الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة في التفسير العلمي لعبارة - كن فيكون-

عادل عبدالله

2021 / 11 / 4
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


محاولة في التفسير العلمي لعبارة " كن فيكون "
مما لا شكّ فيه أنّ لعبارة "كن فيكون" معنى يتدخل في بنية العالم المادي، منتهكاً قوانين الفيزياء الثابتة التي تتطلب بالضرورة الاعتماد على قانون السببية، و الزمان، من أجل بلوغ النتيجة.
هذه هي المقدمةُ الأولى، أمّا المقدمة الثانية فهي القول: أنْ ليس من المعقول أنْ يدعو اللهُّ البشرَ لاستخدام عقولهم في فهم الأشياء من جهة، ثم يتمّ له فعل الأشياء و انجزاها بطريقة مخالفة للفهم البشري لطريقة حدوث الأشياء، مما يعني أنّ عبارة "كن فيكون" تتعامل مع قوانين الفيزياء و الزمان بنفس الطريقة التي يتعامل البشر على وفقها، لكن بطريقة متقدمة كلّية شاملة تعجز عقولنا المحدودة عن فهمها.
و معنى هذا كلّه أنّ عبارة " كن فيكون" ليستْ عبارة "دينية" غيبيّة، إنّما هي عبارة "علميّة" يمكن أن تحدث الأشياء في العالم الواقعي على وفقها.
من هنا سيكون المعنى الكامل للعبارة متوزّعا على معنيين، معنى رمزي مجازي أولاً هو: إنّ تعامل الله مع العالم المادي بأسره، هو من السهولة بمكان، بحيث يمكن أن يقول لهذا العالم أو لأي جزء منه " كن فيكون"
أمّا المعنى الواقعي الآخر، و هو الذي يسوّغ القول بالمعنى الأول، فهو: استنادا الى قدرة الله الكليّة على هذا العالم و سيطرته على قوانين عمله في بعديها الذري التحتاني، و الكوني الظاهر، و استنادا الى علمه الكلّي به، و حضوره الشامل في الزمان و المكان، فإنّ الله ليس مضطراً الى فعل الأشياء بطريقة فهم البشر لها، مما يعني أنّ طريقة عمل الله المثلى، إنّما تتم عبر صيغة " كن فيكون" أعني الطريقة التي يطمح العقل العلمي البشري الى إنجاز الأشياء بها إنْ استطاع الى ذلك سبيلا، و هي بلا شكّ طريقة تختزل عامل الزمن بالتعامل مع العناصر المسببة للحدث على نحو مباشر.
بقي أنْ أضيف أنّ مثل هذه الفرضية تتفق على نحو كلّي مع المعطيات العلمية التجريبية التي يجود بها "عالم الكم" و توفّرها خصائص العالم تحت الذري، و هي نوع خصائص تم للعلماء التأكد من وجودها على نحو مطلق، من حيث أنه عالمٌ " لا محلّي" عالم مترابط الأجزاء لا علاقة له بالزمان و المكان، فضلاً عن كونه عالماً تتحرك الكائنات فيه بسرعة أكبر من سرعة الضوء، عالماً يمكن ان توجد الالكترونات فيه نفسها في أكثر من مكان واحد، كما أثبتتْ تجربة " ألان أسبكيت " ذلك.
خلاصة القول: إنّ " كن فيكون" هي عبارة وصفية لطريقة عمل الله مع الحياة الطبيعة، و هي نوع عبارة تتعامل معهما على نحو واقعي مادي لا سبيل لنا الى فهمه استنادا الى قدرة عقولنا المحدودة، و هذا ما ذهب اليه بعض مفسّري قوله تعالى " و هو الذي خلق السموات و الارض بالحق و يوم يقول كن فيكون، قوله الحق و له المُلك " او قوله تعالى " إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم، خلقه من تراب، ثم قال له كن فيكون" من حيث ان لا فرق بين طريقتي الخلق الطبيعية و طريقة كن فيكون، إلّا من حيث مقدار القدرة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تنديد دولي بمهاجمة إسرائيل قوات حفظ السلام التابعة لليونيفيل


.. -لقد خذلتنا حكومتنا-.. مظاهرة في تل أبيب تطالب بصفقة تبادل أ




.. بعد عام على الحرب كيف تحولت المخيمات في رفح وخان يونس؟


.. الرئيس الفرنسي: باريس لن تقبل تعمد إسرائيل استهداف جنود اليو




.. طفلة عمرها ساعات أصابها القصف على شمال القطاع في رأسها