الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بمناسبة اليوم العالمي للمدن في 31 تشرين الأول / اكتوبر ( مدينة أفضل لحياة أفضل )

عادل عبد الزهرة شبيب

2021 / 10 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بتاريخ السابع والعشرين من كانون الأول / ديسمبر 2013 , اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها المرقم ( 68/ 239 ) والذي اقرت بموجبه تعيين يوم 31 تشرين الأول / اكتوبر من كل عام بوصفه اليوم العالمي للمدن . وان الهدف من هذا اليوم هو تعزيز رغبة المجتمع الدولي في نشر الحضرية على مستوى العالم , والفع قدما نحو التعاون بين البلدان لاستغلال الفرص المتاحة والتصدي للتحديات الحضرية والمساهمة في التنمية الحضرية في كل انحاء العالم .
تحتاج المدن الى دعم لتصبح قادرة على الصمود وتطوير قدرتها على استيعاب تأثير الأخطار وحماية وحفظ حياة الانسان والحد من الأضرار .
يأتي اليوم العالمي للمدن منسقا مع الهدف الحادي عشر من اهداف التنمية المستدامة والذي اكد على ( مدن ومجتمعات محلية مستدامة ) , اذ يعيش اليوم اكثر من نصف سكان العالم في المناطق الحضرية , وبحلول عام 2050 سيرتفع هذا الرقم الى ( 6,5 ) بليون فرد اي حوالي ثلثي البشرية جمعاء . ولا يمكن تحقيق التنمية المستدامة دون احداث تغيير كبير في طريقة بناء وادارة فضاءاتنا الحضرية . في عام 1990 كانت هناك عشر مدن كبرى تضم 10 ملايين نسمة او اكثر ثم ارتفع العدد في عام 2014 الى 28 مدينة كبرى يسكنها حوالي 453 مليون نسمة , وقد ادى النمو السريع للمدن في العالم النامي الى جانب ازدياد الهجرة من الريف الى الحضر الى هذه الزيادة المطردة في اعداد المدن الكبرى . ه1ا وتسجل المنطقة العربية تحولا حضريا سريعا اذ يشهد معدل التحضر تموا سنويا بمعدل 2,5 % ( تقديرات عام 2015 ) , واليوم يعيش اكثر من نصف السكان العرب 57% في المناطق الحضرية في المتوسط مع تفاوت كبير عبر المنطقة اذ تبلغ نسبة التحضر 99 و 98 % في قطر والكويت على التوالي وتصل النسبة الى 58% و44% في المغرب ومصر على التوالي , بينما تنخفض الى 33 و28% في السودان وجزر القمر على التوالي . وعبر المنطقة العربية يعيش نحو 28 % من جميع سكان الحضر في احياء فقيرة او مستوطنات غير رسمية ( عشوائيات ), وفي اقل البلدان نموا في المنطقة يعيش ما يقرب من ثلثي سكان الحضر في احياء فقيرة .
تعاني المدن في جميع انحاء العالم بشكل متزايد من آثار التحديات والمخاطر المرتبطة بالمناخ وغيرها كالفيضانات والجفاف وموجات الحر والانهيارات الأرضية والعواصف وغيرها , ومن المتوقع ان يتأثر ما لا يقل عن مليون نسمة بالفيضانات الساحلية , ويجب معالجة الآثار المباشرة وغير المباشرة لتكرار حالات الجفاف وموجات الحر . وان المليار شخص من سكان العالم الذين يعيشون في مستوطنات حصرية غير رسمية ( العشوائيات ) معرضون للخطر بشكل خاص فهم محرومون بدرجات متفاوتة من السكن اللائق والحصول على الخدمات الأساسية مثل الصرف الصحي المناسب والمياه العذبة الصالحة للشرب وانظمة تصريف مياه الأمطار وامدادات كهربائية موثوقة وفعالة والتنقل بأسعار معقولة . وفي العراق فالمدن مهملة وخربة وتكثر العشوائيات رغم غنى العراق بثرواته الطبيعة المتنوعة الا ان الشعب العراقي يعاني عموما من ازمة السكن الحادة سواء في العاصمة بغداد او في المدن الاخرى . كما تعاني المدن العراقية في عموم العراق من عدم توفر الكهرباء المستمرة رغم انفاق اكثر من 85 مليار دولار على قطاع الكهرباء دون ان تتحسن بسبب تفشي الفساد وسوء الادارة والتخطيط . كما تعاني البنى التحتية في المدن العراقية من الدمار والخراب دون ان تمتد اليها يد الاصلاح والاعمار لأن ذلك ليس من اولويات القوى المتنفذة الحاكمة .في الوقت الذي يطمح فيه الهدف الحادي عشر من اهداف التنمية المستدامة الى جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة ومرنة ومستدامة .
من الضروري اعادة النظر في سبيل تمكين المدن من تحسين انتفاع سكانها بالخدمات الأساسية بالتزامن مع ترشيد استخدام مواردها وخفض نفاياتها .
تشير التقارير الى انه في كل اسبوع ينزح نحو 1,4 مليون شخص الى المدن , وهذا التوسع الحضري السريع يمكن ان يجهد الطاقات الاستيعابية المحلية مما يساهم في زيادة مخاطر الكوارث الطبيعية وفقا لما ذكرته الأمم المتحدة.
سبق وان كشف تقرير للبنك الدولي لعام 2018 أنع يعيش في المدن اكثر من اربعة مليارات شخص في جميع انحاء العالم اي اكثر من 50% من سكان العالم . كما اصدرت شركة ( ميرسر ) الأمريكية تقريرا حلت فيه مدينة بغداد العاصمة العراقية في المرتبة الأخيرة من التصنيف العالمي للدول التي توفر افضل نوعية عيش للعام 2016 بينما احتفظت العاصمة النمساوية ( فيينا ) للعام السابع على التوالي بالصدارة . لقد اصبح العراق الأسوأ في كل شيء في ظل المحاصصة الطائفية المقيتة وغياب الرؤى الاستراتيجية للقوى المتنفذة الحاكمة وسوء الادارة والتخطيط . لذلك لم تعمر المدن العراقية في ظل عدم توفر الكهرباء والماء الصالح للشرب حيث اصبحت مدن العراق بيئة طاردة لسكانها ولرجال الأعمال واصحاب المصانع والمزارع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مظاهرات الطلاب الأمريكيين ضد الحرب في غزة تلهم الطلاب في فرن


.. -البطل الخارق- غريندايزر في باريس! • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بلينكن في الصين.. مهمة صعبة وشائكة • فرانس 24 / FRANCE 24


.. بلينكن يصل إسرائيل الثلاثاء المقبل في زيارة هي السابعة له من




.. مسؤولون مصريون: وفد مصري رفيع المستوى توجه لإسرائيل مع رؤية