الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة .. في حكم تارك الصلاة

يوسف يوسف

2021 / 11 / 5
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الموضوع :
في النصوص القرآنية ، هناك الكثير من الآيات التي ذكرت بها موضوعة الصلاة ، منها : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) سورة البقرة " ، " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) سورة البقرة " . السؤال هنا ، هل أن تارك الصلاة " يكفر صاحبها " ويجعله مشركا أيضا ! ، هذا ما سأبحثه في هذا المقال المختصر .

حكم تارك الصلاة :
سأذكر بعضا مما ذكر بصدد تارك الصلاة ، ففي موقع / طريق الأسلام ، أنقل التالي وبأختصار (( فقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع السلف من الصحابة والتابعين على كفر من ترك الصلاة تكاسلاً ، أو تشاغلاً عنها . أما الأدلة من القرآن ؛ فمنها قوله تعالى : { فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ } [التوبة:11] . أما أدلة السنة : فمنها ما (رواه الجماعة) إلا البخاري والنسائي ، عن جابر قال : قال رسول الله : "بين الرجل وبين الكفر ترك الصلاة " ، وما (رواه أحمد) من حديث أم أيمن مرفوعاً : "من ترك الصلاة متعمداً ، برئت منه ذمة الله ورسوله". ومنها ما (رواه أصحاب السنن) ، و(ابن حبان في صحيحه) ، و(الحاكم) ، من حديث بريدة بن الحصين قال : قال رسول الله : "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ؛ فمن تركها فقد كفر" وقال الترمذي : حسن صحيح ، ومنها ما (رواه أحمد وغيره) عن معاذ بن جبل أن رسول الله قال : " رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد " ، قال ابن تيمية في (شرح العمدة) : " ومتى وقع عمود الفسطاط وقع جميعه ، ولم ينتفع به " ، أي : عندما يسقط عمود الخيمة تسقط الخيمة كلها )) . وفي موقع اخر كان الأمر أكثر تحديدا - حيث ربط العقوبة بما جاء به النص القرآني (( قال تعالى : “مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ” (المدثر 42:43) : فعقوبة تارك الصلاة هنا دخول سقر وهي دركة من دركات النار . وقوله تعالى : “يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ” (القلم – 42) : فتارك الصلاة لا يستطيع السجود بين يدي الله يوم القيامة ، لأنه لم يسجد ولم يصلي في الدنيا . / نقل من موقع الله معنا )) . ومن موقع / أبن باز ، سأورد ما قاله الأئمة الأربعة ( والكفر والشرك إذا عرف فالمراد به الكفر الأكبر والشرك الأكبر، ولقوله ﷺ: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وهذا هو الأرجح وأصح القولين ، أنه يكفر كفرًا أكبر ، نعوذ بالله ، ولو ما جحد وجوبها ، سواء تركها كلها أو ترك الفجر أو الظهر ، أو العصر ، أو تارة يصلي وتارة لا يصلي يكفر بذلك ، وعليه أن يجدد توبة نصوحًا .. وذهب الأكثرون من الأئمة الأربعة ، من المالكية ، والحنفية ، والشافعية إلى عدم كفره ، وأنه كفر أصغر ، وشرك أصغر ، وهو قول جماعة من الحنابلة أيضًا .. ولكن الصواب الأول أنه كفر أكبر ، لأن الأدلة الشرعية تدل على كفره ، لأنها عمود الإسلام فيجب الحذر من ذلك . فالواجب على كل مسلم أن يحذر ترك الصلاة ، وأن يحافظ عليها في جميع الأوقات .. ) .

القراءة :
أولا – بداية الكتاب والسنة والأصحاب والتابعين يكفرون تارك الصلاة بنصوص وسنن وأحاديث تامة وجلية ، ولكن نلاحظ أن بعض النصوص تدعوهم للتوبة ، ومن ثم تتوعدهم بعذاب أخروي . أما جمهور الأئمة الأربعة ، فمعظمهم لا يكفرون تارك الصلاة ويعتبرونه " كفر أصغر وشرك أصغر " . بينما رسول الأسلام ، بحديثه كان الأكثر تشددا ، حيث قال حديثا ذا معان جدير بالوقوف عنده : " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وهذا هو الأرجح وأصح القولين ، أنه يكفر كفرًا أكبر " . والتساؤل هنا ، هل الصلاة أهم من الأعمال ! ، فالكثير من الرجال يصلون ولا يفعلون شيئا ذا فائدة للدين والمذهب ، بينما هناك رجال لا يصلون ولكنهم يبذلون قصارى جهدهم في علو المذهب ، فكيف توقر الأول وتكفر الثاني ! .

ثانيا - من الملاحظ أن الأحاديث ، قد صنفت الكفر والشرك / في موضوعة تارك الصلاة ، الى صنفين ( الكفر الأكبر والشرك الأكبر - الكفر الأصغر ، والشرك الأصغر ) . والعجب هنا هل هناك في الكفر والشرك هناك أكبر وأصغر ! ، وتحليل ذلك ، أن المفسرين لا زالوا يرقعون النصوص ، حتى في موضوعي الكفر والشرك ! .

ثالثا - أيضا نلاحظ في الوقت الراهن تجمعات لا حصر لها في وقت الصلاة ، خاصة في صلاة الجمعة ، وفي الدول الأوربية يصطفون المصلين حتى في الشوارع ، وأرى أن هذه الظاهرة لا تدل في كل مدلولاتها أن كل المصلين ملتزمين ، ولكن الأمر أصبح شكل من أشكال العادات ، فمن الممكن أن الفرد يفعل ما يحلو له كل أيام الأسبوع ، لكنه لا يترك صلاة الجمعة ! .

رابعا – وقد أعتبر الأسلام ورسوله من أن الصلاة ركنا محوريا في الأسلام ، فبالأضافة لكون الصلاة أحد أركان الأسلام الخمسة ، ولكن رسول الأسلام يذهب أبعد من ذلك ، فيقول : " رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد " ، والتساؤل هنا هل الصلاة أهم من فعل الخير ! ، فكان بالأولى على الرسول أن يحث على فعل الخير ، وليس على الصلاة ، وذلك لكون الصلاة علاقة أيمانية بين العبد وربه .

أضاءة :
أرى أنه في موضوعة تارك الصلاة ، لم يتفق فقهاء وأئمة المسلمين على تكفيره أو شركه ! ، هكذا حال المواضيع العقائدية التي يتهافت عليها رجال الأسلام بتفاسيرهم المتقاطعة ، التي لا يتفقون بها مع بعضهم البعض على رأي موحد . أما المسلم من جانب أخر ، فأعتقد أنه قد آمن من أن الصلاة ، عملا روتينيا لا بد أن يؤديه ، لأظهار نفسه بالفرد الملتزم . والبعض الأخر ، بقى بين التفاسير حائرا ، أما حال المسلم بالعموم ، فيمكن أن نشبهه ب الذي تربى على وهم تكفير تارك الصلاة ، الأمر الذي سيجعله يحيا طول عمره في ضياع .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عادات وشعوب | مجرية في عقدها التاسع تحفاظ على تقليد قرع أجرا


.. القبض على شاب حاول إطلاق النار على قس أثناء بث مباشر بالكنيس




.. عمليات نوعية للمقاومة الإسلامية في لبنان ضد مواقع الاحتلال ر


.. مؤسسة حياة كريمة تشارك الكنائس القبطية بمحافظة الغربية الاحت




.. العائلات المسيحية الأرثوذكسية في غزة تحيي عيد الفصح وسط أجوا