء وتغطية جرائمهم وموبقاتهم، والتستر عليها، لا بل تبريرها وشرعنتها، وهذا ليس مهما، الآن، قدر ما نحن في الجانب الإيديولوجي والمحتوى العقائدي لتلكم الأديان ومنها "الإسلام" الذي تم تشريحه نقدياً وإظهار مساره العنفي ونبش تاريخه، ومحتواه التكفيري الإقصائي الحربجي، من منظور مادي، بعيداً عن أي بعد قدسي، وبكل ما كان فيه من إرهاب، وتكفير وعنصرية وتمييز وعنف، وغزو، وجهاد (عدوان عسكري وقتل وإجرام مبرر ومسموح به من آلهة السماء يمكـّن المؤمنين به من الاعتداء على الآخرين بحجة نشر الدين وتصبح الجريمة والاغتيال السياسي، وبروز ظاهرة الانتحاريين والأحزمة الناسفة وقطع الرؤوس والدهس الجماعي في شوارع الغرب، وتقويض المجتمعات وإشاعة الفوضى (فوضى المغفور لها بإذن الله كوندوليزا رايس ووريثتها هيلاري اعتمدت إلى حد كبير في التنفيذ على الإسلام السياسي "الإخوان") والقتل هنا فتوحات وإعلاء لكلمة الله ونصرة لدينه مبررة ولا ترتب على فاعلها أية مسؤولية قانونية فهي بتفويض وتصريح و"كارت بلانش" من السماء، وإن قـُتل المعتدي في عدوانه وجرائمه يصبح شهيداً مقدساً و"حياً" لا يموت عن ربه يـُثاب بالحوريات والحوريات والغلمان (اللواط الشرعي الحلال المقدس)، بعد موته، وسطو، وسبي (انتهاك أعراض وزنا مقدس)، وتحلل أخلاقي "سكس" مباح ومتاح متعدد الأشكال مارسه الخلفاء يسمح لأي معتنق له بممارسته ونكح ما طاب له، وتجميع وإيواء وامتلاك أي عدد من النساء، (ما ملكت إيمانهم)، مهما كبر العدد أو صغر، كما حدث منع الرشيد الذي امتلك أكثر من 4000 جارية وعلام، يقال بأنه وطأهم جميعاً، وكله بفضل ومنة من الله تعالى وتبارك، أما السيرة الجنسية المقززة والمقرفة المنحلة وزيجاتهم المفرطة وهوسهم السكسي وغزوات الاستنكاح لرموز هذه الثقافة فحدّث ولا حرج.
ولا يسمح هذا الدين السمح بالبقاء والحياة لأي معتقد وأي كائن آخر، ويرفض وجود أي دين وعقيدة ومعتقد وإيديولوجية غيره، ويرفض الحكم (النظام السياسي)، لأي حزب أو تنظيم أو جماعة بشرية، الحاكمية لله(إنما الحكم أو الأمر يومئذ لله)، والله هذا هو مختص به وهو إلهه الخاص وليس إلهاً لأي من البشر الآخرين، ويـُرفض ويـُمنع أن يكون الحاكم غير مسلم، وأن تكون القوانين والدساتير غير إسلامية، وأي نظام سياسي غير نظام الخلافة (وهي نمط عبودي استتباعي ممنهج ومقدس من الديكتاتوريات العائلية الوراثية -أموية، عباسية، أيوبية، فاطمية، عثمانية، مملوكية...إلخ- وعنوان للاستبداد والطغيان الديني السياسي المطلق وغير المقيـّد)، نكرر أي نظام حكم غير الخلافة مرفوض من غير المؤمنين بهذا الدين، ومطلوب منهم مقاومته وإعلان الحرب والجهاد، والقضاء عليه، ومن هنا نشأت حالة الفوضى وعدم الاستقرار الدائمة والتخلف والفقر واندلعت هذه الحروب الأزلية المؤبدة في الدول العربية والإسلامية، فآلية أو متوالية التكفير بحد ذاتها، أي كل أمة تكفـّرت، تجعل من أي نظام سياسي نظاماً كافراً يجب تقويضه والثورة عليه ومتاح لأي شخص أن يكفـّر أي شخص وأي نظام وأية مجموعة بشرية.
ومن دون الخوض في تفاصيل كثيرة أخرى وشائكة مرتبطة بالموضوع، وقد تكون مادة لبحوث أوسع وأعمق، فقد أصبحت هذه الثقافة الصحراوية القبلية، بكل سوءاتها وأدق تفاصيلها وخطورتها، وما تتضمنه من تهديد وهلاك حقيقي لحياة واستقرار البشرية جمعاء، مكشوفة ومعروفة للعالم وزال عنها ذاك الغطاء البهي المنمـّق و"السيلوفان" و"البوليش" الرومانسي الزاهي المقدس (رحمة، سماحة، نبوة، رسالة سماوية، فتوحات، نور وو)، وساهم مؤمنون كثر بهذه العقيدة، وعبر سلسلة من العمليات الإرهابية والانتحارية والقتل الجماعي والطائفي ونشر ثقافة الكراهية علناً بتكريس الصورة القاتمة والجانب المظلم والمرعب لهذه الإيديولوجية، ونشأ، بالتالي، حقيقة، خوف ورعب وهلع حقيقي عند أبناء وأتباع الأديان والثقافات الأخرى منها، أو ما بات يعرف بالإسلاموفوبيا، أي الخوف والشك والريبة، والحذر من الإسلام والمسلمين.
(يتبع).....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عما قريب جدا
نور الحرية ( 2021 / 10 / 18 - 13:25 )
أجزم بأن السوسيال ميديا ستكون هي هادمة كل الأديان والمعتقدات الأيدلوجية عما قريب لن يطول الأمر باذن كارل ماركس وداروين العظيمين


2 - العالم نعسان
على سالم ( 2021 / 10 / 18 - 20:37 )
لاشك اننا نعيش فى وقت فارق وحساس وايضا ارهاب واجرم وخوف ورعب , الاسلام مستقبله اسود وكالح فى العالم ولاشك فى هذا , هذه العقيده البدويه الاجراميه الشيطانيه التى تأسست على الغزو والقتل والبلطجه والسرقات والتى يسموها الغنائم , هذه العقيده الغازيه السارقه الناكحه الدمويه اخذت العالم على غفله , الاسلام اصبح يهدد العالم فى امنه وامانه واستقراره , ماالذى ينتظره هذا العالم النائم اكثر من ذلك , لماذا لايفعل شيئا ويصحح هذه الكوارث التى حدثت , فى تصورى ان العالم تراخى كثيرا بحجه حقوق الانسان , الذى كان المفروض ان يحدث منذ مئات السنيين هو تكوين جيش جرار من جميع دول العالم وان يتقدم هذا الجيش العرمرم ويتجه الى المنكوبه السعوديه مملكه الشيطان الخبيث وان يحتل هذه المملكه الهالكه وان يقبض على كل افراد الا سره الملكيه اللوايطه الفاسدين وان يسجنهم مدى الحياه وبعد ذلك يبدأ فى تفكيك هذه المنظومه البدويه الاسلاميه ويعرف البدو مخاطر هذه الديانه الشيطانيه وشئ فشئ يبدأ التخلص من هذا الدين السرطانى البشع وان يخلص العالم من هذا الكابوس الذى تمدد واستفحل وتكاثر , العالم يجب ان يتيقظ من هذا السبات


3 - الإسلاميون الجدد (الكيوت) يغزون الحوار المتمدن !
محمد بن زكري ( 2021 / 10 / 18 - 21:32 )
يحاول الإسلاميون بشتى فِرقهم ، بمن فيهم (الإسلاميون الجدد) ، المعدَّلون وراثيا في مختبرات صناعة الرأي الممولة استخباريا ، أن يروجوا لإسلام (مودرن) لا علاقة له بالإسلام المحمديّ . فيختلقون أديانا إسلامية عجائبية هرطوقية ، يدّعون أنها هي الإسلام الحقيقي الذي لم يعرفه أحدٌ سواهم ، كإسلام صادق النيهوم وإسلام محمد شحرور وإسلام أليجا محمد وإسلام احمد صبحي منصور إلخ
و آخر ما قرأته - هنا - للإسلاميين الجدد ، هو مقال بعنوان : «لماذا التيارات الدينية الإسلامية تكره الله ؟» ، يحاول فيه كاتبه تبرئة الإسلام من جرائم الإبادة الجماعية و الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها (سلفه الصالح !) باسم الجهاد ، و سبي نساء (الكفار) و اغتصابهن بملك اليمين ، و حدود قطع الأطراف و حزّ الرقاب ، و اقتران طاعة الحاكم بطاعة الله شخصيا في دين قبيلة قريش ؛ فيزعم ذلك الكاتب النيوإسلامي ، أن كل التيارات الإسلامية ، غير تيارهم الإسلامي الكيوت ، هي على ضلال مبين و تكره الله رب العالمين . و أنهم هم الفرقة (الإسلامية الجديدة) الناجية ، التي تحب دينها حبا جماً . و لا أظن أن جائزة حور العين هي فقط من تفعل بعقولهم هذه الأفاعيل !


4 - الاستاذ محمد بن زكري المحترم
منير كريم ( 2021 / 10 / 18 - 22:57 )
تحية لكم جميعا
اقتنيت نسخة من كتاب الكاتب الليبي الصادق النيهوم(اسلام ضد اسلام) منذ زمن طويل ولم اقرأه بتركيز لكني كما اتذكر انه ليس اخوانيا ولا سلفيا ولا حتى اسلاميا بل هو نوع من المثقفين التراثيين
اذا تكرمت بتقديم تفاصيل اكثر عن اطرواته الفكرية ساكون شاكرا لك

شكرا


5 - الاستاذ محمد بن زكري المحترم
نضال نعيسة ( 2021 / 10 / 19 - 06:00 )
صدقت يا صديقي محمد كل هؤلاء الذين يقولون عنهم -مفكر إسلامي- (رجاء ممنوع الضحك فالإسلامي لا يفكر من 1400 عام)، يحاولون بخبث إعادة تدوير القمامة القرشية الوثنية وعبادة الدواعش ولا يقتربون من تابوهاتها ويقرّون بركائزها كالنبوة والكتاب اللذيذ وبقية الخرابيط والأساطير ولكن يحاولون تلميعها وتوجيه اللوم لبعض الجزئيات على أنه -نقد للإسلام- وأعتقد أن هؤلاء أخطر من المتطرفين لأنهم يعلمون الحقيقة واكتشفوا وساخة وخطورة هذا الفكر لكن يحاولون الحفاظ عليه وقولبته من جديد والإبقاء عليه على عكس المتطرف الغبي ذي العقل المغلق المبرمج الذي لا يدرك ما يفعل ولا يميـّز الصح من الأخطاء أما هؤلاء فهم مدركون ويعلمون كل شيء لكنهم يتسترون على الحقيقة ولا يريدون قولها لا بل يتاجرون بها يعني نمط من التبعية والعبودية مع الاتجار بها والترحب والتكسب بها...أنا قلت وأكرر إن لم يكن المفكر ملحداً فهو ليس بمفكر وهو مجرد ببغاء يجتر ويردد نفسكلام غيره ويسبح في نفس المستنقعات ...


6 - الى الاخ نضال نعيسة المحترم
سهيل منصور السائح ( 2021 / 10 / 19 - 08:50 )
لا تعبه باصحاب العقول المدجنة كـ صاحب التعليق من الفيسبوك عبد الحميد عبد الله الذي يجيد الشتم بدل الرد المناسب وقرع الحجة بالحجة. رحم الله الرصافي حيث يقول:
سر في حياتك سير نابه..... ولم الزمان ولا تحابه
وإذا حللت بموطن....... فأجعل محلك في هضابه
وأختر لنفسك منزلا .....تهفو النجوم على قبابه
فالمجد ليس يناله .....إلا المغامر في طلابه
وإذا يخاطبك اللئيم ...فصم سمعك عن خطابه
وإذا إنبرى لك شاتما ...فاربأ بنفسك عن جوابه
فالروض ليس يضيره ...ما قد يطنطن من ذبابه
وإذا ظفرت بذي الوفاء ...فحط رحلك في رحابه
فأخوك من إن غاب عنك... رعى ودادك في غيابه
لا عتب على مثل هؤلاء لان كل اناء بالذي فيه ينضح.


7 - رد : إلى الأستاذ منير كريم المحترم
محمد بن زكري ( 2021 / 10 / 19 - 19:30 )
باختصار : الصادق النيهوم - في قراءتي - مثقف إصلاحويّ ، يندرج ضمن تيار إسلامي ذي طيف متعدد درجات اللون الرمادي ، ممن أسميهم « المعتزلة الجدد » . وقد تناول التراث الإسلامي - نقديا - في أربعة كتب (الرمز في القرآن ، محنة ثقافة مزورة ، إسلام ضد الإسلام ، الإسلام في الأسر) ، تميز فيها بأسلوب أدبي هو أقرب إلى علم الكلام منه الى العقل الفلسفي المجرد ، محاولا عقلنة ما لا يقبل العقلنة ، بالتقاطع مع طروحات نظام القذافي ، في الكتاب الأخضر . و هو - كما عقب الاستاذ نضال - يعرف الحقيقة ، لكنه يتعمد إغفالها ، لجهة تزيين القبح . و كتاباته تدور حول فكرة ان الإسلام الحالي هو إسلام كهنوتي لا علاقة له بحقيقة الإسلام القرآني كما أنزله الله ، و الركن الأساسي في الاسلام هو الامر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و الجامع هو منتدى لممارسة الإدارة الجماعية وفقا لنظام الشورى ، التي يتسبب غيابها في عزل الدين عن الدنيا . و يجادل النيهوم في أن فعل القراءة في سورة العلق ذو اصل كلداني بمعنى أعلن و جاهر و بلّغ . و أن كلمة أميّ تعني (أمميّ) و أن النبي محمدا كان يقرأ و يكتب ؛ الأمر الذي أثار عليه سخط الحرس الإسلامي القديم .


8 - الأعزاء والأحبة للاستئناس والمتابعة
نضال نعيسة ( 2021 / 10 / 19 - 19:51 )
من مقال قادم لنضال نعيسة
انقلاب القيم والمفاهيم:
من تصدى للتطرف والإرهاب والخزعبلات والشعوذات والأضاليل والأحابيل والخرافات والجهل وحاربها صار في جيده حبل من مسد...


9 - شكرا استاذ محمد بن زكري
منير كريم ( 2021 / 10 / 19 - 21:35 )
الصادق النيهوم هو كما كتبت في ردك فعلا وقد ذكرتني بهذا التيار
انه ينتمي الى ماسمي سابقا باليسار الاسلامي وهو يشبه لدرجة كبيرة استاذ الفلسفة المصري حسن حنفي وكانت حركة مجاهدي خلق الايرانية وما زالت تمثل نفس التيار , اليسار الاسلامي
هذا التيار كان اقلية صغيرة وهو يتلاشى
شكرا لكم