الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فجر الزراعة ورحلتها في مسميات برج السنبلة (العذراء)

علي احمد

2021 / 11 / 5
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات


من يوصفون بالسومريين هم اول من ابتكر الابراج الفلكية لغايات تقويمية زراعية، ولعل قراءة ما يدور في السماء بدأ مبكرا في كوبكلي تبه نواحي الرها نحو ما يزيد عن 11 ألف سنة لحدث ربما يكون ارتطام نيزك بالأرض، حيث مر عهد من التغير المناخي المقرون بالجفاف، وهو ما دفع للتجمع في مناطق لم يطالها الجفاف، والتساؤل آنذاك عن سبب هذا التغير اطلق التفسيرات الروحية البدئية التي تعد أساسا لابتكار الزراعة، وتاليا التطور الحضري الذي بتنا نتنعم بثماره.
في المخطوطة البابلية ذات العلاقة بالفلك المسماة كوكبة المحراث مُلْ أفِن MUL APIN، يرد ما بتنا نطلق عليه برج السنبلة أو العذراء بصورة ابسن AB.SIN2. تعني كلمة ابسن ABSIN في السومرية اخدود أو ثلم البذار، وهذه الكلمة تتفق لفظيا مع لفظ البرج الذي يكتب بصورة اب.سن AB.SIN2؛ والذي يتركب من كلمتين الأولى أب AB وتعني فتحة او منفذ هواء، معبد او ضريح ومقام، او منطقة محددة. وثمة من يأخذ بأن المعنى هو منطقة محددة للطيور قياسا من ان خريطة البرج السماوية تشير الى غراب يقف بجوار اخدود. وفي بعض الكتابات يرد برج الاخدود بصورة مل.كي. خَل(حل/هل)MUL KI HAL، حيث كي KI تعني الارض ومكان ومنطقة جغرافية، واما خَل (هال/حال) HAL -انظر هامش 1- فلها معان عدة، وثمة من اخذها بمعنى التقسيم بمعنى أن البرج هو الخاص بتقسيم الأرض أي تخديدها. ولا يمكنني ان استثني ان البرج له صلة بغربلة الأرض(التربة) او في الحفر لأن من معاني HAL ومرادفاتها في الاكدية والعربية ما يتفق أيضا مع الغربلة -انظر الهامش رقم 1، كما وأن الكلمة الثانية في تسمية البرج سن SIN2 تعني ينخل ويغربل. ولما كانت الغربلة اصطفاء، فإن المعنى الحرفي التنخيل في الحفر او الاخاديد، أو اصطفاء البذور المراد زرعها.
ترادف ابسن ABSIN في الاكدية ابِْشنّو( ابسنو) abšinnu( Absinnu)، و شِرؤ (شرح/شرع) šer u، والمعنى هو الاخدود او الثلم- من المعاني الاخرى لـAbsinnu الاكدية النير وادوات تسخير الحيوان. والمفارقة أن ابشانو abšānu التي تعني النير او حبله ترادف لاراخ(لاراح) LARAH السومرية 2 وهذه الأخيرة تعني مجرفة وايضا النير، بمعنى أن ثمة صلة بينهما أكثر قدما، وان ما له صلة بالمجرفة قياس من أدوات تسخير الحيوان التي بدأت بالحبل فترة تدجين الحيوان، وانتهت بالنير فترة امتهان الزراعة، وهو ما يقودنا لنقاش الصلة مع التسمية العربية لذات برج العذراء بـ السماك الأعزل.
وللاشارة فإن AB.SIN تساوي كتابة APIN بمعنى ان المحراث ربما مشتق من ذات ABSIN باسقاط السين. وان صيغة APIN اكثرة حداثة قياسا من ان الباء سابقة على الفاءp في اللسان. وما احتفظت به العربية من جذر ABSIN هو ما ورد في اللسان البآسِنةُ: اسم لآلات الصُّنَّاع. الباسِنَةُ: سِكَّةُ الحَرَّاثِ، وآلاتُ الصُّنَّاعِ. وفي حديث ابن عباس: نَزَل آدمُ، عليه السلامُ3 ، من الجَنة بالباسِنةِ، التفسيرُ للهرَويّ؛ قال ابن الأَثير: قيل إنها آلاتُ الصُّنَّاع، وقيل: إنها سِكّةُ الحَرْث، قال: وليس بعربي محض.
وبخصوص المرادف الاكدي الثاني لـ ABSIN فله من صور القراءة : شرخ وشرؤشيرخ (šerhu ، šir u ،širhu ) ويعني اخدود او ثلم، ارض مزروعة،مقياس طولي،جزء من كوكبة العذراء. وفي العربية ما له صلة بالحرث قياسا نجد شَرَخَ نابُ البعير، إذا شَقٌّ البَضْعَةَ . الشَّرْخُ النَّصْل الذي لم يُسْقَ بَعْدُ ولم يُرَكَّبْ عليه قائمُه. وعلى صلة وثيقة بالاخدود والزراعة وشق التربة - المَشْرَحُ متاع المرأَة. الشَّرْحُ الاقْتِضاضُ للأَبكار. الشين والراء والحاء أُصَيْلٌ يدلُّ على الفتح والبيان. الأَشْعَرانِ الإِسْكَتانِ، وقيل: هما ما يلي الشُّفْرَيْنِ. يقال لِناحِيَتَيْ فرج المرأَة: الإِسْكَتانِ، ولطرفيهما: الشُّفْرانِ، وللذي بينهما: الأَشْعَرانِ. وربما على صلة لأن الأصل البدائي هو لزراعة الشعير والتشابه بين سنبلة الشعير وفرج الانثى والتسمية بالعذراء- الشَّعِيرُ: جنس من الحبوب معروف. قارن ايضا: الشَّرْج: مَسِيل الماء من الحِرارِ إِلى السُّهولة.الشَّرْجة حفرة تُحفر ثم تُبْسَطُ فيها سُفْرة ويُصَبُّ الماء عليها فتشربه الإِبل. الشُّرُوج: الخَلَلُ بين الأَصابع؛ وقيل: هي الأَصابع، والشُّرُوج: الشُّقُوق والصُّدُوع.
واما APIN السومرية التي تعني محراث البذار والتي ترد بذات نفس الرمز حيث مع ِABSIN3، فهي ترادف إفِنّو epinnu التي تعني محراث لحقن البذور4 - قارن الترادف بين المحقان والقمع- ؛ مقياس حقلي،عُشْر الـ هومر homer 5
ما ورثته العربية من الجذر السومري لوثاقة صلته بالزراعة- حفن:الحَفْنُ: أَخذُكَ الشيءَ براحة كَفِّكَ والأَصابعُ مضمومةٌ- قارن حقن -. حَفَنْتُ الشيء إذا جَرَفْتَه بكِلْتَا يديك، ولا يكون إلا من الشيء اليابس كالدقيق ونحوه. الحُفْنةُ: الحُفْرَةُ يَحْفِرُها السيلُ في الغَلْظِ في مَجرَى الماء، وقيل: هي الحُفْرَةُ أَينما كانت. حَفَنْتُ لفلان حَفْنَةً6 : أَعطيتُه قليلاً، وملْءُ كلِّ كفٍّ حَفْنةٌ. واحْتَفَنَ الرجلَ احتِفاناً: اقْتَلَعه من الأَرض. الحاء والفاء والنون كلمةٌ واحدة، منقاسٌ، وهو جمعُ الشيء في كفٍّ أو غير ذلك. وربما على صلة القياس بالحراثة أن الفَناة في اللغة العربية تعني البقَرة. وايضا ربما على صلة بالحراثة قبل استخدام البقر الفِنْدَأْيَةُ: الفَأْسُ، وقيل: الفِنْدَأْيَةُ الفأْس العريضة الرأْس. والفندأية ربما تطورت من حفن (*أفِن) وسقطت بها الحاء وابدلت اللام بالدال لأن افنلا APINLA تعني بالسومرية حراث.
مثل الخريف في عقل السومريين الوفرة والخير في الأرض، فهو كما ورثناه في اللغة من الخرف أي القطاف. ومثله السومريون بربتي السعفة والاخدود، وهما يرمزان للتمر والقمح المنتوجان الزراعيان الأساسيان في سلة الغذاء البابلي، فالتمر من جانب مادة غذائية غنية يسهل حفظها لحين تناولها مستقبلا، مثلته كوكبة السعفة التي تظهر فيها الربة ارورو Aruru 7 مع شمراخ نخيل، وحيث ان الخريف هو موسم نضج التمور وقطافها فقد تهيأ للبابلي في القبة السماوية هذا المنظر إيذانا بالقطاف. ومن جانب اخر فإن كوكبة الاخدود(الثلم) والتي باتت حاليا باسم العذراء8 فتتجسد في النجوم بالربة شالا Šala التي تحمل في يدها سنبلة شعير رمزا للموسم الذي اعتاد فيه الفلاحون تحضير الأرض وحرثها وبذرها خريفا..
وتؤكد العربية على الصلة البدائية بين الخرف والحرث – ابدال الباء بالفاء والثاء بالفاء اكثر حداثة بافتراض ان حرف الباء اكثر بداءة- بمعنى خرف التمور وحرث الأرض بذات الفترة، حيث في اللسان سمي الخريف خَريفاً لأَنه تُخْرَفُ فيه الثِّمار أَي تُجْتَنى. أَهرف الرجل مثل أَحرَفَ أَي نَما مالُه.أَهرَفَت النخلة أَي عَجَّلت إتاءها.
ففي الاكدية تعني خربُ ḫarbu محراث، وفصل الخريف. وفي اللسان في حديث بناء مسجِدِ المدينةِ: كان فيه نَخْلٌ وقُبُورُ المشركين وخِرَبٌ، فأَمَرَ بالخِرَبِ فسُوِّيَتْ. قال ابن الأَثير: الخِرَبُ يجوز أَن يكون، بكسر الخاءِ وفتح الراءِ، جمع خَرِبةٍ، كَنَقِمةٍ ونِقَمٍ؛ ويجوز أَن يكون جمع خِرْبةٍ، بكسر الخاءِ وسكون الراءِ، على التخفيف، كنِعْمةٍ ونِعَمٍ؛ ويجوز أَن يكون الخَرِبَ، بفتح الخاءِ وكسر الراءِ، كَنبِقةٍ ونَبِقٍ وكَلِمةٍ وكَلِمٍ. قال: وقد روي بالحاءِ المهملة، والثاء المثلثة، يريد به الموضع الـمَحْرُوثَ للزِّراعةِ. كلُّ ثَقْبٍ مُستدِير: خُرْبةٌ مثل ثَقْبِ الأُذن،الـمَخْرُوبُ: الـمَشْقوقُ. خَرَبَ الشيءَ: ثَقَبَه أَو شَقَّه. قارن ايضا: حَرَّبَ السَّنانَ: أَحَدَّه. الحِرْباءُ مَسامِيرُ الدُّروعِ. الحَرْبةُ الأَلَّةُ دون الرُّمْحِ.
ومن الجذور ذات الصلة مع خرب (خرف) لأن ظاهرة الابدال بين الثاء والفاء واردة في العربية – قارن فومها وثومها في القران وأيضا العامية فَم وثُم - وربما حرث على علاقة بـ حرف. حرْفُ كل شيء طَرفُه وشفِيرُه وحَدُّه، ومنه حَرْفُ الجبل وهو أَعْلاه الـمُحدَّدُ. الـمُحْرِفُ: الذي نَما مالُه وصَلَحَ. الـمِحْرَفُ والمِحْرافُ أَيضاً: المِسْبارُ الذي يُقاسُ به الجُرح. والحِرْفةُ الصِّناعةُ.(قياس من صناعة المحراث). ويقودنا هذا للعودة الى APINLA التي تعني حراث في السومرية، وترادف إريشو (حريشو/عريشو) errēšu: (irrišu ): مزارع؛ حراث؛ مزارع بالمؤاجرة. اريشو erēšu :(اراشو arāšu): التي ترادف في السومرية [APIN.LA ]؛ [APIN= URU4]: يزرع بحقن البذور في الاخاديد بواسطة الة البذار الشبيهة بالمحراث، يزرع نبات (بستان). erēšu: (erāšu) :؛[KAM ]: [افن APIN=تساوي اورو URU4]: يطلب (شيئا من شخص)؛ يتوق ويحتاج ويرغب؛ رغبة. erištu: طلب، حاجة؛ يطلب، يحتاج، يرغب جنسيا، يشتهي.eršu : (شيء) مطلوب ومرغوب ومراد ومبتغى؛ (عقار) مدعى عليه؛ في اسماء الاشخاص. erištu : ( ereštu ؛ irištu) : [KAM ] ؛ [ŠU.KAM.MA ] ؛ [ŠU.KAM.MI] : يطلب ويحتاج ويريد ويرغب؛ يرغب( جنسيا). erišti :يشتهي يتوق ويتلهف ويرغب بالجنس والمتعة، يشيع ويشبق (جنسيا). ērišu : الشخص الذي يطلب، العريس.
وتوضح الأمثلة السابقة كيف تطور اللسان العربي وكيف ان الاحرف التي أطْلِقُ عليها شقائق احرف العلة – الحاء والهاء والعين والغين وصولا للخاء- كان لها الفضل فيما وصلت اليه اللغة حاليا، ولكنها احتفظت بالصور المختلفة للفظ حيث الأَريس: الأَكَّارُ. والأَكَّارُ الحَرَّاثُ. رَسَّ بينهم: أَصلح. رَسَسْتُ رَسّاً أَي حفرت بئرا. رُسَّ الميتُ أَي قُبِرَ. الحَرْثُ والحِراثَةُ: العَمل في الأَرض زَرْعاً كان أَو غَرْساً، وقد يكون الحَرْثُ نفسَ الزَّرْع. الحَرْثُ الكَسْبُ9 . الحَرْثُ كَسْبُ المال وجَمْعُه. المرأَةُ حَرْثُ الرجل أَي يكون وَلَدُه منها، كأَنه يَحْرُثُ ليَزْرَعَ – قارن عرس- . الحَرْش والتَحْرِيش: إِغراؤُك الإِنسانَ والأَسد ليقع بقِرْنِه. التحريش الإِغراء بين القوم وكذلك بين الكلاب. حَرَش البعِيرَ بالعصا: حَكَّ في غارِبِه ليَمْشِيَ. حَرَشَه، بالحاء والخاء جميعاً، حَرْشاً أَي خدشه- اكتشاف الزراعة بخدش الأرض-. الحَرْشُ ضَرْب من البَضْع وهي مُسْتَلْقِية. حَرَشَ المرأَة: جامعها مستلقية على قفَاها. احْتَرَشَ القَومُ: حَشَدُوا. احْتَرَشَ الشيءَ: جَمَعه وكَسَبَه. ضبٌّ أَحْرش: خَشِنُ الجِلْدِ كأَنَّه مُحَزَّز. الحاء والراء والشين أصلٌ واحدٌ يرجع إليه فروعُ الباب. وهو الأثَر والتحزيز. الهِراشُ المُهارَشةُ بالكلاب، وهو تَحْريشُ بعضِها على بعضٍ. التهارُشُ: الاختلاطُ. الهاء والراء والشين: كلمةٌ واحدة، هي مُهارَشة الكلابِ: تحريش بعضها على بعض. الخَرْشُ: الخَدْشُ في الجسد كلِّه .كلبُ خِراشٍ أَي هِراشٍ. الخاء والراء والشين أصلٌ واحدٌ، يدل على انتفاخٍ في الشيء وخُرُوق. أَرَّثَ بين القوم: أَفْسَدَ. والتَّأْرِيثٌ: الإِغْراء بين القوم. والتَّأْرِيثُ أَيضاً: إِيقادُ النار. الْغَرَثُ : أَيْسَرُ الْجُوعِ ؛ وَقِيلَ : شِدَّتُهُ ؛ وَقِيلَ : هُوَ الْجُوعُ عَامَّةً .10 الغين والراء والثاء أصلٌ صحيح يدلُّ على الجُوع. عَرِسَ الرجل وعَرِشَ: بَطِرَ. العُرْسُ والعُرُس: مِهْنَةُ الإِملاكِ والبِناء. عَرِسَ الصبي بأُمه عَرَساً: أَلِفَها ولزمها. أَعْرَسَ فلان أَي اتخذ عُرْساً. أَعْرَسَ بأَهله إِذا بَنَى بها وكذلك إِذا غشيها. العَرْس الإِقامة في الفرحِ. اعْتَرَسَ الفحل الناقة: أَبركها للضِّراب. العين والراء والسين أصل واحد صحيح تعود فروعُه إليه، وهو الملازمة11 .
ولا استبعد ان اصل الجذور الثلاثية السابقة لها صلة بجذر سومري هوَ حَرّا (خرا/هرا) HARRA الذي يعني حفر، ويرادف في الاكدية خرارو harāru بمعنى يحفر ويفرغ شيئا من جوفه ومنه اويحارو awiḫaru: محراث، وفي العربية حَرَّ الأَرض: سَوَّاها. المِحَرُّ: شَبَحَةٌ فيها أَسنان وفي طرفها نَقْرانِ يكون فيهما حبلان، وفي أَعلى الشبحة نقران فيهما عُود معطوف، وفي وسطها عود يقبض عليه ثم يوثق بالثورين فتغرز الأَسنان في الأَرض حتى تحمل ما أُثير من التراب إِلى أَن يأْتيا به المكان المنخفض. والحر، بتخفيف الراء، الفرج وأصله حرح، بكسر الحاء وسكون الراء. وبالنظر لأولوية الجنس في البداءة وهو سابق على المفاهيم الحضرية، ارجح ان الصلة وثيقة بين الحر بمعنى الفرج وفقه الانسان لمفهوم الزراعة بمعنى الاخصاب والصلة أيضا وثيقة بالعري العري فالعري مقرون بالممارسة الجنسية، ولهذا ربما في البداءة استخدم الحزام لتغطية الأعضاء التناسلية.
في السومرية URU تعني يبذر، وترادف erēšu وهو ما يوضح ان مفهوم عرس ربما كان سابقا عن الممارسة الجنسية كبذر من اجل الانجاب قبل اكتشاف الزراعة. وفي الاكدية عورو (حورو) ūru تعني فرج المرأة، وتعني أيضا عاري كذاتها في العربية، وصورة كتابته في الاكدية urû توحي بان اللفظ يحتمل اوجها عدة (عرء، حرء وربما حرح). بينما ترادف هابرود (خابرود) ḪABRUD السومرية ḫurru فإن المعنى هو حفرة وهو ما يفيد بأن العربية احتفظت بالسومرية، واما المرادفات الاكدية فتتوسع لتشمل أيضا تجويف ، جحر ، واد ، كهف (قارن غار ، مغارة بافتراض ابدال الحاء(الخاء) بالغين، ، منجم ، فجوة، هاوية. وعلى صلة بهذا الجذر خرداتو (حرداتو) ḫurdatu بمعنى فرج امرأة . وفي العربية الخَرْتُ والخُرْتُ: الثَّقْبُ في الأُذن، والإِبرة، والفأْس. وعلى القياس من الفرج الخَرِيدَة والخَرِيد والخَرُود من النساء: البكر التي لم تُمْسَسْ قط. قَاْلَ الْأَزْهَرِيُّ: لَا أَعْرِفُ مَا قَاْلَ اللَّيْثُ فِي الْحَرْتِ، أَنَّهُ قَطْعُ الشَّيْءِ مُسْتَدِيرًا، قَالَ: وَأَظُنُّهُ تَصْحِيفًا، وَالصَّوَابُ خَرَتَ الشَّيْءَ يَخْرُتُهُ، بِالْخَاءِ؛ لِأَنَّ الْخُرْتَةَ هِيَ الثَّقْبُ الْمُسْتَدِيرُ. وهذا ما يوحي بأن للجذر السومري HAR الذي يعني حلقة صلة أيضا و الْخُرُّ مِنَ الرَّحَى : اللَّهْوَةُ..
وقد ورث الاغريق ذات رمز كوكبة العذراء، حيث رمزوا لها بربة تحمل سنبلة شعير كبيرة. وانفرد العرب بالاحتفاظ بتسمية مبهمة وهي السِماك الأعزل، مع وجود تسمية السنبلة، واما تسمية العذراء فهي مقترضة ولا صلة لها بالميثولوجيا البابلية، وربما على صلة بربط الرومان الكوكبة بالربة آستريا Astraea -قارن الاقتراض من تسمية عشتار-والتي بحسب اوفيد تركت الأرض في العصر الحديدي وصعدت للسماء هجرا لسوء البشر- قارن اسطورة الزهرة وهاروت وماروت والروايات المختلفة ولكن اقربها لشخصية عشتار هو قدرتها على اتخاذ قرار العقاب دون العودة لرب الارباب بعد اغوائها لهما والله ما تركتما شيئا أبيتماه علي إلا قد فعلتماه حين سكرتما . فخيرا بين عذاب الدنيا وعذاب الآخرة ، فاختارا عذاب الدنيا -، ويعتقد أيضا انها ترتبط بالالاهة ربة العدالة يوستيتيا Iustitia لتداخل البرج مع برج الميزان.
الربة شالا او ما يرادفها في الثقافات المشرقية لها زوج مثلا حدد)هدد) إله الرعد او اشكور Iškur وكلاهما وردا في السومرية والاشورية الحديثة، وحتى فإن البعض يربطها بداجون.
وارجح صوابية اعتقاد ارنست كلين12 الذي يرى ان فِرْجو (فِرْخو) Virgo ترتبط بـ فارجا (فارخا) varga والتي تعني طلق او شطء او فرخ نامي (نبات)، غصين، وتعني virgate شبيه بالعصا طويل ورفيع، وشبيه بالقضيب المعدني. وفي الإنجليزية المبكرة مقياس مساحة من اللاتينيةvirgatus بمعنى يتكون من اغصنة او افراخ نبات نامية، وتعني virgo في اللاتينية غصين، وقضيب معدني، وبحسبه فإن الكلمة من أصل مجهول. وبافتراض ان بعض اللاتين يلفظون الخاء كما الاسبان، فربما الكلمة اللاتينية مقترضة من المشرقيين بمعنى جرى اطلاق فرخ على الكوكبة لأن الفرخ قريب من السنبلة . وفي اللسان الفرخ: الزرع إذا تهيأ للانشقاق بعدما يطلع ، وقيل : هو إذا صارت له أغصان ، وقد فرخ وأفرخ تفريخا . الليث : الزرع ما دام في البذر ، فهو الحب ، فإذا انشق الحب عن الورقة ، فهو الفرخ ، فإذا طلع رأسه ، فهو الحقل .في الاكدية ترد كلمة 13 او فِرءُ أو فِرحُpirʾu التي ترد من صورها قراءة فِرْخُ كما هو مبين (parʾu، perʾu، perwu، pirḫu )، وتعني برعم، طلق نبات،سويق، فرخ نبات، طعم نبات، سليل، وبالتالي ارجح ان اصل التسمية بابلي، ولها صلة بالعمليات الزراعية المقرونة بالكوكبة. وتوجد كلمة أخرى في الاكدية بذات المعنى وهي إشِموْ isimûوكلاهما يرادفان ISIMU السومرية التي احتفظت بها أيضا العربية ففي اللسان وشم: الوشم: الشيء تراه من النبات في أول ما ينبت. اوشم النبت إذا ابصرت أوله. اوشمت المرأة، بدأ ثديها ينتأ كما يوشم البرق. اوشمت الارض إذا ظهر شيء من نباتها. وسم: الوسمي: مطر اول الربيع، وهو بعد الخريف؛ لأنه يسم الارض بالنبات فيصير فيها اثرا في اول السنة. الوسمي مطر الربيع الاول؛ لأنه يسم الارض بالنبات، نسب الى الوسم.
درج العرب على إطلاق تسمية السماك الأعزل على الكوكبة، ويعتقد البعض ان سبب ابتعاد التسمية عما له صلة بالزراعة يعود لبيئة جزيرة العرب. وبتقديري ان طبيعة حياة العرب الرحل وثيقة الصلة بالسماء والليل، فمثلا بينما اهتمت الثقافة الزراعية في جنوب بلاد الرافدين بالتقويم الشمسي استمر الرعاة العموريون ومنهم العرب كورثة للصيادين بأعلاء شأن الاله القمر سن فهو راعيهم وحاميهم وبه يتدبرون رحيلهم، ولهذا فلا استبعد ان تسمية السماك سواء الأعزل او الرامح لها صلة بما سبق او بموازاة تطور الاساطير الفلكية السومرية التي بدأت بحكم الزراعة تتبنى اساطير خاصة، فيما احتفظ الصيادون بأساطير أكثر قدما. السماك بكسرة على السين لا يوجد لها من يفسرها في العربية، وهو ما يعطي الانطباع بأنها من الكلمات المنقرضة المغرقة في الزمن. وربما تتكون من جذر سمو الذي يعني السماء ومنه الارتفاع مضافا الى جذر اخر يصعب تقديره، ولكن اغلب الجذور السامية التي تبدأ بـ سم (شم) لها صلة بالارتفاع والطول والشموخ قياسا من السماء ولذلك يرتبط في الشعر الجاهلي الرفعة والعزة والقوة والفخار. ولكن ذلك لا ينفي ان يكون الجذر على صلة بحراسة السماء بافتراض ان الجذر مركب من مضاف هو سماء ومضاف اليه هو عين IGI، لأن من من أسماء كوكبة السماك الرامح في العربية حارس السماء وحارس الشمال والرقيب، ومن الصعب الجزم عما إذا كانت صفة الحراسة والمراقبة مقترضة من الاغريقية لأن اسم الكوكبة في الاغريقية اركتوروس Arktouros أي حارس الدب. والكلمة ouros تعني مراقب وحارس ووصي ومتوكل وقيم بـ. وتسميته في العربية أقرب لوصفه لسهولة مشاهدته اغلب الأوقات في السنة، كما وأن البساطة في تسمية السماك سواء باعزل او رامح توحي بخرافة سابقة. وما يعزز فكرة الحراسة لثبات رؤيته ان من أسماء السماك المرزم حيث يقال للثابت القائم على الأرض: رُزَم، مثال هُبَعٍ. ويقال: رجلٌ مُرْزِم للثابت على الأرض. ولكن ذلك أيضا لا ينفي احتمال صلة السماك بالمطر والرعد حيث المِرْزَمان: نجمان من نجوم المطر. واميل الى ان ما ورد من اسم هو حارس السماك خاطئ في ارجوزة ابي علي الحسين بن عبدالرحمن الرازي، ابن الفلكي الشهير عبدالرحمن بن عمر الرازي المشهور بالصوفي. ويؤكد على صفة الثبات زكريا بن محمد بن محمود القزويني في عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات حيث يقول السماك يسمّى مفرداً حارس السماء وحارس الشمال، لأنّه يرى أبداً في السماء لا يغيب تحت شعاع الشمس، والكواكب التي على الساق اليسرى تسمى الرامح.
وللتأكيد على ان الأعزل رمز للقوة قالوا: (لا يطلع السماك إلا وهو مادٌّ عنقه في قوة). أي القوة فهذا يقود الى ان السماك شخص والعزلة قياسا من الثقة والقوة، وهي صفات تتصل بعهد ما قبل الزراعة.
ويبقى احتمالان لا يمكن استثناؤهما بفرض ان العرب اقترضوهما من تسميات اكدية منقرضة وهي سَنْبوكو Sanbuku التي لها صلة بالفاكهة وتعني شيء شبيه بالغصن المزهر، والحزمة والباقة والعنقود. وهي تسمية تتقاطع مع varga كأصل لـ Virgo اللاتينية. او من Sanāqu ( senēqu) التي تععني يفحص ويتفقد ويتحكم بـ(بضائع وفعاليات ...الخ)، يستجوب، يعذب، يستشير. ولكن ما يدفع للاخذ بوجود خرافة قديمة تجمع بين السماكين أن اسم السماك الرامح لدى البابليين كان النير شودون او شودول( SHUDUL) SHUDUN او شوفاSHU-PA وارتبط بالاله انليل. فاذا ما اخذنا بأن ABSIN تعني النير والاخدود وكوكبة السنبلة فإن ذلك يوحي بأن ثمة صلة وثيقة بين السماكين قد تكون سابقة على المفاهيم الزراعية يصعب فكها.

هامش
1 تعني HAL في السومرية: يَقْسِم، يوزع، يقرأ الطالع أو ينجم في احشاء الحيوان، يفتح؛ سِرٌ (اسرار) وخفية، ينضح أو يستنزف او يصرف او يبزل بعيدا-سائل، ينخل، يغربل، يتسلل او ينسل او يزحف وينسحب بعيدا؛ صفة لبعض الحبوب.
لهذا الجذر مرادفات عدة في الاكدية والعربية، وهو من الجذور الرئيسية الجمعية في اللغات الثلاث:
(1): halālu: يحجز، يقيد، يحبس، وعندما ترادف [HAL ]:يتسلل وينسل خفية ويختلس.
خَلا المكانُ والشيءُ إِذا لم يكن فيه أَحد ولا شيء فيه. أَخْلَى المكان: جعله خالياً. خَلا لك الشيءُ وأَخْلَى: بمعنى فرغ. خالى فلاناً: تَرَكه. السيفُ يَخْتَلِي أَي يَقْطَع. خَلَى اللِّجامَ عن الفرس: نَزَعَه. الخَلَل مُنْفَرَج ما بين كل شيئين. خَلَّل بينهما: فَرَّج. الخَلَّة: الثُّقْبة الصغيرة، وقيل: هي الثُّقْبة ما كانت. وهو خَلَلَهم وخِلالَهم أَي بينهم. تَخَلَّله: ثَقَبه ونَفَذَه. الخَلَل الفساد والوَهْن في الأَمر. في رأَيه خَلَل أَي انتشار وتَفَرُّق. أَخَلَّ بالمكان وبمَرْكَزه وغيره: غاب عنه وتركه. ويقال: فلان كريم الخِلال ولئيم الخِلال، وهي الخِصال. رمل خَلْخال: فيه خشونة. الخَلْخال: الرمْل الجَرِيش. خَلَّ في دعائه وخَلَّل، كلاهما: خَصَّص. خلَّل، أَي خَصَّص. الخال: ما تَوَسَّمت فيه من الخير. أَخال فيه: تَفَرَّس. تَخَوَّلْتُ في بني فلان خالاً من الخير أَي اخْتَلْت وتَوَسَّمت. خالأَ القومُ: تركوا شيئاً وأَخذوا في غيره. الخِلاء، بالكسر والمدّ: الـمُباعَدةُ والـمُجانَبةُ. سِرْنا خِلَلَ العدُوّ وخِلالهم أَي بينهم. في المثل: الخَلَّة تدعو إِلى السَّلَّة؛ السَّلَّة: السرقة. الخَلْخال: الذي تلبسه المرأَة. اخْتَلَّت الإِبلُ: احْتَبَسَتْ في الخُلَّة. الخِلَّة: جفن السيف المُغَشَّى بالأَدَم. خَلَعَ الشيءَ: كنَزَعه إِلا أَنَّ في الخَلْعِ مُهْلة.خَلُع خَلاعةً: تَبَاعَدَ. خَلَعَ الزرْعُ: أَسْفَى. الخالِعُ من الشجر: الهَشِيم السَّاقِطُ. تَخَلَّع القوم: تَسَلَّلوا وذهبوا. خُلِعَ الوالي أَي عُزِلَ. حَلَّ العُقْدة: فتَحَها ونَقَضَها فانْحَلَّتْ. الحَلُّ: حَلُّ العُقْدة. حَلْحَل القومَ: أَزالهم عن مواضعهم.التَّحَلْحُل: التحرُّك والذهاب. حَلْحَلْتهم: حَرَّكْتهم. تَحَلْحَلْت عن المكان كتَزَحْزَحْت. تَحَوَّل عن الشيء: زال عنه إِلى غيره. حال: بمعنى انْصَبَّ. حال الماءُ على الأَرض وأَحَلْتُه أَنا عليها أَي صَبَبْتُه. أَحال الماءَ من الدلو أَي صَبَّه وقَلَبها. انْهَلَّ المطر: سال بشدَّة. تَهَلَّلتْ دموعُه: سالت. الهِلالُ: الغُبار. التَّهْليل: الفِرارُ والنُّكوصُ. هَلَّل عن الشيء: نَكَل. الهِلال: حديدة يُعَرْقَب بها الصيد.الهِلالُ: الحديدة التي تضمُّ ما بين حِنْوَيِ الرَّحْل من حديد أَو خشب. هَلْهَلْت الطحين أَي نخلته بشيء سَخيف. هَلهَلَ الصوْتَ: رجَّعه-ربما قياس من حركة المنخل-.الغَلَلُ المِصْفاة. قَتل فلان فلاناً غِيلة أَي في اغْتيال وخُفْية، وقيل: هو أَن يخدَع الإِنسان حتى يصير إِلى مكان قد استخفى له فيه مَن يقتله.
قارن ايضا: الخلابيس : أن تروى الإبل فتذهب ذهابا شديدا فتعني راعيها . يقال : أكفيك الإبل وخلابيسها ، والخلابيس : المتفرقون .الخلبصة : الفرار. فإِن يكن هذا الزمان خلجا أَي نحى شيئاً عن شيء. ويقال للمفقود من بين القوم والميت: قد اخْتُلِجَ من بينهم فذهب به. الخلِيجُ: نهر يُقتطع من النهر الأَعظم إِلى موضع ينتفع به فيه. خَلَجْتُها فَطَمْتُ ولَدَها. التَّخَلُّجُ التحرُّك؛ يقال: تَخَلَّجَ الشيءُ إِذا اضطرب وتحرَّك. المَخْلُوجَةُ: الرأي المصيب. الخَلُوجُ من السحاب: المتفرِّق كأَنه خُلِجَ من معظم السحاب. خلص أصل واحد مطَّرِد، وهو تنقيةُ الشَّيء وتهذيبُه. هَلَتَ دَمَ البَدَنة إِذا خَدَشَ جِلْدَها بسكِّينٍ حتى يَظْهَر الدمُ. وقال ابن الفَرج: سمعتُ واقعاً يقول: انْهَلَتَ يَعْدُو، وانْسَلَتَ يَعْدو. الهَلْجُ: ما لم يُوقَنْ به من الأَخبار. هَلَجَ إِذا أَخبر بما لا يُؤْمَنُ به.الهَلْجُ شيءٌ تراه في نومك مما ليس برُؤْيا صادقة. الهلطوس الخفي الشخص من الذئاب.
(2):barû: [ IGI.KAR]:يرى، ينظر أو يحدق في.
(3): nazālu:[ HAL] يستنزف او يصرف او ينضح او يبزل او ينزح بعيدا(سائل).
النُّزُول: الحلول. نَزَل من عُلْوٍ إِلى سُفْل: انحدر. النَّزِلُ المكان الصُّلب السريعُ السَّيْل. أَرض نَزِلة: تَسيلُ من أَدنى مطر. مكان نَزِل: سريعُ السيل. نزل(م) كلمةٌ صحيحة تدلُّ على هُبوط شيء ووقُوعه.
(4): petû:[ BAD]:يفتح
(5): pirištu: [ AD.HAL]:سر.
(6): zâzu:يقسم
(7): šahālu: [ HAL]؛[ SIM]:ينخل، يغربل، يفلتر. šāḫilu : مصفاة، مصفاة او وسيلة ترشيح للري؟ -في الاكدية ينخل ذاتها في العربية والأرجح ان النون زائدة والاصل هو الجذر البدائي السومريHAL، وترادف نخالُ nahālu في السومرية [ LUH]: ينخل.
شخل : شَخَلَ الشَّرَابُ: صَفَّاهُ ، وَشَخَلَهُ : بَزَلَهُ بِالْمِشْخَلَةِ. الشَّخْلُ : التَّصْفِيَةُ . الْمِشْخَلَةُ : الْمِصْفَاةُ . وَشَخْلُ الرَّجُلِ وَشَخِيلُهُ : صَفِيُّهُ وَقَدْ شَاخَلَهُ. الشَّخْلُ الصَّدِيقُ. شخل(م) ليس بشيء، وحكيت فيه كلمةٌ ما أراها من كلام العرب، على أنّها في كلام الخليل، قال: الشَّخْل: الغلام يصادق الرّجُل. المِسْحَل المُنْخُلُ.سَحَلَه: قَشَره ونَحَته. المِسْحَل المِنْحَت. سَحَلْت الشيءَ: سَحَقْته. سَحَلَ الشيءَ: بَرَدَه. المِسْحَل المِبْرَد.السُّحَالة: ما سَقَط من الذهب والفضة ونحوهما إِذا بُرِدا. هو من سُحَالتهم أَي خُشَارتهم. سُحَالَة البُرِّ والشَّعير: قِشْرُهما إِذا جُرِدا منه، وكذلك غيرهما من الحُبوب كالأَرُزِّ والدُّخْن.ما تَحَاتَّ من الأَرُزِّ والذُّرَة إِذا دُقَّ شبه النُّخَالة فهي أَيضاً سُحَالة، وكُلُّ ما سُحِل من شيء فما سَقَط منه سُحَالة. المِسْحَل الثوب النَّقِيُّ من القطن. سحل(م) ثلاثة أصول: أحدها كَشْط شيءٍ عن شيء، والآخَر من الصَّوت، والآخر تسهيلُ شيءٍ وتعجيلُه. سَخَلَهُمْ : نَفَاهُمْ كَخَسَلَهُمْ . الْمَسْخُولُ : الْمَرْذُولُ كَالْمَخْسُولِ . النَّخْلَةُ : ضَعُفَ نَوَاهَا وَتَمْرُهَا ، وَقِيلَ : هُوَ إِذَا نَفَضَتْهُ .
قارن ايضا: السِّهْلة والسِّهْل: تراب كالرمل يجيء به الماء. السِّهْلة، رَمْلٌ ليس بالدُّقاق. السِّهْلة: رمل خَشِن ليس بالدّقاق الناعم.
وقارن أيضا من الكلمات ذات العلاقة بجذر HAL حيث الخليل:الصديق، وهو اما من التنقية او من السر كونه حافظا له.
2 :[ la-ra-ah ]: مجرفة؛ ادوات تسخير او نير .
بالمقارنة بين العربية والسومرية نجد ان العربية لا تضم جذورا تبدأ باللام يتلوها الراء، والأرجح انها قلب اللام بالنون لقربهما. ومثال ذلك LIRUM السومرية التي تعني قوة، والقبض باحكام، ومصارع، وباطن الذراع، ونبيل، ويشاكس ويقاوم. في اللسان رجل ذو نِيرَيْنِ أَي قوّته وشدّته ضِعْفُ شدّة صاحبه. النِّيْرَةُ أَيضاً: من أَدوات النَّسَّاج يَنْسجُ بها، وهي الخشبة المعترضة. النِّيرُ الخشبة التي تكون على عنق الثور بأَداتها. النائرة: الحقد والعداوة. النائرة الكائنة تقع بين القوم. نُرْتُ الرجلَ: أَفْزَعْتُه ونَفَّرْتُه. نار القومُ وتَنَوَّرُوا انهزموا. واسْتَنارَ عليه: ظَفِرَ به وغلبه.
مقياس اللغة يشير الى ان نير يدل على وضوحِ شيءٍ وبُروزه، وهو قياس من القوة. القوة هي الطاقة من طاقات الحبل، واما اجتماع القصب والخيوط فهو الاصل الذي سبق معرفة النير الذي يجمع الخشبة بالحبال (القوى) لتسيير الحيوان. والجذر له علاقة بتدجين الحيوان، حيث كان مقياس القوة هو القدرة على تطويع الحيوان والذي لا يزال قائما في بعض الاستعراضات؛ واما العداوة فهي كناية عن المبارزة. والدليل يوضحه المرادف الاكدي abaru للكلمة LIRUM -انظر جذور بري وبره وبرر تأكيدا على قرب المرادفات الاكدية للعربية بما له صلة بالقوة والكلابات وأدوات التحكم. جذر LIRUM يؤكد على حقيقة وهي ان الاقوياء هم اوائل من تسيد المجتمعات البدائية في مرحلتها الانتقالية من المشاعية البدائية للملكية الخاصة، وباتوا يتبوأون لقب نبلاء.
وربما على صلة بـ LARAH السومرية نجد حالة ابدال وقلب في الجذر ومنه الرَّهْنُ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ هُوَ الشَّيْءُ الْمُلْزَمُ . يُقَالُ هَذَا رَاهِنٌ لَكَ أَيْ : دَائِمٌ مَحْبُوسٌ عَلَيْكَ . وَرَهَنَ لَكَ الشَّيْءُ : أَقَامَ وَدَامَ . وأيضا بابدال الخاء (الحاء جيما) ويبدو انه اكثر حداثة النَّيْرَجُ وَالنَّوْرَجُ وَالنُّورَجُ الْأَخِيرَةُ يَمَانِيَةٌ وَلَا نَظِيرَ لَهُ : كُلُّ ذَلِكَ الْمِدْوَسُ الَّذِي يُدَاسُ بِهِ الطَّعَامُ حَدِيدًا كَانَ أَوْ خَشَبًا . النَّوْرَجُ : سِكَّةُ الْحَرَّاثِ .يُقَالُ لِلْخَشَبَةِ الْمُعْتَرِضَةِ عَلَى عُنُقَيِ الثَّوْرَيْنِ الْمَقْرُونَيْنِ لِلْحِرَاثَةِ نِيرٌ ، وَهُوَ نِيرُ الْفَدَّانِ.
3 الحديث يتقاطع في بعض منه مع الأسطورة السومرية من حيث ان ننورتا واسمه يعني سيد او رب سنبلة الشعير ورمزه الرئيسي هو المحراث، وهو مرتبط بالزراعة والكتابة والحرب. وبتقديري انه تفريخ من شخصية الجد الأعلى PA.BIL.SAG الذي تطورت هويته من هوية السلف الصياد مع العلاقة بالنار التي تميز سلف البشر عن الحيوان مرورا الى السلف الفلاح مع اكتشاف الزراعة فهو الاله ABU أبو ورب الزراعة؛ ويعتقد ستيفن لانغدون أن هذا الأخير هو الهوية البدئية لتموز لأن آبو لعب دور عشيق إنانا ولم يعد ليظهر اسمه في التدوينات بعد السلالة الثالثة التي حكمت اور.
4 المحراث السومري كان مزودا بقمع يلقمه المزارع بحفنات من البذور لتنغرس في الاخدود الذي تحفره سكة المحراث.
5 الهومر او الكور مقياس حجمي للسوائل استخدمه العبرانيون يعادل 220ليتر
6 قارن تلقيم القمع بالبذور
7تظهرفي اساطير باسم ساربانيت Sarpanit( ساربانيتو Sarpanitu ، صاربانيتو Ṣarpanitu ، Zarpanit،زربانيت Zirpanet ،زربانيتوم Zerpanitum ،زربانيتو Zerbanitu ،زربانيت Zirbanit) والتي كانت قرينة للاله مردوك،و ربة للولادة، وحسب اعتقاد القاموس الاشوري لجامعة شيكاغو 1960 اسمها Ṣarpān أي ربة صرفان وهي بلدة خارج بابل، وثمة اعتقاد ان اسمها Zēr-bānītu أي خالقة البذور- قارن بالعربية زر(ذر،زرع) بناء حيث البناء خلق، وللمقارنة الولادة خلق. وبتقديري ان الألقاب هذه ليست سوى صورا لعشتار الزهرة ولان مردوك يمثل المشتري. وبالمقارن فهي ننخورساج Ninhursag (سيدة الجبل المقدس) ونينماخ Ninmah (الملكة العظيمة)، وننتو Nintu(سيدة الولادة) وماما Mammaو ماميMami (الام)وبعلة إللي Belet-Ili ( سيدة الالهة).
وبخصوص صاربانيتو فلا استبعد ان الصرفة في لسان العرب لها صلة بتسمية منقرضة لذات مرحلة الخريف ففيه ما يؤكد على ارتباطها بانصراف الحر واقبال البرد أصلا قبل ان يتبلبل استخدام المصطلح وما يؤكد ذلك ما ورد الصَّرْفةُ: مَنْزِل من مَنازِلِ القمر نجم واحد نَيِّرٌ تِلْقاء الزُّبْرةِ، خلْفَ خراتَي الأَسَد. يقال: إنه قلب الأَسد إذا طلع أَمام الفجر فذلك الخَريفُ، وإِذا غابَ مع طُلُوع الفجر فذلك أَول الربيع، والعرب تقول: الصَّرْفةُ نابُ الدَّهْرِ لأَنها تفْتَرُّ عن البرد أَو عن الحَرّ في الحالتين؛ قال ابن كُناسةَ: سميت بذلك لانْصراف البرد وإقبال الحرّ، وقال ابن بري: صوابه أَن يقال سميت بذلك لانْصراف الحرِّ وإقبال البرد.
في الاساطير يتزوج انكي بننخورساج وينجب منها ابنة اسمها سيدة الاخضرار نينشار Ninsar ومن هذه ينجب سيدة المراعي نينكورا Ninkurra، ومن الأخيرة ينجب أخرى تدعى اوتو Uttu ولما اهملها غضبت وبنصيحة أمها ننخورساج دفنت بذوره (سائله المنوي) في الأرض، فنبتت ثماني نباتات فلما راى النبات اكل منه فمرض في ثمانية أعضاء ولعلاجه ضمت ننخورساج النباتات لجسدها فحملت بثمانية الهة. وفي نص خلق المجرفة، أكملت ولادة الجنس البشري بعد أن تم الكشف بواسطة مجرفة إنكي عن الرؤوس.
وفي نصوص الخلق تعمل ننخورساج تحت اسم ننماخ Ninmah كقابلة، بينما تقوم الإلهة الأم ماما Namma بعمل أنواع مختلفة من الأفراد من كتل من الطين في وليمة قدمها انكي Enki للاحتفال بخلق الجنس البشري.
ربما على صلة باسمها الاكدي وعلاقتها بالشمراخ في لسان العرب الصَّرفانةُ تمرة حمراء مثل البَرْنِيّةِ إلا أَنها صُلْبةُ المَمْضَغَةِ
عَلِكةٌ، قال: وهي أَرْزَن التمر كله. وللمقارنة فإن عشتار هي النخلة وهي اخت ادم بحسب ابن وحشية النبطي.
يرمز لها بالاغريقية بالرمز اوميغا Ω ويعتقد انه مأخوذ من شكل الرحم، ويرتبط بالربة المصرية حتحور Hathor (هاتور بالقبطية الحديثة)، وفي الاغريقية ترد بصورة اثور Ἁθώρ ومواصفاتها توحي بأنها ذات عشتار، ووجدت على لوحة نعرمر الذي احسبه من جنوب العراق المستوطنين في جنوب مصر الأوائل. بتقديري ان هاتور ليست سوى مقاربة مع عثتر- للمقارنة عذر (عذراء) وعشر (سواء الاخصاب او عشيرة المرء زوجته) وأيضا عتر وقارن في اللسان العتر : الصنم يعتر له- ربما بالاصل اسما لعشتار واما الذبح قياس لها وكذلك الانتصاب قياسا من الشهوة للانثى ممثلة بعشتار. ولما كانت عشتار على صلة بجذر فرعية مثل عشر عثر وعذر نجد في اللسان ان عترة الرجل هم عشيرته والكلمة لها صلة بالأخصاب أي بالمعاشرة. .
8قارن عذر وعشر وعشتار وعثتر، حيث عشتار ترمز في ذات الوقت للخصوبة والعذرية.
9قارن قلب الثاء فاء في خرف.الخاء والراء والفاء أصلان: أحدهما أن يُجْتَنَى الشيءُ، والآخَرُ الطَّريق.
10 الأرجح الحاجة والشغف وليس من عوز الاكل الا اذا كان الأصل بالقاف حيث في السومرية GU تعني يأكل وGA حليب
11 قارن حرس. وعرش بمعنى لزم.
12 Kleins Comprehensive Etymological Dictionary of the English Language
13 بتقديري ان فرخ وفرع من اصل واحد لأن الفَرَعُ والفَرَعَةُ، بفتح الراء: أَوَلُ نتاج الإِبل والغنم، وكان أَهل الجاهلية يذبحونه لآلِهتهم يَتَبَرَّعُون بذلك فنُهِيَ عنه المسلمون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية توقف رجلاً هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإير


.. نتنياهو يرفع صوته ضد وزيرة الخارجية الألمانية




.. مراسلنا: دمار كبير في موقع عسكري تابع لفصائل مسلحة في منطقة


.. إيران تقلل من شأن الهجوم الذي تعرضت له وتتجاهل الإشارة لمسؤو




.. أصوات انفجارات في محافظة بابل العراقية وسط تقارير عن هجوم بط