الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في سورية نحن بحاجة الى تربية مدنية جديدة لتكون اساس لمدرسة المستقبل لا سيما بعد ماجرى خلال الحرب الفاجرة على سورية
عبد الرحمن تيشوري
2021 / 10 / 23التربية والتعليم والبحث العلمي
في سورية نحن بحاجة الى تربية مدنية جديدة
لتكون اساس لمدرسة المستقبل لا سيما بعد ماجرى خلال الحرب الفاجرة على سورية
• عبد الرحمن تيشوري
ان نقاط الضعف التي يعاني منها النظام التربوي في سورية :
وهي كثيرة جدا واهمها " ضعف الانفاق على التربية من الموازنة العامة- ضعف نوعية مخرجات التعليم – عدم تناسب سورية الخريجين مع متطلبات سوق العمل – ضعف تنمية الموارد البشرية- انتشار الامية بشكل ملحوظ والامية المعلوماتية بشكل كبير – عدم الكفاءة الداخلية والخارجية للنظام التعليمي – ضعف وسوء اساليب التقييم والامتحانات – ضآلة عدد رياض الاطفال وبالتالي عدد الاطفال المستوعبين في رياض التربية ورياص المنظمات الشعبية والرياض الخاصة – وجود المدارس المجمعة في المناطق النامية والريف البعيد.......
كما يقول مشروع تطوير النظام التربوي الذي اعدته وزارة التربية الى اننا بحاجة خلال الخطة الخمسية العاشرة " 2010 –2015 " الى 23000- بعد تدمير عدد كبير من المدارس - شعبة للتعليم الاساسي بكلفة 16 مليار ليرة سورية وان كلفة الطالب الواحد بلغت العام 2004 :
في مرحلة التعليم الاساسي 10318 ل.س
مرحلة التعليم الثانوي 12042 ل.س
مرحلة التعليم المهني 32539 ل.س
ان كل هذه الارقام وهذه الثغرات تجعل الحاجة ماسة جدا الى اعادة النظر بمجمل مكونات النظام التربوي وهنا ساركز في هذه الورقة السريعة على مسألة التربية المدنية وماذا تعني التربية المدنية
مفهوم التربية المدنية
هي مجموعة الخبرات المدنية في مفاهيم وقيم ومهارات واتجاهات وممارسات تفرز الجانب المدني لدى التلاميذ في مختلف جوانب الحياة المدنية في النواحي الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وذلك ليكونوا اعضاء فاعلين مستقبلا في بناء مؤسسات المجتمع والارتقاء به على اساس مبدأ الحقوق والواجبات – أي بناء انسان فاعل مشارك مفكر مبادر محاور لا يخنع بسهولة للسلطة الآمرة ولا يكون حذاء للمدير المتسلط ولا يقول لاحد انا من ايدك هاي الى ايدك الاخرى
- التربية المدنية هي السبيل لترسيخ المواطنية في نفوس المواطنين وذلك بما تمثله من ادوات ووسائل التنمية المواطنية للافراد فالتربية المدنية تعنى باعداد المواطن من اجل القيام بدوره في المجتمع بكفاءة وفاعلية واقتدار ويعبر الولاء والانتماء الى حلقات سلسلة البناء المواطني
- التربية المدنية في النظام التربوي السوري
في النظام التربوي والتعليمي السوري خطت وزارة التربية خطوات جيدة في اعداد وتطبيق مباحث التربية المدنية " التربية الشمولية " لكنها لا زالت حديثة التطبيق في المدارس السورية وهي تفتقر الى الفلسفة والرؤيا الواضحتين لاقرار مبادئها وموضوعاتها كما ان المعلمين والمدرسين الذين يقومون على تنفيذها في المدارس لم يحصلوا على التدريب الكافي لتطبيقها بدليل ما قدمنا له في مطلع الورقة من نقاط ضعف كثيرة يعاني منها النظام التربوي والتعليمي في قطرنا الحبيب سوريا
- وبشكل عام يجب التركيز على الفئات التالية من اجل الحصول على التربية المدنية الجديدة الفعالة:
- القائمون على وضع وتأليف مناهج التربية المدنية
- المعلمون والمدرسون المنفذون والمهلون العمل هؤلاء المعلمين والمدرسين
- واضع برامج التدريب للمعلمين المنفذين
- القائمون على عملية المراجعة والتقويم
- الباحثون والدارسون في التربية المدنية
اهم اهداف التربية المدنية
- تنمية عاطفة الولاء عند التلاميذ للاسرة والمجتمع
- تنمية مفهوم وجود الآخر واحترام الحريات العامة
- ابراز قيمة العمل الحياتي اليومي وتقدير الاجتهاد والوقت والتعاون والاتقان
- الانخراط في الجماعات والمجتمع
- التعرف على مؤسسات المجتمع المدني وادوار كل منها في ترسيخ المواطنية ونشرها في المجتمع
- تزويد التلاميذ في بمفهومي الدولة والمجتمع
- اغناء التلاميذ بمفهوم الرعاية الفحصية والبيئية ومهامها وعدم التعدي على أي منها
- منح كل مواطن فرصة في المجتمع والامن والعدالة للجميع
اهم الجهات والمؤسسات التي تستطيع ان تساهم
في ترسيخ قيم ومفاهيم التربية المدنية
1- المؤسسات والسلطات التعليمية العليا " وزارة التربية ومديرياتها المركزية والفرعية "
2- المؤسسات التعليمية الخاصة والمخابر اللغوية والرياض الخاصة
3- وسائل الاعلام باشكالها المختلفة من خلال الافلام والبرامج والنشرات
4- المنظمات الاهلية من خلال اللقاءات والدراسات وغير ذلك
5- الجامعات التي تحتضن جيل الشباب عليها ان توفر لهم تخصصات اكاديمية تعرفهم بقدراتهم والامكانات المتاحة لهم بصفتهم مواطنين قادرين على الارتقاء بوطنهم من خلال تفعيل ادوارهم
6- المؤسسات الدينية : وخاصة وزارة الاوقاف وما تشرف عليه من مساجد اذا تملك مؤسسات جمعيات عامة تستطيع من خلالها توصيل رسالتها في التربية المدنية لافراد المجتمع بشكل واسع الانتشار حيث يستطيع امام كل مسجد الذي يلقي خطبة اسبوعية " 50 خطبة في العام " وهو اكثر من نصاب استاذ جامعي في سورية يمكن من خلال هذه الخطب نشر مفاهيم التربية المدنية المطلوبة
حظي موضوع التربية المدنية باهتمام الباحثين والدارسين وكذلك منظمات القطاع الثالث " الاهلي " الذي افرد لها مؤتمرات وندوات وايام دراسية ودروس عمل من اهم تلك اللقاءات
- مؤتمر التربية المدنية في العالم العربي " التحديات المشتركة وسبل التعاون المستقبلية " حيث عقد هذا المؤتمر – المركز اللبناني للدراسات والمؤسسة الدولية للادارة والتدريب في ايلول 1994 في ادما – البنان وحضره وفود من الاردن – سوريا – البحرين – الكويت – الينان – كندا – وخلص هذا المؤتمر الى ان التربية المدنية ضعيفة هو بناء مواطن الغد بالمشاركة والتنسيق بين جميع مؤسسات المجتمع المدني مع وزارة التربية ووزارة التعليم العالي لتغريز التنشأة المدنية للتلاميذ
اركان ومقومات واسس التربية المدنية الفاعلة
1- الفكر الناضج الذي يشكل موضوعات التربية المدنية والذي يمكن اشتقاقه من عدة مصادر – من البعد الانساني العالمي – من التطورات المدنية المعاصرة – من الواقع السوري – من الواقع البيئي العربي – من العادات والتقاليد العامة لمجتمعنا –
2- المعارف : وهي المفاهيم والحقائق والاتجاهات والقيم التي تتضمنها مباحث التربية المدنية
3- المهارات : وتشمل العديد من مرتكزات اكتساب الطلبة الكيفية التي تكون عليها المواطنية الصالحة ومن تلك المهارات : - مهارة التفكير الناقل – التفكير الابداعي – مهارة الاتصال والتواصل – مهارة التغيير والتحليل – مهارة المشاركة والتعاون – مهارة البحث ومطالعة كل جديد في موضوع التربية المدنية
4- التطبيقات العملية الممارسية : فالتربية المدنية بدون الممارسة هي تربية ميتة لا فائدة منها فالتركيز على الممارسة العلمية للتربية الفلسفية تعني تحقيق المجتمع المدني الذي يأخذ فيه كل ذي حق حقه
5- المناخ الصحي والمدرسي السلمي يتجنب السلطوية ويتجه الى العمل الفريقي
6- بيئة مبنية مساعدة ومؤسسات مجتمعية فاعلة خالية من مناظر العنف والتعذيب
" توصيات ومقترحات لنجاح هذه التربية في سورية "
1- اطلاق عنوان عام التربية المدنية على احد الاعوام الدراسية لاثارة اهتمام المجتمع باهميته
2- ادخال مناهج التربية المدنية في كل المراحل التعليمية دون استثناء
3- ربط موضوعات التربية المدنية بخطط التنمية السورية في شتى المناحي الحياتية
4- التعاون مع المؤسسات الاعلامية لتفعيل دورها في نشر مفاهيم ومبادئ التربية المدنية
5- وضع حصة دراسية اسبوعية او اكثر بمباحث التربية المدنية
6- فتح قسم خاص للتربية المدنية في كليات التربية لاعداد الكوادر المؤهلة لتدريسها
7- التوسع في مفهوم التربية المدنية لتشمل نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المجتمع
8- الحرص على ان ينطلق مفهوم التربية المدنية ومبادئها في المقررات الدراسية من خصوصية الواقع السوري حتى لا نعيش غربة المناهج
9- التنسيق بين المؤسسات التربوية ومؤسسات المجتمع المدني من اجل تحقيق اهداف هذه التربية في بناء انسان يضع مستقبلا جيدا له ولاسرته ولوطنه
عبد الرحمن تيشوري
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. هل سيتكرر المشهد الليبي في سوريا بعد سقوط نظام بشار الاسد ؟
.. برنامج أقلام مبدعة يعنى بأدب اليافعين
.. الصحفية إيمان شويخ: -إيران تخلت عن كل الحروب التي فتحتها في
.. فيديو مزعوم للحظة نهب مكتب بشار الأسد في دمشق
.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على قاعدة عسكرية في سوريا