الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مزرعة البصل

واصف شنون

2006 / 8 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هل البحث عن جنة الله المخلدة تبعث بأكبر شرائح المجتع العراقي لأن تكون عرضة لرجال دين طارئين تستهويهم الفوضى وقراءة الجنازات ..،و قد تكاثروا بعد 2003 لتصبح البلاد وخاصة جنوبها كمزرعة بصل من كثرة عمائمها الجديدة ؟.
وكانت البلاد قد غصت ومنذ أواسط السبعينيات من القرن الماضي بما أصطلح عليه شعبيا ً بـ (الرفاق ) والرفاق متنوعون فهم ،عضو حزبي وفرقة وشعبة وفرع من كل طائفة ودين ،ناهيك عن المتطوعين في الوشاية عن من عارض أو يعارض أو لم يعارض على الإطلاق وكذلك عن الصامت ...،ولكل من إطلع على أحوال المجتمع العراقي في سابق الأحوال والعهود سوف يجد إن أسماء بعض المعممين الحاليين من الصغار والكبار تتشابه وأسماء وألقاب ،كانت هي أسماء وألقاب رفاق في العهد البعثي وسادة وشيوخ في العهد البريطاني وبيكات في العهد التركي ...

يقنصُ القتلة على سطوح الكاظمية وهم يؤمنون في جنة عرضها السموات والرفاق ..ُتقربهم من خالق الأرض والسماوات !!،ويمشوا ضحاياهم كصيد سهل جماعات وأفراد في الوصول الى المنفعة الدائمة الأبدية في حب الشهيد المغدور الحسين بن علي ،وهو الذي بكى قبل نهايته على مصير أهل بيته ومناصريه ،قبل أن يكون مذهب يهتف بأسمه ويدّعي حكمته ..

مابال هؤلاء الأغمّاء وهم يُسيّرون كالشياه إلى مذابح لاتليق حتى بخرافهم ،لا لسبب ،فقط لأنهم على مذهب أل البيت العلوي ،هل قسوة دنياهم تدفعهم الى أخرتهم ؟؟ أم هي بطالتهم المستديمة وعطالتهم عن التفكير كبشر في كيفية صنع الحياة ؟،أم هو حب اللحاق في درب الحسين الشهيد الذي قتله أبناء قبيلته الزعماء ،وكأن الأمر قد حدث يوم أمس ،فويل للدنيا ،وصونا ً للدنيا إن قاتله ليس بنصراني ...!!.

وعلىالأرجح فأن إندفاع مئات الألاف من الشيعة العراقيين في مناسبات تعني مذهبهم،يجري حسب إندفاع قادة أحزابهم الدينية الفاسدة التي أسست وخلال أقل من ثلاث سنوات لمراسيم دينية ُطبعت بأغراض سياسية دنيئة أريد منها إظهار قوة البشر العددية وليست النوعية ،فموت الفقراء التافهين من أجل "الحسين " لدى الدعوة وبدر والمهدي هي أرقام شهداء ..ثم يأتي بعد حين الإستجداء ،إستجداء الأمهات والأرامل والأيتام .

اللحاق بالحسين قتلا ً يعني (أن يموت الأنسان شهيداً ) ،ومن جراء ذلك سيكافئه الله بمنحه سكن في الجنة ،وجنة ألله واسعة عريضة (عرضها السموات والأرض ) فلماذا يتزاحم الناس أمام خطر يحرمهم الدنيا التي مات من أجلها الحسين في ثورته على حكم بني معاوية .

حين سحق ابراهيم باشا إبن محمد علي باشا والي مصر ،الحركة الوهابية في فلسطين وباقي الشام لاحقهم حتى دخل معقلهم في "الدرعية " ،وهناك طلب مقابلة أحد أبرز فقهائهم ،وحين حضر الفقيه ،سأله ابراهيم باشا :-
ما حجم الجنة ؟
فأجاب الفقيه :-
انها عرض السماوات والأرض ...
فأنتفض ابراهيم باشا قائلا ً :- إنها عريضة وواسعة حسب مشيئة الله ،فلماذا أيها الغبي تحرمّهاعلى الأخرين ،ثم أمر أحد حراسه بقطع عنق ذلك الفقيه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التركمان والمسيحيون يقررون خوض الانتخابات المرتقبة في إقليم


.. د. حامد عبد الصمد: الإلحاد جزء من منظومة التنوير والشكّ محرك




.. المجتمع اليهودي.. سلاح بيد -سوناك- لدعمه بالانتخابات البريطا


.. رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك يزور كنيسا يهوديا في لندن




.. -الجنة المفقودة-.. مصري يستكشف دولة ربما تسمع عنها أول مرة