الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برقيةٌ للملكِ الأعمى

رزان الحسيني
كاتبة ادبية وشعرية، ومترجمة.

2021 / 11 / 13
الادب والفن


أيتها الأيام التي تجري مثل خيولٍ جامحة
أيها الوقت الذي يعدو وبيدهِ شفرة تلصف
خادشاً الحائط الذي هو نحن..
يا أيها الطاغية المسحور
دعني أدخلُ إلى حرمك
علّني أجد لحظاتي الفرِحة
في قسم المفقودات..
أُعذرني.. ضيعتها
أسمال حياتي كانت بالية
وجيوبها مُرتّقةً لا بخيوطٍ
بل بأصابعي..
أشدُّ على طرفها
أحاول لملمة كلّ أوقاتي
لكنّ الفرح خريفيُّ الطبيعة
رحالٌ مثلي،
لا يكاد ينزلِ من ريلٍ في محطة
حتى يُهاجرُ من على أُخرى..

أيها الزمن، تذكّرني
فما من غيرك يعرف أني
كُلُّ الذين بكوا
وحدهم
على مرِّ العصور
تذكّرني، فما من غيرك يعرف
أني النظرةُ الأخيرة
لكلِّ وئيدة
قبل أن يهيلَ أبوها
التراب
على وجهها..
تذكّرني
فأنا مرميّةٌ وحدي على هوامش الحياة
والسابلة تعثرُ بي ولا تُبالي،
ليس للزهرةِ أملٌ بالخلود
سوى بالعطرِ
في ذاكرةِ القاتل
فما بالك بالنبتةِ
العشوائية
بين بلاط الناصية؟

رجالاتك تسحقُ المعنى
وتُعجّلُ بمسحِ ما تُسطره السعادة
على ساحل العمر الأهوج
ببساطيلها،
فدعني أتملقّك
حتى تترك الفرح الفتيّ ينام على خدي
ولو رمشاً صغيراً عابراً
دعهُ يرتطمُ بي وهو مُهاجراً إلى المنفى
لتختلط تعاساتي بلحظاتهِ المُتعجّلة
دعهُ يصير ساعي البريد
لا أراه إلا من النافذة
وسأُراكمُ رسائلي
عسى أن يتأخر في أخذها.

هامش:
وقف الفرح أمام صندوقي
مطولاً، ومُرتبكاً
وحين خرجتُ أرمي وراءهُ الماء،
ورقةً ما
وجدتها تترنّحُ على الرصيف
وعلى غلافها
برقيةٌ للملك الأعمى..

11/11








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??