الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التشبّث بالخرافة رغم معرفة حقيقتها.

اسكندر أمبروز

2021 / 11 / 14
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


نعلم جميعاً في الأوساط التنويرية والإلحادية أو حتى التاركة لدين بول البعير أيّاً كانت الاتجاهات الفكرية لتاركيه , أن مسألة ترك ورمي دين لا عدوى من الشبّاك هي مسألة مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمعرفة حقيقة هذا التخريف وحقيقة نصوصه ودراستها عن قرب , حيث أنه لا يرضى عاقل على نفسه أو على من يُحب أن يبقى على خرافات ودجل بهذا العبث والتخلف الأخلاقي والفكري والمنطقي...الخ.

ولكن ومع الأسف فإنه هنالك بعض الحالات الشاذّة من المؤمنين , الذين يظلّون طواعية غارقين في وحل وقذارات الدين وخزعبلاته , وهذا مع معرفتهم التامّة بنصوصه الحقيرة والوضيعة والمنحطة , ومنهم من لا يكتفي بهذا , بل يروّج لتلك الأكاذيب والخرافات متحوّلاً الى دجّال من الدجاجلة المعروفين والمسمون بالدعاة أو رجال الدين.

وحال هؤلاء قد يبدو غير منطقي أو متناقض , فنحن نعلم أنه لن يرضى أي عاقل بأي دين على نفسه إن علم حقيقته , خصوصاً أديان اله الدم وخصوصاً دين لا عدوى , ولكن ومع هذا فإن هذه الحالات الشاذّة موجودة , فهل هم وحوش حتى يتجاهلو قذارات النصوص الداعشية وتخلفها العقلي والعلمي والفلسفي والأخلاقي ؟

لا , فلو عدنا قليلاً للفقرة السابقة , أود أن نركّز على كلمة (عاقل) , فنعم أنه لن يرضى عاقل بأن ينتمي لهذه الأديان أبداً إن علم حقيقتها , ولكن هؤلاء المعاتيه هم حرفيّاً مغيبي العقل , وأنا هنا لا أتحدث عن بعض رجال الدين الذين يعلمون الحقيقة ولكنهم متكتمون عليها خشية خسارة مصدر رزقهم الوحيد , فهؤلاء مساكين وهنالك جمعيات خيرية عديدة في أوربا وأمريكا لمساعدتهم ماديّاً وتوفير فرص عمل شريفة لهم بعد تركهم لدينهم ووظيفتهم الوحيدة ألا وهي الكذب على الناس.

ولكن أنا أتحدّث عن الحمقى المغفلين والمدلّسين الذين يصدقون هذا الفجور البول بعيري بكلّ ما أوتو من طاقة وحيونة !!

فهذه الأشكال هي حرفياً بلا عقل وممسوحة التفكير والإنسانية , وفعل بها الفكر الديني من تحجيم وتغييب للعقل , إلى تخدير للأخلاق والإنسانية ما لا يقل عن غسيل المخ التّام...

ولفهم هذه الحالة العويصة يمكننا النظر الى التاريخ الحديث , وتحديداً أتباع العهر النازي في ألمانيا , وكمثال على هذا سنأخذ وزير البروباغاندا جوزيف غوبلز , حيث ومع اقتراب عام 1944 إلى عام 1945 , بدت الهزيمة الألمانية حتمية للنظام النازي. وفي حين أن كبار المسؤولين النازيين الآخرين أجروا اتصالات مع الحلفاء على أمل التفاوض على معاملة متساهلة معهم بعد استسلام ألمانيا , ظل جوبلز مخلصاً بثبات منقطع النظير لهتلر وقضيته , مؤمناً بشكل تامّ أن النازية هي الحل وأنها أفضل ما يمكن الإيمان به.

وخلال الأيام الأخيرة من أبريل 1945 , عندما كانت القوات السوفيتية على عتبة برلين , كان هتلر محصناً في مخبأه. وكان غوبلز هو المسؤول النازي الوحيد إلى جانبه. وفي 30 أبريل , انتحر هتلر عن عمر يناهز 56 عاماً وخلفه غوبلز في منصب مستشار ألمانيا الذي لم يدم طويلاً , حيث وفي اليوم التالي , قام هو وزوجته ماجدا بتسميم أطفالهما الستة. ثم انتحر الزوجان من بعدهم !

هذه الحالة العويصة من التشبث بالدين (المادّي في حالة النازيين) هو ما أحب تسميته بالحيونة الدينية , حيث أن الدين المادي والميتافيزيقي , نجح في مثل هذه الحالات الشاذّة والخطيرة بأن يحوّل البشر الى حيوانات بمعنى الكلمة البهيمي , فقوّات الSS التي كانت تخوض معارك خاسرة من أجل العقيدة النازية علماً أنها ستموت بشكل مؤكّد , وجوزيف جوبلز وزوجته وغيرهم ممن انتحر من أجل العقيدة النازية , أو من انتحر حتى بعد سقوط الاتحاد السوفييتي بسبب الإيمان الكامل بدينه الشيوعي المادي , والدعدوش الذي ينفذ العمليات الانتحارية ويدافع عن عقيدة بالية فاشلة يرى فشلها أي شخص بذرّة عقل...

كلها أمثلة من التاريخ والحاضر , على نسف الخرافة لعقلية البشر بشكل كامل , محولة اياهم الى روبوتات حيوانية بهيمية لن ترى الحقيقة والواقع وإن كانت تنظر إليه بشكل مباشر !

والحل بالنسبة لهذه العاهات العقلية هو إزاحتهم وإيقاف أذاهم عن المجتمع , ووضعهم في مراكز لإعادة التأهيل , دون إيذائهم طبعاً , فهم تماماً كالكلاب البرّية التي تؤذي المارّة يميناً وشمالاً , فهي لا تعي ماذا تفعل ومتحولة لكونها كائنات مسيّرة بما يتعارض مع طبيعتها , ولهذا توضع هذه الكائنات جانباً في حديقة للحيوانات أو مصح عقلي في حالة البشر المغيبين لكي لا تؤذي أحداً , ولتكون مثالاً للدراسة لطلبة الطب النفسي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي