الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التنوير وإزدراء الأديان هو الحل

ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)

2021 / 10 / 21
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


إذا أردنا بالفعل وصدق النية وضمير عادل تنوير العقول وتربية الوعى بدلاً من الوهم والهوس الجماعى، علينا البدء من ‏حيث بدأ السلوك الإزدراءى غير الإخلاقى حيث يقوم الله بإزدراء أديانه، وهذا عمل غير مشروع أخلاقياً ولا يمكن الصدور ‏عن إله خالق خلق هذه الإديان، وقبل الدخول إلى موضوع المقال علينا أن نتفق بأن إزدراء الأديان السابقة بنصوص ‏عديدة فى كتاب القرآن سلوك غير سوى وغير مشروع أياُ كان فاعله الله أو الإنسان.‏

لابد من مواجهة أنفسنا ونعرف بأن هذا حق وذاك باطل وإلا سندور فى دائرة أبدية لا تنتهى، ولكل إنسان حرية قبول أو ‏رفض فحوى المقال بكل أدب وأحترام معبرين بذلك عما ننتمى إليه من عقائد وآلهة غيبية نؤمن بها، أقول هذا لأن ‏عصرنا هذا من الجنون والبلاهة والتخلف إجبار أنفسنا على ممارسة أشياء وتطبيق أفكار وقعت منذ ألفين أو ثلاثة آلاف ‏سنة، إذ كنا بالفعل نؤمن بالله وأنه أعطانا عقول للتفكير بها وأستنباط الحق من الباطل والصح من الخطأ والخير من ‏الشر، هذا هو هدفى أن نستنير فى حوارنا وتحليلنا بناء على المنطق العقلى الذى يقودنا إلى الكلام الصالح لعصرنا هذا.‏

الإزدراء والأستخفاف والسخرية من عباد الله هو سلوك بشرى نتفق عليه جميعاً لأنه يخضع للمشاعر والعواطف ‏الإنسانية، وعندما نعيد قراءة تلك النصوص التى تزدرى بمؤمنى الأديان الأخرى أو غير المؤمنين بما تعبد من آلهة أو ‏إله واحد فى كتب الأديان الثلاث، سنكتشف أنها نصوص يعبر فيها كاتبيها عن مشاعرهم الرافضة لغيرهم من مؤمنين ‏سابقين عليهم أو عابدين لآلهة أو تماثيل يطلقون عليها آلهة أو من لا يعبد شيئاً ويبحث عن الخالق الحقيقى لهذا ‏الكون، لكن من الخطا الشنيع والفظيع أن أنسب ذلك الأزدراء لله وتلك الكراهية ودفع أتباعه لقتال وذبح الأقوام الأخرى ‏وطردها من أراضيها لأنها لا تعبده، ويقول لهم لأنى اخترتكم شعباً مقدساً لى من بين الشعوب يا إسرائيل، ألهذه الدرجة ‏نصدق تفاسير رجال الدين والمثقفين ونشترك معهم فى تشويه وجه الله بأعتباره شرير ويحب سفك الدماء ويرضى عنها ‏ويرفعوا صلواتهم على المذابح وتقديم القرابين الحية عليها؟؟

إنها بشاعة وليست عبادة لا يمكننى التفكير فيها أو أن أوافق وأصدق أنها خرجت من فم الله وأمر المؤمنين بتنفيذها، ‏كيف أصدق أن الإله العادل الصادق الغفور الرحيم يمكن أن يصدر عنه سلوك مثل هذا؟؟ كأننا بهذا التفكير نصف الله ‏بأنه ذات طبيعة إنسانية كأنه طفل صغير مشغول باللعب مع البشر ويريد أن يثبت لهم أن أفضل وأحسن منهم وأنه ‏شاطر وبيفهم كويس وأنه أذكى من البشر لذلك لا يمكننا الضحك عليه أو الأستخفاف بقدرته الهائلة، أو أنه يسمع ويرى ‏كل ما نفعله ويتابع سلوكياتنا ويكون مشغولاً بأعمالنا، كأنه ليس لديه شئ آخر فى هذا الكون يعمله إلا أن يضع الإنسان ‏تحت مراقبته ليل نهار حتى يفتح له فى النهاية مكان أسمه الجنة وآخر أسمه النار أو جهنم أو الجحيم ليتلذذ بعذاب ‏البشر!!‏

ما هذا التفكير يا أحبائى وأخوتى فى الإنسانية؟
الإله أعظم من وصفه بأنه أمر بقتل أعداءه، كيف نصدق أن الله يقارن نفسه بالبشر وكأنه فى حلبة مصارعة وليس فى ‏مقدرته قتل هؤلاء البشر، وكيف يكون هناك أصلاً بشر أعداء لله؟ هل الله يلعب ويخاف من خلقته التى خلقها ويصنع ‏معها عداء وكراهية وقتل ويصفهم بأنهم قردة وخنازير وبأن عليهم أن يدفعوا الضريبة وهم صاغرين ويوقع الضربات على ‏فرعون مصر وشعبها ويجعل نبيه يمارس السحر مثل سحرة فرعون ليثبت لهم أنه أجدع وأذكى منهم وفاهم السحر ‏كويس؟؟

ما هذه السطحية فى التفكير وبأى عقل نفكر به، عقل إنسان راشد يستخدم المنطق ويحلل ما يقرأ من كلام ويتفكر فيه، ‏أم يفكر بعقل الأطفال الصغار أو بعقل الكهنة والحاخامات والفقهاء وغيرهم من أدعياء الأديان؟؟

قيل لهم هذا الكلام أيام كانوا يركبون الجمال والحمير ويسكنون فى الخيام والأكواخ والكهوف، عقولهم المحدودة بحدود ‏زمانها لم تتوصل لبناء العمارات السكنية والأبراج الشاهقة، لم يكن لديهم أنوار إلا نور القمر والشمس والنجوم ولم يكن ‏لديهم كهرباء لتشغيل مصانع ولا سيارات ولا قطارات ولا طائرات ولا سفن فضاء ولا تليفونات ولا كمبيوترات، حياتهم كانت ‏على الفطرة وكانت تلك القصص والوصايا والثواب والعقاب من قطع الأيادى والرجم والقتل والتعذيب لمن يرتكب أخطاء أو ‏جرائم كان شيخ القبيلة هو القاضى والحاكم بأمره، فكيف تطلب من إنسان يعيش عصرنا أن تفرض عليه بالقوة الدينية ‏أن يطبق ويسير ويسلك على وصايا وشرائع كلها كانت فى الأصل فرعونية وبابلية وسامرية وكنعانية وجاهلية؟

ليس من المنطق أن الله كإله يحكم العالم والكون كله ويتحكم فى كل شئ ينسى أن الإنسان يتطور ويتغير وينمو عقله ‏وجسمه والبيئة من حوله، وعليه أن يتكيف ويتأقلم مع المتغيرات الجارية بنفس سرعتها وإلا أصابه التأخر والتخلف مثلما ‏نرى ما يحدث لمن توقفوا عن التفكير بل سجنوا أنفسهم فى كهوف أغلقوها على أنفسهم بحجة أنها ثوابت أمرنا الله أن ‏نتمسك بها ولا نتخطاها وإلا سيكون التخلف مصيرنا!!‏

الله أكبر من تلك الأفكار الصغيرة لأنه خلق الإنسان أعطاه الحرية ليعمل ويجتهد ويبدع وينمو أكثر مع تزايد معارفه، لذلك ‏نجد أن السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم والطيور والحيوانات، منذ أن نشأة الإنسان الأول وهى كما هى ثوابت ‏لا تتغير وليس فيها جديد بمعنى أن الله لم يتدخل فى شئ من تلك الثوابت ولم يعطى البشر أكثر من هذه الأشياء، وكل ‏شئ جديد من إختراعات وإبداعات وتكنولوجيا وأستكشاف السموات والأرض وما فيها من كواكب، كلها أعمال يصنعها ‏الإنسان بيديه وعقله ولا دخل لله أو إله الأديان فيها ولا فضل لله على الإنسان فى تعليمه أو فى جهله، فالإنسان يسير ‏حسب ما يرشده عقله من حكمة وفلسفة وعلم وأخلاق وتربية لذلك من يعترف بقدرة التنوير على الإستنارة الحقيقية ‏للبشر سيصل إلى عالم وحياة إنسانية جديدة وبذلك يمسك بيديه الحل الوحيد والمفتاح الوحيد الذى يفتح أمامه كل ‏الأبواب المغلقة، لأن عقله أستنار بنور المعرفة الإنسانية وليس بظلام الغيب الذى لا يوجد به شئ. ‏

إن الأديان تزدرى بنا ومنا وتسخر من غباءنا وليس فيها حلول أو شرائع تصلح لقيادة شباب العصر الحديث وإلا لقلنا ‏شباب العصر الجاهلى، التفكير فى حلول من الأديان هى أكبر عقبة فى سبيل التقدم والتعلم وأستخدام عقولنا للتفكير فى ‏إختراع شئ مثل بقية الإنسانية، نعمة العقل التى وهبها الخالق الذى لم يتكلم مع بشر ولا نسمع صوته ولا نرى صورته ‏ليذكرنا بنفسه وبوجوده، أم أن له وجود مثل وجودنا المادى ويخاف أن نراه أو نشعر بوجوده؟ ‏

إنها أفكار جاهلية مازال الكثيرين يتأملون فيها ويخافون من هذا الإله الموجود فى كل مكان ويراك وأنت بيتك وفى ‏مخدعك ويعلم كل أسرارك وخفاياك، أسأل نفسك يا أخى الحبيب: من أنا وأنت وتلك البشر والحيوانات وتلك الأرض التى ‏نعيش عليها؟ كم نمثل من حجم الكون أو من حجم مجرتنا درب التبانة؟ بل ما هو حجمى وحجمك وحجم الآخرين حتى ‏يهتم الخالق ويعد لنا مكان أسمه الجنة صنعها سليمان الحكيم أو النبى لنفسه قديماً فيها كل ما تشتهى نفسه من أنهار ‏وبحور وجوارى وأشجار وفواكه من كل نوع كما تقول التوراة؟ أم تعجبك الجنة الأخرى المستوحاة من جنة سليمان لكن ‏الفارق أن هناك حوريات ينتظرونك ومستعدات للأستجابة لرغباتك وشهواتك؟؟

هل تجدون فى هذه الجنات الحلول البهيجة والصالحة والتى ستخلص الإنسان من شروره ويسير على الصراط المستقيم، ‏ليستحق دخول الجنة ليستمتع ويشبع شهواته ورغباته؟ يا لها من حلول تزدرى بكم فيها الأديان عن طرق رجال الدين ‏والفضيلة والتقوى رجال علم والمعرفة ولديهم لكل عقدة حلاً وعلاجاً، لا تقلق يا من تؤمن بهؤلاء الرجال أغلق عقلك أو ‏سلمه لهم وهم سيفكرون مكانك وبدلاً عنك ويعطونك الحل المناسب الذى لا يخالف أوامر الله!! ‏

وأقنع نفسك وغيرك بأن التواكل هو من التوكل على الله والثقة والإيمان أنه سيفعل كل ما نطلبه منه فى صلواتنا ودعواتنا ‏له، لأننا إذ كنا مؤمنين به فهو القادر الذى يرزق من يشاء من حيث لا يعلم، لا تقل لى كيف لكنها لعبة الأديان ترمى ‏عصاك على الأرض مثل موسى النبى فتجدها تحولت إلى ثعابين وحيات وتصاب بالدهشة والإعجاب بقدرة الخالق على ‏صنع العجائب والمعجزات، لا تحاول النظر إلى أعمال وأختراعات الكفار الذين يبددون وقتهم فى الدراسات العلمية لانهم ‏يريدونك مثلهم تنشعل عن أداء صلواتك إلى الله وعن ممارسة واجباتك وشعائرك التعبدية للإله الواحد ولا تنسى بأن تزين ‏غرفتك بصور القديسين ليحمونك من كل شر، الأديان تؤكد لك أن الله هو الحل!!‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مادة في الصميم
عدلي جندي ( 2021 / 10 / 21 - 21:48 )
نعم صار بهدلوا الإله ما بين محاكم ومذابح ومهازل وحجاب بإسمه ونقاب بحجة رغبته في المرأة والرجل وووو..نزعوا سلطة الإله وجعلوه مجرد هيال مآته وقاموا هم بعمله .،عن رجال الدين أتحدث
مادة في ذات الموضوع
https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=735141
تحياتي


2 - صدقت وابدعت لا فض فوك.
سهيل منصور السائح ( 2021 / 10 / 22 - 07:32 )
التنوير وازدراء الاديان ـ اي نزع القدسية عنها ووضعها على طاولة التشريح ـ هو الحل ولا حل غيره. الاديان كلها بشرية الهوى والهوية ولا يجوز ان ننسب كل ما جاء في كتبها من سب وشتم وغضب وزعل وارتشاء وتفضيل امة على امة الى الغني المطلق وهو خالق الكآئنات من اصغرها الى اكبرها حسب ارادته ومن غير المعقول ان صانعا يدم صنعته وكل صناعاته غير متساوية الصنع فهل صفات عقلي تساوي صفات عقول المخترعين والمفكرين الذين قدموا خدمات جليلة للبشر وغيرهم؟؟.مذا تعني الآية التي تقول (رضي الله عنهم ورضوا عنه)؟؟؟.فاذا كان رضى الله عنهم مقبول من جهة منطقية فما هو المنطق في : ورضوا عنه؟؟. هل الله بحاجة لرضى احد من مخلوقاته؟؟؟.اما الطامة الكبرى والتي هي عصية على الفهم هي حاجة الله للدفاع عنه بتفجير المعابد بمن فيها بحجة الشرك او الكفر للحصول على الحور العين وهو من يقول للشيء كن فيكون ولنا في وبآء الـ Corona اكبر عضة لمن له عقل سليم. اخي الكريم ان النتيجة من كل ما سبق هو ان الاديان كلها بشرية الهوى والهوية كيفها مخترعوها حسب البيئة التي ولدت فيها ولا شيء غير ذالك. شكرا لك.


3 - الله بريء من الأديان
محمد مدحت بسلاما ( 2021 / 10 / 22 - 12:21 )
شكرا لهذا الكاتب النقدي الشجاع الذي وضع النقاط على الحروف. فهو يوافق ويؤكّد على معتقد
مفكرين كثيرين يثبتون أن الله - إن كان موجودا فعلا - لا يستطيع إلا أن يتبرأ من كل الأديان التي ليست سوى ظواهر بشريّة واجتماعية نشأت مع الإنسان وتزول معه. وهي بالتالي تحتقر الإنسان والله معا وتسيء إليهما. الله لم يصنع الأديان ولم يعطي دينا لهذه المجموعة ودينا آخرا لمجموعة اخرى. فمن يقول ذلك ليس إلا دجّالا ومنافقا وشريرا، لأنّه ينزع صفة العدالة والرحمة عن الإله الذي ينادي به. كفانا هراء في هذا المجال


4 - الأديان تزدري البشر
ماجدة منصور ( 2021 / 10 / 23 - 11:41 )
إزدراء الأديان !!!!0
لفظ مضحك للغاية
الأديان هي من تزدري البشر لذا فقد منعت الدول المتحضرة مدارسها من تعليم الأديان شكرا للأستاذ الكاتب0

اخر الافلام

.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: مش عاوزين إجابة تليفزيونية على س


.. كل يوم - د. أحمد كريمة: انتحال صفة الإفتاء من قبل السلفيين و




.. كل يوم - الكاتب عادل نعمان: صيغة تريتب أركان الإسلام منتج بش


.. عشرات المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى




.. فلسطينية: العالم نائم واليهود يرتكبون المجازر في غزة