الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معذرة كولومبوس

وديع بكيطة
كاتب وباحث

(Bekkita Ouadie)

2021 / 11 / 3
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


يعيد كتاب معذرة كولومبوس Sorry kolumbus للكاتبة هاينكه زودهوف Heinke Sudhoff قراءة تاريخ العلاقات بين البحر المتوسط والقارة الأمريكية قديما، ويؤكد عبر مجموعة من الدلائل المتنوعة والمختلفة أن هذه العلاقات تعود إلى حوالي 2500 سنة قبل الميلاد، وليس إلى فترة الغزو الاسباني للمنطقة سنة 1492 عبر الرحالة كريستوف كولومبوس، لذلك حوى العنوان الفرعي للكتاب عبارة " Seefahrer Der entdechen Amerika" ما ترجمته بالعربية "لست أول من اكتشف أمريكا". وقد ترجم هذا الكتاب للعربية على يد الدكتور حسين عمران، والذي صدر عن مكتبة العبيكان، في طبعته الأولى سنة 2001.
يستند المؤلف على تشابه السرديات ومنها الميثولوجيا وقصص الخلق ووحدة الآلهة والأبطال بين العالمين المتوسطي (السومري، البابلي، الفينيقي، الماوري (المغاربي)...) والأمريكي (شعب الألميك، المايا، الأزتك...) الأمر الذي يدعم أن لهذه السرديات أصل مشترك نابع من الشرق، وهي ترى بأن هذه السرديات قد انتقلت عبر حركة الملاحة والسفن التي كانت تجوب العالم القديم.
وقد دعمت أطروحتها بالبحث في الطبيعة الفيسيولوجية والفسيوغنومية للإنسان، بين العالمين، ووجدت أن هنالك وحدة جينية مشتركة بينهما. ودلت أيضا بالوحدة الثقافية سواء على مستوى الكتابة أو اللغة وأكدت وجود المشترك اللغوي ووجود نفس خطوط الكتابة ومنها الهيروغليفية والخط الليبي والفينيقي...الخ. أما على المستوى الديني فقد أكدت وجود عبادة للاله "بعل" في أمريكا قديما، الذي عبد كإله في المتوسط، إلى جانب مجموعة من العبادات الأخرى التي كانت سائدة، منها عبادة الأنثى، والتي عبر عنها بأوثان تظهر فيها وهي ممتلئة النهدين والخصر، على نفس نمط الديانة العشتارية قديما. كما أقرت بوجود نفس نمط فن العمارة والنحت وطرق الزراعة والنظرة للكون وتقديس النجوم والحيوانات.
تقول الكاتبة في إحدى الفقرات عن التشابه في اللباس بين الأمريكي القديم والماوري (المغربي): "هناك زينة الرأس لزوج من كويرو (في المكسيك) تشابه بشكل مدهش عمامة زواج يعتمرها بعض السكان في المغرب. وتعطي أقراط الآذان انطباعا أنها من نفس الطراز. وكان الرسام ديلاكرو قد رسم في القرن الماضي عروسا من المغرب على رأسها عمامة ملتفة تتطابق تماما مع تلك من مدينة كويرو في المكسيك". (معذرة كولومبوس: 92).
تعضد الكاتبة أطروحتها بمجموعة من الدراسات الأركيولوجية والبحوث الخرائطية وأدلة من حقول معرفية وعلمية أخرى، وتبين أن ما روج له من اكتشاف أمريكا من قبل كولومبوس لم يكن سوى رواية أحادية الجانب لا تستقر أمام مستجدات العلوم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أوضاع مقلقة لتونس في حرية الصحافة


.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين: ماذا حدث في جامعة كاليفورنيا الأ




.. احتجاجات طلابية مؤيدة للفلسطينيين: هل ألقت كلمة بايدن الزيت


.. بانتظار رد حماس.. استمرار ضغوط عائلات الرهائن على حكومة الحر




.. الإكوادور: غواياكيل مرتع المافيا • فرانس 24 / FRANCE 24