الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في فَقْه الدورة الشهرية في الكنيسة القبطية

صفوت سابا

2021 / 11 / 1
المجتمع المدني


فَقْه الدورة الشهرية في الكنيسة القبطية
_____________________

الدورة الشهرية عند النساء تبدأ من عمر يقترب من 12 سنة وتستمر من 4 - 8 أيام، وتنقطع في سن الـ 52. وبحسبة بسيطة فإن هذه الفترة تمتد إلى (6x12x40) = 2880 يوم، أي حوالي ثمان سنوات من عمرها.
والكنيسة القبطية بها قوانين تحرم المرأة من التناول ومن دخول الكنيسة في أثناء فترتي الطمث والنفاس. وهنا أريد أن ألفت نظر القارئ إلى أمرين بخصوص وضع المرأة في الكنيسة القبطية، هما: -

1- الكنيسة القبطية تحرم المرأة من الأفخارستيا لمدة ثمان سنوات من الخمسين سنة الأولى من عمرها لمجرد أنها امرأة. وإذا سلمنا بأن الآباء الذين وضعوا هذه القوانين البالية لم يكن في نَيَّاتِهم أن يكونوا عنصريين ضد المرأة، فإن قادة الكنيسة الذين يرضون بهذه القوانين في وقتنا الحالي يقفون في صف العنصريين ضد المرأة والظالمين لها.

ولرفع هذا الظلم و لوأد هذه العنصرية ليس كافياً أو مُرْضيًا أن يخرج علينا المجمع المقدس بخطابٍ يوصي فيه بأن "المرأة غير نجسة"، وأنها في حالات استثنائية يمكن أن تتناول من القربان المقدس في هذه الفترة بعد أن تأخذ الحَلَّ من أب اعترافها، أقول ليس هذا بكافٍ بل على المجمع المقدس – مشرع القوانين الكنسية - أن يسلم بحرية المرأة في التناول من الأفخارستيا دون أي شروط أو قيود تزيد عن القيود والشروط الموضوعة على الرجال في هذا الخصوص (أرجو أن لا يربط أحد حافظي التراث الدورة الشهرية عند المرأة بإفرازات الرجل أثناء النوم أو الاستنماء)، ثم يضع قوانيناً واضحة تمنع الكاهن من حرمان المرأة من التناول من الأسرار الإلهية لمجرد أنها في فترة الدورة الشهرية او فترة النفاس. كما على المجمع المقدس أن يشجب القوانين التي تمنع المرأة من التناول بسبب الدورة الشهرية وبشكل لا يسمح بالتأويل، ويعلن أن هذه القوانين لا تتوافق مع نظرة الكنيسة للمرأة في القرن الحادي والعشرين. والحقيقة أن قداسة البابا قد بدأ علق في شجاعة شديدة على مفهوم نجاسة المرأة الذي ورد في الصلوات والقوانين الكنسية بالقول بأنها "كلمات مكتوبة بفكر قديم" (انظر إجابة السؤال التاسع في 99 دقيقة للشباب - مارس 2021). لاحظ أننا هنا نتحدث عن قوانين اجتماعية لا علاقة لها بالإيمان أو العقيدة ولكنها تحدث شرخا بين الكنيسة والمرأة أي نصف المجتمع الكنسي.

2- من غير اللائق والعجيب أن أحد أعضاء المجمع المقدس حاول جاهدًا أن يقنعنا بأن العلم أثبت "أن الرجل أكثر ذكاء من المرأة"، وأن المرأة عقلها أقل من عقل الرجل … هذه هراء لا يصدقه أي من أُولي الألباب عصر الإنترنت الذي جعل التأكد من صحة المعلومات رهن لوحة المفاتيح. والأكثر عجباً إن الكثير من العلمانيين ورجال الكهنوت مازالوا يرددون أن المرأة أقل احتمالاً وأضعف من الرجل، بالرغم من أنها تتحمل الآلام والأوجاع لمدة ستة أيام من كل شهر في أهم وأَنْضَرَ خمسين سنة من عمرها، ومع هذا تقوم بواجباتها ومسئولياتها اليومية مثلها مثل الرجل، وتواجه بشجاعة تحديات المعيشة في مجتمع ذكوري عنصري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري


.. عائلات الأسرى تقول إن على إسرائيل أن تختار إما عملية رفح أو




.. بعد توقف القتال.. سلطات أم درمان تشرع بترتيبات عودة النازحين


.. عادل شديد: الهجوم على رفح قد يغلق ملف الأسرى والرهائن إلى ما




.. عشرات المحتجين على حرب غزة يتظاهرون أمام -ماكدونالدز- بجنوب