الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة الموت والجهل المقدس في العراق ملازم حتمي للمرأة

رائد شفيق توفيق
ِ Journalist and writer

(Raid Shafeeq Tawfeeq)

2021 / 10 / 18
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رائد شفيق توفيق

لو تم نسف العملية السياسية في العراق برمتها وتشكلت حكومة من الشخصيات الوطنية وتم تشكيل قضاء عادل بحق وتمت محاسبة كل من قتلوا وخانوا وسرقوا المال العام وانتهكو الحرمات واعراض العراقيين ممن والوا اعداء العراق اعتقد إن عدد الذين سيحكم عليهم بالإعدام سيكون بضعة ملايين بين خائن وفاسد وقاتل .... الخ والسبب وراء ذلك كله هم البسطاء من السذج الذين ينقادون وراء تجار الدين من المعممين الذين ينشرون الجهل المقدس الذي اعدت برامجه وآلياته في دهاليز اجهزة مختصة تابعة لدول ارهابية تتخذ من الديمقراطية وحقوق الانسان شعارا لها مثل امريكا وحلفائها مع ان الديمقراطية سيف ذو حدين اذ عندما يكون الجهلة والسذج غالبية سينتخبون تجار الدين قادة الجهل المقدس .
للسذاجة ايها السادة معانٍ كثيرة ، فالشخص البسيط والغير محنّك , أو قليل النباهة والدّهاء او قليل المعرفة وفقير العقل في ادوات التفكير الذي ينخدع بسهولة ويصدّق كل ما يقال له من دون أي شكٍّ وهؤلاء السذج هم من المتدينين ممن يقعون في حبائل تخاريف وهذيانات وتدليسات تجار الدين ، فما أن يأتيهم نصاب ومعتوه يتسربل بلباس الدين وأسلوب كلامه الوقح مع مجموعة من النصابين اعدت مسبقا للتمهيد له بين هؤلاء البسطاء السذج لتصديق ما يطلقه من اكاذيب وهلوسات وكأنه مصدر ثقة وعلم ويقين !! حتى يبدأ بتدمير المتدين المسكين بدء بالعقل والفكر والمنطق متخليا عن ابسط ماهية الانسانية وصفاتها في امتلاكه للعقل ، لتحويل هذا المتدين البسيط الى خروف ضمن قطيع الخرفان يستمع الى نباح الكلاب التي تحيط به ، ومادة تجار الدين وبضاعتهم هي الاكاذيب والترقيعات والتدليسات والتلصيقات لخرافات وهلوسات واوهام وتهيؤآت لا يقبلها عقل ابسط المخلوقات حتى يقبلها عقل انسان سوي.
هذه السذاجة وهذا الغباء المرافق يسيطران سيطرة تامة على عقل المتدين البسيط فيغلقه ويسد قنواته الادراكية والمعرفية من جهة ويجعله يعيش وسط خرافات وخوف وهرائيات يصبها تاجر الدين في عقول البسطاء واذا ما بدأ هذا منذ الطفولة نكون امام كارثة غسل للدماغ ، هنا تتشكل مركباتهم النفسية التي تسيطر عليها الخرافة والاكاذيب التي تضحك عليهم باسم الخلاص الذي ارتكبوا ويرتكبون بذريعته افظع الجرائم في التاريخ البشري .
الامر الذي يجعلهم فوق كل شيء ما سهل لهم اصدار الاوامر للقطعان اتي تتبعهم والتي تنفذها مهما كانت من دون تردد فهذه القطعان تنفذ كل ما يطلب منها مهما كانت نتائجه .
وتاجر الدين ليس بالضرورة ان يكون معمما فهو يبدأ معمما ومن ثم يغير جلده حسب الحاجة فتارة هو قائد سياسي واخرى خبير اقتصادي وثالثة مصلح اجتماعي .... الخ وكلها تستند الى خرافة التكليف الشرعي ليبدأ بارتكاب جرائمه المقدسة من نهب ثروات وقتل وانتهاك حرمات وغيرها وهويسير بخطى ثابتة من خلال وعود ساذجة للقطعان التي تتبعه بالخلاص والجنة ، وهم يرضخون ويغوصون حتى اذانهم بالحرمان والفقر والعوز والرذيلة بجرائم يرتكبوها بحق انفسهم وعوائلهم وبلدهم تلك الجرائم نفذوها وينفذوها طاعة لهؤلاء التجار الاراذل الذين ينفذون اوامر اسيادهم .
وهكذا فان قصة الموت في العراق لا تنتهي، فالميليشيات وقوى السلطة التي تتبع تجار الدين المتلونين بجلودهم التي يبدولنها يوميا حسب متطلبات الموقف اليومي وهم من يتولى قيادة البلد تشن حملة قمع دموية على ثوار تشرين ، ويكاد لا يمر يوم دون ان يفجعك خبر اغتيال أحد المتظاهرين .
في هذه البلاد قصة الموت لا تنتهي، فالأمراض والاوبئة والفقر والعوز والقهر والمذلة وضنك الحياة والمعيشة، كلها تسلب الحياة.
في هذه البلاد قصة الموت لا تنتهي، فالقلق والخوف والانكسار وفقدان الامل والقادم المجهول وانعدام الامن والأمان، كلها تسلب الحياة.
في هذه البلاد قصة الموت لا تنتهي، ميليشيات تقتل، عشائر تقتل، عصابات تقتل، مافيات تقتل، سلطة تقتل، اسرة تقتل .
وفي هذه البلاد ايضا الموت يعطي استراحة او فاصلا زمنيا للناس، لكنه ملازما حتميا للمرأة، فهي هنا لا تخرج عن قانونه، وليس لها استثناء بل هي اول من دفعت وتدفع ثمن الجهل المقدس الذي يسير في ركابه السذج وينفذونه من تردد ، فهي تقتل باسم الشرف، الخيانة، العفة، الكرامة، الدين، العشيرة. موتها يعني حياة الاخرين، هي ذي معادلتهم فقد قتلت النساء بشكل بشع في ثورة تشرين ، ( زهراء القره لوسي، ساره طالب، ريهام يعقوب، هدى خضير، جنان الشحماني، انوار جاسم ) .... الخ.
نسمع ونقرأ ونشاهد بين الحين والأخر مقتل امرأة حرقاً او غرقاً او شنقاً او انتحاراً او رميا بالرصاص او ضربا بالعصي والهراوات ، ومن يريد ان ينفس عن غضبه او توتره او حياته البائسة، يقوم بضرب او قتل امرأة ( اخت او ام او بنت او زوجة ) ، من يرجع من محاضرة دينية او يتعاطى مخدرات يفرغ همومه بالمرأة، اذ لا حساب او عقاب ولا تأنيب ضمير ولا مثلبة أخلاقية، لا شيء يقلقهم لاننا في عصر الإسلام السياسي، اننا في عصر الجهل والجريمة المقدسة ، انها مجرد امرأة.
ونخلص الى حقيقة يحاول الجميع تفادي مواجهتها لاسباب لا حصر لها وهي ان مصيبة العراق أعظم ببقاء الفاسدين وبقاء حكم الجهلة والقطعان التي تتبعهم انها مأساة كبرى وفترة مظلمة بدأتها امريكا راعية الجريمة والارهاب الدوليين مع حلف الناتو القذر حلف الجريمة والارهاب بتدمير العراق شعبا وفكرا وثقافة لنشر الجهل المقدس والفوضى الخلاقة التي خططت لها وتنفذها بايدي اراذل الناس الذين اعدتهم في مواخير رذيلها بدعم ذيولها ايران ودويلات الخليج العربي وبقية الانظمة العربية العميلة ودول الاقليم التي تسير في ركابها .
لا شيء يبعث على الفرحة والامل بل بالعكس لقد حافظ الفاسدون على كراسيهم وعروشهم الامر الذي يفتح الباب على مصراعيه امامهم وامام قطعانهم ليفتكوا بالعراق والعراقيين ويوغلوا اكثر في ما بدأوه من دمار .
العراق يدمر من قبل ايران بمعية عبيدها وذيولها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسامة بن لادن.. 13 عاما على مقتله


.. حديث السوشال | من بينها المسجد النبوي.. سيول شديدة تضرب مناط




.. 102-Al-Baqarah


.. 103-Al-Baqarah




.. 104-Al-Baqarah