الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زواج الأقارب

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2021 / 10 / 27
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


عرفت الثقافة الإنسانية قديما وحديثا مجموعة من أشكال الجنس والارتباط والنكاح والزواج... كانت تنظم العلاقة الجنسية بين الإناث والذكور، وقد هدفت هذه الأشكال إلى الحفاظ على النسل وقوة المجموعة في مواجهة الموت (الأوبئة، والأمراض...) أو في مواجهة عدو خارجي، سواء كان إنسانا أو حيوانا.
ظهر زواج الأقارب تاريخيا كجزء من سياسة السلطة عند المايا زواج الإخوة، الذي كان من شأنه أن يحصر عائلات السلطة في إطار ضيق. بالرغم من خطر الانحلال والانحطاط الفكري الذي ينتج عن ذلك. كما نجد الأمر نفسه عند المصريين القدماء من الحكام والذين كانوا يحرصون على زواج الإخوة لأسباب تتصل بممالكهم. وفي أوروبا عقب وفاة شارل الخامس الذي لم تكن تغيب الشمس عن مملكته، كما هو معروف، تفتت الإمبراطورية إلى جزء نمساوي وآخر إسباني واعتاد أبناء الملوك أن يتزاوجوا فيما بينهم بانتظام. وهكذا كانت قوة وديناميكية الحكام وأبنائهم تتقلص باستمرار.
حين تزوج فيليب الرابع أخيرا ابنة أخته ماريا من النمسا ذات الأربعة عشر ربيعا لم يكن لنسل هذا التهالك على المحارم من شيء مشترك مع أسلافهم سوى الشفة السفلى المشهورة عند الهابسبورغر. فإذا لم يموتوا في سني حياتهم المبكرة، فلقد نشأوا ضعافا، مرهفين وذي أجسام لا تقوى على شيء. وهكذا كان شارل الثاني الذي ورث العرش عام 1660 ميلادية معتل الصحة، وبدا مظهره الخارجي شاحبا ضعيفا، وشعره خفيفا ـ كما كان عنيناً ـ طبقا لما ذكره المؤرخون.
والكائن الحي الذي اعتراه الضعف من جراء زواج الأقارب يمكن أن يستدل عليه بأشكال مختلفة. من ضمن ذلك حول العينين، حيث لا تقدر عضلات الرؤية التحكم بعملية النظر ـ ويكون جهد تكيف العيون كبيرا ـ ويؤدي هذا لحول العين. ومن الجائز لنا المضي في هذا التفكير لنقول إن الحول لدى حكام المايا ينبغي النظر إليه من زاوية علاقته مع زواج الأقارب عبر عدة أجيال مما أدى إلى الانحطاط الحتمي للإمبراطورية.
كما أن احتمال انتقال التشوهات المختلفة إلى الأجيال اللاحقة كبير الحدوث في زواج الأقارب. يشير كوجل إلى أن ممالك المايا المتأخرة في بالينغ كانت تعاني من التشوهات الظاهرة العديدة مثل الأكروميغاليا التي يمكن الإشارة إليها كظواهر انحلال وتفسخ. وأصبح الحول من هذا المنظور صفة إضافية لمملكة المايا، وقد تكون أمهات المايا تسببن بإحداثه لكي يبدو الطفل في يوم من الأيام من المايا الحقيقيين. (معذرة كولومبوس:113).








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - زواج الأقارب
عبد الفادي ( 2021 / 10 / 27 - 18:25 )
بالتأكيد ان زواج الأقارب يشكل خطورة قد ينتج عن بعض الحالات ظهور جيل معتل او معوق او ما يسمى (بالمنغولي) ، وهذه الخطورة تشمل خاصة زواج ابناء وبنات العمومة والخالات القريبين من الناحية الجينية حيث تنتقل عن طريق هذا الزواج الأمراض الوراثية المختلفة وهناك عائلات ابتلوا بأطفال معوقين جعلت حياتهم سوداء وحولتها الى جحيم هذا إن لم يكن المولود عدواني ، اما الطفل الذي يميل الى العدوانية فيحتاج الى مراقبة غير عادية لمنعه من اذى الآخرين ، تحياتي اخ وديع

اخر الافلام

.. اليمن.. حملة لإنقاذ سمعة -المانجو-! • فرانس 24 / FRANCE 24


.. ردا على الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين: مجلس النواب الأمريكي




.. -العملاق الجديد-.. الصين تقتحم السوق العالمية للسيارات الكهر


.. عائلات الرهائن تمارس مزيدا من الضغط على نتنياهو وحكومته لإبر




.. أقمار صناعية تكشف.. الحوثيون يحفرون منشآت عسكرية جديدة وكبير