الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حلوا عن رب العلمانية

مازن كم الماز

2021 / 10 / 28
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


بينما تشكل العلمانية بالنسبة لجميع من يتمنطق بها مجرد تكتيك أو خطوة نحو أهدافهم الأبعد فإنها بالنسبة لنا أكثر من ذلك بكثير ، إنها غاية بحد ذاتها ، لتحرير العقل و الجسد أيضًا ، من كل المحرمات و المحظورات ، من أي قمع أو إكراه ، إنها "فرض" حق الجميع في التفكير و النقد و السخرية على كل من يقيد أو يحلم بتقييد العقل و سجنه داخل ايديولوجياته … من جهة نجد دعوات سلطوية "لإصلاح الدين" و "محاربة الفكر المتطرف" ، دعوات لا علاقة لها بالعلمانية أصلًا ، بكل بساطة لأن العلمانية هي بالتعريف المتفق عليه فصل الدين عن الدولة و هكذا فإن دعوات السيسي و ابن سلمان و بعض الشيوخ و الأمراء لمثل هذا "الإصلاح" هي باعتراف هؤلاء و من يطبل لهم "ضرورة أمنية" لا أكثر و هي عملية لإعادة إنتاج دين الدولة بما يتناسب مع متطلبات المرحلة ، دين يفرض كما دائمًا بالتكفير و رجم المرتد و قوانين ازدراء الأديان و تحريم التفكير خارج أو ضد دين الدولة … العلمانية هي تحرير العقل من أي قمع و تدخل و إكراه و ليست دينًا يفرض بالإكراه ، إنه نقيض الإكراه … من جهة أخرى معارضو هؤلاء الذين يدعون لعلمانية "لايت" , "تتناسب مع خصوصية مجتمعاتنا" , "علمانية" تبقي على العقول تحت وصاية قلة قليلة تحرم النقاش و التفكير على الجميع و تمارس القمع الجسدي و الفكري ضد الجميع بدون تحفظ و تحاول اليوم أن تصدر هذا القمع و تنشره في كل مكان … أفضل مثال على هؤلاء هم الرفاق الاشتراكيين الثوريين في مصر و "المعارضة السورية نصف الليبرالية" … بالنسبة لهؤلاء العلمانية كأي شيءٍ آخر ليست إلا خطوة نحو السلطة و رغم أنهم علمانيون حتى العظم في حياتهم الخاصة لكنهم و لأنهم سلطويون حتى العظم أيضًا يؤمنون كغيرهم من السلطويين من السيسي و الأسد إلى الإخوان و السلفيين بالحاجة للدين لإخضاع الجماهير أو "كسبها" … بالنسبة للمعارضين السوريين نصف الليبراليين أو ذوي النزعة العلمانية "السوفت كور أو اللايت" فإن العقلانية تعني أخذ قوة الغرب بالاعتبار و هذا بالتحديد ما يميزهم عن "عدمية" و لا عقلانية الإسلاميين ، لا تظنوا أن العقلانية تعني استخدام العقل للتفكير ، إن من يسمون أنفسهم مثقفين و مفكرين يقومون في العقد الثالث من القرن الواحد و العشرين بترديد ما قاله آباؤهم و أجدادهم ، بالتحديد أكثر ما قاله هؤلاء تفاهة و سخفًا ، لكن بلغة حداثية بعض الشيء … إننا أمام هراء يكرر ذاته بلغات و كلمات مختلفة قد تبدو متخاصمة أحيانًا لكنه نفس الهراء السلطوي ، إذا كان الجميع يردد أن لا إكراه في الدين فأين هي المشكلة إذن ، بكل بساطة لأن تحرير الفكر من كل قمع هي العلمانية لا أكثر و لا أقل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق


.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با




.. كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط


.. الجماعة الإسلامية في لبنان: استشهاد اثنين من قادة الجناح الع




.. شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية