الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معايير الحكم على الأيديولوجيات وتصنيفها.

اسكندر أمبروز

2021 / 10 / 23
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هنالك نوعان من الأيديولوجيات حول العالم لا ثالث لهما , وهي أيديولوجيات باطلة وأيديولوجيات سليمة , والأيديولوجيا هي نظام من الأفكار والمثل , التي تشكل أساس النظرية الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية.

وبدئاً من عصر الأنوار الأوربي وانتقالاً الى العصور الحديثة تبلور هذا التعريف بشكل واضح لينطبق على كل فكر في هذا العالم , سوائاً أكان ديناً مادياً كالشيوعية والنازية , أو ديناً ميتافيزيقياً كأديان اله الدم الثلاثة والبوذية والهندوسية وغيرها.

وهذا المصطلح يصف مجموعات الأفكار البشرية على مرّ العصور , ولكنه لا يحكم على تلك الأفكار إن كانت سليمة أم سقيمة , ولهذا فنحن علينا أن نضع المعايير والأسس للحكم على تلك الأفكار البشرية من أيديولوجيات مختلفة.

وتقسيم الأيديولوجيات الى باطلة وسليمة يتطلّب تشكيل تلك الأسس على هيئة معايير مهمّة متشابكة مع حقوق الانسان بشكل وثيق , وهذه المعايير والتي تبين طبيعة الايديولوجيات هي...

أولاً : تبرير الأيديولوجيا للقتل الجماعي وإبادة الآخرين المخالفين لها.

فعلى سبيل المثال تطبيل النازية ليل نهار لنظريات المؤامرة وشحن الملايين من الشباب الألماني بمبادئ العنصرية والفوقية أعطى معتنقي تلك الأيديولوجيا ذريعة وتبريراً سفيهاً لقتل ملايين البشر من أسرى الحرب الى المعاقين بدنياً وفكرياً الى قتل اليهود وإبادتهم بشكل وحشي حيواني رهيب...

كل هذا وأكثر كان نتاجاً للأيديولوجيا النازية التي أعطت التبرير والدافع والذريعة للقيام بهذا الفعل , فهي بالتالي أيديولوجيا باطلة , ولو طبقنا هذا المبدأ على دين ميتافيزيقي كدين بول البعير , سنجد ذات الأمر فمن قتل وإبادة القبائل اليهودية على يد مذمَّم ابن آمنة وجرائمه وجرائم أصحابه الدواعش الأخرى التي سنمر عليها في هذا المنشور أيضاً , الى جرائم أمّة بول البعير في فارس والمجازر التي ارتكبوها بحق المجوس , الى الهولوكوست الهندي الذي أباد فيه كلاب الصحراء أكثر من 40 مليون هندي على مرّ حكمهم في تلك المنطقة من العالم...كلها وأكثر تقف شاهدة على بطلان الأيدولوجيا الداعشية الاسلامية , فهي سقطت أمام المعيار الأوّل ألا وهو إبادة الآخرين وتبرير تلك الإبادة , وأي كان ذلك التبرير ومهما عَظُمَت أهميته فهي لا تساوي أهمية حياة انسان واحد قضى في تلك المجازر.

ثانياً : استعباد الآخرين ونسف حرية البشر.

فنحن نعلم اليوم وبحكم إعلانات حقوق الإنسان العظيمة أن حرية الأفراد هي أعظم شيء بعد قيمة حياتهم , والتبرير لسلب تلك الحرية أيديولوجياً يفقد أي أيديولوجيا مصداقيتها وأحقيتها في الوجود , وتضعها ضمن قائمة الأفكار المسمومة والخطيرة والتي يجب دهسها ورميها في أقرب مكب للقمامة ونسفها تماماً من وعي البشر.

فالنازي الذي استعبد خصومه السياسيين واليهود وأسرى الحرب السوفييت برر هذا بحكم أيديولوجيته التي فتحت الباب له للقيام بهذا الفعل الحقير والجريمة التي لا تغتفر !! والشيوعي الذي قام بذات الفعل مع أصحاب رؤوس الأموال والأغنياء والمعارضين أيضاً بمباركة وتحفيز ودفع من قبل فكره الشيوعي الملعون ! والدعدوش الإسلاموي الزفت أيضاً يبرر ذات الفعل بأيديولوجيته اللعينة والنتنة التي فتحت الباب أمامه ليقوم بأبشع صور الاستعباد من سبي واغتصاب وهتك لحرمة حرّية الإنسان.

وبالتالي سقطت النازية والشيوعية والفكر البول بعيري في 2 من معايير الحكم على الأيديولوجيات.

ثالثاً : تبرير تحقير النساء ووضعهن تحت سطوة الرجل.

فمن المعلوم لدى الجميع أن الرجل كائن متسلّط بطبعه , وما أن تقوم أيديولوجيا معينة بدعم هذا التسلّط عوضاً عن محاربته ومواجهته ودعم موقف المرأة ودعم استقلاليتها وحريتها , فإن هذه الأيديولوجيا ستحكم على نفسها بالفساد والخبث والخطورة , وستوضع ضمن قائمة الأفكار السقيمة والتي يجب القضاء عليها تماماً فاقدة أحقيتها بالوجود في المجتمعات الانسانية الحديثة , وأكبر مثال على هذا كما نعلم هو دين بول البعير.

رابعاً : غسيل مخ الأطفال.

عندما صعد هتل للسلطة قام بإنشاء ما يسمى بhitler youth , أو مؤسسة شباب هتلر , والتي كانت منظمة الشباب للحزب النازي في ألمانيا. وتعود أصولها إلى عام 1922 , ومن عام 1936 حتى عام 1945 , كانت المنظمة الرسمية الوحيدة للشباب الفتيان في ألمانيا وكانت جزئيا منظمة شبه عسكرية.

وكان يُنظر إلى أعضاء شباب هتلر على أنهم يضمنون مستقبل ألمانيا النازية حيث تم تلقينهم عقائداً في الأيديولوجية النازية , بما في ذلك العنصرية وكراهية الآخر المختلف وتمجيد القائد وإطاعة الأوامر وتشكيل عقولهم وأفكارهم لتتماشى مع الفكر النازي ولتضمن مستقبل هذه الأيديولوجيا , في تعارض صارخ مع تنمية الأطفال تنمية سليمة , وتطوير احساسهم وفكرهم النقدي وتغذية عشقهم للمعرفة.

والتي تم استبدالها بتحجيم لعقولهم ونسف لكياناتهم ودمجهم في قطعان منعدمة الفكر والأخلاق , وهذا ما ظهر في نهاية الحرب , حيث ارتكبت قوات الSS التي كان من أعضائها في عام 1945 خرّيجين من أكادمية هتلر تلك , أفظع المجازر والجرائم التي شهدها التاريخ.

وطبعاً يمكننا دون أدنى شك أن نسقط هذا الأسلوب في غسيل المخ للأطفال على أيديولوجيات اله الدم الثلاثة , والتي وكالعادة يحتل دين بول البعير فيها رأس القائمة القذرة والحيوانية , فكم من طفل تم تلقينه هذا الدين الملعون , وتربيته على الكراهية والحقد ؟ وكم من طفل شرب الفكر الاسلامي الاقصائي مع حليب أمّه ؟ وكم من هؤلاء الأطفال كبروا وتحولوا الى قنابل موقوتة بكل معنى الكلمة , مرتكبين أفظع المجازر عبر التاريخ وصولاً للقرن الواحد والعشرين ؟ حدّث ولا حرج.

خامساً الفساد والإفساد الاقتصادي.

وهنا نرى بطلان الأيديولوجيا الاسلامية أيضاً وبكل وضوح , والذي يتشابه من حيث التأثير مع الجنون الشيوعي وخطورة أفكاره الاقتصادية الحمقاء , التي أسقطت دولاً بأكملها وتسببت في خراب وتدمير شعوب وأمم , وهذا ما نراه اليوم أيضاً في دول بول البعير , وغباء تلك الأيديولوجيا وفسادها اقتصادياً يتضح من خلال محاولة تطبيقها لمبادئ اقتصادية بدائية حمقاء متعاملة مع الدول والمجتمعات الحديثة وكأنها قرى بدوية في القرن السابع !!

سادساً تبرير العقوبات البدنيّة وعدالة الثأر.

فنحن نعلم اليوم أنه من غير العدل قتل أي انسان مهما ارتكب من فظائع , فهو إمّا كان رهن اعتقال فكر ضلالي كالإسلام وإرهابييه مثلاً , أو رهن أمراض وتأثيرات نفسية معينة , أو أوضاع اقتصادية قاهرة أجبرته على ما فعل , فقتل المجرمين مهما عظمت جرائمهم هو أمر فاسد وقذر , وعقوبة الاعدام ليست سوى جريمة قتل مقننة وعملية ثأر حيواني بدائية لا تنتمي إلّا للعصور المظلمة من التاريخ الانساني , وأي أيديولوجيا تبرر هذا الفعل هي أيديولوجيا باطلة وفاسدة يجب تعديلها أو نسفها إن رفضت التعديل.

وكذلك الأمر طبعاً بالنسبة للعقوبات البدنية , والتي انتهت من جميع دول العالم الحر والذي يحترم حقوق الانسان , فقطع الأيدي والأرجل والجلد والرجم والتعذيب ليس سوى جرائم قديمة بدائية لا تنتمي إلّا في مزبلة التاريخ , والفكر الذي يريد إحياء هذه الطقوس البهيمية أو تبريرها بأي شكل من الأشكال يجب نسفه ومحوه من الوجود تماماً , ولكم في دين رضاع الكبير شرّ مثال على هذه الحيونة ...!

----------------------------------------------------------------

وطبعاً لا يمكن تبرير أي من تلك الأفعال المذكورة آنفاً , وهي جميعها جرائم فظيعة وخطيرة لا تغتفر , ولكن الخطورة الأكبر هو وجود أيديولوجيات الى اليوم تحاول تطبيق الجرائم والفظائع المذكورة وتبريرها بتبريرات سفيهة أقبح من الذنب ذاته ! وهذا ما يدفعنا للحكم عليها بالفساد والهلاك والقضاء عليها في أسرع وقت ممكن. وكما سقطت النازية والشيوعية , سيسقط الاسلام وما شابهه من أديان وأيديولوجيات , ولا مفرّ من هذه الحتميّة , فإما هلاك هذه الأفكار , أو هلاك البشرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا