الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سليمان وألجن

كامل علي

2021 / 11 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


تتميز أساطير ألقرآن عن ألأساطير ألتوراتية وألكتب أليهودية ألمنحولة بألإختصار ألشديد وبألغموض في كثير من ألمواضع، ولأجل إلقاء ألضوء على ماذكرناه والتعرف على بعض مصادر الآيات ألقرآنية سنتناول في هذه المقالة أسطورة سليمان والجن.
بدءاً نود أن نذكر بأنّ التنقيبات ألآثارية (ألأركيولوجية) التي قام بها العلماء الآثاريين الإسرائيليين في إسرائيل لم تثبت وجود للشخصية التاريخية المسماة بملك سليمان حسب التوراة والمصادر اليهودية الأخرى، والمسماة بالنبي سليمان حسب ألقرآن، فاليهود لم يعتبروا سليمان نبيا بالعكس من ألقرآن.
إنّ سلسلة قصص الملك سليمان في سفر الملوك الأول من التوراة لا تحتوي على ما أشار عليه ألقرآن من سلطته على عالم الجن، وعلى عالم الحيوان ومعرفته لألسنتها. ولكن الأدبيات االيهودية خارج التوراة حافلة بمثل هذه الأخبار. ففي الفلكلور الشعبي اليهودي هناك حكايا كثيرة عن السلطان الذي وهبه الله لسليمان على عالم الجن والعفاريت وطيور السماء وكل ما يدب على الأرض.
يقول ترجوم sheni في التعليق على ما ورد في سفر الملوك الأول: "وتكلم سليمان بثلاثة آلاف مثل، وكانت نشائده ألفا وخمسمائة، وتكلم عن الأشجار من الأرز الذي في لبنان إلى الزوفا النابت على الحائط. وتكلم عن عن البهائم وعن الطير وعن دبيب السمك". (4:33-34)، وبأنّ سليمان كان متسلطا على كل الحيوان الذي يدب على الأرض، وعلى طير السماء، وكان يفهم ألسنتها جميعا. حتى إنّه كان يتحدث مع الأشجار. كما كان متسلطا على الجن وعلى أرواح الظلام.
ووصلنا نص في أكثر من نسخة معروفة بعنوان ميثاق سليمان Solomon,s – Testament ، مكتوب باليونانية الهيلينستية وهي لغة الأناجيل، ويرجع تاريخه إلى الفترة بين القرن الثاني والقرن الرابع الميلاديين، والنص يهودي من حيث الأصل، ولكنه خضع للمسة تحريرية مسيحية تتحدث عن ظهور يسوع المسيح في المستقبل. وهو مكرس لوصف سلطان سليمان على عالم الجن والعفاريت من خلال خاتم سحري يضعه في إصبعه، وتسخيرها في أعماله العمرانية. وهو يذكر بالتفصيل أنواع هؤلاء الجن ووظائفهم ومهاراتهم.
وفي ميثاق سليمان لدينا قصة عن العفاريت الذين يطيرون نحو قبة السماء من أجل إستراق السمع ومعرفة الأوامر التي يصدرها ألله إلى الملائكة، وبذلك يتنبؤون بالحوادث المقبلة.
وقد ورد في ألقرآن ذكر الشياطيين ألتي تطير كي تسترق السمع في ألسماء، وعن شهب تنقض من السماء لإتلافهم:
(وَلَقَدۡ زَيَّنَّا ٱلسَّمَآءَ ٱلدُّنۡيَا بِمَصَٰبِيحَ وَجَعَلۡنَٰهَا رُجُومٗا لِّلشَّيَٰطِينِۖ وَأَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابَ ٱلسَّعِيرِ)5 سورة الملك – الآية 5.
( إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) – سورة الصافات، ألآيات 6-10.
( وَلَقَدْ جَعَلْنَا في السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ * وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ * إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ) سورة الحجر، الآيات 16 – 18.

في كتابه الرائع ( الشخصية المحمدية او حل اللغز المقدّس ) كتب الشاعر العراقي معروف الرصافي وفي فصل( محمّد والجن في نخلة )* ما يلي:
(( كان الناس من قديم الزمان يعتقدون بوجود ارواح غير مرئية، منها طيبة ويستنجدونها ويرجون خيرها، ومنها خبيثة يخافونها ويتقون شرّها. وكذلك العرب كانوا في جاهليتهم يعتقدون بوجود هذه الارواح، ويسمّون الطيبة بالملائكة، ويسمّون الخبيثة منها بالجن والشياطين، وعقيدتهم هذه مشهورة لا تحتاج الى اقامة الدلائل ولا الى ايراد الشواهد، والقرآن اصدق شاهد بها، وقد تفرّع من اعتقادهم بالكهانة، فكان لهم كهّان، وكان الكاهن يخبرهم بالمغيّبات، وكانوا يعتقدون أنّ لكل كاهن تابعا من الجن ياتيه بالخبر من السماء.
فلمّا قام محمّد بدعوتهم الى الاسلام، وهو يريد ان يجمعهم على كلمة واحدة، وينهض بهم نهضة عالميّة كبرى، رأى من اللازم الضروري لنجاح الدعوة ان يبطل الكهانة، ويجعل خبر السماء مقصورا على الوحي الذي ياتيه به جبريل، لكيلا تقبل العرب إلّا منه ولا تسمع آلّا له.
ولاجل إبطال الكهانة اغلق محمّد ابواب السماء في وجوه الشياطين وملأها حرسا شديدا من الملائكة، وجعل هذه الشهب المتساقطة في الجو رجوما للشياطين تردّهم عن استراق السمع، واخذ الاخبار السماويّة كما هو مذكور في القرآن. )).
ختاما نقول بأنّ الأساطير الواردة في ألتوراة والكتب اليهودية المنحولة وفي ألقرآن وجميع نصوص الأديان وأساطيرها هي مؤلفات بشرية ظهرت أثناء طفولة ألعقل ألبشري وكانت مناسبة للشعوب والأقوام التي ظهرت بين ظهرانيها وكانت تعبّر عن ثقافة ألبيئة الحاضنة لذلك الدين في تلك الحقبة، كما أنّ ألأديان أثناء ألتأسيس وبعدها تمر بفترة تطوربعد تلاقحها مع الثقافات والحضارات المجاورة لها.
نلتقيكم في مدارات تنويرية أخرى.
مصادر البحث:
- أساطير ألأولين ..... فراس ألسواح.
- الشخصية المحمدية او حل اللغز المقدّس ..... الشاعر العراقي معروف الرصافي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مو معقول
ابو ازهر الشامي ( 2022 / 7 / 22 - 17:18 )
تحياتي
بعد ما قيل في المقال لا يدخل بالعقل
تقول
-
فاليهود لم يعتبروا سليمان نبيا بالعكس من ألقرآن
-
بل اعتبروه احد انبياء التلمود ال 48
فكيف تقول لم يعتبروه !
According to the Talmud, there were 48 prophets and 7 prophetesses.[5][1]
15
Solomon – Biblical figure-;- king of the United Kingdom of Israel
-
من الويكيبيديا
https://en.wikipedia.org/wiki/Prophets_in_Judaism
توضيح ضروري
بعض المواقع تقول
عدد الانبياء في التلمود 48
وهي معظمها
وبعضها تقول
47
وبعضها 46
وبعضها 49
حتى الويكيبيديا عانت مدة من تغير الرقم عدة مرات
وللان لم أعلم السبب
ولكن المهم
من انبياء التلمود سالمون او سليمان
عليه السلام
اذن معلومة ان اليهودية لا تؤمن بان سليمان نبي
ليست فقط معلومة خاطئة
بل تخالف ما يؤمن به اليهود وما نص عليه التلمود وحاخاتهم
!

اخر الافلام

.. كل سنة وأقباط مصر بخير.. انتشار سعف النخيل في الإسكندرية است


.. الـLBCI ترافقكم في قداس أحد الشعانين لدى المسيحيين الذين يتب




.. الفوضى التي نراها فعلا هي موجودة لأن حمل الفتوى أو حمل الإفت


.. مقتل مسؤولَين من «الجماعة الإسلامية» بضربة إسرائيلية في شرق




.. يهود متطرفون يتجولون حول بقايا صاروخ إيراني في مدينة عراد با