الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لم يتبلور مفهوم الهوية و الوطنية الكردستانية لدى الشعب الكردي؟

فيصل يعقوب

2021 / 10 / 26
القضية الكردية


لماذا لم يتبلور مفهوم الهوية الوطنية الكردستانية لدى الشعب الكردي ؟

الهوية الوطنية هي الهوية الجماعية لقومية ما تعيش على أرضها و لها سيادتها على أرضها و هي جزء من الهوية الاجتماعية لمجتمع معين.

يتحدث بنديكت أندرسون عن الأمم كمجتمعات متخيلة لأنه لا يمكن لجميع أفراد شعب ما أن يعرفوا بعضهم البعض بشكل شخصي ، و لكن هناك روابط محسوسة بينهم مثل وحدة الأصل و إلخ من المشتركات اللاإرادية . و الهوية الوطنية فطرية لدى الإنسان إلى حد ما و هو بالفطرة يشعر بانتمائه لشعبه ، حتى لو ولد في مكان آخر و لم يتقن لغته الأم و الوطنية تعكس أيضا في التاريخ الوطني والأدب و التربية والتعليم و إلخ . و تم تعزيز هذه العملية من خلال التجانس الثقافي الذي حدث من خلال انتشار لغة معيارية ( موحدة) وطرق وأساليب حياة لا تزال تختلف باختلاف الدور الاجتماعي . و قد حرم الشعب الكردي من تكوين هذه الهوية الوطنية لأسباب عديدة منها ذاتية مثل بقاء المجتمع الكردي في مرحلة المجتمع العشائري و أيضا جغرافيته الوعرة التي أدت إلى صعوبة التواصل و عدم الاندماج بين العشائر فيما بينها لكي تنتقل إلى مرحلة المجتمع الوطني و عامل الأهم الذي أدى إلى عدم ظهور الهوية الوطنية الكردستانية بشكل سليم هو إحتلال أرض الشعب الكردي و تقسيمه بين الكيانات ( الدول ) التي تم تشكيلها من قبل الإستعمار في بداية القرن العشرين مثل الدولة التركية و سوريا و العراق بعد سقوط الإمبراطورية العثمانية و مع تشكيل هذه الدول حرم الشعب الكردي من التعليم ب لغته و ممارسة وطنيته الكردستانية و ثقافته بشكل منظم بل بقيت محصورة ضمن( البيت و العائلة ) فحتى أحزابه السياسية نسبت وطنيتها لوطنية محتلي كردستان. و تم فرض لغة محتلي أرضه عليه و أيضا التربية الوطنية لهذه الدول المصطنعة التي لم تكن لها الهوية الوطنية أصلا . هذه العوامل شوهت مفهوم الهوية الوطنية لدى الشعب الكردي و حالت دون ظهورها و تشكيلها لدى الشعب الكردي بصورة سليمة و لهذا بقي الشعب الكردي يعاني من عدم فهم حقيقة هويته و انتمائه الوطني و أصبح لديه أزمة الهوية . بل أصبحت هذه الأزمة مستعصية جدا و إلى يومنا هذا لا يعرف كيف يعالجها و يتخلص منها برغم من أنه يحاول منذ قرن من أجل أن يثبت ذاته و هويته و لكن و مع الأسف الشديد لم ينحج في تحقيق ذلك و عدم نجاحه أيضا له أسباب ذاتية متعلقة بعوامل عديدة منها عدم قدرته على ممارسة السياسة على أسس الثوابت و المبادئ الوطنية الكردستانية أي المشتركات اللاإرادية التي تجعل منه كرديا دون إرادته و عدم تعريفه لقضيته كقضية شعب أرضه محتلة و يريد تحرير أرضه لكي يكون له سيادته عليها. بل نسب هويته و انتمائه الوطني لوطنية محتلي كردستان و مازال و يناضل من أجل مشاركة المحتل في السلطة و الثروة و ليس من أجل تحقيق هويته الوطنية الكردستانية و لهذا لم ينتهي صراعه و أزماته. برغم من تحقيق هدفه في دولة العراق في مشاركته في السلطة و الثروة مع هذه الدولة!!!
فمتى و كيف يمكن أن ينتهي أزمة الشعب الكردي ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تنامي الغضب من وجود اللاجئين السوريين في لبنان | الأخبار


.. بقيمة مليار يورو... «الأوروبي» يعتزم إبرام اتفاق مع لبنان لم




.. توطين اللاجئين السوريين في لبنان .. المال الأوروبي يتدفق | #


.. الحكومة البريطانية تلاحق طالبي اللجوء لترحيلهم إلى رواندا




.. هل كانت المثلية موجودة في الثقافات العربية؟ | ببساطة مع 3