الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثقافة العنف في التواصل الاجتماعي

سلام المهندس
كاتب وشاعر وناشط في حقوق الإنسان

(Salam Almohands)

2021 / 11 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هذه دراسة متكاملة لثقافة العنف الذي تتخلل التواصل الاجتماعي، تقريباً ستين بالمئة من سكان العالم يستخدمون التواصل الاجتماعي تقريبا اكثر من نصف سكان العالم، تجد صفحات متعددة ومتنوعة، لكن الغريب ثقافة التواصل الاجتماعي عند الدول العربية تتخللها ثقافة العنف ولها كثير من المتابعين واصحابها ينالون اللايكات على منشوراتهم، والمنشورات ذات الطابع الإنساني الذي تدعو للسلام والمحبة والاخاء بين البشرية لا تجد حيز كبير من اللايكات والمشاركات، تجد صفحات شعر ونثر وترويج كتب فلسفية وقصص وصفحات خاصة لتعرض محتوى إنساني، ايضاً لا تجد حيز من اللايكات والمشاركات حتى لو كان تحوي نسبة عالية من المشتركين، واصبحت ثقافة الامم تقاس من المنشورات على التواصل الاجتماعي.

نحن لا نريد نطعن بثقافة الشعوب العربية الذي نحن منهم، لكن نريد ان ننقل صورة ونحاول نشجع على ثقافة السلام ونجد لها مجتمع متكامل لتأييد هذه الثقافة، ولتكن ثقافة السلام ثورة ضد العنف والتطرف، لكن لا تجد ثقافة العنف والتطرف لها مناصرين في الدول الغربية والمتقدمة، بل بالعكس الحيز الإنساني يأخذ شكل اوسع مع تأييد كامل للمنشورات الانسانية وخاصة المنشورات الذي تدعو  للسلام، واحياناً منشور استنجاد لأحد المواطنين تجد آلاف من النشطاء يلتفون حوله لدعم منشورة وإيصاله لأبعد حدود، أو حاله مرضية ايضاً تجد الكثير من مساندته حتى الوصول الى حملة تبرع كبيره للوقوف جنبه، وفي نفس الوقت تجد منظمات دولية تخصص جائزة للصفحات الذي تعنى بنشر السلام والإنسانية ونبذ العنف والتطرف.


حتى وانت تحمل الجنسية العربية عند التقديم على تعيين او فيزا شنغن او لطلب اللجوء عند الدول الأوروبية او امريكا، تطلب صفحتك من خلال التواصل الاجتماعي لترى ثقافتك وشخصيتك، هذا يعطينا دليل قاطع ان ما تنشره من خلال التواصل يعبر عن شخصيتك ونواياك داخل نفسك، نحن نسعى دائماً لنشر الإنسانية وثقافة السلام ويجب تعميمها في العراق، ويجب ان يسعى الكثير من نشطاء سوريا ولبنان واليمن بتعميم هذه الثقافة، لكون هذه الدول عاشت مراحل العنف والتطرف وبناءها طائفي اكثر من البناء المجتمعي، واكيد بنيت ما قلته اعلاه على متابعة صفحات هذه البلدان، يثيرك العجب عندما ترى ردود تؤيد العنف والتطرف والردود بالمئات وتندهش من نسبة المشاركات العالية لموضوع طائفي، لكن بالمقابل تجد ردود متواضعة لموضوع إنساني مع مشاركات بسيطة او بدون مشاركات اي لا يوجد دعم لمشاركات تنشر ثقافة السلام، واحياناً وانت تتابع موضوع لصاحب الصفحة ليس له قيمة وإذا اللايكات بالآلاف والمشاركات بالمئات، ولكن لا تجد هذا الشيء في موضوع إنساني، كلامي لا يعم الجميع بل البعض، نحن نحاول بكل طريقة نعمم السلام والتسامح ونشر ثقافتها لكون هو اساس لبناء مجتمع.

اخواني انا انقل حقيقة وليس تجني عندما تبنى دولة على اساس محبة الشعب للسلام والتسامح سوف تبني وطن، وحينما يصل المواطن العربي برفضه لكل عنف وموضوع طائفي سوف يستطيع ان يغير حتى الحكومة، لا يمكن الاستهانة بقدرة التواصل الاجتماعي من خلالها انبثقت ثورات وسقطت حكومات، فثورة السلام والتسامح ضد ثورة العنف والتطرف والطائفية سيرسم الطريق الصحيح لمسار الدولة والشعب وقتها  هو القائد الحقيقي ، ومتى ما وصلنا الا حاله رفض اي رئيس حكومة او اي قائد لخطابه الداعي للعنف، ستسقط جميع المؤامرات والخطط وعمالة القائد الروحي او رئيس حكومة لتحقيق مآرب دوله اخرى على حساب الشعب، لإنه سيفقد التأييد وبعدها لا يتجرأ  اي سياسي لممارسة دعارة الخطاب العنيف والطائفي وإراقة الدماء لتحقيق نواياه السيئة، بدايتاً لتغيير مفاهيم العنف الى الا عنف تبدأ من التواصل الاجتماعي، عندما تكون اكثر انسانية وتعلن مساندتك وتأييدك لمواضيع السلام والدفاع عن حقوق الإنسان، وتشجع على مشاركتها ستعكس صورة لبلدك وستغير مفاهيم كثيرة نحو السلام الدائم،
من هنا تبدأ ثورة نشر السلام ضد العنف والطائفية والعنصرية والتمييز.


من المعيب جداً عندما يمارس إنسان حريته في الرأي ولكن يسيء لها، رغم حق من حقوقه الإنسانية، لكن ايضاً حرية الرأي لها ضوابط وليس استغلالها لتشجيع العنف فيسيء لحرية الرأي، الشبكات الإرهابية ايضاً استغلت التواصل الاجتماعي للتجنيد والتحشيد باستخدام العنف ضد اخيهم الإنسان ، وكان اقرب شيء لهم الدين الإسلامي وبعضهم أنشأوا صفحات للتطرف العنصري، مطلوب من جماهير التواصل الاجتماعي وخاصة العراق لكوني انا عراقي محاربة العنف وعدم مساندته والمشاركة لموضوع العنف الطائفي يعني تأييد له ، واما انتقادك ومحاربة فكر للميليشيات او الحكومة، هذا هو حرية الراي الحقيقية لكون انك تحارب العنف والتطرف في افكار هذه الميليشيات، وانتقاد الحكومة هو الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق الشعب عندما رأيت انحراف مسار الحكومة لتحقيق رغبات الشعب وسرق ثرواته.


احداث ديالي اثبتت لنا بعض انحطاط الصفحات الذي تشجع وتعبئ حملاتها لقتل اخيهم الإنسان، وبعضهم ذهب بعيد بردوده بأثارة الفتنة وهو مسلم والفتنة اشد من القتل، لكن عند اراقة الدماء يضع كل شيء خلفه ويتناسه حتى ديانته، لا يمكن بناء دولة قبل ان يتم بناء الإنسان مثلما فعلت الدول العالمية بعد الحرب العالمية الثانية، اتجهوا لبناء الإنسان ونشر السلام والتسامح ودفن الاحقاد القديمة واستطاعوا يبنون بلادهم، العراق وبعض الدول الذي تعيش في كنف الطائفية وتنفيذ اجندات دولة هدفها المنشورات التي تدعوا للتفرقة وتمزيق المجتمع ، متى ما رأينا ان ثقافة التواصل الاجتماعي تحولت الى نشر السلام والتسامح والمحبة بين البشر، تلك الساعة نستطيع نبني وطننا ونحاسب كل فاسد ومأجور وسارق وقاتل لتنفيذ اجندات دوله لها اطماع توسعية ومآرب طائفية، اولاً واخيراً ستنتصر ثورة ثقافة السلام والتسامح على ثقافة العنف والتطرف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا


.. مسيحيو مصر يحتفلون بعيد القيامة في أجواء عائلية ودينية




.. نبض فرنسا: مسلمون يغادرون البلاد، ظاهرة عابرة أو واقع جديد؟


.. محاضر في الشؤؤون المسيحية: لا أحد يملك حصرية الفكرة




.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الأقباط فرحتهم بعيد القيامة في الغربي